باكستان: 70 قتيلاً في هجمات منسَّقة لـ«جيش تحرير البلوش»

تظهر الصورة مركبات متفحمة بعد أن نفّذ مسلحون انفصاليون هجمات مميتة في إقليم بلوشستان، باكستان، 26 أغسطس 2024 (رويترز)
تظهر الصورة مركبات متفحمة بعد أن نفّذ مسلحون انفصاليون هجمات مميتة في إقليم بلوشستان، باكستان، 26 أغسطس 2024 (رويترز)
TT

باكستان: 70 قتيلاً في هجمات منسَّقة لـ«جيش تحرير البلوش»

تظهر الصورة مركبات متفحمة بعد أن نفّذ مسلحون انفصاليون هجمات مميتة في إقليم بلوشستان، باكستان، 26 أغسطس 2024 (رويترز)
تظهر الصورة مركبات متفحمة بعد أن نفّذ مسلحون انفصاليون هجمات مميتة في إقليم بلوشستان، باكستان، 26 أغسطس 2024 (رويترز)

قال مسؤولون في باكستان، اليوم (الاثنين)، إن 70 شخصا على الأقل قُتلوا في هجمات شنها مسلحون انفصاليون على مراكز للشرطة وخطوط سكك حديدية ومركبات على طرق سريعة في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد.

وهذه أوسع الهجمات نطاقا منذ سنوات في إطار تمرد عرقي يشنه مسلحون منذ عقود للمطالبة بانفصال الإقليم الغني بالموارد عن باكستان. ويوجد في بلوشستان عدد من المشروعات الكبرى التي تديرها الصين، من بينها ميناء استراتيجي ومنجم ذهب ونحاس.

سيارة محترقة أضرم فيها مسلحون النار بعد أن قتلوا ركاباً على طريق سريع في موساخيل، وهي منطقة في إقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان، 26 أغسطس 2024 (أ.ب)

وقال وزير الداخلية محسن نقوي في بيان "تلك الهجمات هي خطة مُعدة لنشر الفوضى في باكستان"، وأضاف دون تفاصيل أن قوات الأمن قتلت 12 مسلحا في عمليات تلت الهجمات.وقال مسؤولون إن أكبر الهجمات استهدف مركبات مختلفة من حافلات إلى شاحنات البضائع على طريق سريع رئيسي، مما تسبب في مقتل 23 على الأقل واحتراق 35 مركبة. وذكر محمد كاشف المسؤول بالسكك الحديدية أن عبوات ناسفة انفجرت في خط يربط بين باكستان وإيران وجسر سكك حديدية يربط بين كويتا عاصمة الإقليم وبين باقي مناطق باكستان.وأضاف أن حركة القطارات توقفت من كويتا وإليها.

وقالت الشرطة إنها عثرت على ست جثث لم يتم التعرف عليها بعد بالقرب من جسر السكك الحديدية.وفي الوقت نفسه تقريبا استهدف المسلحون مراكز للشرطة وقوات الأمن في الإقليم، وفقا للمسؤولين. وتسبب أحد الهجمات في مقتل ما لا يقل عن عشرة.

ونفّذ الهجوم عشرات المسلّحين، صباح الاثنين، في منطقة موسى خيل بإقليم بلوشستان الفقير، حيث تُواجه قوات الأمن أعمال عنف طائفية وعِرقية وانفصالية، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلن «جيش تحرير البلوش»، المجموعة الانفصالية المسلَّحة الأكثر نشاطاً في المنطقة، مسؤوليته عن عمليات إطلاق النار، في بيان أرسله لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بالبريد الإلكتروني.

وقال المسؤول الرفيع بمنطقة موسى خيل، نجيب الله كاكار، للوكالة: «قُتل 22 شخصاً على الأقل، وجُرح خمسة، عندما أوقف مسلّحون عدة حافلات وشاحنات كبيرة وصغيرة على الطريق السريعة الرابطة بين البنجاب وبلوشستان». وأضاف أنه «جرى تفتيش المركبات المتوجّهة من وإلى البنجاب، والتعرّف على هويات البنجابيين وإطلاق النار عليهم».

وأوضح أن من بين القتلى ثلاثة بلوش، و19 بنجابياً؛ معظمهم عمال. وذكر أن «عدد المسلّحين كان بين 30 و40». وأكد مسؤول رفيع آخر بالمنطقة يُدعى حميد زهري حصيلة القتلى، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

رجل يبكي والده الذي توفي في إطلاق نار من قبل مسلحين انفصاليين في مستشفى في كويتا بباكستان في 26 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وأفاد «جيش تحرير البلوش» بأن القتلى عسكريون بزي مدنيّ جرى «التعرّف على هوياتهم، وبعد ذلك قتلهم من قِبل مقاتلي جيش تحرير البلوش»، دون تقديم أدلة على ذلك.

