سعي أفريقي لتبني «استراتيجية جديدة» لمكافحة «الإرهاب»

رئيس نيجيريا تحدث عن مداولات مكثفة لمراجعة «شاملة» للوضع الأمني

لاجئون من مالي هربوا من العنف والإرهاب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
لاجئون من مالي هربوا من العنف والإرهاب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
TT

سعي أفريقي لتبني «استراتيجية جديدة» لمكافحة «الإرهاب»

لاجئون من مالي هربوا من العنف والإرهاب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
لاجئون من مالي هربوا من العنف والإرهاب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

​تسعى دول غرب أفريقيا إلى وضع «استراتيجية جديدة ممولة بشكل مناسب للتصدي للإرهاب» الذي يتفاقم بشكل لافت في المنطقة، بحسب رئيس نيجيريا بولا تينوبو، الذي أشار إلى أن التحديات الأمنية خضعت بالفعل إلى «مراجعة شاملة». ويعد نجاح الاستراتيجية المزمعة، رهن «الدعم الغربي والتزام القوى الكبرى بتعهداتها تجاه المنطقة»، كما يشير الخبراء الذين أكدوا ضرورة أن يمتد الدعم إلى «جوانب الحوكمة الرشيدة والتنمية وألا يقتصر على الجوانب العسكرية».

وعقب اجتماع في أبوجا، الثلاثاء، مع رؤساء دول بنين وغينيا - بيساو، والنيجر، تحدث تينوبو، الذي يرأس حاليا هيئة رؤساء دول وحكومات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، عن «نهج جديد لمعالجة الأمن في المنطقة»، يشمل «نتائج أكثر قابلية للقياس». وقال تينوبو إن دول المنطقة «قادرة على جمع الأموال اللازمة لمكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن قادة المنطقة أجروا «مداولات مكثفة حول تحقيق الأمن والحفاظ على الديمقراطية في دول الساحل الغربي».

وبالتوازي مع اجتماع نيجيريا، قررت «إيكواس» الثلاثاء تشكيل لجنة تضم كلا من النيجر، ونيجيريا، وبنين، وغينيا بيساو، للبحث عن حلول أمنية بديلة، بعد الانسحاب المرتقب لبعثة الأمم المتحدة من مالي، بحسب ما أورده موقع «ذي ديفينس بوست» المهتم بالشؤون العسكرية ومواقع صحافية نيجيرية.

وقرر قادة الدول الأربع خلال الاجتماع إيفاد الرئيس البنيني باتريس تالون قريبا إلى مالي وبوركينافاسو وغينيا كوناكري، لمناقشة التحولات الأمنية والديمقراطية بعد الانقلابات العسكرية التي شهدتها الدول الثلاث.

وتحكم حكومات عسكرية دول مالي وبوركينا فاسو. وغادرت هذا العام قوات فرنسية ذات حضور تاريخي هناك، كما أعلنت تلك الحكومات عن تقارب مع قوات مجموعة «فاغنر» الروسية.

ويرى الخبير المغربي المتخصص في الشؤون الأمنية محمد بوشيخي، أنه من المبكر الحكم على «الاستراتيجية»، لكن تصريحات تينوبو تأتي في سياق مضطرب فرضته تداعيات «تمرد فاغنر» الفاشل وانعكاساته والتحولات في المشهد الأمني بمالي واستعداد البعثة الأممية (مينوسما) لمغادرة البلاد، فضلاً عن انهيار تجمع دول الساحل (G5). وقال بوشيخي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم تأكيد تينوبو على توفر الأموال اللازمة فإن الأمر يتعلق بإعلان نوايا بالنظر للظرفية الاقتصادية الصعبة التي تمر بها دول المجموعة، التي فشلت سابقا في تخصيص مبالغ مالية مهمة أعلنت عنها دون القدرة على تحقيقها».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تعد مساعدة طويلة الأمد لساحل العاج وبنين وتوغو، مع ازدياد المخاوف من أن تتمدد الجماعات المسلحة والنفوذ الروسي في منطقة الساحل إلى الساحل الغربي لأفريقيا.

كامالا هاريس مع الرئيس الغاني نانا أكوفو - أدو بأكرا في مارس الماضي (رويترز)

وكانت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي زارت دولة غانا في مارس (آذار) الماضي في إطار حملة للولايات المتحدة للتقدم في أفريقيا لمواجهة النفوذ الروسي والصيني. وأعلنت هاريس عن تقديم 100 مليون دولار على مدى 10 سنوات لتعزيز الصمود في منطقة غرب أفريقيا الساحلية.

ويعتقد بوشيخي أن الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه الدول الأفريقية يجعل نجاح أي استراتيجية مرهوناً بـ«دعم الدول الغربية التي صارت تتخوف من ميل الحكومات الأفريقية نحو مهادنة الإرهابيين في حال فشلها في المواجهة». وتوقع بوشيخي أن «تعمل دول غرب أفريقيا على تكييف خطط عملها مع أولويات السياسات الغربية لتحصيل الدعم المالي واللوجيستي والعملياتي لأي تحركات ميدانية في إطار مكافحة الإرهاب».

من جانبه، رأى أحمد سلطان الخبير المصري في شؤون الجماعات المتطرفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الإعلان عن استراتيجية جديدة يأتي بـ«التنسيق مع واشنطن والقوى الغربية في إطار التنافس الاستراتيجي مع الصين وروسيا». وأضاف: يمكن أن يسفر انخراط واشنطن عن «نجاحات في مجال المعلومات، لكن التغلب على الإرهاب يحتاج إلى مقاربة تخاطب أسباب انتشار الإرهاب وعلى رأسها الفقر وغياب الحكم الديمقراطي الرشيد والعدالة».

