باكستان: القضاء على 5 مسلحين من العناصر الإرهابية بإقليم بلوشستان

إسلام آباد تبدأ حملة ثانية للتطعيم ضد شلل الأطفال

ضابط شرطة يقف حارساً بينما يقوم أحد العاملين بمجال الصحة بتقديم لقاح شلل الأطفال لطفل بأحد أحياء لاهور بباكستان الاثنين 21 أبريل 2025 (أ.ب)
ضابط شرطة يقف حارساً بينما يقوم أحد العاملين بمجال الصحة بتقديم لقاح شلل الأطفال لطفل بأحد أحياء لاهور بباكستان الاثنين 21 أبريل 2025 (أ.ب)
TT

باكستان: القضاء على 5 مسلحين من العناصر الإرهابية بإقليم بلوشستان

ضابط شرطة يقف حارساً بينما يقوم أحد العاملين بمجال الصحة بتقديم لقاح شلل الأطفال لطفل بأحد أحياء لاهور بباكستان الاثنين 21 أبريل 2025 (أ.ب)
ضابط شرطة يقف حارساً بينما يقوم أحد العاملين بمجال الصحة بتقديم لقاح شلل الأطفال لطفل بأحد أحياء لاهور بباكستان الاثنين 21 أبريل 2025 (أ.ب)

قضت قوات الأمن الباكستاني على 5 مسلحين من العناصر الإرهابية، خلال عملية نفّذتها في منطقة دكي بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

عامل صحي يعطي طفلاً لقاح شلل الأطفال في مدرسة بلاهور بباكستان الاثنين 21 أبريل 2025 (أ.ب)

وأوضحت وحدة مكافحة الإرهاب، التابعة للشرطة الباكستانية، في بيان، الاثنين، أن الإرهابيين الخمسة كانوا متورطين في تنفيذ هجمات على العمال وقوات الأمن، وقُضي عليهم، خلال تبادل لإطلاق النار، ضمن عملية نفّذتها قوات الوحدة بالمنطقة، مبيّنة أن الإرهابيين ينتمون إلى منظمة محظورة متورطة في أعمال إرهابية مختلفة، مثل الهجمات على عمال المناجم وعلى قوات الأمن والمدنيين في الإقليم.

عامل صحي يعطي طفلاً لقاح شلل الأطفال في مدرسة بلاهور بباكستان الاثنين 21 أبريل 2025 (أ.ب)

في غضون ذلك، بدأت باكستان، الاثنين، حملة ثانية للتطعيم، تستمر أسبوعاً على مستوى البلاد؛ بهدف حماية 45 مليون طفل من شلل الأطفال. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن باكستان وأفغانستان هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تقضيا على الفيروس الذي يسبب الشلل. وسجلت باكستان، منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، ست حالات إصابة بشلل الأطفال. وشهدت باكستان ارتفاعاً في حالات الإصابة بالفيروس، خلال العام الماضي، لتصل إلى 74 حالة، على الرغم من أنها سجلت حالة إصابة واحدة بشلل الأطفال خلال 2021.

عمال أفغان يجلسون قرب نقطة الصفر عند معبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان بولاية ننغرهار 20 أبريل 2025 (أ.ب)

وناشد وزير الصحة الباكستاني مصطفى كمال الآباءَ التعاون مع أفراد الأطقم الطبية، الذين يقومون بزيارات للمنازل لتطعيم الأطفال.

لاجئون أفغان مع أمتعتهم يجلسون في شاحنة لدى وصولهم من باكستان إلى مخيم مؤقت قرب الحدود الأفغانية الباكستانية بتورخام بإقليم ننغرهار 20 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

إلى ذلك، أعلنت وزارة اللاجئين والعودة إلى الوطن في حكومة «طالبان» إطلاق سراح 175 مواطناً أفغانياً من السجون الباكستانية. ووفقاً لبيانٍ، صدر الأحد، جرى إطلاق سراح هؤلاء الأفراد وتسفيرهم إلى أفغانستان، بعد حصولهم على المساعدة.

وتابعت الوزارة أن المعتقلين كانوا محتجَزين في مواقع مختلفة بأنحاء باكستان، حيث تراوحت مدة احتجازهم بين يوم وثلاثة أيام، وفق وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء، الأحد.

ويتزامن إطلاق سراحهم مع حملة الطرد الباكستانية المستمرة، حيث بدأت البلاد المرحلة الثانية من عمليات ترحيل الأفغان، في أوائل أبريل (نيسان) الحالي. وتقوم الحكومة الباكستانية بطرد المهاجرين الأفغان، معلّلة السبب في ذلك بمخاوف أمنية وضغط على مواردها. وقد أدى ذلك إلى نزوح كثيرين من الأفغان، وتعرُّض بعضهم للاحتجاز أثناء تلك العملية.

وفي حين تواصل باكستان جهودها لترحيل المهاجرين، يزداد الوضع الإنساني للمهاجرين الأفغان صعوبة.

