كوريا الشمالية تبدأ عمليات التجسس عبر الأقمار الاصطناعية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يميناً) وهو يراجع صور قمر التجسس العسكري الجديد للبلاد أثناء التحدث إلى مسؤولين من الإدارة الوطنية لتكنولوجيا الطيران (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يميناً) وهو يراجع صور قمر التجسس العسكري الجديد للبلاد أثناء التحدث إلى مسؤولين من الإدارة الوطنية لتكنولوجيا الطيران (د.ب.أ)
TT

كوريا الشمالية تبدأ عمليات التجسس عبر الأقمار الاصطناعية

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يميناً) وهو يراجع صور قمر التجسس العسكري الجديد للبلاد أثناء التحدث إلى مسؤولين من الإدارة الوطنية لتكنولوجيا الطيران (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يميناً) وهو يراجع صور قمر التجسس العسكري الجديد للبلاد أثناء التحدث إلى مسؤولين من الإدارة الوطنية لتكنولوجيا الطيران (د.ب.أ)

بدأت كوريا الشمالية اليوم (الأحد) عمليات الاستطلاع عبر الأقمار الاصطناعية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية بالبلاد، وذلك بعد أن أطلقت أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري الشهر الماضي، في خطوة دفعت الولايات المتحدة وحلفاءها إلى فرض عقوبات جديدة عليها.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن مكتب عمليات الأقمار الاصطناعية الجديد، ومقره مركز التحكم العام التابع للإدارة الوطنية لتكنولوجيا الفضاء الجوي، بدأ في أداء مهمته، وسينقل المعلومات التي ترد إليه إلى مكتب الاستطلاع في الجيش والوحدات الرئيسية الأخرى، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتقول كوريا الشمالية إنها أطلقت بنجاح أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) وإنه التقط صوراً للبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وقواعد عسكرية أميركية و«مناطق مستهدفة» في كوريا الجنوبية.

أطلق صاروخ «سبيس إكس» في الأول من ديسمبر 2023 أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

وأثارت هذه الخطوة توتراً إقليمياً، ودفعت الولايات المتحدة وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.

ولم تنشر بيونغ يانغ أي صور من القمر الاصطناعي حتى الآن، مما سيجعل المحللين والحكومات الأجنبية في حيرة بشأن القدرة التي يتمتع بها القمر الاصطناعي الجديد وهذا ما سيبحثونه في مناقشاتهم.

وفي مقال منفصل نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم، قال معلق عسكري كوري شمالي لم يُذكر اسمه، إن كوريا الجنوبية تتحمل المسؤولية عن انهيار اتفاقية بناء الثقة العسكرية بين الجانبين؛ إذ بررت إطلاقها لقمر اصطناعي للتجسس بأن هذا ما تفعله دول أخرى أيضاً.

وجاء في المقال أيضاً أن إطلاق كوريا الجنوبية لأول قمر اصطناعي للاستطلاع العسكري هذا الشهر يبرهن على أنها تناقض نفسها.

كانت كوريا الشمالية قد قالت الشهر الماضي إنها ستنشر قوات مسلحة أقوى وأسلحة جديدة على حدودها مع كوريا الجنوبية، بعد أن علقت سيول جزءاً من الاتفاق العسكري لعام 2018 بين الكوريتين، احتجاجاً على إطلاق بيونغ يانغ قمراً اصطناعياً للتجسس.

من جهتها، قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، إن رئيس الهيئة كيم ميونغ سو زار أمس (السبت) الوحدات الأمامية بالقرب من الحدود مع الشمال، لتقييم وضع الاستعدادات في ظل تصاعد التوتر.

ويوم الجمعة حمل صاروخ من طراز «فالكون 9» تابع لشركة «سبيس إكس» أول قمر اصطناعي للتجسس العسكري لكوريا الجنوبية إلى مداره، انطلاقاً من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وتعاقدت كوريا الجنوبية مع شركة «سبيس إكس» الأميركية على إطلاق ما مجموعة 5 أقمار اصطناعية للتجسس بحلول عام 2025، في محاولة لتسريع هدفها المتمثل في مراقبة شبه الجزيرة الكورية على مدار 24 ساعة.