وانتشرت فوضى أمنية تقودها جماعات إرهابية تابعة لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» بدأت في مالي عام 2011، ببطء إلى الدول المجاورة، وتهدد الدول المستقرة في غرب أفريقيا؛ مثل غانا وساحل العاج وتوغو وبنين.


مقالات ذات صلة

عشرات الإصابات بالكوليرا في كينيا بعد أسابيع من الفيضانات

أفريقيا خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)

عشرات الإصابات بالكوليرا في كينيا بعد أسابيع من الفيضانات

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها، اليوم (الأربعاء)، بعد الإبلاغ عن عشرات حالات الإصابة بالكوليرا في كينيا، بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
رياضة عالمية فينيدي جورج (الشرق الأوسط)

تعيين فينيدي جورج مدرباً جديداً لنيجيريا

قال مسؤولون اليوم الاثنين إن نيجيريا عينت فينيدي جورج مدرباً للمنتخب الأول لكرة القدم في تصعيد للجناح الدولي السابق من منصبه السابق كمساعد مدرب.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
شمال افريقيا شعار الاتحاد الأفريقي خارج مبنى مقر الاتحاد في أديس أبابا إثيوبيا 8 نوفمبر 2021 (رويترز)

الاتحاد الأفريقي و«الإيغاد» يحذران من تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم»

حذّر الاتحاد الأفريقي و«الإيغاد» من أن تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في دارفور يشكل تهديداً حقيقياً لأمن المدنيين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
الاقتصاد شباب وشابات ينتظرون أدوارهم في مكان مخصص للبحث عن العمل في بنين (الموقع الإلكتروني للبنك الدولي)

زعماء أفارقة يسعون للحصول على تمويل قياسي من البنك الدولي

دعا زعماء أفارقة الدول الغنية إلى الالتزام بمساهمات قياسية ضمن برنامج للبنك الدولي منخفض الفائدة موجه للدول النامية للمساعدة في تمويل التنمية.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أفريقيا متظاهرون يحملون لافتة خلال مسيرة احتجاجية للمطالبة بانسحاب القوات الأميركية من النيجر في أغاديز بالنيجر 21 أبريل 2024 (رويترز)

واشنطن ستسحب جنودها من تشاد بعد خطوة مماثلة في النيجر

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة ستسحب جنودها مؤقتاً من تشاد بعد أيام من الموافقة على سحب قواتها من النيجر المجاورة.

إيلي يوسف (واشنطن )

عشرات الإصابات بالكوليرا في كينيا بعد أسابيع من الفيضانات

خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)
خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)
TT

عشرات الإصابات بالكوليرا في كينيا بعد أسابيع من الفيضانات

خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)
خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها، اليوم (الأربعاء)، بعد الإبلاغ عن عشرات حالات الإصابة بالكوليرا في كينيا، بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة والفيضانات، وفق وكالة «الصحافة الفرنسية».

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، سُجلت 44 إصابة بالكوليرا في مقاطعة نهر تانا شرق كينيا، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات.

وقال منسق الأمم المتحدة المقيم في كينيا ستيفن جاكسون في مقابلة مع قناة «سيتيزن تي في» التلفزيونية: «أعتقد أننا سنكون قادرين على احتواء المرض بالتعاون بين الحكومة، والشركاء الوطنيين والدوليين».

وأضاف «لقد تمكنا من احتواء الكوليرا في الماضي، لكن الإصابات تُشكل قلقاً كبيراً».

والكوليرا هي عدوى معوية حادة تنجم عن تناول طعام أو مياه ملوثة تسبب الإسهال والقيء، ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف الشديد والموت في غياب العلاج الفوري، وقد تُشكل خطراً على الأطفال الصغار بشكل خاص.

وقال عبد الرحمن ديالو، ممثل منظمة الصحة العالمية في كينيا، في بيان صحافي نشرته هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء «ستواصل منظمة الصحة العالمية دعم الاستجابة لحالة الطوارئ الصحية، وستظل يقظة لمواجهة تفشي الأمراض السريعة الانتشار في حال عدم احتوائها».

وتابع عبد الرحمن ديالو «يجب أن نكون مرنين وجاهزين للرد، تحت إشراف الحكومة وبالتعاون مع الشركاء، من أجل تقديم المساعدة لمئات وآلاف الأشخاص المتضررين» من العوامل الجوية.

وأودت الفيضانات في كينيا بحياة 238 شخصاً، وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية، بينما أصبح أكثر من 200 ألف شخص من دون مأوى.

وأدت الأمطار الموسمية التي فاقت غزارتها المعتاد، والتي تفاقمت بسبب ظاهرة إل نينيو المناخية، إلى مقتل أكثر من 400 شخص في شرق أفريقيا، وهي منطقة معرضة بشدة لتغير المناخ.


الاتحاد الأفريقي يدين «بشدّة» التوغل الإسرائيلي في رفح

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
TT

الاتحاد الأفريقي يدين «بشدّة» التوغل الإسرائيلي في رفح

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

أدان الاتحاد الأفريقي، الأربعاء، التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح، بجنوب قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى وقف «هذا التصعيد الدامي» في الحرب.

وجاء، في بيان على منصة «إكس»، أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد «يُدين بشدّة امتداد هذه الحرب إلى معبر رفح؛ الممر الوحيد للمساعدات الإنسانية»، بعدما سيطرت دبابات إسرائيلية على الممر الذي يُعد رئيسياً لإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصَر.


