باكستان: المحكمة العليا تُفرج عن عمران خان بكفالة

محاموه أكدوا استمرار سجنه بتُهم أخرى

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان يُلوح وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام في مقر إقامته بلاهور، باكستان في 18 مايو 2023 (رويترز)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان يُلوح وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام في مقر إقامته بلاهور، باكستان في 18 مايو 2023 (رويترز)
TT

باكستان: المحكمة العليا تُفرج عن عمران خان بكفالة

رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان يُلوح وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام في مقر إقامته بلاهور، باكستان في 18 مايو 2023 (رويترز)
رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان يُلوح وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام في مقر إقامته بلاهور، باكستان في 18 مايو 2023 (رويترز)

قضى القضاء الباكستاني بإطلاق سراح رئيس الوزراء السابق عمران خان مقابل كفالة، في قضية يشتبه فيها بأنه سرّب وثائق سرّية. لكن خان باقٍ في السجن؛ لتُهم أخرى منسوبة إليه، وفق ما أعلن محاموه. ويؤكد خان أن الجيش متواطئ، منذ سنوات، مع الأُسر التي حكمت باكستان لقمع حركته الشعبية، ومنعه من الترشّح للانتخابات المزمع عقدها في فبراير (شباط)، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ويلاحق رئيس الوزراء السابق، البالغ من العمر 71 عاماً، في قضايا عدّة أمام القضاء، على أثر الإطاحة به في أبريل (نيسان) 2022؛ على خلفية نزاع مع الجيش. وقد أُودع السجن مرّتين.

وقال المحامي سلمان صفدر، لصحافيين محتشدين أمام المحكمة: «جرى التخفيف من هول القضيّة. وأخيراً تَقرَّر إطلاق سراح عمران خان، وشاه محمود قريشي، بكفالة». ويتّهم القضاء عمران خان، ووزير الخارجية السابق في حكومته شاه محمود قريشي، بسوء إدارة برقية دبلوماسية موجّهة من سفير باكستان لدى الولايات المتّحدة. وأطلقت الملاحقات في هذه القضية عندما كان الرجلان في السجن، وبدأت المحاكمة بجلسات مغلقة، إلى أن أُلزمت المحكمة على أثر طعن جرى تقديمه، بإجراء جلساتها بحضور مراقبين. وقال حزب «حركة الإنصاف الباكستانية»، الذي أسّسه خان، إن الأخير سيبقى قابعاً في السجن في قضايا فساد مختلفة، وإن حظوظ خروجه من السجن قليلة جدّاً ليتسنّى له الترشح للانتخابات المزمع إجراؤها في 8 فبراير. وقال خالد يوسف شودري، محامي الحزب، في تصريحات، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «حظوظ الإعفاء عنه في المستقبل القريب ضئيلة جدّاً». ويلقى عمران خان، الذي وصل إلى السلطة عام 2018، وأُطيح بموجب مذكرة حجب ثقة في أبريل 2022، دعماً شعبياً واسعاً في باكستان.

وخان، نجم الكريكت السابق، ملاحَق في إطار أكثر من 200 قضية منذ طرده من السلطة، وهو يَعتبر أن هذه الملاحقات مدفوعة باعتبارات سياسية، وقد اتهم الجيش - الذي سانده للوصول إلى السلطة في 2018، لكنه فقَد دعمه لاحقاً، وفق محللين - بالسعي إلى منعه من العودة إلى السلطة. ويفيد محامو عمران خان بأن موكلهم يواجه، في إطار قضية تسريب وثائق دولة سرّية، احتمال الحكم عليه بالسجن 14 عاماً، وفي ظروف قصوى عقوبة الإعدام.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن 18 عاماً لرجل بعث برسائل مفخخة إلى رئيس الوزراء وسفارتين

أوروبا الشرطة تقف خارج السفارة الأوكرانية بعد أن قالت الشرطة الإسبانية إن انفجاراً في مبنى السفارة أدى إلى إصابة موظف خلال تعامله مع رسالة بمدريد 30 نوفمبر 2022 (رويترز)

إسبانيا: السجن 18 عاماً لرجل بعث برسائل مفخخة إلى رئيس الوزراء وسفارتين

قضت محكمة في إسبانيا، الثلاثاء، بالسجن 18 عاماً على متقاعد بعث في 2022 برسائل مفخخة إلى رئيس الوزراء والسفارتين الأميركية والأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
آسيا طلبت السلطات الهندية في منطقة مظفرناجار من المطاعم على طول الطريق المؤدية للأماكن الهندوسية المقدسة عرض أسماء مالكيها (رويترز)

محكمة هندية تمنع إجبار مطاعم على عرض أسماء أصحابها

ألغت المحكمة العليا في الهند قرارا مثيرا للجدل يقضي بأن تعرض المطاعم الواقعة على طول الطريق المؤدية للأماكن الهندوسية المقدسة أسماء مالكيها ومشغليها.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أوروبا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)

