الشركات الصينية تدّرب الذكاء الاصطناعي ليكون «أكثر شيوعية»

الصين في سباق مع الولايات المتحدة من أجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
الصين في سباق مع الولايات المتحدة من أجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

الشركات الصينية تدّرب الذكاء الاصطناعي ليكون «أكثر شيوعية»

الصين في سباق مع الولايات المتحدة من أجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
الصين في سباق مع الولايات المتحدة من أجل التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

تخضع شركات التكنولوجيا في الصين لاختبارات من قبل المسؤولين الحكوميين للتأكد من أن وظائف الذكاء الاصطناعي لديها تتحدث لغة الحزب الشيوعي وتجسد «قيمه الاشتراكية»، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

وتخضع الأسماء الكبيرة، مثل «بايت دانس» و«علي بابا»، فضلاً عن الشركات الناشئة الصغيرة، للمراجعة، للتحقُّق مما إذا كانت تلتزم بخط الحزب بشأن مواضيع حساسة سياسياً، مثل مذبحة ميدان تيانانمين، وحكم الرئيس الصيني شي جينبينغ.

لقد جعلت بكين الاكتفاء الذاتي التكنولوجي أولوية، مما يضعها في سباق مع الولايات المتحدة من أجل التفوُّق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتعتمد هذه التكنولوجيا على نماذج لغوية كبيرة لتوليد الإجابات، وترجع جاذبيتها جزئياً إلى تصوُّر أنها تستطيع التفكير بحرية.

ومع ذلك، تحتفظ الصين بقوانين رقابة صارمة، وفي العام الماضي تم فرض شرط على روبوتات الدردشة للالتزام بالقيم الاشتراكية - لذلك بينما يحاول المسؤولون تشجيع الابتكار، تواجه الخدمات قيوداً شديدة.

وتقود المراجعة إدارة الفضاء السيبراني الصينية (CAC)، وهي الجهة التنظيمية الرئيسية للإنترنت في الحكومة. وقد تم إرسال فرقها من المفتشين في جميع أنحاء البلاد لفرض ما هو في طريقه ليصبح أصعب نظام تنظيمي في العالم يحكم الذكاء الاصطناعي.

قال موظف مجهول في إحدى شركات الذكاء الاصطناعي في هانغتشو، شرق الصين، لصحيفة «فايننشال تايمز»: «لم ننجح في المرة الأولى؛ لم يكن السبب واضحاً جداً لذا كان علينا الذهاب والتحدث مع أقراننا... يتطلب الأمر القليل من التخمين والتعديل. لقد نجحنا في المرة الثانية لكن العملية برمتها استغرقت أشهراً».

لقد دفعت صرامة عملية الموافقة المهندسين والمستشارين الخاصين إلى إيجاد طرق سريعة لتدريب نماذج اللغات الكبيرة ومراقبتها، وبناء قاعدة بيانات للكلمات الرئيسية الحساسة وتصفية المحتوى الإشكالي.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، تطلب الحكومة من الشركات أعداد ما بين 20 ألفاً إلى 70 ألف سؤال مصممة لاختبار ما إذا كانت النماذج تنتج إجابات «آمنة».

ويجب على الشركات أيضاً تقديم مجموعة بيانات تتألف من 5 آلاف إلى 10 آلاف سؤال سيرفض النموذج الإجابة عنها، نصفها تقريباً يتعلق بالآيديولوجية السياسية وانتقاد الحزب الشيوعي.

تتضمن المواضيع المحظورة عادة استفسارات حول أحداث الرابع من يونيو (حزيران) 1989 - تاريخ مذبحة ميدان تيانانمين - أو ما إذا كان شي يشبه شخصية «ويني ذا بوه»، وهي من الميمات الشعبية على الإنترنت التي تخضع للرقابة في الصين.

وتم تدريب منصات الدردشة على الإجابة عن مثل هذه الأسئلة من خلال مطالبة المستخدم بتجربة استعلام مختلف، أو من خلال الرد بأنهم لم يتعلموا بعد كيفية الإجابة عن الطلب.