ضربات للجيش الصومالي بمسيّرات تركية أسفرت عن مقتل مدنيين

شرطي صومالي خلال مسيرة ضد صفقة ميناء إثيوبيا وأرض الصومال على طول الشارع الرئيسي العاصمة في مقديشو - 11 يناير 2024 (رويترز)
شرطي صومالي خلال مسيرة ضد صفقة ميناء إثيوبيا وأرض الصومال على طول الشارع الرئيسي العاصمة في مقديشو - 11 يناير 2024 (رويترز)
TT

ضربات للجيش الصومالي بمسيّرات تركية أسفرت عن مقتل مدنيين

شرطي صومالي خلال مسيرة ضد صفقة ميناء إثيوبيا وأرض الصومال على طول الشارع الرئيسي العاصمة في مقديشو - 11 يناير 2024 (رويترز)
شرطي صومالي خلال مسيرة ضد صفقة ميناء إثيوبيا وأرض الصومال على طول الشارع الرئيسي العاصمة في مقديشو - 11 يناير 2024 (رويترز)

ندّدت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء، بضربتين شنّهما الجيش الصومالي بمسيّرات تركية ما أدى إلى مقتل 23 مدنياً في مارس (آذار) الماضي، ودعت إلى إجراء تحقيق في «جرائم حرب» محتملة.

واستهدفت المسيّرات مزرعة قرب قرية بغداد في منطقة شبيلي السفلى (جنوب) في 18 مارس، ما أدى أيضاً إلى إصابة 17 شخصاً، بحسب المنظمة.

أشخاص يتفقدون مكان الحادث بعد تفجير انتحاري قرب مطعم في منطقة حمر وين بمقديشو - 16 يناير 2024 (إ.ب.أ)

قتال عنيف على الأرض

وقال سكان لمنظمة العفو الدولية إن الغارات التي نفّذتها المسيّرات جاءت عقب قتال عنيف على الأرض بين «حركة الشباب» وقوات الأمن الصومالية.

وقابل أعضاء من المنظمة غير الحكومية 12 شخصاً، بينهم ضحايا وأقاربهم وشهود، وأجروا تحليلاً لصور التقطت بالأقمار الاصطناعية وصور شظايا لإثبات استخدام قنابل ومسيّرات تركية الصنع من طراز «بيرقدار تي بي - 2».

وقال محمد علي ديري، الذي فقد شقيقه وابن أخيه البالغ 9 سنوات، للمنظمة إنه ركض نحو المزرعة بعد سماع الانفجار الأول، مباشرة قبل الضربة الثانية.

صراخ ودماء وجثث

وأضاف وفق تقرير المنظمة: «كان هناك صراخ ودماء وجثث منتشرة على الأرض».

وأوضحت منظمة العفو الدولية أن العائلات الخمس المتضررة من الضربات تنتمي إلى مجموعة صومالية مهمشة.

وقال المدير الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في منظمة العفو الدولية تيغيري شاغوتا في التقرير: «في الصومال، يتحمل المدنيون في كثير من الأحيان وطأة الحرب. يجب عدم التغاضي عن هذه الوفيات الرهيبة».

وأضاف: «يجب على الحكومتين الصومالية والتركية التحقيق في هذه الضربات القاتلة باعتبارها جريمة حرب».

وفي مارس، قالت الحكومة الصومالية إنها نفّذت عملية استهدفت «حركة الشباب» في هذه المنطقة، من دون أن تشير إلى سقوط ضحايا مدنيين.

جندي من الجيش الصومالي خلال تدريب في مقديشو 19 مارس 2024 (غيتي)

وأفادت وزارة الإعلام في بيان مؤرّخ في 19 مارس بأن «أكثر من 30 (متطرفاً) قتلوا خلال عملية نفذت بالاشتراك مع قواتنا المسلحة وشركائنا الدوليين».

ولفتت منظمة العفو الدولية إلى أنها طلبت من الحكومتين الصومالية والتركية المزيد من المعلومات لكن من دون جدوى.

وتعد أنقرة التي تربطها علاقات وثيقة مع الصومال، الشريك الرئيسي لمقديشو على صعيد التعاونين الاقتصادي والعسكري.

كذلك، تضمّ الصومال أكبر قاعدة عسكرية تركية ومركز تدريب في الخارج، وفق وسائل إعلام تركية.

إلى ذلك، نفّذ الجيش الوطني الصومالي عمليات عسكرية ضد «ميليشيات الشباب» في قرى تابعة لمحافظة بكول بولاية جنوب الغرب الإقليمية.

وذكرت وكالة الأنباء الصومالية (صونا)، أن «العملية، التي جرت قادها قائد الفرقة 47 من الكتيبة الثامنة للجيش الوطني الملازم أحمد محمد نور، تم فيها طرد العناصر الإرهابية من القرى المجاورة لضواحي إقليم بكول، كما نجح الجيش في تدمير مواقع منسوبة للإرهابيين».


مالي تصعد على الحدود... وموريتانيون يشكون من معاملة «غير إنسانية»

جنود ماليون يستقلون شاحنة صغيرة تحمل مدفعاً رشاشاً في 13 نوفمبر 2018 في غاو بعد هجوم انتحاري بسيارة مفخخة خلال الليل أدى إلى مقتل 3 أشخاص (أ.ف.ب)
جنود ماليون يستقلون شاحنة صغيرة تحمل مدفعاً رشاشاً في 13 نوفمبر 2018 في غاو بعد هجوم انتحاري بسيارة مفخخة خلال الليل أدى إلى مقتل 3 أشخاص (أ.ف.ب)
TT

مالي تصعد على الحدود... وموريتانيون يشكون من معاملة «غير إنسانية»

جنود ماليون يستقلون شاحنة صغيرة تحمل مدفعاً رشاشاً في 13 نوفمبر 2018 في غاو بعد هجوم انتحاري بسيارة مفخخة خلال الليل أدى إلى مقتل 3 أشخاص (أ.ف.ب)
جنود ماليون يستقلون شاحنة صغيرة تحمل مدفعاً رشاشاً في 13 نوفمبر 2018 في غاو بعد هجوم انتحاري بسيارة مفخخة خلال الليل أدى إلى مقتل 3 أشخاص (أ.ف.ب)

يكافح محمد محمود، لنسيان «الآلام» التي تعرض لها على يد الجيش المالي وعناصر من مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية، حتى تمنى الموت بعدما ظن أنه لن يعود إلى أسرته في موريتانيا.