استدعاء رئيس وزراء إسبانيا للمثول كشاهد في إطار التحقيق بحق زوجته

يمثل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بصفة شاهد يوم 30 يوليو أمام القاضي الذي يحقق في اتهامات الفساد واستغلال النفوذ الموجهة إلى زوجته بيغونيا غوميز.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المتهم بالتجسس خلال مثوله أمام محكمة بموسكو في 23 أبريل 2024 (رويترز)

محاكمة صحافي أميركي في روسيا تصل إلى مراحلها الأخيرة

تختتم محكمة روسية، الجمعة، مرافعاتها في المحاكمة العاجلة للصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المتهم بالتجسس، وهي محاكمة ندّد بها البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (إيكاتيرينبورغ)
تحليل إخباري وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» خلال زيارتها مقار قضائية بدائرة اختصاص محكمة استئناف جنوب طرابلس (وزارة العدل)

تحليل إخباري جرائم «الإخفاء القسري» في ليبيا ما زالت تنتظر العقاب

سلطت عمليات الخطف والتوقيف المتكررة لنشطاء وصحافيين في ليبيا، الضوء على جرائم «الإخفاء القسري» المنتشرة بالبلاد، وسط انتقادات حقوقية.

جمال جوهر (ليبيا )

بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
TT

بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)

أعلنت بنغلاديش وضع 3 من قادة الاحتجاجات الطلابية رهن الاحتجاز حفاظاً على سلامتهم، بعد أن قالت إن المظاهرات التي نظمتها مجموعتهم ضد إجراءات التوظيف في الخدمة المدنية هي المسؤولة عن تفجر الاضطرابات التي أوقعت أكثر من 200 قتيل على مستوى البلاد.

وأُخرج ناهد إسلام منسق حركة «طلاب ضد التمييز» واثنان آخران من مسؤولي الحركة بالقوة من مستشفى الجمعة، واقتادهم عناصر من المباحث بملابس مدنية.

وأفضت المظاهرات التي نظمها الثلاثة إلى إجراءات قمعية من الشرطة وأيام من المواجهات مع المحتجين أسفرت عن مقتل 201 شخص على الأقل، وفق حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً لعدد الضحايا الذين أعلنتهم الشرطة والمستشفيات.

وقال إسلام في وقت سابق هذا الأسبوع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه يتلقى العلاج بمستشفى في دكا من إصابات تعرض لها خلال عملية اعتقال سابقة.

ونفت الشرطة في بادئ الأمر احتجاز إسلام وزميليه، قبل أن يؤكد وزير الداخلية أسد الزمان الأمر للصحافيين في ساعة متأخرة الجمعة. وقال: «هم أنفسهم كانوا يشعرون بعدم الأمان. يعتقدون أن بعض الأشخاص يهددونهم».

وأضاف: «لذا نعتقد أنه حفاظاً على سلامتهم ينبغي استجوابهم ومعرفة من يهددهم. بعد الاستجواب نتخذ الخطوة التالية».

ولم يؤكد ما إذا كان الثلاثة قيد الاعتقال رسمياً، أم لا.

وشهدت أيام من الاضطرابات الأسبوع الماضي إحراق مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة في دكا، ومواجهات شرسة في الشوارع بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في أماكن أخرى من البلاد.

ونشرت حكومة الشيخة حسينة قوات وحجبت الإنترنت على مستوى البلاد، وفرضت حظر تجول لإعادة النظام.

عمليات دهم

اشتعلت الاضطرابات عندما هاجمت الشرطة ومجموعات طلابية مؤيدة للحكومة مظاهرات نظمتها حركة «طلاب ضد التمييز»، وظلت سلمية إلى حد كبير حتى الأسبوع الماضي.

وقال إسلام (26 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من سريره في المستشفى الاثنين، إنه يخشى على حياته.

وأضاف أنه قبل يومين قامت مجموعة من الأشخاص الذين عرفوا أنفسهم بأنهم من شرطة المباحث بعصب عينيه وتقييده بالأصفاد واقتادوه إلى مكان مجهول، حيث تعرض للتعذيب قبل إطلاق سراحه في صباح اليوم التالي.

وقال زميله آصف محمود الذي احتُجز أيضاً في المستشفى الجمعة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في وقت سابق، إن الشرطة احتجزته وتعرض للضرب في ذروة اضطرابات الأسبوع الماضي.

واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 4500 شخص منذ بدء الاضطرابات.

وقال مفوض شرطة دكا بيبلوب كومار ساركر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نفذنا عمليات دهم في العاصمة وسنواصل المداهمات حتى اعتقال الجناة».

وأضاف: «نحن لم نعتقل الطلاب بشكل عام، بل فقط أولئك الذين خربوا الممتلكات الحكومية وأضرموا النار فيها».