الصين تحكم على «جاسوس» بريطاني بالسجن 5 سنوات

القضية تعود إلى سنوات ولم يُكشف عنها قبل هذا الأسبوع

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
TT

الصين تحكم على «جاسوس» بريطاني بالسجن 5 سنوات

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين (أ.ب)

أعلنت الصين، اليوم (الجمعة)، أنها حكمت على مواطن بريطاني بالسجن خمس سنوات لإدانته بتهمة التجسس، في تأكيد رسمي لقضية تعود إلى سنوات ماضية، ولكن لم يُكشف عنها قبل هذا الأسبوع، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قضية رجل الأعمال البريطاني، إيان ستونز، أمس (الخميس)، ونقلت عن عائلته ومصادر أخرى، أنه «اختفى» عام 2018 بعدما عمل عقوداً في الصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، اليوم خلال مؤتمر صحافي رداً على سؤال بشأن تقرير «وول ستريت جورنال»، إن محكمة ابتدائية في بكين حكمت على المواطن البريطاني في 2022 «بالسجن خمس سنوات لإدانته بتهمة الحصول على معلومات بصورة غير قانونية ونقلها لحساب أطراف في الخارج». وأضاف، أن محكمة استئناف صادقت على الحكم في سبتمبر (أيلول).

وأفاد وانغ، بأنّ «المحكمة نظرت في القضية بموجب القانون حصراً». وأكد، أن بكين «تضمن تماماً كل الحقوق المشروعة» للموقوف وسمحت لمسؤولين بريطانيين بزيارته وبحضور محاكمته.

وشدد على أن «الصين دولة يحكمها القانون». وأضاف أن «الهيئات القضائية تسهر على معالجة القضايا بموجب القانون وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للطرفين الصيني والأجنبي».

وتتبادل لندن وبكين اتهامات بالتجسس منذ أشهر.

وأعلنت الحكومة البريطانية، أن الجواسيس الصينيين يستهدفون الموظفين في شكل متزايد، ونفى باحث في البرلمان البريطاني مؤخراً التجسس لصالح بكين.

العَلمان الصيني والبريطاني (أ.ب)

إدانات وتفتيش

وأبلغت الصين عن الاشتباه بحصول حالات تجسس عدة أخرى في الأشهر الأخيرة.

وأفادت وكالة الاستخبارات الصينية مطلع يناير (كانون الثاني)، بأن مدير شركة استشارات أجنبية اتُهم بالتجسس لحساب جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني «إم آي 6- (MI6)»

وفي مايو (أيار)، حكمت السلطات على المواطن الأميركي جون شينغ وان ليون (78 عاماً) بالسجن مدى الحياة بتهمة التجسس، من دون أن تقدم تفاصيل بشأن قضيته.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، نشرت وزارة أمن الدولة الصينية تقريراً بشأن جاسوس مفترض آخر كنيته «هو»، متهم بتسريب الكثير من الأسرار والوثائق السرية إلى الولايات المتحدة.

ونفذت الصين العام الماضي أيضاً مداهمات في عدد من كبرى مؤسسات البحث والاستشارات.

في مايو الماضي، قالت الصين إنها داهمت مكاتب مؤسسة الاستشارات الأميركية كايبفيجن (Capvision) بغرض ضمان «مصالحها على صعيد الأمن القومي والنمو».

كذلك، استجوبت موظفين في أحد فروع شركة الاستشارات الأميركية«باين» (Bain and Company) في أبريل (نيسان) في شنغهاي.

وأوقفت السلطات موظفين وأغلقت مكتباً لمؤسسة «مينتز» الأميركية للمحاسبة (Mintz Group) في مارس (آذار).

وحذّرت الحكومة الأميركية وغرف التجارة الأميركية من أن المداهمات تضرّ بثقة المستثمر وبعمل الشركات الأجنبية في الصين.


مقالات ذات صلة

بكين تحتج لدى واشنطن على تهنئة بلينكن لرئيس تايوان الجديد

آسيا رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ - تي (أ.ف.ب)

بكين تحتج لدى واشنطن على تهنئة بلينكن لرئيس تايوان الجديد

أعلنت الصين اليوم (الثلاثاء)، أنها أبلغت الولايات المتحدة باحتجاجها على تهنئة وزير الخارجية أنتوني بلينكن رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ - تي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي ونائبته هسياو بي-خيم يتوسطان مدعوّين خلال تحية الحضور في ختام مراسم التنصيب الاثنين (إ.ب.أ)

بكين تشدد على «الصين الواحدة»

شدّدت بكين، أمس (الاثنين)، على وضع «الصين الواحدة»، وذلك بعد ساعات على تنصيب الرئيس الجديد لتايوان.

الاقتصاد متسوقون في أحد شوارع العاصمة الصينية بكين (رويترز)

هيئة الإحصاء تتوقع نمواً معتدلاً لتضخم الاستهلاك في الصين

توقعت ليو آي هوا المتحدثة باسم هيئة الإحصاء في الصين، أن يشهد تضخم الاستهلاك في الصين نموا معتدلا بعد أن تعزز السياسات الداعمة للبلاد الطلب على الاستهلاك.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الأخير لبكين (أ.ف.ب)

«لطيف بالنسبة لهما»... واشنطن تسخر من المعانقة بين الرئيسين الصيني والروسي

سخر البيت الأبيض من معانقة الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الدولة التي قام بها الأخير هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا عرض توضيحي لجيش الكلاب الروبوتية المزودة بمدافع رشاشة (أ.ف.ب)

بأربع أرجل ورشاشات مثبتة على ظهورها... شاهد جيش الكلاب الروبوتية الصينية

استعرض الجيش الصيني جيشا من الكلاب الروبوتية القتالية، المجهزة بمدافع رشاشة.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)

بكين تحتج لدى واشنطن على تهنئة بلينكن لرئيس تايوان الجديد

رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ - تي (أ.ف.ب)
رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ - تي (أ.ف.ب)
TT

بكين تحتج لدى واشنطن على تهنئة بلينكن لرئيس تايوان الجديد

رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ - تي (أ.ف.ب)
رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ - تي (أ.ف.ب)

أعلنت الصين اليوم (الثلاثاء)، أنها أبلغت الولايات المتحدة باحتجاجها على تهنئة وزير الخارجية أنتوني بلينكن رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ - تي، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم الخارجية وانغ ونبين للصحافيين غداة مراسم تنصيب لاي، إن «الصين مستاءة وتعارض ذلك بشدة، وقدّمت احتجاجات حازمة للولايات المتحدة».


كيم يعزي بوفاة رئيسي: صديق مقرب وخسارة كبيرة

امرأة تضع زهرة لتقديم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (رويترز)
امرأة تضع زهرة لتقديم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (رويترز)
TT

كيم يعزي بوفاة رئيسي: صديق مقرب وخسارة كبيرة

امرأة تضع زهرة لتقديم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (رويترز)
امرأة تضع زهرة لتقديم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (رويترز)

أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم (الثلاثاء)، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعث برسالة تعزية إلى إيران في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.

وقال كيم في الرسالة وفق ما نقلت «رويترز»، إن وفاة رئيسي «خسارة كبيرة» لإيران، معبراً عن أمله في أن تتعافى الأسر المكلومة في أقرب وقت ممكن.