وقال محمود إنه اعتاد منذ سنوات العبور إلى الأراضي المالية، حيث يمارس تجارة بيع الماشية في الأسواق الأسبوعية هناك، إلى أن شاءت الظروف أن تعترضه دورية للجيش المالي و«فاغنر» عند بئر واعتقلته.

وأضاف في حديث لوكالة «أنباء العالم العربي» عبر الهاتف، أن الدورية اقتادته أولاً إلى معتقل في الصحراء، مقيداً بالسلاسل لتبدأ الرحلة «الأشد والأحلك في حياتي»، على حد وصفه.

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)

وتابع: «تم احتجازي في ظروف غير إنسانية، حيث تعرضت لتعذيب شديد وصعقات كهربائية، وتعرضت للضرب المبرح والإهانة بشكل يومي».

وأوضح محمود أنهم طلبوا منه إعطاء معلومات عن هوية عناصر الجماعات المسلحة وأماكن اختبائهم مقابل إطلاق سراحه، لكنه رفض ونفى معرفته بهم. وتابع: «أبلغت الجيش المالي أنني مواطن موريتاني يمارس التجارة ولا علاقة لي بأي نشاط إرهابي».

واعتقل الجيش المالي و«فاغنر» في الأسابيع الأخيرة، العشرات من الموريتانيين في قرى حدودية، متهماً إياهم بالتعاون مع الجماعات المسلحة والمتمردين الذين ينشطون في شمال مالي.

أرشيفية لقادة من بوركينا فاسو مع جنود في قرى محاذية لمالي حيث تدور معارك ضد الإرهابيين

وتشهد حدود البلدين اضطرابات أمنية بالتزامن مع تنفيذ الجيش المالي و«فاغنر» عملية عسكرية طالت قرى على الحدود. واضطر عدد من السكان إلى النزوح من قراهم خوفاً من الاعتقالات، مطالبين الحكومة الموريتانية بالتدخل لحمايتهم.

ومن بين هؤلاء، سلكه التي نزحت من قريتها إلى مدينة عدل بكرو تاركة بيتها وممتلكاتها، بحثاً عن الأمان الذي تقول إنه غاب عن المنطقة منذ أسابيع.

وتقول سلكه إنها نزحت بسبب الخوف الشديد من تصاعد العنف والاعتداءات التي تقوم بها القوات المالية وميليشيات «فاغنر» ضد المدنيين في المنطقة.

وتضيف في اتصال مع وكالة «أنباء العالم العربي»: «يعتقلون الأبرياء ويمارسون أساليب تعذيب بشعة، وينفذون حملات ترهيب ليلاً تهدف إلى زعزعة استقرارنا وإرهابنا».

وتابعت: «نعيش في حالة من الخوف وعدم الاستقرار، ولا يمكننا العيش بأمان في بيوتنا. نطالب بحماية دولية لحقوقنا وسلامتنا».

رسائل طمأنة

وسعياً لطمأنة السكان على الحدود، أعلنت الحكومة في منطقة الحوض الشرقي، أن موريتانيا بجيشها وحكومتها «قادرة على الدفاع عن نفسها؛ لكن لن تكون سريعة في رد مخرب، وستتعامل مع كل الأغلاط والتجاوزات بصرامة وحزم، وبحكمة وتأنٍ في الوقت ذاته».

وقال والي الحوض الشرقي أسلم ولد سيدي في اجتماع مع سكان المنطقة، إن ما حصل على الحدود الموريتانية - المالية، ناتج عن تداخل كبير بين القرى التابعة للبلدين.

عناصر من «فاغنر» في شمال مالي (أرشيفية - أ.ب)

ومع تصاعد غضب الموريتانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الحكومة البدء في اتخاذ إجراءات دولية بعد تصاعد وتيرة الاعتداءات على المواطنين.

وقال وزير البترول والطاقة والمعادن الناني ولد اشروقه، إن الحوادث التي تقع خارج حدود البلاد لها إجراءات دولية خاصة، مشيراً إلى أن الحكومة الموريتانية اتخذتها.

وأضاف ولد اشروقه في مؤتمر صحافي أسبوعي للحكومة، أن الحدود الموريتانية - المالية، غير مستقرة وتعيش على وقع كثير من عمليات الكر والفر بين الجماعات المسلحة والسلطات المالية.

وتابع: «أكرر أن قواتنا المسلحة وجيشنا على استعداد تام للدفاع عن الحوزة الترابية، وسيكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بحوزتنا الترابية عن قصد وسنرد له الصاع صاعين»، وفق تعبيره.

كما أجرى الجيش الموريتاني لأول مرة منذ سنوات، مناورات عسكرية على الحدود الشرقية في ظل العملية العسكرية التي يجريها الجيش المالي على الحدود.

وقال وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين، إنه لا توجد أي مشكلة سياسية أو حدودية مع مالي، مشدداً على أن بلاده لن تقبل في الوقت نفسه بأي مساس بأمن مواطنيها.