في وقت سابق من هذا العام، أعلنت أكاديمية الفضاء السيبراني الصينية عن روبوت دردشة تم تدريبه على فكر شي جينبينغ، عقيدة تروج «للاشتراكية ذات الخصائص الصينية».

ويتلقى طلاب المدارس الصينية بالفعل دروساً حول فكر الرئيس الصيني.


مقالات ذات صلة

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ (رويترز)

تقرير: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركات صينية تدعم روسيا

كشف تقرير صحافي أن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على عدة شركات صينية يُزعم أنها ساعدت شركات روسية في تطوير طائرات مسيرة هجومية تم استخدامها ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
شؤون إقليمية مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في 3 مارس 2011 (رويترز)

الصين تدعو «الجنائية الدولية» لاتخاذ موقف «موضوعي» بشأن مذكرة توقيف نتنياهو

دعت الصين، اليوم (الجمعة)، المحكمة الجنائية الدولية إلى الحفاظ على «موقف موضوعي وعادل» بعدما أصدرت مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية (موقع الخارجية الصينية)

الصين تدعو إلى «الهدوء» بعد توسيع بوتين إمكانية استخدام الأسلحة النووية

دعت الصين، الأربعاء، إلى «الهدوء» و«ضبط النفس»، غداة إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

شقيقة زعيم كوريا الشمالية تندد بمنشورات «التحريض السياسي» من الجنوب

أكياس يُقال إنها أُرسلت عبر الحدود بواسطة منطاد من كوريا الجنوبية في منطقة غير مؤكدة بالقرب من الحدود على الجانب الكوري الشمالي (أ.ف.ب)
أكياس يُقال إنها أُرسلت عبر الحدود بواسطة منطاد من كوريا الجنوبية في منطقة غير مؤكدة بالقرب من الحدود على الجانب الكوري الشمالي (أ.ف.ب)
TT

شقيقة زعيم كوريا الشمالية تندد بمنشورات «التحريض السياسي» من الجنوب

أكياس يُقال إنها أُرسلت عبر الحدود بواسطة منطاد من كوريا الجنوبية في منطقة غير مؤكدة بالقرب من الحدود على الجانب الكوري الشمالي (أ.ف.ب)
أكياس يُقال إنها أُرسلت عبر الحدود بواسطة منطاد من كوريا الجنوبية في منطقة غير مؤكدة بالقرب من الحدود على الجانب الكوري الشمالي (أ.ف.ب)

ندَّدت كيم يو جونغ، شقيقة رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وصاحبة النفوذ القوي في البلاد، اليوم (الثلاثاء)، بمنشورات «التحريض السياسي»، متهمة كوريا الجنوبية بإرسالها عبر الحدود بين البلدين، حسبما أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء.

ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» الكورية الشمالية عن جونغ قولها في بيان: «تم إسقاط أنواع مختلفة من منشورات التحريض السياسي والأشياء القذرة، التي أرسلتها جمهورية كوريا الجنوبية مجدداً في مناطق مختلفة قرب الحدود الجنوبية لكوريا الديمقراطية».

وأضافت جونغ أن أفراد أجهزة الأمن أغلقوا المناطق المتضررة، ويبحثون حالياً عن تلك المواد؛ للتخلص منها.

وفي الأسبوع الماضي، اتهمت جونغ، سيول بإرسال منشورات مناهضة لبيونغ يانغ، وحذَّرت من أن الجنوب سيدفع «ثمناً باهظاً».

وأعقب ذلك إطلاق الشمال بالونات مليئة بالقمامة عبر الحدود إلى الجنوب. وردَّت كوريا الشمالية بغضب على إرسال نشطاء من الجنوب بالونات عبر الحدود تحمل منشورات دعائية مناهضة لبيونغ يانغ وسلعاً استهلاكية كورية جنوبية.