ونقلت الوكالة عن كيم قوله إن رئيسي كان «رجل دولة بارزاً وصديقاً مقرباً»، مشيراً إلى أنه قدم «إسهاماً كبيراً لقضية الشعب الإيراني في حماية سيادة وتنمية ومصالح بلاده ومكتسبات الثورة الإسلامية».

وترتبط كوريا الشمالية وإيران بعلاقات وثيقة ويشتبه في تعاونهما في برامج للصواريخ الباليستية وربما في تبادل خبرات فنية.


بكين تشدد على «الصين الواحدة»

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي ونائبته هسياو بي-خيم يتوسطان مدعوّين خلال تحية الحضور في ختام مراسم التنصيب الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي ونائبته هسياو بي-خيم يتوسطان مدعوّين خلال تحية الحضور في ختام مراسم التنصيب الاثنين (إ.ب.أ)
TT

بكين تشدد على «الصين الواحدة»

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي ونائبته هسياو بي-خيم يتوسطان مدعوّين خلال تحية الحضور في ختام مراسم التنصيب الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي ونائبته هسياو بي-خيم يتوسطان مدعوّين خلال تحية الحضور في ختام مراسم التنصيب الاثنين (إ.ب.أ)

شدّدت بكين، أمس (الاثنين)، على وضع «الصين الواحدة»، وذلك بعد ساعات على تنصيب الرئيس الجديد لتايوان لاي تشينغ - تي.

وقال لاي (64 عاماً)، في خطاب تنصيبه، إن حكومته «لن تستسلم ولن تستفز وستحافظ على الوضع القائم»، وهو توازن يحافظ على سيادة تايوان من دون إعلان الاستقلال رسمياً. وأضاف: «أودّ أيضاً دعوة الصين إلى وقف ترهيبها السياسي والعسكري».

وسارع وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى التأكيد أن «توحيد الصين أمر لا رجوع عنه»، مشيراً إلى أن «السلوك الانفصالي يشكّل التحدي الأخطر للنظام الدولي والتغيّر الأخطر للوضع القائم في مضيق تايوان».

ودخلت روسيا على الخط متهمة أميركا بتصعيد التوتر بشأن تايوان. وقالت الناطقة باسم «الخارجية» الروسية: «نرى أن واشنطن والبلدان التي تدور في فلكها تواصل التصعيد في مضيق تايوان وتقوّض الاستقرار والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتعرقل توحيد الصين بشكل سلمي».


رئيس تايوان الجديد يدعو الصين إلى «وقف الترهيب»

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)
الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)
TT

رئيس تايوان الجديد يدعو الصين إلى «وقف الترهيب»

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)
الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)

دعا الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي، خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين، الصين إلى «وقف الترهيب السياسي والعسكري» حيال الجزيرة المتمتّعة بحكم ذاتي. وردت بكين بالتأكيد أن «البحث عن استقلال تايوان محكوم بالفشل».

وأدّى لاي تشينغ - تي اليمين الدستورية، رئيساً لتايوان، في مراسم حضرتها عشرات الوفود الأجنبية في القصر الرئاسي في تايبيه، حسبما أظهر فيديو رسمي.

وأدّت كذلك نائبته هسياو بي - خيم اليمين الدستورية، في وقت تزداد الضغوط الصينية بعدما اتسمت فترة ولاية الرئيسة السابقة تساي إنغ - وين التي استمرت 8 أعوام بتدهور العلاقات مع بكين.

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي يُقسم اليمين أمام صورة مؤسس تايوان صن يات سين بالقصر الرئاسي في تايبيه الاثنين (أ.ف.ب)

وقال لاي في خطاب التنصيب إن على الصين «أن توقف ترهيبها السياسي والعسكري ضد تايوان وأن تتقاسم معها المسؤولية العالمية بالحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان وكذلك المنطقة بأسرها وضمان تحرير العالم من الخوف من الحرب»، مؤكداً أن تايبيه ترفض «الخضوع لتأثير قوى خارجية».

وأضاف: «أريد أيضاً أن أشكر مواطنيَّ على رفضهم التأثر بقوى خارجية ودفاعهم الحازم عن الديمقراطية»، مؤكداً أن «العصر المجيد للديمقراطية التايوانية وصل».

كما أشار إلى أهمية تعزيز الدفاع في البلاد قائلاً: «في مواجهة كثير من التهديدات ومحاولات التسلّل، ينبغي لنا إظهار تصميمنا على الدفاع عن بلادنا وزيادة استعدادنا الدفاعي وتعزيز إطارنا القانوني من حيث الأمن القومي».

نائبة الرئيس هسياو بي - خيم تُقسم اليمين يوم الاثنين (أ.ف.ب)

وسبق أن وصف لاي تشينغ - تي، المنتمي مثل الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ - وين إلى «الحزب الديمقراطي التقدمي»، نفسه بأنه «عامل براغماتي من أجل استقلال تايوان».

ومنذ ذلك الحين خفف من حدة خطابه، مدافعاً عن الحفاظ على «الوضع الراهن» في مضيق تايوان. ويقول الآن إن عملية الاستقلال ليست ضرورية لأن الجزيرة تتمتع أصلاً بذلك بحكم الأمر الواقع.

وأثارت صراحته وموقفه غضب بكين، التي وصفته بأنه «انفصالي خطير» يقود تايوان إلى «الحرب والانحدار».

وحاول لاي إعادة إطلاق الحوار مع الصين بعدما قطعته بكين في عام 2016، لكنَّ خبراء يقولون إنه يخاطر بأن يواجَه بالرفض.

وأمام آلاف الأشخاص المجتمعين لهذه المناسبة، ألقى الرئيس الجديد، الاثنين، خطاب تنصيبه الذي شكّل محط متابعة لمعرفة مواقفه بشأن إدارة العلاقات الحساسة بين تايبيه وبكين.

مقاتلات تايوانية في سماء العاصمة تايبيه خلال مراسم تنصيب الرئيس ونائبته يوم الاثنين (رويترز)

ومن بين 51 وفداً دولياً تمت دعوتهم، بما في ذلك من الولايات المتحدة واليابان وكندا، حضر ثمانية رؤساء دول لإظهار دعمهم للديمقراطية التايوانية.

وتعاني تايوان عدم وجود اعتراف دبلوماسي كافٍ بها، حيث لا يوجد لديها سوى 12 حليفاً على الساحة الدولية.

وهنأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لاي تشينغ - تي، قائلاً إنه يتطلع إلى أن تحافظ واشنطن وتايبيه على «السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».

وإضافةً إلى إشادته بالرئيس التايواني الجديد، قال بلينكن في بيان: «نهنئ أيضاً شعب تايوان على إظهاره مرة أخرى قوة نظامه الديمقراطي القوي والمرن».

ورأى أن «الشراكة بين الشعب الأميركي والشعب التايواني، المتجذرة في القيم الديمقراطية، تواصل التوسع والتعمق عبر العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والعلاقات بين الشعبين».

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي ونائبته هسياو بي-خيم يتوسطان مدعوّين خلال تحية الحضور في ختام مراسم التنصيب الاثنين (إ.ب.أ)

كما أشاد بالرئيسة المنتهية ولايتها لـ«تعزيزها العلاقات» بين الولايات المتحدة وتايوان خلال السنوات الثماني الماضية.

وقال: «إننا نتطلع إلى العمل مع الرئيس لاي... لتعزيز مصالحنا وقيمنا المشتركة، وتعميق علاقتنا غير الرسمية طويلة الأمد، والحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».

