بكين تسجل أطول موجة برد منذ 70 عاماً

صيني يرتدي نظارات مغطاة ببخار الماء نتيجة الطقس البارد (أ.ف.ب)
صيني يرتدي نظارات مغطاة ببخار الماء نتيجة الطقس البارد (أ.ف.ب)
TT

بكين تسجل أطول موجة برد منذ 70 عاماً

صيني يرتدي نظارات مغطاة ببخار الماء نتيجة الطقس البارد (أ.ف.ب)
صيني يرتدي نظارات مغطاة ببخار الماء نتيجة الطقس البارد (أ.ف.ب)

سجلت العاصمة الصينية بكين أطول موجة برد لها منذ عام 1951، وذلك بعد انخفاض درجات الحرارة تحت الصفر لأطول عدد من الساعات، خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، فقد شهدت المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من البلاد برودة قياسية منذ الأسبوع الماضي، إذ وصلت درجات الحرارة في بعض المناطق بالشمال الشرقي إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر ودون ذلك، مع تدفق هواء شديد البرودة من القطب الشمالي.

موظف يزيح الثلج من إحدى الطرق في بكين (رويترز)

وسجل مرصد للأحوال الجوية في بكين أكثر من 300 ساعة من الحرارة المنخفضة لدرجة التجمد، منذ 11 ديسمبر، وحتى أمس الأحد، وهو أطول عدد ساعات تسجله البلاد خلال هذا الشهر منذ عام 1951، وفق صحيفة «بكين ديلي» المدعومة من الدولة.

وأضافت الصحيفة أن العاصمة شهدت أيضاً تسعة أيام متتالية من درجات الحرارة الأقل من 10 درجات مئوية تحت الصفر في تلك الفترة.

بيوت مغطاة بالثلج في بكين (رويترز)

وتعاني عدة مدن في إقليم خنان بوسط الصين، جنوب غربي بكين، نقصاً في إمدادات التدفئة، بعد أن اجتاحت موجة البرد القارس مناطق شاسعة من البلاد، وأتت معها بعواصف ثلجية هبطت بدرجات الحرارة لمستويات انخفاض قياسي.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، أمس، أن موجات البرد وضعت إمدادات الطاقة الكهربائية المخصصة للتدفئة تحت ضغط هائل في مدينة غياوتسو بإقليم خنان، وتعطلت بعض الغلايات في بعض من أكبر محطات الإمداد، مما حَرَم بعض المناطق من التدفئة.

رجل يمشي بجوار بحيرة متجمدة في بكين (رويترز)

وأضافت وسائل الإعلام أن الشركة المُشغّلة للتدفئة تُسارع لإصلاح الأعطال، وتتوقع استئناف الإمدادات في 26 ديسمبر، دون تحديد عدد الغلايات التي تعطلت.

وقررت بلدية المدينة وقف الإمدادات المخصصة للتدفئة، لأغلب الشركات وجهات الأعمال، عدا الخدمات الضرورية، مثل المستشفيات ودُور المُسنين؛ لإعطاء أولوية للمنازل السكنية. لكن تقارير وسائل الإعلام ذكرت أن بعض المجمعات السكنية ستتأثر، خلال فترة الصيانة والإصلاح.

وأعلنت الحكومتان المحليتان في مدينتيْ بويانغ وبينغدينغشان بإقليم خنان، تعليق إمداد الوزارات والإدارات الحكومية لإعطاء الأولوية لاستخدامات السكان نظراً لبرودة الطقس.


مقالات ذات صلة

نصائح لاجتياز مقابلة العمل بنجاح

يوميات الشرق رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيف - رويترز)

نصائح لاجتياز مقابلة العمل بنجاح

نقلت «سي إن إن» عن عدد من مسؤولي التوظيف وخبراء علم النفس قولهم إن هناك عدة نصائح ينبغي اتباعها لاجتياز مقابلات العمل بنجاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق على باب الله (الشرق الأوسط)

لُجين نعمة تلتقط الأمل المولود من رحم الخراب

تجسّد كلّ صورة من صور لُجين نعمة تجربتها الحياتية وتعكس التحديات التي واجهتها هي وكثيراً من العراقيين الذين اضطروا لسلوك دروب الهجرات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق لونه ذهبي لافت (غيتي)

صغيرتا قرود طمارين الأسد الذهبي نجمتا حديقة كولونيا

عرضت حديقة حيوان كولونيا للزوار اثنتين من صغار قرود طمارين الأسد الذهبي.

«الشرق الأوسط» (كولونيا (ألمانيا))
يوميات الشرق لمُّ الشمل (مواقع التواصل)

اثنان من قدامى المحاربين يلتقيان مصادفةً بعد 70 عاماً

التقى اثنان من قدامى المحاربين مصادفةً بعدما فرّقتهما الأيام لـ70 عاماً... هذه قصتهما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وداعٌ بعد أعوام طويلة (غيتي)

ألمانيا تودّع متحف البطريق بعد نفاد صبر إدارته

قرّر متحف البطريق الوحيد في ألمانيا بيع مقتنياته التي وصفها بأنها أكبر مجموعة من نوعها في العالم؛ وذلك قبل إغلاق أبوابه في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (برلين)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
TT

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)
قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

استمر العنف في الارتفاع في مقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد. غير أن الغارات والعمليات العسكرية فشلت على ما يبدو في منع الجماعات الإرهابية من تنفيذ هجمات مميتة على قوات الأمن.

