بنغلاديش ستطلب من الهند تسليمها الشيخة حسينة

شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)
شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)
TT

بنغلاديش ستطلب من الهند تسليمها الشيخة حسينة

شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)
شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)

أعلنت النيابة العامة أن محكمة بنغلاديشية ستبدأ إجراءات لاسترداد رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، التي فرت إلى الهند بعد إطاحتها في الخامس من أغسطس (آب).

وقال محمد تاج الإسلام، كبير المدعين العامين في محكمة الجرائم الدولية لصحافيين: «بما أن المسؤولة الرئيسية فرَّت من البلاد، سنباشر إجراءات قضائية لاستردادها».

كانت الشيخة حسينة قد أنشأت هذه المحكمة في 2010 للتحقيق أساساً في الفظائع المرتكَبة خلال حرب الاستقلال ضد باكستان في عام 1971، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

واتُّهمت الشيخة حسينة البالغة 76 عاماً وحكومتها، بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، لا سيما الاعتقال التعسفي والإعدام خارج نطاق القانون لمعارضين سياسيين.

وفرّت الشيخة حسينة من البلاد في أغسطس بعد مظاهرات طلابية استمرت أسابيع تحولت إلى عصيان شعبي عمّ البلاد.

وأكد تاج الإسلام: «وقّعت بنغلاديش معاهدة تسليم مطلوبين مع الهند في عام 2013 عندما كانت الشيخة حسينة في الحكم».

وأضاف: «وبما أنها المتهمة الرئيسية في مجازر ارتُكبت في بنغلاديش، سنحاول استردادها بالطرق القانونية، لتُحاكَم».

وتواجه الحكومة الانتقالية بقيادة محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام، ضغوطاً شعبية كبيرة لحمل الهند على تسليم الشيخة حسينة ولمحاكمة هذه الأخيرة على مئات المتظاهرين الذين قضوا في مظاهرات الصيف.

وجاء في تقرير تمهيدي صادر عن الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 600 شخص قضوا في قمع المظاهرات المناهضة للشيخة حسينة في حصيلة ترجِّح الأمم المتحدة بنفسها أنها تكون «أقل من الواقع».

كذلك، باشر القضاء في بنغلاديش في أغسطس تحقيقاً بشأن مئات عمليات الإخفاء القسري التي يُشتبه في أن القوى الأمنية ارتكبتها عندما كانت الشيخة حسينة في السلطة.



باكستان في مواجهة محتدمة مع الإرهاب

مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)
مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)
TT

باكستان في مواجهة محتدمة مع الإرهاب

مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)
مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)

تبدو باكستان في قبضة الإرهاب والعنف، رغم شن الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضد جماعة «طالبان باكستان» منذ شهرين ونصف الشهر، على طول المناطق الحدودية الباكستانية ـ الأفغانية.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء شهباز شريف عن إطلاق عملية عسكرية رسمية ضد «طالبان باكستان»، في المناطق القبلية قبل شهرين ونصف الشهر. ومنذ ذلك الحين، دأب الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني على إعلان شن غارات عسكرية بانتظام ضد مخابئ مسلحين في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.

جنود باكستانيون بعد تفجير انتحاري في بلوشستان (متداولة)

ومع ذلك، لم تشهد باكستان أي فترة راحة من أعمال العنف والإرهاب، خلال الشهرين ونصف الشهر الماضي.

من جهته، ذكر «معهد باكستان لدراسات السلام»، وهو مركز أبحاث موثوق مقره إسلام آباد، في أحدث تقرير له، أن إجمالي 59 هجوماً إرهابياً، بمختلف أرجاء باكستان، جرت في أغسطس (آب) 2024، مقارنة بـ38 هجوماً من هذا القبيل في يوليو (تموز). جدير بالذكر أن «عملية عزم الاستقامة» أُعلن عنها في 22 يونيو (حزيران).

استنفار أمني باكستاني في كويتا بعد تفجير إرهابي (متداولة)

ويستشهد الخبراء بعدة أسباب وراء استمرار فاعلية حملة «طالبان» الإرهابية ضد المجتمع الباكستاني: أولاً، يقول مسؤولون باكستانيون إن الحكومة السابقة لرئيس الوزراء السابق عمران خان، سمحت لـ«طالبان» الباكستانية بتعزيز مواقعها في الأراضي الباكستانية، بعد استيلاء «طالبان» على كابل، عبر بدء حوار معهم في كابل.

بدأت «طالبان» الباكستانية في تتبع طريقها إلى باكستان من أفغانستان، فور استيلاء «طالبان» الأفغانية على كابل في أغسطس 2021. ونجحت في تعزيز مواقعها عبر العام الأول من عودتها. وخلال هذه الفترة كانت الحكومة الباكستانية تتفاوض معهم.

ضابط شرطة ينظر إلى عامل صحي وهو يعطي قطرات لقاح شلل الأطفال لطفل خلال حملة تطعيم من باب إلى باب في بيشاور بباكستان في 9 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

الأهم من ذلك، يواصل فصيل من «طالبان» الأفغانية دعم نظيرتها الباكستانية في حملتها الإرهابية.

وبدورها، ناشدت الحكومة الباكستانية وهددت وحاولت إقناع «طالبان» الأفغانية بوقف الدعم لـ«طالبان» الباكستانية، لكن جهودها مُنيت بالفشل.

من جهتها، توفر «طالبان» الأفغانية، في بعض الأحيان، غطاءً لنظيرتها الباكستانية لشن هجمات ضد قوات الأمن الباكستانية، أو العبور إلى الأراضي الباكستانية.

وليلة الأحد، وقع تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الأمن الباكستانية وجنود أفغان في مناطق بولسين على الحدود بين البلدين. وفي خضم هذه الاشتباكات، أفادت تقارير بمقتل 8 جنود أفغان، وقالت مصادر: «لدينا تقارير عن خسائر فادحة على الجانب الآخر (الأفغاني). وحتى الآن، قُتل ثمانية من (طالبان) الأفغانية وأصيب 16 آخرون في إطلاق نار انتقامي من قبل القوات الباكستانية»، مضيفة أن اثنين من القادة «الرئيسيين»، خليل وجان محمد، لقيا مصرعهما كذلك.

وفي الوقت نفسه، ألقت إدارة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة، في إقليم البنجاب الباكستاني، القبض على 33 إرهابياً مشتبهاً بهم، في إطار 475 عملية استخباراتية في جميع أنحاء الإقليم، في أغسطس.

وأعلنت إدارة مكافحة الإرهاب في بيان للشرطة، أنها استجوبت 475 مشتبهاً بهم خلال العمليات الاستخبارية، من بينهم 33 اتضح أن لديهم روابط قوية مع منظمات محظورة.

ووفقاً للشرطة، جرى تنفيذ العمليات في مناطق مختلفة من الإقليم، بهدف التصدي لخطر الإرهاب وتجنب أي حادث مؤسف.

وعلى ما يبدو، لا تتفق الحكومة الباكستانية مع الانتقادات القائلة إن الوضع الأمني لا يتحسن، رغم العمليات العسكرية التي استمرت شهرين ونصف الشهر. ويؤكد مسؤولون حكوميون أن «الوضع الأمني تحسن وسيتحسن أكثر في الأيام المقبلة».