القضاء السنغالي يتهم رسمياً أحد أبرز وجوه المعارضة بالإساءة للرئيس

الرئيس السنغالي ماكي سال (أ.ف.ب)
الرئيس السنغالي ماكي سال (أ.ف.ب)
TT

القضاء السنغالي يتهم رسمياً أحد أبرز وجوه المعارضة بالإساءة للرئيس

الرئيس السنغالي ماكي سال (أ.ف.ب)
الرئيس السنغالي ماكي سال (أ.ف.ب)

وجّه القضاء السنغالي رسمياً (الثلاثاء)، تهمة الإساءة لرئيس الدولة خصوصاً إلى بيرام سولاي ديوب، المعارض للرئيس ماكي سال، كما أعلن محاميه.

وقال المحامي موسى سار، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ديوب، رئيس المجموعة البرلمانية لتحالف المعارضة «تحرير الشعب» والقيادي في تحالف «باستيف» وأحد أشد معارضي سال «متهم بأفعال تهدد بطبيعتها السلم العام وبالإساءة إلى رئيس الجمهورية».

وأضاف أن مذكرة توقيف صدرت بحق المعارض.

وكان ماكي سال قد أعلن في الثالث من يوليو (تموز) أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثالثة في الانتخابات المقررة العام المقبل.

وفي مؤتمر صحافي في اليوم التالي حذّر ديوب من تراجع محتمل لرئيس الدولة عن هذا القرار. وقال: «أحذر المرشحين المقبلين» للحزب الرئاسي: «تجنبوا تناول الطعام في منزله وتجنبوا شرب مياهه، فهو قادر على تسميمك وعلى القول: بما أنه ليس هناك مرشحون، سأعود».

وأضاف: «قد يفعل ذلك على طريقة الحسن واتارا» رئيس ساحل العاج، الذي اختار أمادو غون كوليبالي لخلافته لكن وفاة الأخير عن 61 عاماً إثر مشكلات في القلب، دفعت واتارا إلى الترشح للرئاسة في 2020 بعدما أعلن أنه لن يترشح لولاية رئاسية ثالثة.

وغداة مؤتمره الصحافي، أُوقف ديوب.

وسمح قرار الرئيس ماكي سال عدم الترشح لإعادة انتخابه، بتخفيف حدة التوتر السياسي في السنغال.

كان حكم بالسجن سنتين على المعارض عثمان سونكو قد أدى إلى اضطرابات كانت الأخطر في السنغال منذ سنوات. وقد سقط خلالها 16 قتيلاً، حسب الأرقام الرسمية، ونحو 30 قتيلاً، حسب المعارضة.



جيش النيجر يعلنُ مقتل 100 إرهابي ويلاحق آخرين على حدود ليبيا

عناصر مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في النيجر (الشرق الأوسط)
عناصر مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في النيجر (الشرق الأوسط)
TT

جيش النيجر يعلنُ مقتل 100 إرهابي ويلاحق آخرين على حدود ليبيا

عناصر مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في النيجر (الشرق الأوسط)
عناصر مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في النيجر (الشرق الأوسط)

قدم جيش النيجر حصيلة هجمات إرهابية متزامنة وقعت ما بين الأحد والثلاثاء الماضيين في مناطق مختلفة من البلاد، نجح خلالها الجيش في تحييد أكثر من مائة إرهابي، فيما قتل 12 جندياً خلال معارك مع «القاعدة» و«داعش».

وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون الحكومي في النيجر، ليل الأربعاء - الخميس، إنه خسر 12 من جنوده، فيما أصيب أكثر من ثلاثين آخرين، خلال هجومين إرهابيين منفصلين، وانفجار لغم تقليدي الصنع.

وفي الحصيلة التي عرضها الجيش، قال إن خمسة من جنوده قتلوا يوم الأحد الماضي في هجوم شنه "المئات من المجرمين الإرهابيين، ضد قوة الدفاع والأمن المتمركزة في نياكتيري، في منطقة تيلابيري، التي تبعد حوالي مائة كيلومتر شمال غربي العاصمة نيامي، على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو المجاورتين.

