لقي ما لا يقل عن 126 شخصاً حتفهم، وأصيب مئات بجروح، في زلزال بلغت قوته 6.2 درجة، ضرب، ليل الاثنين، مقاطعة غانسو في شمال غربي الصين، ما أدى إلى انهيار أبنية، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية، بينما تنكب فرق الإنقاذ على إزالة الركام وسط درجات حرارة صقيعية.
وقال مسؤولون محليون إن 113 شخصاً قتلوا على الأقل، وأصيب أكثر من 530 بجروح، في مقاطعة غانسو الفقيرة، بعدما ضربها الزلزال نحو منتصف الليل.
وذكرت صحيفة «الشعب» أن 14 آخرين قُتلوا وأصيب 198 في مدينة هايدونغ، في مقاطعة تشينغهاي المجاورة.
وقالت محطة التلفزيون الرسمية «سي سي تي في» إن الزلزال ألحق أضراراً بأكثر من 155 مبنى، ودفع بعدد كبير من السكان للهرب إلى الشارع.
وفي قرية قرب مركز الزلزال شاهد مراسلو «الصحافة الفرنسية» تشققات كبيرة في الجدران الخارجية والداخلية لمنزل من الطوب، بينما انهار سقف مبنى بالكامل.
وقالت مان وينتشانغ: «عمري 70 عاماً، ولم أشهد في حياتي مثل هذا الزلزال القوي... لا أستطيع العيش في هذا المنزل بعد الآن. وأقاربي انتقلوا إلى مكان آخر».
وفي موقع آخر، انهار الجزء العلوي من مسجد، بينما تحول مبنى آخر لكومة من الركام.
وانتشرت في الطرق سيارات الطوارئ وآليات عسكرية، وشاهد مراسل «الصحافة الفرنسية» شاحنات عليها لافتات كُتب عليها «مواد إغاثة من الزلزال».
ومع حلول الليل، انهمك متطوعون في نصب خيام في ساحة بالبلدة، لاستخدامها قاعدةً لعناصر الإنقاذ.
واصطفت أكثر من 20 شاحنة عسكرية في الجوار.
وقال متطوع لـ«الصحافة الفرنسية» إن «الأمر الأكثر إلحاحاً بالنسبة لنا هو تجهيز الأشياء بسرعة؛ إذ ستنخفض درجات الحرارة إلى 17 تحت الصفر ليلاً».
الأكثر فتكاً منذ سنوات
وهذا أكثر الزلازل فتكاً في الصين منذ 2014، عندما قُتل أكثر من 600 شخص في مقاطعة يونان (جنوب غرب).
وعانت مناطق غرب الصين النائية من نشاطات زلزالية متكررة. ففي 2008، ضرب زلزال بقوة 7.9 درجات مقاطعة سيتشوان، ما أدّى لسقوط أكثر من 87 ألف شخص بين قتيل ومفقود، من بينهم 5335 تلميذاً.
ووقع الزلزال ليل الاثنين – الثلاثاء، على عمق ضحل يناهز 10 كيلومترات، وحدد مركزه على بُعد نحو مائة كيلومتر جنوب غربي لانتشو، عاصمة مقاطعة غانسو، وأعقبته هزات ارتدادية عدة، حسب المعهد الأميركي للجيوفيزياء.
وحذر مسؤولون من أن هزات أخرى قد تزيد قوتها عن 5 درجات قد تحصل في الأيام القليلة المقبلة.
وذكرت شينخوا أن قوة الزلزال الذي شُعر به في مدينة شيان في شمال مقاطعة شانشي التي تبعد نحو 570 كيلومتراً؛ بلغت 6.2 درجة.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى بذل «كل الجهود الممكنة» في عمليات البحث والإنقاذ.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن إمدادات الكهرباء والمياه انقطعت عن بعض البلدات المجاورة لمركز الزلزال، قبل أن يعود التيار الكهربائي إلى بعض المناطق في وقت لاحق.
وتم إجلاء مئات الأشخاص من غانسو، حسب مسؤولين.
وأُرسل آلاف من عناصر الإطفاء والإنقاذ إلى منطقة الكارثة، وأكدت وسائل إعلام رسمية إرسال 2500 خيمة، و20 ألف معطف، و5 آلاف سرير، إلى غانسو.
وأفادت محطة «سي سي تي في» التلفزيونية بأن الحكومة المركزية حولت بشكل أولي 200 مليون يوان (38 مليون دولار) من أموال الإغاثة «لضمان حياة الناس وممتلكاتهم، وتقليل تداعيات الكارثة».
وأظهرت مشاهد عناصر الإنقاذ في شاحنات، وآخرين مصطفين لتلقي التعليمات.
وبث التلفزيون أيضاً لقطات تظهر عناصر فرق الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض مستخدمين المصابيح، ويستعدون لنقل المصابين.
والزلازل ليست نادرة في الصين، ففي أغسطس (آب) المنصرم أدّى زلزال بقوة 5.4 درجة في شرق البلاد إلى إصابة 23 شخصاً بجروح، وتدمير عشرات المباني.
وفي سبتمبر (أيلول) 2022، تسبب زلزال بقوة 6.6 درجة بمقاطعة سيتشوان (جنوب غرب) في مقتل 100 شخص.
وفي 2010 ضرب زلزال بقوة 6.9 درجة تشينغهاي، ما أدى إلى سقوط 3000 شخص بين قتيل ومفقود.
وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بتعازيه «العميقة» إلى نظيره الصيني شي جينبينغ.
وقال بوتين في رسالة: «نحن في روسيا نشارك آلام أولئك الذين فقدوا أحباء في الكارثة، ونأمل في الشفاء العاجل لجميع المصابين»، حسب بيان للكرملين.