جماعات متطرفة حاصرت 46 موقعاً على الأقل في بوركينا فاسو

ارتكبت جرائم في حق مدنيين... وانتهاكات لحقوق الإنسان

احتجاج على تدهور الوضع الأمني ​​المرتبط بهجمات الجهاديين في  واغادوغو ببوركينا فاسو في 3 يوليو 2021 (أ.ف.ب)
احتجاج على تدهور الوضع الأمني ​​المرتبط بهجمات الجهاديين في واغادوغو ببوركينا فاسو في 3 يوليو 2021 (أ.ف.ب)
TT

جماعات متطرفة حاصرت 46 موقعاً على الأقل في بوركينا فاسو

احتجاج على تدهور الوضع الأمني ​​المرتبط بهجمات الجهاديين في  واغادوغو ببوركينا فاسو في 3 يوليو 2021 (أ.ف.ب)
احتجاج على تدهور الوضع الأمني ​​المرتبط بهجمات الجهاديين في واغادوغو ببوركينا فاسو في 3 يوليو 2021 (أ.ف.ب)

أفادت «منظمة العفو الدولية»، في تقرير نُشر (الخميس)، بأن 46 موقعاً على الأقل في بوركينا فاسو تعرضت في يوليو (تموز) لحصار من جانب جماعات متطرفة مسلحة، ارتكبت فيها جرائم في حق مدنيين، وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وقالت المنظمة، غير الحكومية، إن «46 موقعاً على الأقل كانت تحت نوع من الحصار فرضته جماعات مسلحة في بوركينا فاسو» في يوليو، مشيرة إلى أن هذه الجماعات تنتمي إلى تنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

النيران في موقع المواجهات بين جيش بوركينا فاسو والإرهابيين الأربعاء الماضي (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

وتوجد هذه «القرى والمدن في أنحاء البلاد كافة»، كما أضاف التقرير، مشيراً إلى أن «منطقتي الساحل (شمال) وبوكل دو موهون (غرب) هما الأكثر تضرراً».

وأوضح التقرير أن منظمة العفو «تصنف قرية أو مدينة على أنها محاصرة من طرف جماعات مسلحة»، حينما يكون الجيش أو «المتطوعون من أجل الدفاع عن الأمة (متطوعون مدنيون في الجيش) موجودين فيها»، وحيثما تقوم جماعات مسلحة «بمنع أو تحديد ولوج الأشخاص والسلع والخدمات».

وتابع أن «هذه الجماعات المسلحة تمنع وصول السكان المحاصَرين للغذاء والماء الصالح للشرب وللعلاجات الطبية، وتجبرهم على النزوح»، موضحاً أنها تقوم أيضاً «باختطاف نساء وفتيات» وتنفيذ هجمات قاتلة ضد المدنيين.

أسلحة ومعدات صادرها الجيش خلال عملية عسكرية لتدمير قاعدة إرهابية (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

وأدت أعمال عنف الجماعات الإرهابية المسلحة التي تشهدها بوركينا فاسو إلى مقتل أكثر من 17 ألف شخص منذ عام 2015، بين مدنيين وعسكريين، بينهم 6 آلاف منذ بداية عام 2023، وفق منظمة «أكليد» غير الحكومية التي تحصي ضحايا النزاعات. كما يضم البلد أيضاً أكثر من مليوني نازح.

وعدّ تقرير منظمة العفو أن «الوضع الإنساني تدهور بحدة» منذ «توسع» اللجوء «لتكتيك» فرض الحصار على القرى والمدن في عام 2022.

و«بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج بوركينابي من أصل خمسة، أي 4.7 مليون شخص، لمساعدة إنسانية»، وفق المنظمة.

ويؤكد التقرير أيضاً أن «373 مركزاً طبياً أُغلقت بسبب النزاع»، وهو وضع يعقّد «الوصول للعلاج لـ3.5 مليون شخص».

وأقرّت المنظمة بوجود «رغبة ما للاستجابة للاحتياجات الإنسانية» لدى حكومة بوركينا فاسو، لكنها أسفت في الوقت نفسه لكونها تضع «إجراءات تعيق عمل المنظمات الخيرية والوصول للمدنيين المحتاجين للمساعدة».

وذكر التقرير أن بوركينا فاسو كانت مسرحاً لانقلابَين عسكريَين عام 2022، أوصل آخرهما الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري إلى السلطة.

وأكدت المنظمة أنها «جمعت معلومات وشهادات حول جرائم ارتُكبت من طرف القوات المسلحة في قرية هولدي (شمال) في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.