باكستان: كيف تُراجِع جماعة إرهابية مسؤوليتها عن الهجمات؟!

مقتل 11 مسلحاً في عمليات أمنية قرب الشريط الحدودي

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
TT

باكستان: كيف تُراجِع جماعة إرهابية مسؤوليتها عن الهجمات؟!

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)

قتلت قوات الأمن الباكستانية 11 إرهابياً في عمليات أمنية مختلفة، نفذتها قوات الأمن قرب الشريط الحدودي مع أفغانستان.

وقال بيان صدر عن الجيش الباكستاني، الثلاثاء، إن قوات الأمن قضت على عنصر إرهابي خلال عملية نفذتها في منطقة وزيرستان بولاية خيبر باختونخوا، شمال غربي باكستان، كما تم القضاء على 10 إرهابيين آخرين في عملية أخرى نفذتها في منطقة ديرة إسماعيل خان في الولاية نفسها. وأضاف البيان أن العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها متورطة في كثير من الأعمال الإرهابية ضد القوات الأمنية وقتل المدنيين الأبرياء. وتقوم قوات الأمن الباكستانية بعمليات تفتيش روتينية، استناداً إلى معلومات استخبارية تقدمها أجهزة الاستخبارات.

حركة «طالبان الأفغانية» تدير نقطة تفتيش على الحدود الباكستانية الأفغانية (متداولة)

وتظهر حركة «طالبان الباكستانية» عموماً كقوة متهورة عاقدة العزم على التدمير. ولكن في العامين الماضيين، أظهرت علامات على أنها تتصرف أحياناً بحذر شديد، أو تظهر علامات على الخوف من القوات التي تقاتلها.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت على حركة «طالبان الباكستانية» في مناسبتين علامات الخوف من القوات التي تقاتل ضدها.

ولقى 5 صينيين مصرعهم في آخر الهجمات الانتحارية على حافلة ركاب تقل مهندسين صينيين، بالقرب من بلدة بيشام بشمال باكستان. يعتقد الجميع أن هذا كان من عمل حركة «طالبان الباكستانية»، ولكن الحركة نفت بنفسها أي مسؤولية عن الحادث.

وفي عام 2021، تراجعت حركة «طالبان الباكستانية» عن تصريحاتها بعد ادعائها وقوع هجوم في كويتا، قد يُستهدف فيه السفير الصيني في باكستان. وقع هذا الهجوم الانتحاري في أبريل (نيسان) 2021 واستهدف فندق «سيرينا» في كويتا بهجوم انتحاري بواسطة سيارة.

رجل أمن باكستاني يفتش الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشاور حيث قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بينهم 5 صينيين في الهجوم (إ.ب.أ)

وادعت الحركة في بيانها الأصلي أن الأجانب الموجودين في الفندق هم الهدف الرئيسي. في وقت الهجوم، كان السفير الصيني لدى باكستان، نونغ رونغ، يقيم في الفندق، ونجا من الأذى.

مسؤولو الأمن الباكستانيون يقفون للحراسة أثناء قيامهم بإغلاق الطريق المؤدية إلى ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح قبل زيارة الرئيس الإيراني رئيسي إلى كراتشي الثلاثاء (إ.ب.أ)

ويعتقد خبراء مكافحة الإرهاب -بشكل عام- أن السفير الصيني كان الهدف الرئيسي للهجوم. وبهذه الطريقة يُقال إن حركة «طالبان الباكستانية» فتحت جبهة جديدة ضد الصين. ولكن بعد أن أدركت حركة «طالبان الباكستانية» العواقب المترتبة على مزاعمها الأولية، أصدرت الحركة رداً موضحة أن السفير الصيني لم يكن هو المستهدف. ويعتقد الخبراء أن السبب وراء إعادة النظر لاحقاً لدى حركة «طالبان الباكستانية» هو الخوف من رد فعل عنيف من جانب الجيش الباكستاني والصين لمكافحة الإرهاب.

