استمرار الصدام بين المعسكرين المتنافسين في كوريا الجنوبية

بشأن عزل القائم بأعمال الرئيس هان دوك سو

متظاهرون في سيول (أ.ف.ب)
متظاهرون في سيول (أ.ف.ب)
TT

استمرار الصدام بين المعسكرين المتنافسين في كوريا الجنوبية

متظاهرون في سيول (أ.ف.ب)
متظاهرون في سيول (أ.ف.ب)

استمر الصدام بين المعسكرين المتنافسين في كوريا الجنوبية، يوم عيد الميلاد اليوم الأربعاء، بشأن الإطاحة بالقائم بأعمال الرئيس هان داك سو.

وقال نائب رئيس الحزب الديمقراطي المعارض، بارك سونج جون، في برنامج إذاعي محلي إن حزبه سيقدم اقتراحاً بعزل هان، إذا فشل في تعيين المرشحين الثلاثة لشغل مناصب قضاة المحكمة الدستورية على الفور، حتى بعد تمرير اقتراحات تعيينهم في جلسة عامة غداً الخميس، حسب شبكة «كيه بي إس وورلد» الإذاعية اليوم الأربعاء.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول، قد رفض في وقت سابق اليوم الأربعاء استدعاء فريق تحقيق مشترك لاستجوابه بشأن إعلانه الأحكام العرفية التي لم تدم طويلاً، وهي المرة الثانية التي يرفض فيها الامتثال لطلب الفريق، حسبما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء.

ولم يمثل يون أمام هيئة التحقيق في قضايا الفساد لكبار المسؤولين في جواتشيون جنوب العاصمة سيول كما طلب منه بحلول الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت المحلي، كجزء من تحقيق مشترك في إعلانه للأحكام العرفية في 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

ويواجه يون اتهامات بكونه زعيم عصيان، وإساءة استخدام السلطة من خلال إعلانه الأحكام العرفية في التحقيق المشترك.

متظاهرون في سيول (أ.ب)

ولم يمتثل للاستدعاء الأول الذي وجهته له هيئة الاستعلامات يوم الأربعاء الماضي.

وحددت المحكمة موعد بدء إجراءات العزل، في 27 ديسمبر. ومن غير الواضح ما إذا كان يون سيحضر شخصياً جلسة الاستماع أم لا.

ووصف يون خصومه السياسيين بأنهم «قوى مناهضة للدولة» قائلاً إنه أعلن الأحكام العرفية لحماية الأمة.



تصاعد التوترات إثر استهداف أفغانستان بغارات جوية باكستانية

وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إيواء المسلحين الباكستانيين في أفغانستان بأنه «خط أحمر» (غيتي)
وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إيواء المسلحين الباكستانيين في أفغانستان بأنه «خط أحمر» (غيتي)
TT

تصاعد التوترات إثر استهداف أفغانستان بغارات جوية باكستانية

وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إيواء المسلحين الباكستانيين في أفغانستان بأنه «خط أحمر» (غيتي)
وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إيواء المسلحين الباكستانيين في أفغانستان بأنه «خط أحمر» (غيتي)

أدَّت الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية الباكستانية داخل أفغانستان إلى تصعيد التوترات في الأيام الأخيرة بمنطقة مضطربة بالفعل. وقد تدهورت العلاقات التي كانت وثيقة، بين قادة باكستان وحركة «طالبان» الأفغانية، وأصبحت الاشتباكات العنيفة عبر الحدود متكررة بشكل مثير للقلق.

كانت الحكومة الباكستانية قد التزمت الصمت رسمياً إزاء الضربات في أفغانستان، يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ولكن المسؤولين الأمنيين قالوا سرّاً إن الجيش الباكستاني استهدف مخابئ حركة «طالبان» الباكستانية، وهي الجماعة المتشددة المسلحة التي نفَّذت سلسلة من الهجمات الإرهابية داخل باكستان، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الأربعاء.