وجاء بيان بلينكن في وقت أعلنت الصين أنها ستفرض عقوبات على ثلاث شركات دفاع أميركية بسبب مبيعاتها من الأسلحة لتايوان.

وألغت الولايات المتحدة اعترافها بتايوان عام 1979، لكنّ الكونغرس الأميركي يسمح في الوقت نفسه بتوريد أسلحة إلى الجزيرة، بهدف معلن هو ثني الصين عن أي نيات توسعيّة.

بكين: الاستقلال محكوم بالفشل

أكدت بكين أن الحكومة في تايوان، حيث تولى الرئيس لاي تشينغ - تي منصبه، لا تغير «حقيقة» أن الجزيرة جزء من الصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين: «بغضّ النظر عن تطور الوضع السياسي الداخلي في تايوان، فإن ذلك لن يغيِّر الحقيقة التاريخية والقانونية المتمثلة في أن ضفتَي المضيق تنتميان إلى الصين الواحدة».

وتَعد الصين تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءاً من أراضيها، وتعهَّدت بإعادتها إلى كنفها بالقوة إن لزم الأمر.

وحذّرت الصين من أن السعي لاستقلال تايوان هو «طريق مسدود».

وأضاف المتحدث: «لا يهمّ بأي شكل أو تحت أي شعار، البحث عن استقلال تايوان والانفصال (عن الصين) محكوم بالفشل».

ورداً على تنصيب لاي تشينغ - تي رئيساً للصين، رأى المتحدث أن ذلك لا يغيِّر من «حقيقة» أن الجزيرة جزء من الصين.

وأوضح: «بغضّ النظر عن تطور الوضع السياسي الداخلي في تايوان، فإن ذلك لن يغيِّر الحقيقة التاريخية والقانونية المتمثلة في أن ضفتَي المضيق تنتميان إلى الصين».


الأمن الباكستاني يعتقل عنصرين إرهابيين

مسؤول أمني باكستاني يفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بختونخوا... 18 مارس 2024 (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بختونخوا... 18 مارس 2024 (إ.ب.أ)
TT

الأمن الباكستاني يعتقل عنصرين إرهابيين

مسؤول أمني باكستاني يفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بختونخوا... 18 مارس 2024 (إ.ب.أ)
مسؤول أمني باكستاني يفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش في بيشاور عاصمة مقاطعة خيبر بختونخوا... 18 مارس 2024 (إ.ب.أ)

اعتقلت السلطات الباكستانية عنصرين ينتميان إلى تنظيم «لواء زينبيون» الإرهابي المحظور خلال عملية نفَّذتها في مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند. وأوضح بيان صادر عن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة في مدينة كراتشي، الاثنين، أنه تم اعتقال العنصرين قبل أيام، وثبت خلال التحقيق انتماؤهما إلى «لواء زينبيون»، وتورطهما في تنفيذ أعمال إرهابية تشمل تصفيات ذات طابع طائفي.

مسؤول أمني باكستاني يفحص الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشام ببيشاور عاصمة مقاطعة بختونخوا... 27 مارس 2024 (إ.ب.أ)

وأعلنت السلطات الباكستانية، الاثنين، القبض على عضو ينتمي إلى «لواء زينبيون» المدعوم إيرانياً، بتهمة محاولة اغتيال رجل دين في إقليم السند يناير (كانون الثاني) الماضي.

وذكر بيان صادر عن إدارة مكافحة الإرهاب في السند أن قوات الأمن قبضت على «إرهابي مدرَّب من دولة مجاورة» في منطقة سوليدير بازار التابعة لمدينة كراتشي.

وأوضح البيان أن المتهم يُدعى سيد محمد مهدي، العضو في «لواء زينبيون»، و«يعمل لصالح وكالات مخابرات معادية»، وأجرى استطلاعات عن أهداف رفيعة المستوى، وشارك معلومات عنها مع شخصين يُدعيان سيد رضا جفري، وعابد رضا.

واعترف بأنه بالتعاون مع جفري ورضا حاولوا اغتيال الباحث الباكستاني المفتي تقي عثماني عام 2019، وأنهم استهدفوا الكثير من الأسماء المهمة التي تنتمي إلى «المذهب المعارض».

ضباط شرطة باكستانيون يحرسون فرعاً لمطعم كنتاكي عقب الاحتجاجات التي عمت البلاد تضامناً مع الشعب الفلسطيني، في حيدر آباد... 14 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

يأتي إعلان السلطات الباكستانية القبض على عضو في لواء زينبيون، بعد ازدياد التوتر بين إيران وباكستان، إثر إعلان الطرفين استهداف «أهداف إرهابية» في أراضي كلا البلدين.

يشار إلى أن المفتي تقي عثماني نائب رئيس جامعة كراتشي - دار العلوم الإسلامية، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، تعرَّض لمحاولة اغتيال عام 2019.

يتألف قوام تنظيم «لواء زينبيون» الذي يُعتقد أن «الحرس الثوري» الإيراني هو من أسسه، من شيعة باكستانيين غادروا موطنهم لأسباب طائفية أو سياسية إلى إيران لتلقي التعلم الديني في المدن الإيرانية وفي مقدمتها قم ومشهد.

متطوعون يوزِّعون مياه الشرب على جانب الطريق في كراتشي... 19 مايو 2024 (إ.ب.أ)

وفي لاهور قلَّل، الاثنين، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، من أعمال العنف الغوغائية في قرغيزستان، قائلاً إن الوضع في بيشكيك أصبح طبيعياً ولا داعي للذعر، في الوقت الذي وصل فيه أكثر من 350 طالباً باكستانياً إلى لاهور وإسلام آباد قادمين من قرغيزستان، بسبب المخاوف الأمنية في بيشكيك، وأرجأ دار زيارة مقررة إلى قرغيزستان.

متطوعون يوزِّعون مياه الشرب على جانب الطريق في كراتشي... 19 مايو 2024 (إ.ب.أ)

وقالت صحيفة «دون» الباكستانية إن رئيس الوزراء شهباز شريف، أمر من ناحية أخرى الوزير الباكستاني بضمان توفير كل الترتيبات الممكنة لإعادة «الطلاب المصابين»، وكذلك المقيمين مع أسرهم رغم «عودة الحياة الطبيعية» في قرغيزستان. وحمَّل وزير الخارجية إسحاق دار، في مؤتمر صحافي في لاهور، وسائل التواصل الاجتماعي وحزباً سياسياً «معيناً»، مسؤولية الشائعات التي انتشرت حول وفاة طلاب باكستانيين.

وقال في مؤتمر صحافي، عقده الأحد في لاهور: «لم يمُتْ أي طالب باكستاني في أعمال العنف الغوغائية في بيشكيك». وذكر إسحاق دار، أن 16 طالباً أجنبياً، من بينهم «أربعة أو خمسة» باكستانيين أُصيبوا خلال أعمال العنف. وأضاف أن نظيره القرغيزي طمأنه بأن الوضع تحت السيطرة، وهو ما أكدته أيضاً السفارة الباكستانية هناك.


«داعش» يعلن مسؤوليته عن الهجوم على السياح الإسبان في أفغانستان

«طالبان» أعلنت اعتقال 4 أشخاص عقب الهجوم الدامي (أرشيفية لعناصر من الحركة)
«طالبان» أعلنت اعتقال 4 أشخاص عقب الهجوم الدامي (أرشيفية لعناصر من الحركة)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن الهجوم على السياح الإسبان في أفغانستان

«طالبان» أعلنت اعتقال 4 أشخاص عقب الهجوم الدامي (أرشيفية لعناصر من الحركة)
«طالبان» أعلنت اعتقال 4 أشخاص عقب الهجوم الدامي (أرشيفية لعناصر من الحركة)

أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن تنفيذ هجوم على أجانب في وسط أفغانستان أسفر عن مقتل 3 إسبان و3 مواطنين أفغان.