ويعود كثير من المرحَّلين إلى بلدٍ لا يزال الأمن فيه غير متوفر.


مقالات ذات صلة

إردوغان يعوّل على «صداقة» ترمب لرفع عقوبات «كاتسا» عن تركيا

شؤون إقليمية الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

إردوغان يعوّل على «صداقة» ترمب لرفع عقوبات «كاتسا» عن تركيا

عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن تفاؤله برفع القيود الأميركية المفروضة على قطاع الدفاع في بلاده بفضل «علاقة الصداقة» التي تجمع بينه وبين نظيره ترمب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (وسط الصورة) يقف بجوار طائرة مقاتلة وأسلحة معروضة خلال تدريبات عسكرية (أ.ف.ب) play-circle

كوريا الشمالية تنتقد واشنطن لإبقائها بقائمة الدول التي لا تتعاون بمكافحة الإرهاب

نددت بيونغ يانغ بالولايات المتحدة بسبب إبقاء كوريا الشمالية على قائمتها للدول التي لا تتعاون بشكل كامل مع جهود مكافحة الإرهاب للعام الـ29 على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
شمال افريقيا مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب (الداخلية التونسية)

تونس: توظيف «الذكاء الاصطناعي» في مكافحة الإرهاب والمخدرات

أسفر مؤتمر أجهزة الإعلام الأمني لمجلس وزراء الداخلية العرب عن قرارات عديدة أهمها حث الدول العربية على القيام بخطوات استباقية وحملات لمكافحة ترويج المخدرات.

كمال بن بونس (تونس)
الولايات المتحدة​ مظاهرة خارج مبنى ميلووكي الفيدرالي تدعم القاضية هانا دوغان في أثناء مثولها أمام المحكمة بتهمة عرقلة اعتقال مهاجر غير نظامي 15 مايو 2025 (رويترز)

استمرار السجالات في أميركا حول «غزو» المهاجرين رغم انخفاض عددهم

رغم القلق الذي تبعثه الإجراءات الحازمة التي تتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد المهاجرين غير الشرعيين، لا تزال الحدود تشهد عبوراً لطالبي اللجوء.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية بن روبرتس سميث العضو السابق بفوج النخبة للقوات الجوية الخاصة الأسترالية يغادر المحكمة الفيدرالية في سيدني يوم 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)

أستراليا: الجندي الأكثر حصداً للأوسمة يخسر استئنافاً في قضية «جرائم حرب»

خسر بن روبرتس - سميث، أحد أكثر الجنود الأستراليين تكريماً على قيد الحياة، استئنافه، الجمعة، ضد حكم قضائي مدني اتهمه بقتل أربعة أفغان عُزّل بشكل غير قانوني.


«الدور الأميركي» في هدنة كشمير يثير جدلاً في الهند

جندي هندي شبه عسكري يقف في حالة تأهب على ضفاف بحيرة دال عقب وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين الجارتَيْن النوويتين الهند وباكستان في سريناغار (د.ب.أ)
جندي هندي شبه عسكري يقف في حالة تأهب على ضفاف بحيرة دال عقب وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين الجارتَيْن النوويتين الهند وباكستان في سريناغار (د.ب.أ)
TT

«الدور الأميركي» في هدنة كشمير يثير جدلاً في الهند

جندي هندي شبه عسكري يقف في حالة تأهب على ضفاف بحيرة دال عقب وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين الجارتَيْن النوويتين الهند وباكستان في سريناغار (د.ب.أ)
جندي هندي شبه عسكري يقف في حالة تأهب على ضفاف بحيرة دال عقب وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين الجارتَيْن النوويتين الهند وباكستان في سريناغار (د.ب.أ)

تسبّب حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إسهامه في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بإحداث خلاف بينه وبين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وفق محللين.

وبعد أسبوع على إعلان ترمب هدنة مفاجئة بين الهند وباكستان لإنهاء أسوأ مواجهة بين الجارتين النوويتين منذ قرابة ثلاثة عقود، تختلف نيودلهي والولايات المتحدة بشأن طريقة التوصل للهدنة. وقال خبير السياسة الخارجية الهندي، هارش في بانت، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الإدارة الأميركية اعتقدت أن «التدخل في هذه المرحلة قد يمنحها بعض الفوائد الأساسية من حيث تسليط الضوء على دور ترمب». وأضاف بانت، الباحث لدى مؤسسة «أوبزرفر ريسيرتش فاونديشن» للأبحاث ومقرها نيودلهي: «ذلك كان هو الدافع، وإلى حد ما، سبب إسراع ترمب إعلان وقف إطلاق النار».

واندلع النزاع الأخير عندما شنّت الهند في 7 مايو (أيار) ضربات ضد ما عدّته «معسكرات إرهابية» في باكستان، ردّاً على هجوم شنّه مسلحون في الشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير أدى إلى مقتل 26 شخصاً. وحمّلت نيودلهي إسلام آباد المسؤولية لدعمها المسلحين الذين قالت إنهم شنّوا الهجوم، في حين نفت باكستان ذلك.