وبلوشستان أكبر أقاليم باكستان وأفقرها، رغم وفرة الموارد الطبيعية. وكثّف الانفصاليون البلوش، في السنوات الأخيرة، هجماتهم على البنجابيين والسنديين القادمين من مناطق باكستانية أخرى، والذين يعملون في الإقليم، كما شنّوا هجمات على شركات الطاقة الأجنبية التي يَعدُّونها تستغلّ المنطقة دون مشاركة الثروات.

والبنجاب أكبر المجموعات العِرقية الست الرئيسية في باكستان، ويُنظر إليها على أنها المهيمنة في صفوف قوات الجيش، التي تخوض معارك لسحق المجموعات المسلّحة في بلوشستان. وفي هجومٍ مُشابه خلال أبريل، قُتل 11 عاملاً بنجابياً بعد خطفهم من حافلة في مدينة ناوشكي ببلوشستان.

وأعرب رئيس الوزراء، شهباز شريف، عن «حزنه العميق وإدانته الاعتداء الإرهابي»، في بيان صدر عن مكتبه، الاثنين.


مقالات ذات صلة

أستراليا: إصابة 4 أشخاص بحادث طعن عشوائي في سيدني

آسيا الشرطة الأسترالية في موقع حادث الطعن بمدينة سيدني (رويترز)

أستراليا: إصابة 4 أشخاص بحادث طعن عشوائي في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية، الأحد، إن 4 أشخاص بينهم شرطي أصيبوا بجروح في حادث طعن عشوائي في سيدني، هو الأحدث في سلسلة من الهجمات بأسلحة بيضاء في المدينة هذا العام.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
أوروبا عربات للشرطة في موقع حادث الطعن بمدينة زولينغن (أ.ب) play-circle 00:39

قتلى ومصابون في حادث طعن بألمانيا... وتوقيف شخص في إطار التحقيقات

أعلنت الشرطة الألمانية، السبت، توقيف شخص في إطار التحقيق في الهجوم المميت بسكين الذي وقع، مساء الجمعة، بمدينة زولينغن غرب ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين )
آسيا يتجمع أفراد الإنقاذ في موقع سقوط حافلة تقل ركاباً هنوداً في نهر مارسيانجدي في منطقة تانا هون في نيبال... 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

سقوط حافلة ركاب بنهر في نيبال ومقتل 27 هندياً

قال متحدث باسم الشرطة في نيبال، اليوم (الجمعة)، إن 27 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم وأصيب 16 بعد أن سقطت حافلة تقل 43 هنديا في نهر.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)
شمال افريقيا الطريق الدائري يشهد حوادث رغم توسعته (وزارة النقل المصرية)

مصر: حادث مروع بـ«الدائري» يعيد الاتهامات إلى سيارات النقل

أعاد الحادث الذي شهده الطريق الدائري في العاصمة المصرية القاهرة فجر (الأربعاء) الاتهامات بشأن مسؤولية سيارات النقل في الحوادث الكبرى.

أحمد عدلي (القاهرة)
أوروبا عناصر الإنقاذ في المنطقة التي غرق فيها اليخت الفاخر قبالة ساحل بورتيسيلو بالقرب من مدينة باليرمو الصقلية في إيطاليا 20 أغسطس 2024 (رويترز)

العثور على جثتي رائد الأعمال البريطاني لينش وابنته في اليخت الغارق قبالة إيطاليا

تم الإعلان عن العثور على جثتي رائد الأعمال البريطاني مايك لينش وابنته في اليخت الغارق قبالة إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (روما)

رابع مواجهة بحرية بين الصين والفلبين خلال أسبوع

تستخدم سفينة خفر السواحل الصينية (على اليمين) مدافع المياه على سفينة تابعة لمكتب مصايد الأسماك الفلبيني «BFAR» أثناء اقترابها من جزر سكاربورو في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه (أ.ب)
تستخدم سفينة خفر السواحل الصينية (على اليمين) مدافع المياه على سفينة تابعة لمكتب مصايد الأسماك الفلبيني «BFAR» أثناء اقترابها من جزر سكاربورو في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه (أ.ب)
TT

رابع مواجهة بحرية بين الصين والفلبين خلال أسبوع

تستخدم سفينة خفر السواحل الصينية (على اليمين) مدافع المياه على سفينة تابعة لمكتب مصايد الأسماك الفلبيني «BFAR» أثناء اقترابها من جزر سكاربورو في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه (أ.ب)
تستخدم سفينة خفر السواحل الصينية (على اليمين) مدافع المياه على سفينة تابعة لمكتب مصايد الأسماك الفلبيني «BFAR» أثناء اقترابها من جزر سكاربورو في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه (أ.ب)

أعلنت الصين، اليوم الاثنين، اتخاذ «تدابير سيطرة» بعد حادث جديد مع سفن فلبينية، قرب أرخبيل متنازع عليه في بحر الصين الجنوبي، هو الرابع خلال أسبوع.

