كوريا الجنوبية على شفا «الانقراض» ما لم تتبنَّ الهجرة

البلاد تواجه «كارثة ديموغرافية»

الوفيات تجاوزت عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي (رويترز)
الوفيات تجاوزت عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي (رويترز)
TT

كوريا الجنوبية على شفا «الانقراض» ما لم تتبنَّ الهجرة

الوفيات تجاوزت عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي (رويترز)
الوفيات تجاوزت عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي (رويترز)

حذّر وزير العدل الكوري الجنوبي من أن بلاده تواجه «الانقراض» وتحتاج إلى قبول الهجرة لدرء «كارثتها الديموغرافية»، وفقاً لصحيفة «تليغراف».

وأضاف هان دونغ- هون: «عندما يتعلق الأمر بسياسات الهجرة، فقد تجاوزنا مرحلة التداول بشأن تنفيذها أم لا. لأنه إذا لم نفعل ذلك، فلن نتمكن من الهروب من مصير الانقراض بسبب الكارثة الديموغرافية».

تجاوزت الوفيات عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي في البلاد، وهو متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها.

وسجل المعدل مستوى قياسياً منخفضاً آخر بلغ 0.7 في الربع الثاني من عام 2023 - وهو أقل بكثير من المستوى البالغ 2.1 الذي من شأنه أن يبقي عدد سكانها مستقراً عند 51 مليون نسمة - ما يثير المزيد من الانزعاج بشأن التأثير الاجتماعي والاقتصادي لمثل هذه الشيخوخة السريعة للسكان.

وحذّر الخبراء بشكل خاص من عواقب زيادة عدد السكان الأكبر سناً والأصغر على سوق العمل ونظام الرعاية الصحية والجيش.

أشخاص يسيرون أمام مباني المقر الرئيسي لبنك كوريا في سيول (إ.ب.أ)

وتصدرت الأزمة عناوين الأخبار الدولية، حيث أشارت إحدى مقالات الرأي في صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنه إذا ظل معدل المواليد الحالي على حاله، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض عدد السكان بما يتجاوز ما جلبه الموت الأسود إلى أوروبا في القرن الرابع عشر.

وقد تم وصف الهجرة بأنها أحد الحلول للمساعدة في معالجة تقلص عدد السكان، لكنها تظل قضية حساسة سياسياً.

وقال هان في اجتماع لحزب قوة الشعب الحاكم، هذا الأسبوع، إن البلاد لا تملك ترف تأخير القرارات الحاسمة مثل إنشاء وكالة حكومية جديدة تشرف على سياسات الهجرة.

وأفاد هان بأن «سياسة الهجرة التي أخطط للمضي قدماً بها لا تهدف إلى جلب أكبر عدد ممكن من الأجانب... نهدف إلى إجراء تقييمات شاملة وقبول الرعايا الأجانب الضروريين فقط... مع تعزيز الحملة على المقيمين غير الشرعيين».

وأشار إلى أن الهيئة الجديدة ستعكس هيئات مماثلة في اليابان وألمانيا، وتعمل مثل «برج مراقبة» للإشراف على الوزارات المتعلقة بالهجرة.

وشدد أيضاً على ضرورة تحسين الأنظمة الحالية المتعلقة باللاجئين وحقوق التصويت للأجانب في الانتخابات المحلية.


مقالات ذات صلة

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا آثار الحريق على أحد المبنيين (أ.ف.ب)

اعتقال سوري في ألمانيا بعد حرائق وصدم محلين تجاريين

أعلنت الشرطة الألمانية اليوم (الأحد)، أنها اعتقلت رجلاً سورياً بعد اندلاع حرائق في مبنيين سكنيَّين، وصدم شاحنة صغيرة محلين تجاريَّين في مدينة إيسن بغرب ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا مهاجرون ينتظرون النزول من قارب مزدحم بعد رحلة استمرت ثلاثة عشر يوماً من ساحل السنغال في ميناء لا إستاكا بإسبانيا (أ.ب)

إنقاذ 7 سوريين وفقد نحو ‭20‬ شخصاً بعد غرق قارب في البحر المتوسط

فُقد 20 مهاجراً بعد غرق قاربهم في البحر الأبيض المتوسط، قرب جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وفق ما أعلن، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا مهاجرون خارج عربة إسعاف بعد عملية إنقاذ نفّذها خفر السواحل اليوناني (أرشيفية - أ.ب)

المعارضة اليونانية تطالب بالتحقيق في مزاعم إلقاء مهاجرين في البحر

طالب حزب المعارضة اليوناني بفتح تحقيق بعد تقرير «بي بي سي»، يزعم أن خفر السواحل اليوناني كان مسؤولاً عن وفاة عشرات المهاجرين خلال السنوات الثلاث الماضية.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شمال افريقيا دورية لخفر السواحل الجزائري في البحر المتوسط (وزارة الدفاع الجزائرية)

