تايوان تطالب الصين باحترام نتائج الانتخابات... وتهنئة اليابان تغضب بكين

وفد أميركي يصل تايبيه اليوم

رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي (أ.ب)
رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي (أ.ب)
TT

تايوان تطالب الصين باحترام نتائج الانتخابات... وتهنئة اليابان تغضب بكين

رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي (أ.ب)
رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي (أ.ب)

دعت تايوان اليوم (الأحد) الصين إلى «احترام نتائج الانتخابات الرئاسية» التي فاز بها في أمس لاي تشينغ-تي الذي تعهد بحماية الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي من «تهديدات بكين وترهيبها».

ودعت وزارة الخارجية التايوانية في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» سلطات بكين إلى «احترام نتائج الانتخابات ومواجهة الواقع والتخلي عن قمع تايوان، من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح».

وقال تشينغ-تي، مرشّح الحزب الديموقراطي التقدمي أمام أنصاره «إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها»، مهنّئاً الشعب بـ«نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير على هذه الانتخابات».

واعتبرت بكين تشينغ-تي «خطراً جسيماً» بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان. والسبت شدّدت الصين على أن «إعادة التوحيد» مع تايوان «حتمية». وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت «لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.

كذلك أكد المتحدث التزام بلاده بـ«توافق العام 1992 الذي يكرّس مبدأ الصين الواحدة ومعارضتها بشدة الأنشطة الانفصالية الرامية إلى استقلال تايوان وكذلك التدخل الأجنبي».

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت إعادتها إلى كنفها، بالقوة إن لزم الأمر. ودعت بكين الناخبين في تايوان إلى اتّخاذ «الخيار الصائب»، في حين يتوعّد جيشها بـ«سحق» أي نية بـ«الاستقلال».

إلى ذلك، أعلنت السفارة الصينية لدى اليابان اليوم أنها «تعترض بشدة» على بيان وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا الذي تهنئ فيه تشينغ-تي.

وهنأت كاميكاوا لاي على فوزه، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية اليابانية أمس (السبت) بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في تايوان. وقالت كاميكاوا إن تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي: «شريك وصديق بالغ الأهمية».

ورداً على ذلك، وصفت السفارة الصينية لدى اليابان تصريحات كاميكاوا بأنها «تدخل خطير في الشؤون الداخلية للصين» دون أن تشير إلى لاي، أو تعترف بفوزه، وذلك وفقاً لبيان نشر اليوم على حساب السفارة على موقع «وي تشات».

وقالت السفارة الصينية: «نعبر عن استيائنا البالغ ومعارضتنا الشديدة لذلك، وقدمنا احتجاجاً رسمياً إلى الجانب الياباني».

أنصار الحزب «التقدمي الديمقراطي» يحتفلون خلال مسيرة حاشدة بعد فوز لاي تشينغ-تي بالانتخابات الرئاسية في تايبيه (رويترز)

ومثل معظم الدول، لا تقيم اليابان علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، وهو شرط لإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين؛ لكن تحالف اليابان مع الولايات المتحدة، أهم داعم لتايوان، وقرب اليابان من الجزيرة، وتوتر علاقاتها مع الصين في الآونة الأخيرة، دفع طوكيو إلى توثيق العلاقات مع تايبيه، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت كاميكاوا في بيانها إن «حكومة اليابان ستعمل على زيادة تعميق التعاون والتبادل بين اليابان وتايوان».

وقالت السفارة الصينية أيضاً إنه يتعين على اليابان الامتناع عن إرسال أي «إشارات خاطئة» إلى قوى «استقلال تايوان» وهو تعبير تستخدمه بكين لوصف لاي وحزبه الديمقراطي التقدمي الذي يدافع عن هوية تايوان المنفصلة، ويرفض مطالبات الصين بشأن السيادة على الجزيرة.

من جهة أخرى، يصل وفد أميركي إلى تايوان اليوم في زيارة غير رسمية، على ما أعلن مكتب التمثيل الأميركي في تايبيه. وسيجري الوفد المكلّف من إدارة جو بايدن محادثات مع «عدد من الشخصيات البارزة»، الاثنين، على ما قال المعهد الأميركي في تايبيه في بيان.