هدنة فورية

وأعلن ترمب الهدنة بعد أربعة أيام من هجمات بالصواريخ والمسيّرات والمدفعية من الجانبين، أدّت إلى مقتل قرابة 70 شخصاً بينهم عشرات المدنيين، وتسبّبت بفرار آلاف الأشخاص.

وتفاخر ترمب بإعادة باكستان والهند «عن حافة الهاوية»، قائلاً لشبكة «فوكس نيوز»، الجمعة، إن ذلك كان «نجاحاً أكبر مما سيُنسب إليّ على الإطلاق». لكن نيودلهي رفضت تلك التصريحات التي تتعارض مع سياسة الهند الراسخة منذ عقود، الرافضة لأي وساطة أجنبية في نزاعاتها مع إسلام آباد.

وتطالب كل من نيودلهي وباكستان بالسيادة الكاملة على كشمير المقسومة حالياً. وتعدّ نيودلهي المنطقة الواقعة في الهيمالايا شأناً داخلياً، والوساطة الخارجية علامة ضعف.

ولم يذكر مودي في خطابه الأول منذ وقف إطلاق النار أي دور للولايات المتحدة، في حين شددت حكومته منذ ذلك الحين على أن المحادثات مع باكستان «ثنائية بحتة». كما سارعت الهند إلى رفض تلميح ترمب إلى أن ضغوطاً تجارية سرّعت إعلان هدنة. وقالت وزارة الخارجية: «لم يتم التطرق إلى مسألة التجارة» في المحادثات مع المسؤولين الأميركيين.

«انزعاج»... وحذر

وقال الباحث في مؤسسة «أوبزرفر ريسيرش فاونديشن»، مانوج جوشي، إن خطاب ترمب «يسبّب الإزعاج» بالنسبة إلى الهند التي جعلها موقعها الاستراتيجي وسوقها الضخمة حليفاً مهماً للولايات المتحدة. لكن الهند «حذرة جداً»؛ لأنها تجري مفاوضات بشأن اتفاق تجارة مع واشنطن يجنّبها رسوماً باهظة، وفق الباحث. وقال جوشي: «نحن (الهند) نرغب في أن تسير الأمور في اتجاه مختلف». وذلك أيضاً مسألة شائكة في الداخل.

من جهته، قال حزب المؤتمر، أكبر أحزاب المعارضة، إن إعلان ترمب «طغى» على خطاب الزعيم القومي الهندوسي الذي «تأخر كثيراً». وطالب الحزب بعقد اجتماع لجميع الأحزاب للسؤال عما إذا كانت الهند ستغيّر سياستها بشأن قبول «الوساطة من طرف ثالث». وكان قد سبق لمودي أن سخر من حكومات حزب المؤتمر السابقة، التي وصف ردّها على باكستان بأنه «ضعيف» في المناوشات التي دارت بينهما تاريخياً.

وكان الخصمان في جنوب آسيا قد اتفقا في سبعينات القرن الماضي على تسوية «الخلافات بالوسائل السلمية من خلال المفاوضات الثنائية».

ورقة التجارة

يرى الباحث في شؤون جنوب آسيا من مجموعة «أوراسيا» للاستشارات السياسية، براميت بال تشودري، أن الوساطة المفترضة لترمب لقيت ترحيباً من إسلام آباد، التي «كانت بحاجة إلى تدخل أميركي يمنحها المخرج الذي تحتاج إليه لإنهاء النزاع». وأكد وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، الخميس، أن «علاقاتنا وتعاملاتنا مع باكستان ستكون ثنائية، وثنائية بحتة».

لكن في اليوم نفسه، كرّر ترمب من قطر حديثه عن التوسط لوقف إطلاق النار، واستخدام التجارة أداة لتحقيق ذلك. وقال ترمب: «(قلتُ) دعونا ننخرط في التجارة بدلاً من الحرب. وكانت باكستان سعيدة جداً بذلك، والهند سعيدة جداً بذلك».

ومرّت عشر سنوات منذ آخر لقاء بين مودي وزعيم باكستاني. ومنذ ذلك الحين تدهورت العلاقات، وبلغ التوتّر ذروته عندما ألغت الهند في 2019 الحكم الذاتي المحدود الذي كانت تتمتع به كشمير. ووفقاً لجوشي، فإن «الربط بين الهند وباكستان» أمر «مزعج» أيضاً لنيودلهي، التي ترغب بتأكيد استقلاليتها على الساحة العالمية.

وكتب الجندي الهندي السابق والمحاضر في دراسات جنوب آسيا بجامعة ييل، سوشانت سينغ، على موقع «إكس»، إن «صورة ترمب وهو يكرر الأمر يوماً بعد يوم... تُلحق ضرراً سياسياً بمودي». وأضاف أن «(مودي) لا يستطيع مواجهة ترمب شخصياً، ورغم محاولات وسائل الإعلام الهندية الكبرى التقليل من أهمية ذلك، فإنّ وسائل التواصل الاجتماعي تُضخّم دور ترمب».