وقال عبد المتين قاني، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، إن سبعة أشخاص أُصيبوا بجروح في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، في ولاية باميان، وهي منطقة سياحية بارزة. وأضاف أنه أُلقي القبض على 7 مشتبه بهم في موقع الحادث، وفق تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الاثنين.

وأصدر تنظيم «داعش» بيانات عبر وكالة «أعماق» الإخبارية التابعة للتنظيم مساء الأحد، تفيد بأن مقاتلي «داعش» هاجموا حافلة تقلّ سياحاً ومرشديهم. وجاء في البيان أن «الهجوم كان استجابة لتوجيهات قادة (داعش) باستهداف مواطني الاتحاد الأوروبي أينما وُجدوا».

وذكرت وزارة الخارجية الإسبانية أن ثلاثة إسبان لقوا مصرعهم، فيما أُصيب واحد آخر على الأقل بجراح. وقال مسؤول من حركة «طالبان» في باميان، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوَّل بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن الأجانب الأربعة المصابين هم من إسبانيا والنرويج وأستراليا ولاتفيا.

جانب من بقايا تماثيل بوذا الشهيرة في ولاية باميان بأفغانستان (رويترز)

وكتب بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، أن الخبر قد «فجعه». وذكر قاني أنه جميع المصابين نُقلوا إلى العاصمة كابل لتلقي العلاج، وأن حالتهم مستقرة.

وتعدّ الجماعة التابعة لتنظيم «داعش» في أفغانستان منافساً رئيسياً لحركة «طالبان»، ونفَّذ مقاتلوها هجمات ضد مدارس ومستشفيات ومساجد ومناطق للأقلية الشيعة في مختلف أنحاء البلاد.

الجدير بالذكر أن حركة «طالبان» الأفغانية سيطرت على مقاليد الحكم في أفغانستان في أغسطس (آب) 2021 عقب انسحاب القوات الأميركية، وحلف شمال الأطلسي، من البلاد بعد 20 عاماً من الحرب.

وتسعى حركة «طالبان» إلى زيادة عدد السياح القادمين إلى البلاد، ففي عام 2021 بلغ عدد السياح الأجانب 691 سائحاً، وارتفع الرقم خلال عام 2022 إلى 2300، والعام الماضي تجاوز 7000.

عناصر من «طالبان» في حالة استنفار خارج باميان (أرشيفية - متداولة)

كانت مدينة باميان موقعاً لتمثالين ضخمين لبوذا منحوتين في جرف بين القرنين الرابع والسادس الميلادي، وقد دمرتهما حركة «طالبان» بتحريض من تنظيم «القاعدة» في بداية عام 2001.

وفي حادث منفصل وقع الاثنين، انفجرت قنبلة يدوية في مدينة قندهار التي تقع جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل، وإصابة ثلاثة آخرين، حسب بيان صادر عن مكتب رئيس شرطة قندهار.

وذكر البيان أن الشرطة تحقق في الانفجار الذي وقع بالقرب من الطريق المؤدي إلى مطار قندهار. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن ذلك الانفجار.


دار: باكستان والسعودية «لهما نفس الأولويات»

وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
TT

دار: باكستان والسعودية «لهما نفس الأولويات»

وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار

أكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، أن بلاده والسعودية تتشاطران الأولويات والأهداف نفسها في تعزيز الاستقرار ومكافحة التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط. وقال إن باكستان تريد زيادة تعزيز علاقاتها مع المملكة وتحويلها إلى شراكة استراتيجية واقتصادية. وبخصوص التنسيق حول الأوضاع في غزة، قال دار في حوار مع «الشرق الأوسط» تطرق فيه إلى تطورات المنطقة، إن باكستان والسعودية عملتا معاً على مستوى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي بهدف وقف فعال لإطلاق النار، واستمرار تقديم المساعدات إلى غزة. وشدد على أن بلاده لن تعترف بإسرائيل ما لم يجرِ التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

وعبر دار عن «قلق» بلاده إزاء «زيادة الهند لوارداتها من المعدات العسكرية من جميع المصادر؛ لأنها تزيد من عدم التوازن العسكري في المنطقة وتقوض الاستقرار الاستراتيجي».


3 أولويات فرنسية لتهدئة أزمة كاليدونيا الجديدة

الحواجز ما زالت قائمة على الطرقات وتمنع التنقل الحر بين أحياء نوميا (أ.ف.ب)
الحواجز ما زالت قائمة على الطرقات وتمنع التنقل الحر بين أحياء نوميا (أ.ف.ب)
TT

3 أولويات فرنسية لتهدئة أزمة كاليدونيا الجديدة

الحواجز ما زالت قائمة على الطرقات وتمنع التنقل الحر بين أحياء نوميا (أ.ف.ب)
الحواجز ما زالت قائمة على الطرقات وتمنع التنقل الحر بين أحياء نوميا (أ.ف.ب)

في حين اختارت الحكومة الفرنسية التعامل بحزم وشدة مع من يصفهم وزير الداخلية جيرالد دارمانان بـ«المافيا» في إشارة إلى المتظاهرين ومثيري العنف والشغب في أرخبيل كاليدونيا الجديدة، دعا أربعة رؤساء مناطق فرنسية في ما وراء البحار الحكومة إلى «السحب الفوري» لمشروع قانون التعديل الدستوري الذي يغير صيغة اللوائح الانتخابية، والذي كان السبب المباشر وراء اندلاع أعمال العنف والاحتجاجات التي نتج منها مقتل ستة أشخاص وجرح العشرات وتوقيف المئات من «الكاناك»، أي شعب الأرخبيل الأصليين، فضلاً عن إحراق السيارات والمخازن وإغلاق طريق المطار وإقامة عشرات الحواجز في الطرقات.

ودعا رؤساء مناطق غوادلوب، ومارتينيك، وغويان وريونيون إلى «المبادرة فوراً» إلى سحب للقانون موضع الخلاف، والتخلي عن لغة التهديد والوعيد، مؤكدين أنه «الشرط المسبق» لمعاودة الحوار، وأن «الحل السياسي هو الوحيد القادر على وضع حد للعنف ويمنع اشتعال حرب أهلية». وحظيت دعوة الأربعة بدعم من عشرين نائباً من مناطق ما وراء البحار. وأكد الأربعة أن «رد (الحكومة) الأمني القائم على فرض تدابير استثنائية، مثل منع التجول وفرض الإقامة الجبرية، وعمليات التفتيش، وإرسال تعزيزات إضافية من الشرطة والدرك لن تأتي بالحل»، بل إن «الممارسات القمعية من شأنها أن تغذي دورة العنف وتعيق العودة إلى الهدوء المطلوب».

أولوية فتح طريق المطار

بيد أن هذه الدعوة، التي تتوافق مع ما يدعو إليه اليسار والخضر في فرنسا، تبدو على بعد سنوات ضوئية من النهج الذي تسير عليه الحكومة التي سارعت إلى إعلان حالة الطوارئ، وإرسال الجيش لحماية المواقع الحساسة في الإقليم، وما لا يقل عن ألف رجل من الشرطة والدرك بينهم فرق متخصصة بمكافحة الشغب.

صورة جوية لسيارات مصفحة تسعى لإعادة فتح الطريق الاستراتيجية المفضية إلى مطار العاصمة نوميا الأحد (رويترز)

وكتب وزير الداخلية على منصة «إكس»، ليل السبت إلى الأحد، إن «تعليمات التشدد قد أعطيت» للقوى الأمنية وللمفوض السامي لويس دو فرانك. وشدّد دارمانان على العمل على فتح الطريق الاستراتيجية الواصلة بين المطار والعاصمة نوميا، وهي مقفلة منذ الثلاثاء الماضي بسبب الحواجز العديدة التي أقيمت عليها، وغالبيتها من السيارات المحروقة.

وأكّد الوزير الفرنسي أنه «بفضل 700 عنصر من رجال الأمن، و350 إضافيين بينهم عسكريون ومن مجموعة التدخل للدرك الوطني ونظيرتها التابعة للشرطة، فإن العمليات ستتكاثر في الساعات المقبلة لفتح طريق المطار». وأفاد دارمانان بأن ما لا يقل عن 200 شخص تم توقيفهم، وأن العديد من المخازن الغذائية قد عاد ليفتح أبوابه.

وأفادت أوساط حكومية بأن ممثلي الدولة الفرنسية والقوى الأمنية يسعون لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية في الوقت الحاضر؛ هي: إعادة فتح طريق المطار بسرعة والسبيل إلى ذلك رفع العوائق والحواجز وفرض الأمن، واستعادة دورة التموين الغذائي والدوائي في أنحاء الأرخبيل، حيث هناك مواد وأدوية فُقدت من الأسواق وحيث الصفوف تطول أمام المخازن التي فتحت أبوابها، وثالثاً تمكين عمليات النقل الصحي بين الأرخبيل والخارج.

باريس تُغلّب المنطق الأمني

يوماً بعد يوم، يزداد القلق في البلدان المجاورة من تدهور الوضع في كاليدونيا الجديدة. والدليل على ذلك أن نيوزيلندا، الجارة القريبة، تسعى لإجلاء رعاياها. والأحد، طلبت من فرنسا الإذن لإرسال طائرات لإجلاء مواطنيها. وأعلن وزير الخارجية النيوزيلندي ونستون بيترز أن الطائرات «جاهزة للإقلاع، وننتظر إذن السلطات الفرنسية لمعرفة متى يمكن إجراء هذه الرحلات بأمان».

صورة للحواجز والعوائق التي وضعها المتظاهرون والتي تعمل القوى الأمنية على رفعها من الشوارع (أ.ف.ب)

ومنذ اندلاع أعمال العنف، حثت الدول المجاورة، بما فيها أستراليا، الحكومة الفرنسية على أن تُغلّب لغة الحوار على «الرد البوليسي»، داعية إياها كما قوى سياسية داخل فرنسا وخارجها، إلى تجميد أو سحب قانون التعديل الدستوري. وفي هذا السياق، ربط الرئيس الفرنسي بين «تفاهم» الكاليدونيين بين بعضهم بعضاً حول مستقبل الإقليم قبل نهاية شهر يونيو (حزيران)، وإلا سيطلب اجتماعاً مشتركاً لمجلس الشيوخ والنواب للتصويت جماعياً على مشروع القانون الذي وافق عليه المجلسان كل من جانبه، حتى يصبح فاعلاً بشكل نهائي.

تساؤلات حول مستقبل الإقليم

اليوم، تبدو الحكومة الفرنسية وممثلها في الأرخبيل غير جاهزين لخطوة من النوع المطلوب منها، بالنظر لما سيكون لها من تداعيات سياسية داخل البلاد، قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات الأوروبية التي ستجرى في 27 بلداً أوروبياً.

طوابير من الناس في حي ماجنتا في العاصمة نوميا للتزود بحاجياتهم الغذائية بعد 6 ليال من العنف (أ.ف.ب)

وتخشى الحكومة، إن تساهلت مع مثيري الشغب، من اتهامها بالضعف والتخاذل، وعجزها عن فرض الأمن والنظام، خصوصاً من اليمين بجناحيه التقليدي والمتطرف. ويؤخذ على الرئيس الفرنسي أنه أوكل إلى رئيس الحكومة غبريال أتال، الذي يلزم نهجاً متشدداً إزاء التطورات القائمة في كاليدونيا الجديدة البعيدة 17 ألف كلم عن باريس، إدارة الملف المتفجر الذي عرف في تسعينات القرن الماضي اشتباكات وشبه حرب أهلية.

ويفتقر أتال للخبرة، وتؤكد مصادر سياسية في باريس أنه لم يزر أبداً الأرخبيل. ويفترض به أن يشرف على الملف بالتعاون مع وزير الداخلية.

وتتهم باريس، في كاليدونيا الجديدة أعضاء من «خلية تنسيق العمل الميداني» التابعة لجبهة «الكاناك»، بقيادة ما سماه المفوض السامي «التمرد».

رفوف فارغة في أحد المخازن بسبب إغلاق الطرقات (أ.ف.ب)​

وتؤكد المعلومات الواردة من نوميا أن حدة العنف تراجعت في الساعات الأخيرة. إلا أن الوضع ما زال بعيداً عن الرجوع إلى طبيعته المعتادة. وتدعو الأحزاب السياسية الممثلة لـ«الكاناك» إلى التهدئة، بينما تُمثّل «خلية التنسيق» الجناح المتطرف الداعي إلى تغيير الأمور، ولو باللجوء إلى الشارع والعنف. وفي الخارج، تتهم باريس بلسان وزير الداخلية أذربيجان بصب الزيت على النار، في حين يشير آخرون إلى دور صيني في ما يشهده الإقليم.

وتدور التكهنات حول ما سيرسو عليه وضع الإقليم في السنوات اللاحقة، بين من يريده جزءاً من فرنسا، بينما آخرون يدعون إلى منحه حكماً ذاتياً واسعاً في حين تغلب على «الكاناك» الرغبة في الاستقلال، أي الانفصال عن فرنسا.


وزير خارجية باكستان لـ«الشرق الأوسط»: جارتنا الشرقية تتغذى على طموحات الهيمنة

وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
TT

وزير خارجية باكستان لـ«الشرق الأوسط»: جارتنا الشرقية تتغذى على طموحات الهيمنة

وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار

تعد العلاقات السعودية الباكستانية متميزةً في جوانبها المختلفة، يتخللها الكثير من التنسيق في كافة القضايا، وهذه العلاقة عميقة ومتجذرة، كما وصفها وزير الخارجية الباكستاني، الذي قال إن الدعم الثابت من القيادة السعودية في تنمية وازدهار باكستان يلعب دوراً حتمياً في تعزيز الشراكة القوية بين الجانبين، كما أن السعودية تستضيف 28 في المائة من إجمالي الجالية المغتربة.

وتطرق محمد إسحاق دار، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى أهمية الاستثمارات السعودية وما تقوم به في تعزيز العلاقة، كما تحدث عن القواسم المشتركة ما بين بلاده والسعودية، والأولويات في تعزيز الاستقرار ومكافحة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، موضحاً أن التفاعلات الأمنية السمة المميزة لعلاقاتنا التي تعززت أكثر في الآونة الأخيرة.