تفتيش راكبي الدراجات النارية والأشخاص في قندهار (إ.ب.أ)

ليس الأمر أن حركة «طالبان الباكستانية» لم تستهدف في الماضي مصالح ومواطنين صينيين؛ لكن منذ سيطرة حركة «طالبان» على أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، لا تزال الحركة الباكستانية تعيش في ظل حركة «طالبان الأفغانية». كما تقيم حركة «طالبان الأفغانية» علاقات طيبة للغاية مع الحكومة الصينية منذ توليها السلطة في كابُل.

وقال الخبراء إنه خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبحت حركة «طالبان الباكستانية» حريصة للغاية على عدم التعرض بالإساءة للرعايا الصينيين في باكستان.

ويعتقد بعض الخبراء أن هناك دلائل تشير إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» تريد التركيز على عدوها الرئيسي، ألا وهو الجيش الباكستاني؛ حيث إنها تستهدف بشكل عام أهدافاً عسكرية فقط خلال الأشهر الأخيرة.

تجدر الإشارة إلى أن حركة «طالبان الباكستانية» امتنعت عن استهداف أي بعثة دبلوماسية أجنبية أو موظفيها في السنوات الأخيرة.

وأعلن الجيش الباكستاني نجاح قواته في العمليات التي تنفذها. وكانت هناك حالات تراجعت فيها الجماعات الإرهابية جزئياً أو كلياً عن تصريحاتها، بعد ادعائها وقوع هجمات إرهابية معينة، كما حدث بعد استهداف فندق «سيرينا» في كويتا.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الرسمية الكورية الشمالية الجمعة، قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قريبا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلال ولايته الأولى، التقى ترمب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.

ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترمب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

وخلال تحدّثه الخميس في معرض دفاعي لبعض أقوى أنظمة الأسلحة في كوريا الشمالية، لم يذكر كيم ترمب بالاسم، لكن آخر محادثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة جرت تحت إدارته.

وقال كيم وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية: «ذهبنا إلى أبعد ما يمكن مع الولايات المتحدة كمفاوضين، وما أصبحنا متأكدين منه هو عدم وجود رغبة لدى القوة العظمى في التعايش»، وأضاف أنه بدلا من ذلك، أدركت بيونغ يانغ موقف واشنطن وهو «سياسة عدائية ثابتة تجاه كوريا الشمالية».

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية ما يبدو أنه صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ فرط صوتية وراجمات صواريخ وطائرات مسيّرة في المعرض.

وذكرت الوكالة أن المعرض يضم «أحدث منتجات بيونغ يانغ لمجموعة الدفاع الوطني العلمية والتكنولوجية لكوريا الديمقراطية مع الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية التي تم تحديثها وتطويرها مجددا».

وقال كيم أيضا في كلمته إن شبه الجزيرة الكورية لم يسبق أن واجهت وضعا كالذي تواجهه راهنا و«قد يؤدي إلى أكثر الحروب النووية تدميرا».

وفي الأشهر الأخيرة، عززت كوريا الشمالية علاقاتها العسكرية مع موسكو، فيما قالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن بيونغ يانغ أرسلت آلاف الجنود إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا.

خلال لقاء سابق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

زعيمان «في الحب»

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترمب في سنغافورة في يونيو (حزيران) 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والرئيس الكوري الشمالي وقعا «في الحب».

وكشف كتاب صدر في عام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترمب مستخدما تعبير «سُموّك» في الرسائل التي تبادلها مع الرئيس السابق.

لكنّ قمتهما الثانية في عام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.

وفي يوليو (تموز) من العام الحالي، قال ترمب متحدثا عن كيم: «أعتقد أنه يفتقدني»، و«من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية».

وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترمب حاول أن يعكس «العلاقات الشخصية الخاصة» بين رئيسَي البلدين، فإنه «لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري».