تونس: إيقاف متهمين بالانتماء لتنظيم إرهابي ومهربين

لم تكشف السلطات عن اسم التنظيم ولا عن هوية قيادته ورموزه

حالة استنفار في تونس هذا الأسبوع بسبب قضايا الإرهاب والاغتيالات (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)
حالة استنفار في تونس هذا الأسبوع بسبب قضايا الإرهاب والاغتيالات (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)
TT

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء لتنظيم إرهابي ومهربين

حالة استنفار في تونس هذا الأسبوع بسبب قضايا الإرهاب والاغتيالات (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)
حالة استنفار في تونس هذا الأسبوع بسبب قضايا الإرهاب والاغتيالات (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)

كشفت مصادر أمنية رسمية في تونس أن قوات الأمن الوطني نجحت مؤخراً في إيقاف 9 متهمين بـ«الانتماء لتنظيم إرهابي» سبق أن صدرت ضدهم غيابياً أحكام بالسجن تتراوح بين عامين و13 عاماً.

ولم تكشف السلطات عن اسم التنظيم الإرهابي، ولا عن هوية قيادته ورموزه. لكن هذه الصيغة تستخدم منذ سنوات للإشارة إلى السلفيين المتشددين المتهمين بالعنف، وبينهم من انتمى سابقاً إلى تنظيمات «أنصار الشريعة»، و«القاعدة في المغرب»، و«أسد بن الفرات» و«عقبة بن نافع»... الخ.

تعزيز حضور قوات الأمن والجيش بعد ارتفاع عدد قضايا المتهمين بالتآمر والفساد والإرهاب والتسفير (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)

«تنظيمات إرهابية»

ووفق المصادر نفسها فإن «وحدات إدارة مكافحة الإرهاب المركزية» في تونس نجحت بالشراكة مع قوات الحرس الوطني ومصالح الاستخبارات في إيقاف عدد من المشتبه بانتمائهم إلى «مجموعات تكفيرية»، وتنظيم إرهابي، بينهم متهمون من جهة مدينة مساكن في المنطقة السياحية الساحلية القريبة من منتجعي سوسة والمنستير، 160 كلم جنوب شرقي العاصمة تونس.

المحامي المختص بقضايا الإرهاب سمير بن عمر (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)

ووفق المحامي المختص بقضايا الإرهاب سمير بن عمر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإن هؤلاء الموقوفين الذي صدرت ضدهم أحكام غيابياً يخضعون إلى الإيقاف بصفة آلية، لكن المحاكم تمكنهم من حق الاعتراض على الحكم الغيابي. وخلال جلسة المحاكمة المقبلة يمكن أن يقع تغيير الحكم في اتجاه النقض أو التخفيض أو الترفيع.

محامي المتهمين في قضايا «التسفير» و«الجهاز السري» والاغتيالات مختار الجماعي

مئات الأحكام والمتهمين

وأورد المحامي المختار الجماعي المختص بدوره في قضايا المتهمين بالإرهاب والفساد والتسفير، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن مئات من المتهمين في قضايا أثارها قطب مكافحة الإرهاب أو الدوائر المختصة في الجرائم الخطيرة المماثلة، صدرت ضدهم أحكام أولية غيابية أو حضورية.

كما وقع توجيه اتهامات أخرى لبعض قياداتهم السياسية، من بينها التآمر على أمن الدولة، والفساد المالي، وتبييض الأموال، والتسفير إلى بؤر التوتر في ليبيا وسوريا والعراق وأفغانستان خلال العقد الماضي.

وأكد المحامي المختار الجماعي في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن مئات من المحامين سوف يشاركون الثلاثاء 6 فبراير (شباط) الحالي في المرافعات في «أخطر قضية إرهابية» شهدتها تونس قبل 11 عاماً، أدت إلى اغتيال المحامي والناشط السياسي اليساري شكري بلعيد، مما تسبب في حدوث عنف، واضطرابات تسببت في إسقاط الحكومة والبرلمان الانتقالي، وتشكيل «حكومة تكنوقراط» برئاسة المهندس المستقل ووزير الصناعة آنذاك المهدي جمعة.

أكد عميد المحامين التونسيين حاتم المزيو وجود تعبئة استعداداً لمحاكمة المتهمين في قضايا الإرهاب والاغتيالات (صور متداولة في وسائل الإعلام التونسية)

قضية اغتيال شكري بلعيد

وأصدر عميد المحامين التونسيين حاتم المزيو مؤخراً بياناً يعلم فيه المحامين التونسيين أن السلطات القضائية أمنت مشاركة لسان الدفاع في هذه القضية الأمنية الخطيرة ضمن مسار يؤمل أن يكشف عن «خفايا هذه القضية الإرهابية الخطيرة».

