تقرير: الشرطة الصينية تستهدف المحتفلين بعيد الهالوين في شنغهاي

أفراد من الشرطة الصينية (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الشرطة الصينية (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: الشرطة الصينية تستهدف المحتفلين بعيد الهالوين في شنغهاي

أفراد من الشرطة الصينية (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الشرطة الصينية (أرشيفية - رويترز)

قال شهود عيان، لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، إنهم رأوا أفراداً من الشرطة الصينية يفرّقون حشوداً من المحتفلين بعيد الهالوين في شوارع شنغهاي، في حين انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي لتوقيف بعضهم.

ووفقاً لـ«بي بي سي»، أدى رد الشرطة العنيف إلى قمع احتفالات «الهالوين»، وعدّ الكثيرون هذا الإجراء محاولة من السلطات لقمع التجمعات العامة الكبيرة وحرية التعبير.

وأضافت أنه لم يكن هناك إشعار رسمي يحظر احتفالات «الهالوين»، في حين انتشرت شائعات عن حملة قمع محتملة في وقت سابق من هذا الشهر، ولم تعلّق السلطات بعد.

ويأتي ذلك بعد عام من ارتداء أزياء تسخر من الحكومة الصينية وسياساتها خلال احتفالات بعيد الهالوين في شنغهاي، حيث أظهرت صور أشخاصاً يرتدون ملابس، مثل كاميرا مراقبة عملاقة وأجهزة اختبار «كوفيد»، ومنشوراً خاضعاً للرقابة على موقع «ويبو» للتواصل الاجتماعي.

وهذا العام، أظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً يرتدون أزياء غير مثيرة للجدل على ما يبدو، بما في ذلك أزياء شخصيات القصص المصورة، مثل: «باتمان» و«ديدبول»، وهم يُقتادون إلى عربات الشرطة، وقال بعض المشاركين في الحفل عبر الإنترنت إنهم أجبروا على إزالة المكياج في مركز للشرطة.

ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الشرطة تستهدف أي نوع من الأزياء، حيث تُرك الكثير من المحتفلين الآخرين بمفردهم.

وقال شهود عيان لـ«بي بي سي» إن يوم الجمعة تجمع عدد كبير من ضباط الشرطة والعربات على طريق في وسط مدينة شنغهاي، وطُلب من الأشخاص الذين يرتدون الأزياء المغادرة، وكذلك السبت، شُوهدت الشرطة وهي تفرّق المحتفلين من حديقة في المدينة.

وفقاً لشاهد العيان، قال: «عندما غادرنا الحديقة، طُلب منا خلع جميع أغطية الرأس، وقيل لنا إن كل من يغادر من هذا المخرج لا يمكن أن يرتدي أزياء تنكرية»، وأضاف أنه رأى رجلاً يشتبك مع أفراد الشرطة عندما حاول الدخول.

وقال أحد سكان شنغهاي إن عدد أفراد الشرطة الذين يسجلون تفاصيل الأشخاص الذين يرتدون أزياء تنكرية يبدو أنه يتجاوز عدد المحتفلين أنفسهم، وأضاف: «لا يُفترض أن تكون شنغهاي على هذا النحو لقد كانت السلطات دائماً متسامحة للغاية».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تلقى بعض أصحاب المقاهي والمكتبات والحانات في شنغهاي تعليمات بعدم إقامة احتفالات بـ«الهالوين»، وأصدرت بعض الجامعات تحذيرات إلى طلابها.

وقال أحد الطلاب في جامعة «فودان»، إن السلطات أخبرتهم مؤخراً بعدم المشاركة في التجمعات، كما اطلعت «بي بي سي» على إشعار من جامعة أخرى في شنغهاي صدر للطلاب في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) يثنيهم عن «الحد من المشاركة في التجمعات الكبيرة والصغيرة في المستقبل القريب».

وهذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها السلطات الصينية إجراءات صارمة ضد الملابس التنكرية. في عام 2014 قالت شرطة بكين إن الأشخاص الذين يرتدون أزياء خاصة بـ«الهالوين» في المترو قد يُعتقلون؛ لأن هذه الأزياء قد تتسبّب في «تجمع الحشود وخلق مشكلات».

ولكن هذا العام تأتي التحذيرات على خلفية حركة احتجاج «الكتاب الأبيض» التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 عندما تجمعت مجموعات كبيرة من الناس، معظمهم من الشباب، بشكل عفوي في إحدى الليالي في أحد شوارع شنغهاي حداداً على ضحايا حريق، وسرعان ما تحول هذا التجمع إلى مظاهرات قصيرة، ولكنها واسعة النطاق ضد سياسات البلاد في التعامل مع «كوفيد»، في أحد أكبر التحديات التي تواجه سلطة الحكومة الصينية منذ احتجاج ميدان «السلام السماوي» (تيانانمن).


مقالات ذات صلة

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
شؤون إقليمية مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في 3 مارس 2011 (رويترز)

الصين تدعو «الجنائية الدولية» لاتخاذ موقف «موضوعي» بشأن مذكرة توقيف نتنياهو

دعت الصين، اليوم (الجمعة)، المحكمة الجنائية الدولية إلى الحفاظ على «موقف موضوعي وعادل» بعدما أصدرت مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية (موقع الخارجية الصينية)

الصين تدعو إلى «الهدوء» بعد توسيع بوتين إمكانية استخدام الأسلحة النووية

دعت الصين، الأربعاء، إلى «الهدوء» و«ضبط النفس»، غداة إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الخليج م. وليد الخريجي ترأس الجانب السعودي في الجولة الثانية من المشاورات السياسية مع «الخارجية الصينية» (واس)

مشاورات سعودية – صينية تعزز التنسيق المشترك

بحثت الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والصينية في الرياض، الاثنين، تطوير العلاقات الثنائية، وأهمية تعزيز التنسيق المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

82 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان خلال 3 أيام

أحد المشيعين خلال مراسم الدفن الجماعي لضحايا حادث إطلاق نار من قبل مسلحين في كورام بإقليم خيبر بختونخوا الباكستاني (أ.ف.ب)
أحد المشيعين خلال مراسم الدفن الجماعي لضحايا حادث إطلاق نار من قبل مسلحين في كورام بإقليم خيبر بختونخوا الباكستاني (أ.ف.ب)
TT

82 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان خلال 3 أيام

أحد المشيعين خلال مراسم الدفن الجماعي لضحايا حادث إطلاق نار من قبل مسلحين في كورام بإقليم خيبر بختونخوا الباكستاني (أ.ف.ب)
أحد المشيعين خلال مراسم الدفن الجماعي لضحايا حادث إطلاق نار من قبل مسلحين في كورام بإقليم خيبر بختونخوا الباكستاني (أ.ف.ب)

أسفرت أعمال عنف طائفية عنيفة استمرت 3 أيام في شمال غربي باكستان، عن مقتل 82 شخصاً على الأقل وإصابة 156 آخرين، بحسب ما أفاد مسؤول محلي اليوم (الأحد).

وقال المسؤول المحلي في منطقة كورام بإقليم خيبر بختونخوا طلب عدم كشف هويته لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «القتلى هم 16 من السنّة، بينما ينتمي 66 إلى الطائفة الشيعية».

وكانت السلطات الباكستانية أعلنت أمس (السبت)، مقتل 32 شخصاً على الأقل في أعمال العنف الطائفية في شمال غربي باكستان، وفق ما أفاد مسؤول محلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ الصيف، خلفت أعمال العنف بين السنة والشيعة في إقليم كورام الواقع في ولاية خيبر بختونخوا الواقعة على الحدود مع أفغانستان، نحو 150 قتيلاً.

ومحور النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة هو مسألة الأراضي في المنطقة، حيث تتقدم قواعد الشرف القبلية غالباً على النظام الذي تسعى قوات الأمن إلى إرسائه.