أعلن فريق مرشح الانتخابات الرئاسية الإندونيسية أنيس باسويدان، الذي هزمه خصمه برابوو سوبيانتو، أنه قدّم طعناً للمحكمة الدستورية على خلفية اتهامات بمخالفات وعمليات غشّ شابت الاقتراع والحملة الانتخابية. وقال آري يوسف أمير، رئيس فريق الخبراء القانونيين الموكلين من أنيس باسويدان، من أمام مقرّ الحملة: «قدّمنا رسمياً التماساً إلى المحكمة الدستورية للطعن في الانتخابات»، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية». وكانت اللجنة الانتخابية قد أعلنت، الأربعاء، رسمياً فوز برابوو سوبيانتو، وزير الدفاع، في الاستحقاق الانتخابي بعد نحو شهر على إجراء الانتخابات في 14 فبراير (شباط).
أغلبية مريحة
وفاز الجنرال السابق البالغ 72 عاماً، والذي كان يتصدر استطلاعات الرأي لعدة أشهر، بأغلبية مريحة بلغت 58.6 في المائة من الأصوات، مقابل المرشحين الآخرين أنيس باسويدان (24.9 في المائة) الحاكم السابق لجاكرتا، وغنجار برانوو (16 في المائة) الحاكم السابق لجاوا الوسطى. وبعد التصويت في 14 فبراير، أعلن برابوو سوبيانتو، الذي ترشح للمرة الثالثة للرئاسة بعد هزيمته في عامي 2014 و2019، عن «فوز لجميع الإندونيسيين»، استناداً إلى النتائج الأولية.
ولم يتأخر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تهنئة الرئيس الإندونيسي الجديد، مؤكداً أن واشنطن «تتطلع إلى تعاون وثيق» مع الجنرال السابق. وحتى قبل الإعلان رسمياً عن انتخابه، كان زعماء العالم بدأوا بتهنئة برابوو سوبيانتو بينهم رؤساء حكومات بريطانيا وهولندا وماليزيا وأستراليا. كما أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 9 مارس (آذار) بـ«النتيجة الرائعة في الانتخابات». وصباح الخميس، هنّأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الرئيس الجديد لإندونيسيا الذي يتولّى مهامه رسمياً في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، منوّهاً في رسالة إلى سوبيانتو أوردت وكالة «شينخوا» مقتطفات منها، إلى أن «الصين وإندونيسيا هما تقليدياً جارتان تربط بينهما علاقات ودّية».
اتهامات بالغش
غير أن الحملة الانتخابية شابتها اتهامات بتدخّل من الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو الملقّب بـ«جوكوي»، لا سيّما فيما يخصّ شروط ترشّح نجله جبران جبران راكابومينغ راكا (36 عاماً) لمنصب نائب الرئيس. فبسبب صغر سنه، لم يتمكن جبران من الترشح إلا بعد قرار مثير للجدل أصدرته المحكمة الدستورية، وتم تبنّيه بفضل تصويت حاسم لرئيس المحكمة أنور عثمان، صهر جوكو ويدودو، الذي أقيل من مهامه في فترة لاحقة.
لكنّ برابوو سوبيانتو وأوساطه نفوا تماماً، على غرار ويدودو، الاتهامات بارتكاب مخالفات. وبُعيد الإعلان عن النتائج الرسمية، مساء الأربعاء، سارع أنيس باسويدان إلى التنديد بالظروف التي أتاحت لخصمه فرض فوزه. وقال في بيان إن «مسؤولاً انبثق من عملية شابها الغش والمخالفات، سيؤدي إلى نظام ينتج سياسات ظالمة، ولا نريد أن يحدث ذلك». وكشف مهيمن إسكندر، الذي ترشّح لمنصب نائب الرئيس إلى جانب أنيس باسويدان، عن أن التجاوزات المشبوهة تقوم خصوصاً على «تدخّل أجهزة الدولة». واستبعد فريق محامي الرئيس قابلية التشكيك في النتائج بسبب الفارق الكبير في الأصوات بين برابوو سوبيانتو والمرشحين الآخرين، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.