وأعلن عميد المحامين التونسيين أن جلسة 6 فبراير سوف تخصص لمرافعات المحامين بعد سنوات من التأجيل، وسط تبادل الاتهامات الخطيرة بين أبرز الأطراف السياسية في البلاد.

يُذكر أن بعض المتهمين في قضايا الاغتيالات السياسية في تونس موقوفون، بينما يحال البقية في حالة فرار. في المقابل سبق لمصادر مسؤولة أن كشفت أن من بين المتهمين والشهود في قضايا الإرهاب والاغتيالات التي أربكت الأوضاع في البلاد منذ 2011 قد قتلوا في بؤر التوتر في ليبيا وسوريا والعراق أو في بعض البلدان الأفريقية التي تزايد فيها تأثير المجموعات المسلحة السلفية المتهمة بالإرهاب.

من جهة أخرى، كشفت مصادر رسمية تابعة لوزارة الداخلية والإدارة العامة للحرس الوطني أن القوات الأمنية المختصة في تتبع الجريمة المنظمة والإرهاب والتهريب بأنواعها نجحت مؤخراً في إيقاف عدد كبير من المهربين للسلع والأموال وللمهاجرين غير النظاميين، لا سيما في المحافظات القريبة من الحدود التونسية الليبية والتونسية الجزائرية.

كما أسفرت العمليات الأمنية لقوات الاستعلامات والوقاية من الإرهاب في محافظة سليانة، 100 كلم غرب العاصمة تونس عن إيقاف مجموعة من المهاجرين غير النظاميين الأفارقة خلال تنقلاتهم في اتجاه محافظة صفاقس، 270 كلم جنوب شرقي العاصمة تونس، وكانوا يستعدون للهجرة غير القانونية، انطلاقاً من سواحلها إلى جنوب إيطاليا، وتحديداً إلى جزيرة لامبيدوزا التي لا تفصلها عن سواحل تونس إلا قرابة ساعتين بحراً على متن قوارب الصيد العادية.


مقالات ذات صلة

القضاء الفرنسي يحكم بسجن امرأة 9 سنوات لانضمامها إلى جماعة إرهابية في سوريا

أوروبا مدخل محكمة باريس الجنائية (أ.ف.ب)

القضاء الفرنسي يحكم بسجن امرأة 9 سنوات لانضمامها إلى جماعة إرهابية في سوريا

أمرت محكمة الجنايات في باريس بسجن امرأة فرنسية تبلغ 34 عاماً 9 سنوات بتهمة انضمامها 3 مرات إلى جماعة جهادية في سوريا عبر خلية بريطانية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا صحافيون أفغان في لقاء بمكتب أخبار «تولو» في العاصمة كابل (إعلام أفغاني)

«طالبان» تحظر البث المباشر للبرامج الحوارية السياسية

فرضت حكومة «طالبان» في كابل، حظراً على البث المباشر للبرامج الحوارية السياسية بالقنوات الإخبارية الأفغانية، ما أثار موجة إدانات دولية من مختلف أنحاء العالم.

عمر فاروق (إسلام آباد)
آسيا قوات الأمن بكشمير في حالة تأهب قصوى بعد أن كشفت السلطات عن أن المسلحين اعتمدوا تكتيكات «الإرهاب الخفي» في سلسلة هجمات منطقة جامو (إ.ب.أ)

الجيش الهندي يعلن قتل متمردَين اثنين في كشمير

قَتل جنود هنود في كشمير شخصَين يشتبه بأنهما «إرهابيان» في اشتباك (السبت)، بحسب مسؤولين أمنيين، في وقت تشهد فيه المنطقة المتنازَع عليها انتخابات محلية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي )
آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يتفقدون موقع انفجار عربة شرطة في كويتا أدى إلى إصابة 12 أحدهم شرطي 25 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مسلحون يقتحمون منزلاً في بلوشستان ويقتلون 7 عمال

أعلنت الشرطة الباكستانية، مساء السبت، مقتل ما لا يقل عن 7 عمال، برصاص مسلحين مجهولين، اقتحموا منزلاً في بلدة بنجكور بإقليم بلوشستان.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان: تركيا ستعيد تقييم علاقاتها بأميركا بعد انتخاب رئيسها الجديد

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستعيد تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

جيش مالي يعلن الوضع في باماكو «تحت السيطرة» بعد هجوم تبناه متطرّفون

الجيش المالي يعلن سيطرته على الوضع في العاصمة باماكو (أ.ب)
الجيش المالي يعلن سيطرته على الوضع في العاصمة باماكو (أ.ب)
TT

جيش مالي يعلن الوضع في باماكو «تحت السيطرة» بعد هجوم تبناه متطرّفون

الجيش المالي يعلن سيطرته على الوضع في العاصمة باماكو (أ.ب)
الجيش المالي يعلن سيطرته على الوضع في العاصمة باماكو (أ.ب)

أعلن الجيش المالي، الثلاثاء، أنه سيطر على الوضع في العاصمة باماكو، مشيراً إلى إحباط عملية قام بها «إرهابيون» لمحاولة التسلل إلى أكاديمية لقوات الدرك، في هجوم نادر تشهده العاصمة وتبناه متطرّفون.