وزير خارجية باكستان محمد دار مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في لقاء سابق (الخارجية الباكستانية)

وعن الهند، الجارة الشرقية لباكستان، قال «إنها تتبنى عقليةً توسعيةً وتتغذى على طموحات الهيمنة في جنوب آسيا، ولديها مخططات عدوانية خاصة ضد باكستان، وهي تستخدم حشدها العسكري لتهديد الدول المجاورة والتسلط عليها»، معبراً عن قلق بلاده من زيادة واردات الهند من المعدات العسكرية من جميع المصادر.

وحول التطبيع مع إسرائيل، شدد دار على أنه لا يمكن لباكستان أن تعترف بإسرائيل ما لم يجرِ التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية مرضية للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن تطورات التصعيد الأخير تدل على عواقب مغامرة إسرائيل في المنطقة وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي.

العلاقات مع السعودية

يؤكد دار أنه، وعبر التاريخ، أظهرت باكستان والسعودية دعماً لا يتزعزع لبعضهما البعض، وهو متجذر بعمق عبر القرب الجغرافي والروابط الدينية والثقافية، كما أن السعودية تستضيف أكبر عدد من المغتربين الباكستانيين، الذين يشكلون قرابة 28 في المائة من إجمالي جاليتنا المغتربة، إضافة إلى أن السعودية وباكستان تعملان على زيادة التجارة الثنائية، التي تجاوزت 2.5 مليار دولار، وإتمام صفقات الاستثمار، وقد أكد ولي العهد السعودي، من جديد، التزام المملكة بالتعجيل في تنفيذ الحزم الاستثمارية.

وزير الخارجية الباكستاني

ولفت وزير الخارجية إلى أن «التبادلات المتكررة والمستمرة بين وفود رجال الأعمال والقيادات المدنية والعسكرية بين بلدينا تؤكد على عمق هذه العلاقة الأخوية، فالعلاقات الاقتصادية والسياسية والدفاعية بين باكستان والسعودية قوية، وهما على الموجة نفسها فيما يتصل بالقضايا ذات الاهتمام المشترك».

وشدد على أن «الدعم الثابت والالتزام الجازم من القيادة السعودية، فيما يتعلق بالتنمية والازدهار في باكستان، يلعبان دوراً حتمياً في تعزيز الشراكة القوية بين الجانبين»، «إننا نشهد مستوى غير مسبوق من التبادلات الثنائية، وكلي أمل في أن تكون الاجتماعات الحالية لرجال الأعمال الباكستانيين مع الوفد السعودي مثمرة، وأن تساعد باكستان على بلوغ إمكاناتها الاقتصادية الحقيقية».

مع وزير خارجية مصر في وقت سابق (الخارجية الباكستانية)

الاستثمارات السعودية

تلعب الاستثمارات السعودية دوراً محورياً في تعزيز العلاقة الأخوية، والحديث لدار، الذي قال إن بلاده لديها الرغبة في تحويلها إلى شراكة اقتصادية متبادلة المنفعة، خصوصاً وأن باكستان تمثل سوقاً جاذبةً للعالم بسبب إمكاناتها غير المستغلة، وتقدم فوائد ضخمة لشركائنا، ويعد «المجلس الخاص لتيسير الاستثمار» مثالاً جلياً في هذا الصدد، ومن جانب باكستان أكدنا للجانب السعودي أقصى قدر من الدعم والتسهيلات في تسريع وتيرة الاستثمارات المستقبلية للمملكة في باكستان.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في لقاء سابق مع وزير الخارجية الباكستاني دار خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض (الخارجية الباكستانية)

الجانب الأمني

في هذا السياق، قال وزير الخارجية الباكستاني إن بلاده والسعودية تتشاطران الأولويات والأهداف نفسها في تعزيز الاستقرار ومكافحة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، وعلى الصعيد الأمني، أجرى وفد رفيع المستوى من القوات المسلحة السعودية اجتماعات مع القيادة العسكرية في باكستان، بغية تعزيز التعاون طويل الأمد بين البلدين في مجال الدفاع، و«كانت تفاعلاتنا الأمنية السمة المميزة لعلاقاتنا التي تعززت أكثر في الآونة الأخيرة»، لافتاً إلى أن باكستان تريد زيادة تعزيز علاقاتنا وتحويلها إلى شراكة استراتيجية واقتصادية، و«نحن على ثقة بأن مستوى تعاوننا غير المسبوق سيكون مفيداً على نحو متبادل للجانبين من حيث تلبية المتطلبات الخاصة بكل منا في مجالات الأمن المادي والاقتصادي».

وزير الخارجية الباكستاني في إحدى المناسبات

غزة... والتنسيق

وعن التنسيق مع السعودية حول الأوضاع في غزة، قال دار إن باكستان والسعودية دعتا إلى وقف فوري لعدوان القوات الإسرائيلية، وأدان البلدان محاولات الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الأبرياء، وعملا سوياً على مستوى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي بهدف وقف فعال لإطلاق النار، واستمرار تقديم المساعدات إلى غزة، لافتاً إلى أن الدولتين تعتقدان أن المزيد من التصعيد يمكن أن يسفر عن تداعيات غير متوقعة على السلام الإقليمي والدولي، مؤكدين على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للبقاء على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، مع حق العودة للشعب الفلسطيني.

«منظمة شنغهاي»

وعن «منظمة شنغهاي» وأهدافها، قال وزير الخارجية إن الأهداف والمهام الرئيسية للمنظمة محددة في المادة الأولى من «ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون»، وتتراوح بين تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء فيها وصون السلام والأمن والاستقرار في المنطقة من خلال المكافحة المشتركة لتهديدات الإرهاب والتطرف، والاتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة، والجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وما إلى ذلك، كما أن المنظمة لديها نطاق واسع من التعاون فيما بين دولها الأعضاء في مجال التنمية الاقتصادية والازدهار، لا سيما من خلال تعزيز الاتصال، ولـ«منظمة شنغهاي للتعاون» آليات ذات صلة تمكن المنظمة من التصدي للتهديدات والتحديات الناشئة، فضلاً عن تعزيز التعاون بشأن القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

وزير الخارجية دار خلال لقائه مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في القمة الإسلامية في بنجور (الخارجية الباكستانية)

وجهاً لوجه مع الهند

جمعت «منظمة شنغهاي» الدولية تحت قبتها باكستان والهند بكامل العضوية في 2017، ما دفع «الشرق الأوسط» لسؤال وزير الخارجية عن دور هذا التجمع في تخفيف حدة التوتر، فرد قائلاً: «تتيح منتديات منظمة شنغهاي للتعاون عدة فرص لقادة الدول الأعضاء وكبار مسؤوليها وخبرائها للاجتماع والتفاعل بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك، بيد أن منتديات المنظمة تهدف إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين دولها الأعضاء، ولا يتم بحث القضايا الثنائية».

وأضاف أن بلاده نظمت بصفتها الرئيس الحالي لمجلس رؤساء الحكومات، ثاني أعلى منتدى لـ«منظمة شنغهاي للتعاون»، عدة فعاليات للتعاون العملي، وشارك الممثلون الهنود، وممثلون من الدول الأعضاء الأخرى في «منظمة شنغهاي للتعاون»، في جميع تلك المناسبات التي نظمتها باكستان خلال الفترة 2023-2024.