وعبر الوزير في لقاء مع السكان المحليين في مدينة عدل بكرو، بالقرب من الشريط الحدودي أمس (الأحد)، عن أسف الحكومة وألمها وإدانتها لتلك الأحداث التي «تضرر منها مواطنونا، سواء في القرى الحدودية أو داخل البلد الشقيق مالي».

وربط الوزير الأحداث الأخيرة بما قال إنه «تحول سياسي وأمني» تعيشه مالي، عادّاً أنه «ليس جديداً ويجب تسييره كما سبق أن جرى في تسعينات القرن الماضي».

وتابع: «كونوا مطمئنين على أنكم في دولتكم، وبالتالي فإن وجودكم وأمنكم ونشاطكم الزراعي والرعوي يجب أن تستمروا فيه بطريقة طبيعية وعادية، لأنه لا توجد أي مشكلة».

كما شدد الوزير على ضرورة تقليص وجود الموريتانيين في المناطق الحدودية مع مالي، إلى أن يتم تجاوز هذه الأوضاع.

أزمة في العلاقات

وتشهد العلاقات الموريتانية - المالية أزمة دبلوماسية صامتة، بعد اختراق مجموعة «فاغنر» الحدود ودخولها موريتانيا خلال مطاردة عناصر مسلحة من مالي، في واقعة فاقم منها فرض مالي تأشيرة على الموريتانيين لدخول أراضيها وتقييد حركة العبور بين البلدين.

ومنذ أن استعانت مالي بمجموعة «فاغنر» الروسية عام 2021 في حربها على المجموعات المسلحة في الشمال، زادت حدة الحوادث الأمنية على الحدود مع موريتانيا التي تقول إن جيش مالي أعدم مواطنين واعتقل آخرين بالتعاون مع عناصر «فاغنر».

مقاتل من حركة انفصالية في أزواد (أ.ف.ب)

كما استدعت وزارة الخارجية الموريتانية الشهر الماضي، سفير مالي، لتنقل احتجاجها على «ما يتعرض له مواطنون موريتانيون أبرياء عزل من اعتداءات متكررة داخل الأراضي المالية»، كما ورد في بيان.

ورغم الغضب الشعبي وبدء الحكومة برفع نبرتها ضد مالي، لم تعلق السلطة الانتقالية في باماكو رسمياً على كلام نواكشوط.

ويكتفي الجيش المالي في بياناته بالتطرق إلى الأهداف التي يحققها في حربه «ضد الإرهاب» في الشمال، مؤكداً أنه يخوض عملية «لتطهير» البلاد منه.

ومن بين المناطق التي أعلن الجيش المالي بداية هذا الشهر عن عمليات عسكرية بها، منطقة نارا على الحدود مع موريتانيا، إذ قال إنه «دمر ملجأ للجماعات الإرهابية المسلحة».

وأضاف في بيان أنه حيد عدداً من المسلحين، وصادر 6 دراجات نارية، بالإضافة إلى معدات حربية تتكون من أجهزة اتصال لاسلكية وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات وسترات مضادة للرصاص وبنادق. وتشير التقارير إلى أن شمال دولة مالي المعروف محلياً باسم «إقليم أزواد»، مقبلٌ على حرب جديدة، وهو إقليمٌ يتعدد اللاعبون المسلحون فيه، فمن جهة يسعى الجيش المالي مدعوماً بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، للسيطرة على مدن الشمال بعد انسحاب قوات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما)، ومن جهة أخرى تسيطر حركات مسلحة من الطوارق والعرب على مناطق من الإقليم، وذلك بموجب اتفاق سلام موقع مع باماكو، كما يسيطر «القاعدة» و«داعش» في مناطق أخرى من الإقليم، ما يجعله منطقة مهيأة للاشتعال.


كينيا وتنزانيا في حال تأهب مع اقتراب الإعصار «هدايا» وسط فيضانات مدمّرة

كينيون في منطقة كيتينغيلا التي غمرتها المياه (أ.ف.ب)
كينيون في منطقة كيتينغيلا التي غمرتها المياه (أ.ف.ب)
TT

كينيا وتنزانيا في حال تأهب مع اقتراب الإعصار «هدايا» وسط فيضانات مدمّرة

كينيون في منطقة كيتينغيلا التي غمرتها المياه (أ.ف.ب)
كينيون في منطقة كيتينغيلا التي غمرتها المياه (أ.ف.ب)

تلزم كينيا وتنزانيا حال تأهب، السبت، مع اقتراب إعصار من سواحلهما على المحيط الهندي، فيما تضرب فيضانات مدمرة البلدين الواقعين في شرق افريقيا والمعرضين للتقلبات المناخية.

وقد لقي نحو 400 شخص حتفهم في شرق افريقيا منذ مارس (آذار) ونزح الآلاف بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات وانزلاقات للتربة، وجرفت منازل ودمرت طرقاً وجسوراً.

وفي وقت تترقب البلاد أول إعصار في تاريخها، وصف الرئيس الكيني وليام روتو توقعات الأرصاد الجوية في البلاد بأنها «فظيعة»، وأرجأ إلى أجل غير مسمى إعادة فتح المدارس التي كانت مقررة الاثنين.

ويتوقع أن يضرب الإعصار الاستوائي «هدايا» اليابسة خلال عطلة نهاية الأسبوع على سواحل كينيا وتنزانيا.

وحذر روتو من أن الإعصار «سيتسبب بأمطار غزيرة ورياح قوية وأمواج عاتية وخطيرة».

وقتل منذ مارس في كينيا ما لا يقل عن 210 أشخاص وفقد حوالى مائة آخرين بينما تشرد 165 ألف شخص، بحسب الأرقام الحكومية.