مقالات ذات صلة

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
شؤون إقليمية مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في 3 مارس 2011 (رويترز)

الصين تدعو «الجنائية الدولية» لاتخاذ موقف «موضوعي» بشأن مذكرة توقيف نتنياهو

دعت الصين، اليوم (الجمعة)، المحكمة الجنائية الدولية إلى الحفاظ على «موقف موضوعي وعادل» بعدما أصدرت مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية (موقع الخارجية الصينية)

الصين تدعو إلى «الهدوء» بعد توسيع بوتين إمكانية استخدام الأسلحة النووية

دعت الصين، الأربعاء، إلى «الهدوء» و«ضبط النفس»، غداة إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الخليج م. وليد الخريجي ترأس الجانب السعودي في الجولة الثانية من المشاورات السياسية مع «الخارجية الصينية» (واس)

مشاورات سعودية – صينية تعزز التنسيق المشترك

بحثت الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والصينية في الرياض، الاثنين، تطوير العلاقات الثنائية، وأهمية تعزيز التنسيق المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نائبة الرئيس الفلبيني تتوعده بالاغتيال إذا تم قتلها

TT

نائبة الرئيس الفلبيني تتوعده بالاغتيال إذا تم قتلها

نائبة الرئيس الفلبيني سارة دوتيرتي (رويترز)
نائبة الرئيس الفلبيني سارة دوتيرتي (رويترز)

أعلنت نائبة الرئيس الفلبيني سارة دوتيرتي اليوم (السبت) أنها أمرت شخصاً بقتل الرئيس فرديناند ماركوس جونيور في حال تم اغتيالها، ما دفع المكتب الرئاسي إلى التعهد «باتخاذ لإجراء المناسب الفوري»، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

في إشارة دراماتيكية إلى الخلاف المتزايد بين أقوى عائلتين سياسيتين في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، قالت دوتيرتي في مؤتمر صحافي إنها تحدثت إلى قاتل مأجور، وأمرته بقتل ماركوس وزوجته ورئيس مجلس النواب الفلبيني إذا تعرضت للاغتيال.

قالت دوتيرتي في الإحاطة المليئة بالشتائم: «لقد تحدثت إلى شخص. قلت له (إذا قُتلت، اذهب واقتل بي بي إم (ماركوس)، والسيدة الأولى ليزا أرانيتا، ورئيس مجلس النواب مارتن روموالديز)... لا مزاح... قلت له ألاّ يتوقف حتى يقتلهم».

كانت نائبة الرئيس ترد على أحد المعلقين عبر الإنترنت الذي حثها على البقاء آمنة، قائلاً إنها كانت في أرض العدو، حيث كانت في الغرفة السفلى من الكونغرس طوال الليل. لم تذكر دوتيرتي أي تهديد مزعوم ضدها.

الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور (أ.ب)

ورد مكتب الاتصالات الرئاسية ببيان قال فيه: «بناءً على بيان نائبة الرئيس الواضح الذي لا لبس فيه بأنها تعاقدت مع قاتل لاغتيال الرئيس إذا نجحت مؤامرة مزعومة ضدها، أحالت السكرتيرة التنفيذية هذا التهديد النشط إلى قيادة الأمن الرئاسي لاتخاذ إجراء مناسب فوري... يجب دائماً التعامل مع أي تهديد لحياة الرئيس على محمل الجد، خاصة أن هذا التهديد تم الكشف عنه علناً بعبارات واضحة ومؤكدة».

وتابعت نائبة الرئيس في الإحاطة: «هذا البلد ذاهب إلى الجحيم لأن شخص لا يعرف كيف يكون رئيساً وكاذب، يقوده».

وفي يونيو (حزيران)، استقالت دوتيرتي، ابنة سلف ماركوس، من مجلس الوزراء بينما ظلت نائبة للرئيس، مما يشير إلى انهيار التحالف السياسي الهائل الذي ساعدها وماركوس في تأمين انتصاراتهما الانتخابية في عام 2022 بهامش كبير.

وتُعدّ تصريحات دوتيرتي الأخيرة الأحدث في سلسلة من العلامات القوية للعداء في السياسة الفلبينية. في أكتوبر (تشرين الأول)، اتهمت ماركوس بعدم الكفاءة، وقالت إنها تخيلت قطع رأس الرئيس.

العائلتان على خلاف بشأن السياسة الخارجية والحرب القاتلة التي شنها الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي على المخدرات، من بين أمور أخرى.

في الفلبين، يتم انتخاب نائب الرئيس بشكل منفصل عن الرئيس وليس لديه مهام رسمية. وقد سعى العديد من نواب الرؤساء إلى المساهمة في أنشطة التنمية الاجتماعية، في حين تم تعيين بعضهم في مناصب وزارية.

وتستعد البلاد لانتخابات التجديد النصفي في مايو (أيار)، والتي يُنظر إليها على أنها اختبار حاسم لشعبية ماركوس وفرصة له لتعزيز سلطته وإعداد خليفة له قبل انتهاء فترة ولايته الوحيدة التي تبلغ ست سنوات في عام 2028.