جندي باكستاني يراقب الحدود مع أفغانستان (إ.ب.أ)

وقال مسؤولو الأمن إن العديد من كبار المتشددين من حركة «طالبان» الباكستانية لقوا مصرعهم في الضربات الجوية التي جاءت بعد أيام من تعرُّض 16 جندياً باكستانياً لكمين، ومقتلهم في منطقة حدودية. وقال نظام «طالبان» في أفغانستان إن عشرات المدنيين قُتِلوا في الغارات، بمن فيهم عائلات باكستانية لاجئة.

أفغان أُصيبوا في غارة جوية باكستانية الأسبوع الماضي (غيتي)

وأدانت الجماعة الهجمات، بوصفها انتهاكاً صارخاً للسيادة الأفغانية، وقالت إنها ردَّت بشن هجمات على «عدة نقاط» داخل باكستان. ولم يصدر أي تعليق رسمي عن المسؤولين في باكستان بشأن تلك الهجمات. إلا أنهم قالوا إنهم أحبطوا عملية توغُّل عبر الحدود قام بها مسلحون قالوا إن سلطات «طالبان» قامت بتسهيلها.

وكانت الغارات الجوية ثالث عملية عسكرية كبيرة للجيش الباكستاني على الأراضي الأفغانية منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021، والثانية في العام الماضي وحده.

جندي يقوم بفحص الأشخاص الذين يعبرون إلى باكستان على الحدود الأفغانية الثلاثاء الماضي (إ.ب.أ)

اتهام طالبان الأفغانية

ويتهم المسؤولون الباكستانيون «طالبان» الأفغانية بتوفير ملجأ لحركة «طالبان» الباكستانية، وهي تهمة ينفيها قادة «طالبان» الأفغانية. ويدافع المسؤولون الباكستانيون عن عمليات التوغُّل داخل أفغانستان بوصفها ضرورية للحد من هجمات حركة «طالبان» الباكستانية على المواطنين والجنود الباكستانيين، وكذلك على المواطنين الصينيين المشاركين في مشاريع ضمن «مبادرة الحزام والطريق»، وهي برنامج الاستثمار في البنية التحتية لدى بكين.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، يوم الجمعة، خلال اجتماع مع وزراء الحكومة، في إشارة إلى أفغانستان: «هذا خط أحمر بالنسبة لنا؛ إذا كانت حركة (طالبان) الباكستانية تعمل من هناك، فهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا».

تحديات عميقة في الداخل

وأضاف قائلاً: «سوف ندافع عن سيادة باكستان بأي ثمن». الواقع أن الحكومتين الباكستانية والأفغانية اللتين تواجهان تحديات عميقة في الداخل، لديهما من الأسباب ما يكفي لمنع انزلاق التوترات إلى صراع أوسع نطاقاً.

ولكن تصاعد هجمات حركة «طالبان» الباكستانية، أثناء شنِّها حملة دموية ضد الدولة الباكستانية فرض ضغوطاً هائلة على قادة البلدين، وفقاً لما ذكره سيد أختر علي شاه، وهو ضابط شرطة كبير سبقت له الخدمة في إقليم خيبر بختونخوا المتاخم لأفغانستان. يجب على الحكومة الباكستانية أن تُظهر لشعبها أنها سترد على الهجمات، حتى بالوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمات متعددة تعوق حربها ضد الإرهاب، بما في ذلك ضعف الحكم والقيود الاقتصادية.

وبعد هجوم شنته حركة «طالبان» الباكستانية على مركز حدودي في سبتمبر (أيلول) أيلول 2023. شنت باكستان حملة على الأفغان الذين لا يحملون وثائق رسمية، فقامت بترحيل أكثر من 800 ألف شخص إلى أفغانستان.