وأعلن خفر السواحل الصينيون أنه «في 26 أغسطس (آب)، ومن دون الحصول على إذن من الحكومة الصينية، أرسلت الفلبين سفينتي خفر السواحل 4409 و4411 للدخول بصورة غير قانونية إلى المياه القريبة من شعاب شيانبين في جزر نانشا»، وهما الاسمان الصينيان لمنطقة شعاب سابينا وجزر ستراتلي المتنازع عليها، مؤكدة اتخاذ «تدابير سيطرة».

تصرفات «غير قانونية»

وكان وزير الدفاع الفلبيني، غيلبرتو تيودورو، قد ندد في وقت سابق اليوم بتصرفات بكين في بحر الصين الجنوبي ووصفها بأنها «غير قانونية تماماً»، وذلك عقب مواجهة جديدة في المياه المتنازع عليها، أمس (الأحد)، بشأن ما قالت مانيلا إنها مهمة إمداد لصيادين.

وأضاف الوزير الفلبيني للصحافيين: «علينا أن نتوقع مثل هذا النوع من السلوك من الصين؛ لأن هذا صراع. علينا أن نكون مستعدين للتوقع، واعتياد مثل هذه التصرفات من الصين، وهي تصرفات غير قانونية تماماً، كما قلنا مراراً»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وعن الواقعة التي جرت قرب جزر سابينا، قالت فرقة العمل الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، إن السفن الصينية صدمت -واستخدمت مدافع المياه ضد- سفينة تابعة لمكتب مصايد الأسماك الفلبيني، كانت تنقل الغذاء والوقود والإمدادات الطبية لصيادين فلبينيين.

وقال خفر السواحل الصيني، إن السفينة الفلبينية «تجاهلت تحذيرات جادة متكررة، واقتربت عمداً واصطدمت» بقارب صيني لإنفاذ القانون، مما أدى إلى وقوع التصادم. وأضاف أن المسؤولية عن ذلك تقع بالكامل على الجانب الفلبيني.

وعندما سُئل عما إذا كانت الواقعة الأحدث ستؤدي إلى تفعيل التزامات المعاهدة بين أميركا والفلبين، قال تيودورو: «دعونا لا نستبِق الأحداث. دعونا نمنع أي هجوم مسلَّح، هذا هو الشيء الأكثر أهمية».

أربع حوادث خلال أسبوع

وحادث اليوم هو الرابع خلال أسبوع من التوترات البحرية بين الصين والفلبين.

وأعلنت بكين الجمعة أنها اتخذت «إجراءات مضادة» ضد طائرات عسكرية فلبينية متهمة بدخول مجالها الجوي فوق منطقة سوبي في 22 أغسطس (آب)، والتي تطالب مانيلا كذلك بالسيادة عليها.

واتهمت الفلبين، السبت، الصين بإطلاق قنابل مضيئة على إحدى طائرات الدورية التابعة لها في بحر الصين الجنوبي.

وأخيرا، اتخذ خفر السواحل الصيني، أمس (الأحد)، «إجراءات سيطرة» بحق سفينة فلبينية دخلت بالقرب من سواحل جزيرة سابينا المرجانية.

التزام أميركي بمساعدة مانيلا

ويؤكد المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم الرئيس جو بايدن: «التزام واشنطن القوي» بمساعدة الفلبين ضد الهجمات المسلَّحة على سُفنها وجنودها في بحر الصين الجنوبي.

ولم تردَّ السفارة الصينية في مانيلا على طلب للتعليق، اليوم (الاثنين)؛ وهو عطلة رسمية في الفلبين.

وتُلقي المواجهة الأحدث بظلالها على جهود تبذلها الدولتان لإعادة بناء الثقة، وإدارة أفضل للنزاعات، بعد مواجهات على مدى أشهر تضمنت اشتباكاً عنيفاً في يونيو (حزيران) الماضي.

وفي اجتماع رفيع المستوى، عُقد الشهر الماضي، اتفقت الفلبين والصين على «استعادة وإعادة بناء الثقة» لإدارة النزاعات البحرية. وأعقب ذلك اتفاق مؤقت بشأن مهامّ إعادة الإمداد التي تقوم بها مانيلا لسفينة فلبينية راسية في بحر الصين الجنوبي.