وقال الجيش في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «باكراً هذا الصباح حاولت مجموعة من الإرهابيين التسلل إلى مدرسة فالادي لقوات الدرك»، مؤكدا أن «الوضع تحت السيطرة».

وأشارت وزارة الأمن من جانبها، إلى «هجمات إرهابية» استهدفت «نقاطاً حساسة في العاصمة»، بينها مدرسة الدرك.

وتطلق السلطات التي يهيمن عليها الجيش تسمية «الإرهابيين» عادة على المتطرفين والمتمردين في الشمال.

وفي وقت لاحق، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عن الهجوم.

وقالت الجماعة في بيان نشرته على قنوات الاتصال التابعة لها، إنها نفذت «عملية خاصة استهدفت المطار العسكري ومركز تدريب قوات الدرك المالية وسط العاصمة المالية (باماكو)، فجر هذا اليوم (الثلاثاء)، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة وتدمير عدة طائرات عسكرية».

وقال الجيش إن عمليات تمشيط جارية، داعياً السكان إلى التزام الهدوء وتجنب المنطقة.

وأصيب اثنان من رجال الدرك، بحسب أقاربهما.

وأظهرت مقاطع فيديو لم تتحقق «وكالة الصحافة الفرنسية» من صحتها ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتقال رجلين.

ودوت انفجارات وأصوات إطلاق نار، صباح الثلاثاء، في العاصمة باماكو التي عادة ما تكون بمنأى عن الهجمات شبه اليومية التي تشهدها مناطق معينة في البلاد، بحسب مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مسؤول في الدرك طلب عدم الكشف عن هويته، إن «مسلحين لم يتم التعرف عليهم رسمياً بعد، هاجموا هذا الصباح معسكراً واحداً على الأقل للدرك في باماكو».

وأعلن مسؤول في المطار أن «مطار باماكو مغلق مؤقتاً بسبب الأحداث»، دون أن يكشف مدة هذا الإجراء.

إطلاق نار وانفجارات

وسُمع دوي إطلاق النار قرابة الخامسة صباحاً على وقع انفجارات، على ما أوضح مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية». وشوهد دخان أسود يتصاعد من منطقة قريبة من المطار.

وقال أحد الشهود إنه ظل عالقاً مع مصلين آخرين في مسجد قريب من منطقة إطلاق النار بعد صلاة الفجر.

وبثت المدرسة الفرنسية رسالة أعلنت فيها أنها ستبقى مغلقة «بسبب أحداث خارجية».

كما تلقى موظفو الأمم المتحدة رسالة تطلب منهم «الحد من التنقل حتى إشعار آخر».

ومالي دولة فقيرة تنشط فيها جماعات متطرفة وانفصالية، وتعاني منذ 2012 أزمة كبيرة متعددة الأبعاد مع وقوع هجمات دامية تنفذها مجموعات مختلفة تابعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، بالإضافة إلى قطاع الطرق والعصابات الإجرامية.

وشهد البلد انقلابين عسكريين في أغسطس (آب) 2020 ومايو (أيار) 2021، ويحكمه حالياً مجلس عسكري برئاسة الكولونيل أسيمي غويتا.

كما جرت انقلابات في دولتين مجاورتين لمالي هما بوركينا فاسو والنيجر.

وأنهى الضباط الذين استولوا على السلطة في 2020 تحالفهم مع فرنسا وشركائها الأوروبيين في 2022، وتحولوا عسكرياً وسياسياً إلى روسيا.

وفي يناير (كانون الثاني)، خرجت الدول الثلاث من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، بعد اتهامها بأنها ألعوبة بيد فرنسا.

واتُّهمت «إكواس» بعدم تقديم الدعم في مواجهة المتطرفين الذين صعدوا هجماتهم منذ عام 2012 في مالي، ثم في أراضي جارتيها، ما أسفر عن مقتل آلاف العسكريين والمدنيين، وتسبب في نزوح ملايين السكان.

وفي يوليو (تموز)، عزز الحلفاء علاقاتهم بإنشاء «كونفدرالية دول الساحل» التي سترأسها مالي في عامها الأول، وتضم نحو 72 مليون نسمة.

وما زالت السلطات المالية تواجه تحديات خطيرة، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي أيضاً.