وأمرت وزارة الداخلية الكينية الخميس الاشخاص المقيمين قرب الأنهار الكبيرة أو قرب 178 «سدا أو خزانا ممتلئا بالكامل أو جزئيا» بالابتعاد عن المنطقة خلال 24 ساعة.

أفراد من الصليب الأحمر ومواطنون في منطقة روفيجي التنزانية التي غمرتها مياه الأمطار (أ.ف.ب)

وسيبلغ الإعصار «هدايا» ذروته مع رياح تبلغ سرعتها 165 كيلومترا في الساعة عندما يضرب اليابسة في تنزانيا المجاورة السبت، وفقا لمركز المناخ الإقليمي.

ويمتد موسم الأعاصير في جنوب غرب المحيط الهندي عادة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أبريل (نيسان) ويشهد نحو 12 عاصفة سنويا.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية التنزانية السبت على منصة «إكس» أن الإعصار كان مساء الجمعة على مسافة 125 كيلومترا من دار السلام، عاصمة تنزانيا الاقتصادية، متسببا برياح قوية وأمطار غزيرة في عدة مناطق ساحلية.

وقد لقي ما لا يقل عن 155 شخصا حتفهم في تنزانيا بسبب الفيضانات وانزلاقات التربة التي دمرت المحاصيل وجرفت منازل.

ومنطقة شرق إفريقيا معرضة بشدة لتغير المناخ، وتفاقم هطول الأمطار فيها هذا العام بسبب ظاهرة «إل نينيو» المناخية الطبيعية المرتبطة عادة بارتفاع حرارة الأرض وتسبب الجفاف في بعض أنحاء العالم وأمطارا غزيرة في أماكن اخرى.

وفي بوروندي قُتل ما لا يقل عن 29 شخصا وأصيب 175 آخرون منذ بداية موسم الأمطار في سبتمبر (أيلول)، حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

وأعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها «الكبير» لمصير آلاف اللاجئين في بوروندي وكينيا والصومال وتنزانيا.

وقالت أولغا سارادو مور المتحدثة باسم المفوضية الجمعة إن سكان المناطق المتضررة «يضطرون إلى الفرار مجدداً للنجاة بعد أن جرفت المياه منازلهم».


قوات روسية تدخل قاعدة أميركية في النيجر

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي في البنتاغون (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي في البنتاغون (أ.ب)
TT

قوات روسية تدخل قاعدة أميركية في النيجر

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي في البنتاغون (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي في البنتاغون (أ.ب)

أكَّد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عدم وجود خطر يتهدّد القوات الأميركية جراء دخول جنود روس إلى قاعدة عسكرية ينتشرون فيها بنيامي، عاصمة النيجر. وقال أوستن، خلال مؤتمر صحافي أمس، إنَّ «الروس موجودون في مجمّع منفصل ولا يمكنهم الوصول إلى القوات الأميركية أو معداتنا».

وأضاف الوزير الأميركي في تصريحات عقب لقاء ثلاثي مع نظيريه الأسترالي والياباني في هونولولو بولاية هاواي: «دائماً ما أركّز على سلامة قواتنا وحمايتهم... لكن في الوقت الحالي، لا أرى مشكلة كبيرة هنا فيما يتعلَّق بحماية قواتنا» التي تستعد لانسحاب «احترافي ومسؤول» من النيجر، بحسب ما يقول المسؤولون الأميركيون.

وتضع خطوة الجيش الروسي بدخول القاعدة العسكرية في نيامي الجنود الأميركيين والروس على مسافة قريبة للغاية من بعضهم بعضاً، في وقت يزداد فيه التنافس العسكري والدبلوماسي بين البلدين على خلفية الصراع في أوكرانيا.

وطلب ضباط الجيش الذين يحكمون النيجر بعد الانقلاب العسكري الذي نفذوه العام الماضي، من الولايات المتحدة، سحب قرابة ألف عسكري كانوا يشاركون في الحرب ضد الجماعات المتشددة في الساحل الأفريقي.


«الأغذية العالمي»: الوقت ينفد أمام منع حدوث مجاعة في دارفور

رجل هرب من الاشتباكات في دارفور يجلس خارج ملجئه المؤقت في أدري بتشاد (رويترز)
رجل هرب من الاشتباكات في دارفور يجلس خارج ملجئه المؤقت في أدري بتشاد (رويترز)
TT

«الأغذية العالمي»: الوقت ينفد أمام منع حدوث مجاعة في دارفور

رجل هرب من الاشتباكات في دارفور يجلس خارج ملجئه المؤقت في أدري بتشاد (رويترز)
رجل هرب من الاشتباكات في دارفور يجلس خارج ملجئه المؤقت في أدري بتشاد (رويترز)

حذّر برنامج الأغذية العالمي اليوم (الجمعة) من أن الوقت ينفد أمام منع حدوث مجاعة في إقليم دارفور بالسودان مع تصاعد الاشتباكات في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بما يعوق الجهود الرامية لتوصيل المساعدات الغذائية الحيوية إلى المنطقة.

وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة في بيان إن المدنيين في الفاشر وإقليم دارفور كله يواجهون بالفعل «مستويات مدمرة» من الجوع، إلا أن المساعدات الغذائية كانت تصل ولكن بوتيرة متقطعة «جراء القتال والعراقيل البيروقراطية التي لا تنتهي»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف: «غير أن التصعيد الأخير لأعمال العنف حول الفاشر أدى إلى وقف قوافل المساعدات القادمة من معبر الطينة الحدودي مع تشاد، وهو معبر إنساني جرى فتحه في الآونة الأخيرة ويمر عبر عاصمة شمال دارفور».