يجلس اللاجئون الأفغان بجانب أمتعتهم في مركز تسجيل عند وصولهم من باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية في منطقة سبين بولداك بإقليم قندهار - 20 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

كما شددت باكستان القيود التجارية على أفغانستان غير الساحلية للضغط على حركة «طالبان». من جانبها، تجد حركة «طالبان» الأفغانية نفسها عالقة بين مطالب باكستان باتخاذ إجراءات ضد حركة «طالبان» الباكستانية والحوافز المحلية القوية لعدم القيام بذلك. وقال السيد شاه إنه من خلال مقاومة توسُّلات جار أقوى، تعمل حركة «طالبان» الأفغانية على تأجيج المشاعر القومية بين الأفغان، مما يساعد الحركة على إظهار صورتها كحكام شرعيين لأفغانستان بدلاً من كونهم المتمردين في السابق. وقد تخشى «طالبان» الأفغانية أيضاً من أن تؤدي حملة على حركة «طالبان» الباكستانية، التي تتقاسم معها معتقدات جهادية وروابط عميقة الجذور، إلى انقسام صفوف الجماعة المسلحة.

تهديد من «داعش - خراسان»

وقد يدفع ذلك بالمقاتلين نحو تنظيم «داعش» في أفغانستان، المعروف باسم «داعش» - خراسان، الذي يشكل تهديداً متزايداً لحكومة «طالبان». تمثل إحباطات باكستان من حركة «طالبان» الأفغانية تحولاً حاداً، عندما سيطرت «طالبان» على أفغانستان قبل 3 سنوات، عدّته باكستان في البداية نصراً استراتيجياً. ولقد عجل الانسحاب الأميركي بسقوط حكومة أشرف غني في كابل، التي اعتبرتها الحكومة الباكستانية داعمة للهند، خصم باكستان اللدود. بالإضافة إلى ذلك، كانت باكستان متفائلة بأن نظام «طالبان» الجديد سيكبح جماح حركة «طالبان» الباكستانية.

وكانت هذه الآمال تستند إلى فكرة أن «طالبان» ستكافئ باكستان على الدعم السري الذي قدمته خلال الحرب التي قادتها الولايات المتحدة. لكن صعود حركة «طالبان» أدى، بدلاً من ذلك، إلى تنشيط الجماعة المسلحة التي تضم نحو 6000 مقاتل.

وقد استفادت حركة «طالبان» الباكستانية من الموارد الجديدة، بما في ذلك الأسلحة المتطورة من صنع الولايات المتحدة التي تمت مصادرتها خلال سيطرة «طالبان» على أفغانستان، والإفراج عن مئات المقاتلين من السجون الأفغانية. وبتشجيع أكبر، صعّدت الجماعة من هجماتها داخل باكستان، مستهدفة قوات الأمن والشرطة على وجه الخصوص.

وكان العام الذي انتهى للتو الأكثر دموية في عقد من الزمان بين المدنيين وقوات الأمن الباكستانية؛ حيث قُتل 1612 شخصاً في 444 هجوماً إرهابياً، وفقاً لـ«مركز البحوث والدراسات الأمنية»، وهو مجموعة بحثية، مقره العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

وقال الخبراء إن باكستان ارتكبت خطأ استراتيجياً في حساباتها إزاء حركة «طالبان» الأفغانية. وقال عبد الباسط، وهو زميل بارز مشارك في كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة: «التوقعات ليست استراتيجية».

وقال: «إن اتفاقاً واضحاً ومكتوباً كان ينبغي إبرامه مع حركة (طالبان) فيما يتعلق بممارسات مكافحة الإرهاب منذ البداية. اتخذت الدولتان بعض الخطوات في محاولة لتحسين العلاقات.

وفي اليوم نفسه الذي وقعت فيه الغارات الجوية الأخيرة، كان المبعوث الباكستاني الخاص المعين حديثاً، محمد صادق، يجتمع في كابل مع كبار مسؤولي «طالبان»، بمن فيهم وزير الداخلية سراج الدين حقاني، ووزير الخارجية أمير خان متقي. كما عالجت حركة «طالبان» الأفغانية أيضاً مخاوف باكستان، من خلال إعادة توطين بعض مقاتلي حركة «طالبان» الباكستانية في وسط أفغانستان، وإبعادهم عن المنطقة الحدودية.