طموحات الجارة الشرقية

قال وزير الخارجية الباكستاني إن «الجارة الشرقية لبلاده تتبنى عقلية توسعية، وتتغذى على طموحات الهيمنة في جنوب آسيا، لديها مخططات عدوانية، خصوصاً ضد باكستان، وهي تستخدم حشدها العسكري لتهديد الدول المجاورة والتسلط عليها، وإننا نشعر بالقلق إزاء زيادة واردات الهند من المعدات العسكرية من جميع المصادر، لأنها تزيد من عدم التوازن العسكري في المنطقة وتقوض الاستقرار الاستراتيجي».

التطبيع والقضية

يؤكد دار على أن بلاده تشعر بقلق عميق إزاء الوضع الراهن في غزة، ولا يمكن لباكستان أن تعترف بإسرائيل ما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية مرضية للشعب الفلسطيني، «إننا ندعم بثبات حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، لقد كانت سياسة باكستان في هذا الصدد متجذرة في رؤية القائد الأعظم».

العلاقات مع روسيا

«لقد عملت باكستان وروسيا سوياً من أجل تحقيق نمو إيجابي ومستدام لعلاقاتنا الثنائية، وقد أسفر النهج التدريجي لبناء الثقة مع روسيا عن نتائج طيبة»، كما يقول دار، الذي لفت إلى أن العلاقات الثنائية أصبحت تتسم بقدر أعظم من التفاهم والثقة، وهو أمر في المقام الأول من الأهمية، مضيفاً أن العلاقات مع روسيا تظل تشكل أولويةً مهمةً في أجندة سياستنا الخارجية، و«نعتزم إثراء تعاوننا الاقتصادي المستمر وزيادة تجارتنا مع روسيا زيادة كبيرة، التي تجاوزت في العام الماضي مليار دولار».

وقال إنه على قناعة بأن العلاقات القوية بين باكستان وروسيا لا تخدم مصالحنا الوطنية فحسب، وإنما تسهم أيضاً في الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي، «إن بلدينا يتعاونان على نطاق واسع في المحافل المتعددة الأطراف، وتتعاون باكستان وروسيا بشكل وثيق تحت إطار (منظمة شانغهاي للتعاون)، كما نرغب في إقامة شراكة طويلة الأجل ومتعددة الأبعاد مع الاتحاد الروسي».

وعن الضغوط الدولية على باكستان، شدد على أن الصداقة مع روسيا اليوم قائمة بذاتها، فهي ليست وليدة طوارئ جيوسياسية، ولا تتأثر بعلاقاتنا مع بلدان أخرى، وتظل روسيا لاعباً إقليمياً مهماً، «نريد العمل مع روسيا لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها، وباكستان لا تواجه أي ضغوط من أي نوع في هذا الصدد، إن أهداف سياستنا الخارجية تتماشى مع مصالحنا الوطنية، وسوف نفعل كل ما هو في مصلحة شعوبنا».

العلاقات مع إيران

أكد الوزير أنه لا يوجد أي خلاف مع إيران، وتتمتع باكستان وإيران بعلاقات ودية تقوم على أساس العلاقات الثقافية والحضارية القوية، والدين المشترك، والاتصالات القوية بين الشعبين.

وأوضح أنه في حين يفرض الإرهاب تحديات مشتركة على باكستان وإيران، «فإنني لا أستطيع أن أصفه بأنه نزاع، وقد اتفق بلدانا على القضاء على التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية من خلال مقاربات تعاونية متبادلة ومشتركة، بما في ذلك من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية»، مشيراً إلى أن بلاده تبادلت في الآونة الاخيرة مع إيران ضباط الاتصال بهدف مباشرة التنسيق في مجال الأمن والحدود بين بلدينا.

وشدد على أن باكستان وإيران دولتان مسلمتان شقيقتان، لهما تاريخ من التعايش السلمي والتعاون المشترك، وتمتد حدودنا المشتركة لأكثر من 900 كيلومتر، وتتميز بأنها «حدود السلام»، و«أنا واثق من أن بلدينا سوف يتمكنان من استئصال خطر الإرهاب من مناطقنا الحدودية».

المناوشات الأخيرة

في هذا الجانب، قال الوزير الباكستاني: «لقد تجاوزنا أحداث يناير (كانون الثاني) 2024 بين باكستان وإيران، وقد استُعيدت علاقتنا بالكامل إثر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى باكستان في يناير 2024»، موضحاً أنه عقب الزيارة اتخذت باكستان وإيران خطوات لمواصلة تحسين التعاون الأمني والتعاون في مجال الحدود والاستخبارات، هناك عدد من الآليات القائمة للتنسيق بشأن المسائل ذات الصلة بالأمن.

علاوة على ذلك، «كانت الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى باكستان مثمرةً للغاية، وقد كانت زيارة تاريخية زادت من تعزيز الروابط بين بلدينا، وتتطلع باكستان إلى علاقة قوية ومثمرة مع إيران».

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني

تشدد باكستان على ضرورة بذل الجهود الدولية للحيلولة دون توسع الأعمال القتالية في المنطقة، ولوقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لوزير خارجيتها الذي قال «إن تطورات التصعيد الأخير تدل على عواقب مغامرة إسرائيل في المنطقة وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، كما تؤكد على أن التداعيات الخطيرة في الحالات التي يعجز فيها مجلس الأمن الدولي عن الوفاء بمسؤولياته في الحفاظ على السلام والأمن، ومن الأهمية بمكان أن تستقر الأوضاع، وأن يُستعاد السلام»، مشدداً على أن باكستان تدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.


تطور نظريات المؤامرة في باكستان

أحد «الرجال الذهبيين» لإسلام آباد عاصمة باكستان (نيويورك تايمز)
أحد «الرجال الذهبيين» لإسلام آباد عاصمة باكستان (نيويورك تايمز)
TT

تطور نظريات المؤامرة في باكستان

أحد «الرجال الذهبيين» لإسلام آباد عاصمة باكستان (نيويورك تايمز)
أحد «الرجال الذهبيين» لإسلام آباد عاصمة باكستان (نيويورك تايمز)

يشك الباكستانيون في أن أجهزة الاستخبارات الوطنية تقف وراء كل شيء تقريباً... حتى وراء فناني الشوارع الذين يعملون مقابل الحصول على بقشيش في إسلام آباد.

ظهر فنانو الشوارع لأول مرة منذ بضع سنوات على طول التقاطعات المزدحمة في إسلام آباد، والذين غالباً ما يظهرون وقد طليت أجسادهم بالكامل من الرأس إلى أخمص القدمين بطلاء ذهبي فاقع، ووقفوا ساكنين تماماً، متكئين على عصي لامعة ووضعوا قبعاتهم مفتوحة على الأرض، وغالباً ما تراهم مبتسمين أو يومئون برؤوسهم عندما يحصلون على بقشيش من المارة.

وربما في مكان آخر، قد يمر ظهور هؤلاء الممثلين الصامتين في الشوارع سعياً لكسب بضعة دولارات دون أن يلاحظه أحد، ولكن هذه هي باكستان، حيث لا تكون الأمور في ظل الدولة الأمنية بالبساطة التي تبدو عليها في كثير من الأحيان، ولذا؛ فإنه مع تزايد عدد هؤلاء الفنانين، زاد أيضاً الغموض المحيط بهم، فهل يمكن أن يكونوا مخبرين لوكالة الاستخبارات في البلاد؟ أو هل يعملون مراقبين لرجال السياسة الأقوياء؟ أو قد يكونون جواسيس لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)؟

يقول بعض السكان: إذا أمضيت وقتاً كافياً في إسلام آباد فسوف تكون قادراً على معرفة من يعمل في وكالات الاستخبارات (نيويورك تايمز)

ويقول حبيب كريم (26 عاماً)، وهو محامٍ من العاصمة الباكستانية، إسلام آباد: «في أي بلد آخر، إذا رأيت متسولاً فإنه سيكون من الواضح أنه بالفعل متسول». وأضاف: «لكن هنا، فإنك ترى متسولاً وتتساءل على الفور هل هو يعمل لصالحهم؟»، في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات الباكستانية القوية.