وأوضح برنامج الأغذية أنّ القيود التي تفرضها السلطات في بورتسودان بشرق السودان تمنعه من نقل المساعدات إلى دارفور من الممر الآخر الصالح للاستخدام عبر الحدود مع تشاد.

وتابع: «تلك القيود المفروضة على عمليات الوصول تهدد خطط برنامج الأغذية العالمي الرامية لتقديم مساعدات حيوية إلى ما يزيد على 700 ألف شخص قبل موسم الأمطار الذي تصير فيه طرق كثيرة بدارفور غير صالحة للسير».

وقال مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة شرق أفريقيا: «الوضع مزرٍ؛ فالنّاس يلجأون إلى تناول العشب وقشور الفول السوداني. وإذا لم تصل إليهم المساعدات قريباً، فقد نشهد مجاعة وحالات وفاة على نطاق واسع في دارفور ومختلف المناطق الأخرى المتضررة من الصراع في السودان».

وشدد دانفورد في البيان على ضرورة إتاحة وصول المساعدات دون قيود وتوفير ضمانات أمنية لتوصيلها إلى الأسر «التي تكابد من أجل البقاء وسط مستويات مدمرة من العنف».

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أبريل (نيسان) من العام الماضي بعد خلافات بين الطرفين حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، وتسببت الحرب في نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.


إرهابيون يفجرون جسراً في النيجر

في هذه الصورة التي نشرتها «حركة إنقاذ أزواد» عام 2018 يظهر قائد تنظيم «داعش» أبو حذيفة، المعروف بالاسم المستعار هيغو، وهو يرتدي الزي العسكري. وقال جيش مالي في بيان في وقت متأخر من يوم الاثنين 29 أبريل 2024 إن أبو حذيفة قُتل على يد القوات الحكومية المالية. وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه (أ.ب)
في هذه الصورة التي نشرتها «حركة إنقاذ أزواد» عام 2018 يظهر قائد تنظيم «داعش» أبو حذيفة، المعروف بالاسم المستعار هيغو، وهو يرتدي الزي العسكري. وقال جيش مالي في بيان في وقت متأخر من يوم الاثنين 29 أبريل 2024 إن أبو حذيفة قُتل على يد القوات الحكومية المالية. وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه (أ.ب)
TT

إرهابيون يفجرون جسراً في النيجر

في هذه الصورة التي نشرتها «حركة إنقاذ أزواد» عام 2018 يظهر قائد تنظيم «داعش» أبو حذيفة، المعروف بالاسم المستعار هيغو، وهو يرتدي الزي العسكري. وقال جيش مالي في بيان في وقت متأخر من يوم الاثنين 29 أبريل 2024 إن أبو حذيفة قُتل على يد القوات الحكومية المالية. وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه (أ.ب)
في هذه الصورة التي نشرتها «حركة إنقاذ أزواد» عام 2018 يظهر قائد تنظيم «داعش» أبو حذيفة، المعروف بالاسم المستعار هيغو، وهو يرتدي الزي العسكري. وقال جيش مالي في بيان في وقت متأخر من يوم الاثنين 29 أبريل 2024 إن أبو حذيفة قُتل على يد القوات الحكومية المالية. وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه (أ.ب)

كشف جيش النيجر عن تفجير جسر في جنوب غرب البلد في هجوم نسب إلى «مجموعات إرهابية مسلحة» هدفها «عزل» مدينة تقع على عشرات الكيلومترات في بوركينا فاسو.

رئيس أركان الجيش النيجيري الفريق تاوريد لاجباجا (في الوسط) مع قادة المجتمع الآخرين يصلون على جانب القبر حيث دُفن ضحايا هجوم بطائرات من دون طيار تابعة للجيش في قرية تودون بيري بنيجيريا في 5 ديسمبر 2023 (أ.ب)

وجاء في بيان الخميس صادر عن الجيش أن «مجموعات إرهابية مسلّحة قامت» مساء الاثنين «بتدمير جسر بواسطة متفجّرات في منطقة موسي-باغا»، وهي بلدة تقع على بعد 100 كلم تقريبا من نيامي.

وتبعد موسي-باغا نحو تسعة كيلومترات عن الحدود مع بوركينا فاسو.

وأفاد الجيش بأن هذه «المجموعات الإرهابية المسلّحة حاولت على الأرجح عزل مدينة كانتشاري في بوركينا فاسو» على بعد عشرات الكيلومترات من موسي-باغا من خلال «عملها التخريبي» هذا.

وفي مطلع أبريل (نيسان)، تظاهر مئات الأشخاص في كانتشاري للمطالبة بمساعدة غذائية ومزيد من الأمن في هذه المنطقة التي تحاصرها المجموعات الجهادية منذ أكثر من سنتين.

وطالب المتظاهرون أيضا بإيفاد وحدة تدخّل سريع للتصدّي للإرهابيين.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في بوركينا فاسو بأن خمس شاحنات محمّلة بالإعاشات أوفدت إلى كانتشاري في 13 أبريل بطلب من الحكومة.

وكان محور نيامي-واغادوغو الذي يمرّ في موسي-باغا يشكّل الممرّ الرئيسي لعبور البضائع المحمّلة من مرفأ أبيدجان لكنه بات غير قابل للاستخدام تقريبا منذ سنتين بسبب أعمال العنف.

ويعبر هذا الممرّ في تيلابيري في ما يعرف بـ«منطقة الحدود الثلاثة» بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، التي باتت معقلا للمتطرفين الذين بايعوا «القاعدة» و«داعش».