يُذكر أن قوات الأمن الباكستانية تقوم بعمليات مكافحة تمرد منخفضة الكثافة في جنوب غربي وشمال غربي البلاد. بيد أن العنف آخذ في الارتفاع في هذه المناطق، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة بحثية مقرها إسلام آباد.

القوات الباكستانية بعد اعتقالها لمسلحين في جنوب البلاد (الجيش الباكستاني)

وقد تجاوز الآن مجموع عدد الوفيات الناجمة عن أعمال العنف الإرهابية في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 الأرقام المسجلة في عام 2023 بأكمله. فقد قُتل ما لا يقل عن 1534 شخصاً خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بالمقارنة مع 1523 حالة وفاة مسجلة طوال السنة الماضية. ويبدو أن الحكومة الباكستانية عاجزة عن منع تصاعد أعمال العنف في البلاد في مواجهة استمرار وتيرة المصادمات بين قوات الأمن والجماعات الإرهابية الباكستانية قرب الشريط القبلي. وبحسب تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، فقد سجلت الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) زيادة مذهلة في عدد الوفيات بنسبة بلغت 90 بالمائة مقارنة بالربع السابق. وقد وقعت جميع الوفيات تقريباً المسجلة خلال هذه الفترة - نحو 97 بالمائة - في خيبر بختونخوا وبلوشستان، وهو ما يمثل أعلى عدد من الضحايا في المنطقة خلال عقد من الزمن. وفي شهر سبتمبر، نفذت قوات الأمن الباكستانية عدة عمليات قائمة على الاستخبارات في مناطق الحدود الباكستانية - الأفغانية جرى خلالها تبادل كثيف لإطلاق النار بين قواتها والمسلحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين مسلحاً.

مركبات محترقة بعد هجوم شنه الانفصاليون البلوش بمنطقة مساخيل في بلوشستان (وسائل إعلام باكستانية)

وتكمن المشكلة في أنه كلما زاد عدد المسلحين الذين يُقتلون على أيدي قوات الأمن الباكستانية، زاد عدد المسلحين الذين يشقون طريقهم عائدين إلى الأراضي الباكستانية من المدن والبلدات الحدودية في أفغانستان. وفي بعض الأحيان ينجح الجيش الباكستاني في منع هؤلاء الإرهابيين من دخول باكستان. ولكن في أغلب الأحيان، وبسبب طبيعة الحدود التي يسهل اختراقها، ينجح المسلحون في دخول الأراضي الباكستانية من دون أي مانع أو عائق.

فرقة من القوات الخاصة العسكرية الباكستانية خلال عرض اليوم الوطني (الجيش الباكستاني)

وكما يقول مسؤول عسكري باكستاني في 19 سبتمبر، اكتشفت قوات الأمن في منطقة سبينووام العامة، في إقليم وزيرستان الشمالي، حركة لمجموعة من سبعة إرهابيين، كانوا يحاولون التسلل عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية.

وشهدت باكستان أكثر الفترات عنفاً في العام حتى الآن، حيث شهد الربع الثالث من عام 2024 زيادة حادة في الإرهاب؛ إذ قُتل نحو 722 شخصاً، من بينهم مدنيون وأفراد أمن ومسلحون، في حين أصيب 615 آخرون في 328 حادثة مسجلة.

وتشير تقارير المراكز البحثية الباكستانية إلى أن عدد الفصائل المتحالفة مع حركة «طالبان» الباكستانية المحظورة قد ارتفع إلى 60 فصيلاً، وكان فصيل «نعيم بخاري» من جماعة «عسكر جنجوي» أحدث إضافة إرهابية.

«جيش تحرير بلوشستان»

ورغم أن العديد من الهجمات الإرهابية خلال هذه الفترة لم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها، فقد أعلنت عدة جماعات، بما في ذلك «جيش تحرير بلوشستان»، و«جيش بلوشستان المتحد»، وحركة «طالبان» الباكستانية، وجماعة «غول باهادور»، مسؤوليتها عن حوادث محددة بارزة.

إضافة إلى ذلك، يشتبه في أن جماعة «جيش العدل» المسلحة، التي تتخذ من إيران مقراً لها، متورطة في هجمات معينة في بلوشستان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني. وأفاد التقرير بأنه «في حين شهدت منطقة خيبر بختونخوا زيادة كبيرة في العنف؛ إذ سجلت 77 بالمائة و159 بالمائة زيادة في الهجمات على التوالي، شهدت مقاطعات أخرى مثل البنجاب والسند انخفاضاً نسبياً في النشاط الإرهابي».

قوات عسكرية باكستانية خلال مسيرة في جبال وزيرستان الشمالية المغطاة بالثلوج (وسائل إعلام باكستانية)

وأضاف: «الزيادة في قوة شرطة خيبر بختونخوا وبلوشستان تشير إلى وجود جهد مركز من جانب الجماعات المسلحة لزعزعة استقرار هذه المناطق. وقد تحمل المدنيون وطأة هذا العنف؛ إذ يمثلون 66 بالمائة من الوفيات، يليهم أفراد الأمن والمسؤولون الحكوميون».

وشكلت الهجمات التي استهدفت المدنيين وأفراد الأمن وممثلي الحكومة نسبة 82 بالمائة من جميع الحوادث، مما يعكس اتجاهاً مقلقاً يتمثل في تحويل المتمردين تركيزهم بعيداً عن المواجهات المباشرة مع قوات الأمن إلى استهداف أكثر المجموعات ضعفاً.