واليوم، أُضيف «الرجال الذهبيون» في إسلام آباد إلى صفوف نظريات المؤامرة التي تنتشر وتزول وتتكرر كل يوم في جميع أنحاء المدينة، ففي باكستان، حيث تستطيع رؤية يد الأجهزة الأمنية في كل مكان، جرى تبني نظريات المؤامرة في الاتجاه السائد في البلاد لعقود من الزمن؛ مما أدى إلى إثارة الأمر في المحادثات بين الجميع، بدءاً من الباعة الجائلين وانتهاءً بالسياسيين.

فقد هيمن الشك على كل شيء لدرجة أن القصص الخيالية الجامحة باتت تنتشر بعد كل خبر تقريباً، ففي أعقاب الفيضانات الكارثية عام 2010، أكد الناس أنها نجمت عن تقنية تجعل وكالة الاستخبارات المركزية تتحكم في الطقس، كما زعم خبراء الإعلام أن «مركز أبحاث» أميركياً كان يقف وراء المحاولة الفاشلة لتفجير سيارة نفذها أميركي من أصل باكستاني في ميدان «تايمز سكوير» في مانهاتن، نيويورك، في ذلك العام، وأن زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن كان يهودياً.

في حين اقتنع آخرون بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية هي التي دبرت محاولة اغتيال ملالا يوسفزاي، الناشطة في مجال تعليم الفتيات، في عام 2012، بعد أن نشرت إحدى الصحف المحلية تحقيقاً ساخراً أضاف إلى المؤامرة تفاصيل غريبة، (ذكرت الصحيفة لاحقاً أن القصة كانت بهدف السخرية من شغف البلاد بنظريات المؤامرة لتوضيح أنها كانت مجرد خيال).

ويُرجع البعض تبني باكستان للفكر التآمري إلى أباطرة المغول في القرنين السادس عشر والسابع عشر، الذين رسخت عهودهم الإسلام في جنوب آسيا وكانت مليئة بالمكائد داخل القصور الملكية، وفي العقود الأخيرة، ظهرت مفاهيم خيالية من الأساطير التي نُسجت حول الجيش الباكستاني وجهاز الاستخبارات الرئيسي، والقوى التي تبدو وكأنها ترى كل شيء وتعمل على توجيه سياسة البلاد من وراء الكواليس.

يقول أحد سكان العاصمة إسلام آباد: مع الاستقطاب الشديد الذي تشهده الأجواء السياسية أصبحت شكوكنا أكبر حول من يراقبنا أو يستمع إلينا

وفي مثل هذا المناخ، فإنه يمكن النظر إلى الجميع، بما في ذلك فنانو الشوارع، باعتبارهم أدوات محتملة للدولة.

وتقول أقصى بتول (24 عاماً)، التي كانت تجلس في مقهى في الهواء الطلق مع صديقتها شيزا كاجول (23 عاماً)، في أمسية ربيعية باردة في إسلام آباد: «بعض هؤلاء الرجال هم بالتأكيد تابعون للأجهزة الأمنية»، وتحركتا للوراء بعيداً عن طاولة بلاستيكية حمراء بينما كانتا تمسكان أكواباً من الشاي الحلو بالحليب.

عين مدرَّبة لرصد المخبرين

كما ذكرت الفتاتان أنه من خلال قضاء وقت كافٍ في المدينة، فإن المرء يمكنه تطوير عين مدربة لرصد المخبرين الذين يعملون لصالح جهاز الاستخبارات الباكستاني الأساسي، أو وكالة الاستخبارات الداخلية، أو أي وكالات استخبارات أخرى.

وتقول بتول إن لهؤلاء الرجال علامات مميزة، حيث يرتدون جميعاً قمصاناً وبناطيل غير رسمية، ولكنهم ينتعلون أحذية رسمية، كما أن أصفاد قمصانهم دائماً ما تكون مزررة، وملابسهم مكوية بعناية، وغالباً ما يضعون الهواتف على آذانهم ولكنهم لا يتحدثون فيها.

وأضافت: «هل رأيت الرجل الذي كان هنا للتو؟» كانت تشير إلى رجل اقترب من الطاولة التي كنت أجلس فيها مع الأصدقاء قبل دقائق قليلة، وكان الرجل يحمل معطفاً ملفوفاً فوق رأسه ويتذمر من بعض العملات المعدنية بيديه قبل أن يجلس على رصيف قريب، وقالت صديقتها شيزا: «نعم، نعم، ذلك الرجل، كان يرتدي زياً مختلفاً تماماً». وأضافت بتول: «لقد توجه مباشرة إلى طاولتك لأنك أجنبية» واتفقت كلتاهما على أن الرجل كان بالتأكيد من الاستخبارات الباكستانية.

على الجانب الآخر من إسلام آباد، وقف مشتاق أحمد (53 عاماً)، على جزيرة عشبية في تقاطع مزدحم، وكان يرتدي سترة من الجينز، وسروالاً من القماش، ويحمل عصا للمشي، ويرتدي قبعة مطلية باللون الذهبي، حتى وجهه ويداه كانت ملطخة بمكياج ذهبي ويرتدي نظارة شمس مزركشة بالألوان الخضراء والزرقاء والأرجواني الزاهي.

«طاغور الذهبي»

ويطلق مشتاق على نفسه اسم «طاغور إسلام آباد الذهبي»، في إشارة إلى ممثل كوميدي باكستاني شهير يُعرف باسم افتخار طاغور والذي يشبهه قليلاً، وأوضح مشتاق أن كل رجل ذهبي لديه مجموعة مختلفة من الأوضاع الخاصة به، ولكل منها اسمها الخاص، وهو، على سبيل المثال، يفضل تمديد كعبه الأيسر وأن تكون عصاه في وضع غير مستقر، وهي الوضعية التي يطلق عليها اسم «لندن ستايل».

وكان مشتاق يبيع المظلات على جانب الطريق، لكنه قرر أن يصبح «طاغور الذهبي» قبل ثلاث سنوات بعد أن سمع أن رجلاً ذهبياً آخر كان يكسب ما يصل إلى 8 آلاف روبية باكستانية (ما يقرب من 30 دولاراً) في اليوم، موهو ما كان أكثر من خمسة أضعاف مما كان يتحصل عليه مشتاق في ذلك الوقت.

لكنه يقول إن تلك الأموال قد تراجعت في الآونة الأخيرة مع تضاؤل ​​أهمية الرجال الذهبيين، وعندما سُئل عما إذا كان يود أن يزيد دخله اليومي بعمل جانبي صغير لصالح أجهزة الاستخبارات، أجاب على الفور: «لا، لا، لا».

ولدى سؤاله ما إذا كانت هناك أي فرصة للرجال الذهبيين الآخرين في المدينة لكسب بضعة دولارات إضافية بهذه الطريقة؟ صمت قليلاً ونقل عصاه بين يديه ثم هز كتفيه قائلاً: «ربما، إنها باكستان».

* خدمة (نيويورك تايمز)