بقايا دراجة نارية ملقاة على الأرض بعد هجوم بطائرة من دون طيار تابعة للجيش على قرية تودون بيري بنيجيريا في 5 ديسمبر 2023 (أ.ب)

وبسبب تهديدات المجموعات المسلّحة في تيلابيري، فرّ «أكثر من 30 ألف شخص» منذ يناير (كانون الثاني)، بحسب معطيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نيامي.

ومنذ سنوات، تواجه النيجر وبوركينا فاسو عنف المجموعات الجهادية. وفي بوركينا فاسو، أدّت هذه الأعمال إلى مقتل أكثر من 20 ألف مدني وعسكري ونزوح أكثر من مليوني شخص.

في غضون ذلك، قال مسؤول محلي إن هجوما جويا قتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص من بينهم سبعة أطفال الجمعة في مخيم للنازحين في مدينة جوما بشرق الكونغو. ولم يتبين بعد من يقف وراء الهجوم. وحققت جماعة «إم23» المتمردة المدعومة من رواندا تقدما خلال العامين الماضيين واقتربت من مدينة جوما في الأشهر القليلة الماضية، ما دفع الآلاف إلى البحث عن ملاذ آمن في المدينة هربا من المناطق المحيطة بها.

وقال ديديسي ميتيما رئيس منطقة لاك فيرت حيث وقع الهجوم الجوي لـ«رويترز» إنه رأى جثث سبعة أطفال ورجلين. وأضاف أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا وأنه من الممكن أن يرتفع عدد القتلى. ولم يرد الجيش الكونغولي بعد على طلب للتعقيب.


عشرة قتلى في هجوم إرهابي شمال مالي

أرشيفية لمقاتلين من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
أرشيفية لمقاتلين من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
TT

عشرة قتلى في هجوم إرهابي شمال مالي

أرشيفية لمقاتلين من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)
أرشيفية لمقاتلين من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التي تتبع «القاعدة» في صحراء مالي (مؤسسة الزلاقة - ذراع القاعدة الإعلامية)

قُتل عشرة عناصر في ميليشيا موالية لنظام باماكو، الإثنين، في هجوم شنّه إرهابيون في شمال مالي حيث يخوض المجلس العسكري الحاكم مواجهات مع جماعات إرهابية وانفصالية، وفق ما أفادت مصادر أمنية وكالة فرانس برس.

والثلاثاء قال إينوسا مايغا العضو في تنسيقية الحركات وجبهة المقاومة الوطنية وهو تحالف لفصائل مسلحة تؤازر القوات الحكومية، إن "جهاديين هاجموا موقعنا قرب غاو. فقدنا عشرة مقاتلين". ووقع الهجوم في منطقة كادجي الواقعة عند تخوم غاو، عند الساعة 13,30 (بالتوقيت المحلي)، وفق ما أفاد مصدر في الشرطة المالية لوكالة الصحافة الفرنسية وفحوى وثيقة داخلية لهذه الفصائل المسلحة أكدت أيضا الحصيلة.

وتشهد منطقة غاو بانتظام اشتباكات بين جماعات جهادية أو انفصالية يهيمن عليها الطوارق والجيش المالي الذي يؤازره حلفاؤه الروس وفصائل مسلحة محلية. ومالي يحكمها عسكريون انقلابيون منذ العام 2020.

ودفع المجلس العسكري الحاكم في مالي بالقوة الفرنسية المناهضة للجهاديين الى الرحيل في عام 2022، ثم بعثة الأمم المتحدة في نهاية عام 2023.

وانفتحت البلاد سياسيا وعسكريا على روسيا التي سعت في السنوات الأخيرة إلى تعزيز علاقاتها مع افريقيا.


شراكة أمنية بين إثيوبيا وإيطاليا لدعم تأمين «سد النهضة»

جانب من إنشاءات «سد النهضة» في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من إنشاءات «سد النهضة» في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

شراكة أمنية بين إثيوبيا وإيطاليا لدعم تأمين «سد النهضة»

جانب من إنشاءات «سد النهضة» في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
جانب من إنشاءات «سد النهضة» في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

أفادت هيئة البث الإثيوبية اليوم الثلاثاء بأن إيطاليا وقعت اتفاق شراكة أمنية مع إثيوبيا تقدم روما بمقتضاه دعماً لدوريات الشرطة الإثيوبية المسؤولة عن تأمين سد النهضة.

وذكرت الهيئة أن الشراكة بين البلدين تهدف لمواجهة الجرائم المنظمة العابرة للحدود، مشيرة إلى أن إيطاليا تعهدت بتقديم التدريب لقوات الشرطة الإثيوبية في مجالات مختلفة، مثل الطب الشرعي، وحماية الشخصيات المهمة، وفقا لما ذكرته (وكالة أنباء العالم العربي).

وأوضحت أن الجانبين توصلا إلى تفاهم «لإجراء عمليات مشتركة تستهدف الشبكات الإجرامية العابرة للحدود».

وتستعد إثيوبيا لـ«ملء خامس» لبحيرة السد، الذي تقيمه منذ 2011، خلال الأشهر المقبلة. وسط تحذيرات من «أزمة مياه لمصر والسودان».

وتبني إثيوبيا «سد النهضة» بداعي «توليد الكهرباء»، وأعلنت مطلع أبريل (نيسان) الحالي «انتهاء 95 في المائة من إنشاءات السد». ونقلت «وكالة الأنباء الإثيوبية» حينها عن مسؤولين في أديس أبابا تأكيدهم الاستعداد لـ«الملء الخامس»، الذي يتوقع أن يكون خلال فترة الفيضان من يوليو (تموز) وحتى سبتمبر (أيلول) المقبلين.