جيش النيجر خلال دورية في منطقة تيلابيري (أ.ف.ب)

وقال الجيش إن «حشوداً من المجرمين بلغ عددهم المئات، شنت هجوماً (ضد الموقع العسكري)، لكنها واجهت مقاومة شرسة من قبل جنودنا، الذين أظهروا شجاعة ملحوظة، وتمسكوا بموقفهم بشجاعة، وألحقوا بهم خسائر فادحة».

وأوضح أنه رداً على الهجوم الإرهابي، أرسلَ تعزيزات برية وجوية إلى المنطقة التي تصنف أنها الأكثر خطورة في منطقة الساحل، ويطلق عليها «مثلث الموت»، ونجحت هذه التعزيزات في القضاء على «أكثر من مائة إرهابي»، حسب الحصيلة التي قدمها الجيش.

وأكد أنه نشر في المنطقة وحدتين من القوات الخاصة بسرعة، «وحشد أصولاً جوية لتنفيذ ضربات مستهدفة، ما أدى إلى إبادة المهاجمين»، مشيراً إلى أن عمليات التمشيط التي قامت بها الوحدات البرية كشفت عن «جثث جديدة بالإضافة إلى عشرات الدراجات النارية، بعضها مليء بالرصاص والبعض الآخر محترق بالكامل».

على صعيد آخر، قال الجيش إن فصيلاً من «جماعة بوكو حرام» الإرهابية، يمثلُ فرع «داعش» في غرب أفريقيا، هاجم دورية للجيش في منطقة «ديفا» جنوب النيجر، على الحدود مع نيجيريا، واستخدمت في الهجوم عبوات ناسفة أدت إلى مقتل خمسة جنود على الأقل.

عناصر من الجيش النيجري في حالة استنفار أمني (متداولة)

وأكد الجيش أنه رداً على الهجوم الإرهابي، تدخل سلاح الجو وقصف المجموعة الإرهابية ليقتل «العديد من الإرهابيين»، بالإضافة إلى تدمير زوارق ومعدات كانت في حوزتهم، دون تقديم حصيلة دقيقة.

ولم تتوقف الهجمات الإرهابية على تيلابيري في الغرب أو ديفا في الجنوب، بل توسعت لتشملَ منطقة أغاديز في أقصى الشمال، غير بعيد من الحدود مع الجزائر وليبيا، وحيث توجد مناجم غنية باليورانيوم.

وقال الجيش في بيانه: «إن مجموعة إرهابية شنت هجوماً ضد معسكر ومقر للدرك في مدينة تشيرفا، التابعة لإقليم أغاديز، وقتل فيه جنديان وأصيب ستة آخرون، حين كانوا يحاولون السيطرة على سيارة استخدمها منفذو الهجوم الإرهابي».

وأوضح أنه أطلق عملية تمشيط واسعة لملاحقة منفذي الهجوم بعد فرارهم، مشيراً إلى أنهم توجهوا نحو عمق الصحراء الكبرى، في اتجاه الحدود مع دولة ليبيا المجاورة، حيث تتمركز مجموعات مسلحة في الجنوب الليبي.

وتعد النيجر واحدة من أكثر دول الساحل التي يضربها الإرهاب منذ قرابة عشر سنوات، ما أسفر عن دخول البلد الأفريقي الفقير في أزمة سياسية، بعد أن قاد الجيش انقلاباً عسكرياً العام الماضي على الرئيس المخلوع محمد بازوم.

قوات أميركية في النيجر قبل الانسحاب (متداولة)

وأعلن «المجلس العسكري» الذي يحكم البلاد أن «هدفه الأبرز هو القضاء على الإرهاب»، وفي سبيل ذلك طرد الجيش القوات الفرنسية والأميركية الموجودة في البلاد بحجة محاربة الإرهاب، وتوجه الحكام الجدد إلى التحالف مع روسيا، مقابل الحصول على أسلحة جديدة، والتدريب والتأطير من طرف مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة التي أصبحت تعرف باسم «فيلق أفريقيا».

ومع ذلك ما تزالُ النيجر تواجه بشكل شبه يومي هجمات إرهابية دامية، فيما يؤكد الحكام العسكريون أنهم يحققون «تقدماً كبيراً في مواجهة خطر الجماعات الإرهابية».