قلق في الجزائر بسبب تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف

وصول 160 مهاجراً جزائرياً إلى سواحل إسبانيا خلال الأسبوع الحالي، تزامناً مع قلق السلطات الجزائرية من تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
TT

ميانمار في مقدمة الدول الأكثر تضرراً من الألغام المضادة للأفراد

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)
مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال بورما (أ.ب)

تصدرت ميانمار خلال عام 2023 قائمة الدول التي تسببت فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في أكبر عدد من الوفيات والإصابات، وسط زيادة في عدد الضحايا في شتى أنحاء العالم، على ما كشف مرصد الألغام الأرضية، الأربعاء.

تسببت الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات في مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 5.757 شخصاً في العام الفائت (مقارنة بـ4.710 ضحايا في عام 2022)، 84 في المائة من بينهم من المدنيين، في نحو خمسين دولة، وفقاً للتقرير السنوي للمنظمة.

وتشمل الحصيلة التي ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال عام واحد، 1983 قتيلاً و3663 جريحاً، يضاف إليهم 111 ضحية أخرى، لا تشير إحصائيات التقرير إلى ما إذا كانوا قد نجوا أم لا.

كما تسببت الألغام المضادة للأفراد وحدها في سقوط 833 ضحية، مقارنة بـ628 في عام 2022.

وتأتي ميانمار في المركز الأول من حيث ضحايا الألغام والقنابل غير المنفجرة (1003)، متقدمة على سوريا (933) التي تصدرت الترتيب خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم أفغانستان (651) وأوكرانيا (580)، بحسب ما جاء في التقرير.

وتم زرع العبوات الناسفة في كامل الأراضي في ميانمار التي شهدت عقوداً من الاشتباكات بين الجيش والجماعات المتمردة العرقية.

وازدادت أعمال العنف إثر الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) 2021 ضد حكومة أونغ سان سو تشي، ما تسبب في ظهور عشرات الجماعات الجديدة المعادية للمجلس العسكري العائد إلى السلطة.

لم توقّع ميانمار على اتفاقية أوتاوا بشأن حظر وإزالة الألغام المضادة للأفراد، والتي انضمت إليها 164 دولة ومنطقة.

ويشير يشوا موسر بوانغسوان، الذي عمل على إعداد التقرير، إلى أن العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه؛ لأن جمع البيانات الميدانية يعد أمراً مستحيلاً؛ بسبب الاشتباكات، فضلاً عن وجود قيود أخرى.

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في بانكوك: «لا يوجد نظام مراقبة طبي في البلاد يمكنه تقديم بيانات رسمية بأي شكل من الأشكال».

وأضاف: «نحن نعلم استناداً إلى الأدلة التي لم يتم التحقق منها أنها هائلة».

ويشير التقرير إلى «زيادة كبيرة» في استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل الجيش في ميانمار، لا سيما بالقرب من أعمدة الهواتف المحمولة وخطوط الأنابيب، والبنية التحتية».

وتقول المجموعة التي أعدت التقرير إنها عثرت على أدلة تثبت أن قوات المجلس العسكري واصلت استخدام المدنيين «لإرشاد» الجنود إلى المناطق الملغومة، على الرغم من أن القانون الدولي يجرّم هذا السلوك.

ويُتهم الجيش في ميانمار بانتظام من قبل القنصليات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان بارتكاب فظائع وجرائم حرب.

وصادر معارضو المجلس العسكري الألغام «في كل شهر بين يناير (كانون الثاني) 2022 وسبتمبر (أيلول) 2024، في جميع أنحاء البلاد تقريباً»، بحسب التقرير الذي يستند إلى دراسة للصور الفوتوغرافية.

وقالت منظمة «اليونيسيف» في أبريل (نيسان) إن «كل الأطراف» استخدمت الألغام الأرضية «دون تمييز».

وأكدت جماعات متمردة أيضاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنها تزرع ألغاماً.

ومرصد الألغام الأرضية هو القسم البحثي للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL)، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية.

والألغام المضادة للأفراد هي أجهزة متفجرة تستمر في قتل وتشويه الناس بعد فترة طويلة من انتهاء الصراعات والحروب.

وهي مدفونة أو مخبأة في الأرض، وتنفجر عندما يقترب منها شخص ما أو يلامسها.

وعدّت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، الأربعاء، قرار الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا «بالألغام المضادة للأفراد غير الدائمة» المجهزة بجهاز تدمير ذاتي أو إبطال ذاتي، لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي، «كارثياً».

وأوضحت المنظمة، في بيان: «يجب على أوكرانيا أن تعلن بوضوح أنها لا تستطيع قبول هذه الأسلحة ولن تقبلها».