لاجئون أفغان يعيشون «سجناء» الخوف في باكستان

في هذه الصورة الملتقطة في 2 فبراير 2023، يتحدث أحد أفراد أمن طالبان مع أفغان ينتظرون خلف ممر مسيج قبل عبورهم إلى باكستان عند معبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان، في إقليم ننكرهار " أ.ف. ب"
في هذه الصورة الملتقطة في 2 فبراير 2023، يتحدث أحد أفراد أمن طالبان مع أفغان ينتظرون خلف ممر مسيج قبل عبورهم إلى باكستان عند معبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان، في إقليم ننكرهار " أ.ف. ب"
TT

لاجئون أفغان يعيشون «سجناء» الخوف في باكستان

في هذه الصورة الملتقطة في 2 فبراير 2023، يتحدث أحد أفراد أمن طالبان مع أفغان ينتظرون خلف ممر مسيج قبل عبورهم إلى باكستان عند معبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان، في إقليم ننكرهار " أ.ف. ب"
في هذه الصورة الملتقطة في 2 فبراير 2023، يتحدث أحد أفراد أمن طالبان مع أفغان ينتظرون خلف ممر مسيج قبل عبورهم إلى باكستان عند معبر تورخام الحدودي بين أفغانستان وباكستان، في إقليم ننكرهار " أ.ف. ب"

أصبحت حياة شهرزاد تقتصر على باحة بيت الضيافة الذي تعيش فيه في باكستان، إذ بعدما كانت هذه الأفغانية تأمل أن تجد الحرية بعد هروبها من سلطات «طالبان»، أصبحت تواجه، على غرار مواطنيها، حملة مناهضة للمهاجرين تجعل من الأفغان «سجناء» في البلد المجاور.

في هذه الصورة الملتقَطة في 23 نوفمبر 2023 ينتظر اللاجئون الأفغان العائدون طواعية دورهم في مركز أزاخيل للعودة الطوعية التابع للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نوشيرا (أ.ف.ب)

وقبل بضعة أشهر، قدمت المرأة التي أدلت بشهادتها باسم مستعار، إلى إسلام آباد، لتقديم طلب الهجرة إلى سفارة أوروبية.

بائع أفغاني يعدّ الفطائر المحلية المعروفة باسم «باكورا» على طول أحد الشوارع خلال أول تساقط كثيف للثلوج هذا الشتاء في كابل - 2 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وأصبح هذا الإجراء معهوداً لكل من يرغب في مغادرة أفغانستان، لعدم وجود أي سفارات أو ممثليات مفتوحة هناك حيث لم تعترف أي دولة بحكومة «طالبان» التي عادت إلى السلطة في عام 2021.

وعندما وصلت، شعرت شهرزاد بـ«الارتياح والأمان».

ولكن بعد فترة قصيرة، نظَّم أنصار رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان احتجاجات حاشدة، مما أدى إلى قمع حزبه، «حركة الإنصاف الباكستانية».

وهو يرأس إقليم خيبر بختونخوا، المتاخم لأفغانستان، الذي يسكنه بشكل رئيسي البشتون، وهم كثيرون أيضاً في أفغانستان.

تظهر شاحنات تنقل اللاجئين الأفغان مع أمتعتهم على طول طريق باتجاه حدود تورخام بين باكستان وأفغانستان في 3 نوفمبر 2023 - بعد قرار الحكومة الباكستانية بطرد الأشخاص المقيمين بشكل غير قانوني في البلاد (أ.ف.ب)

ويقول الأفغان إنهم مرتبطون خطأ بمؤيدي رئيس الوزراء السابق وضحايا الحملة القمعية التي تشنها السلطات.

وتعيش شهرزاد في خوف دائم من ترحيلها مع أطفالها، مشيرة إلى أنه «بالنسبة للأفغان، فإن الوضع هنا رهيب وسلوك الشرطة الباكستانية يشبه سلوك (طالبان)».

وروت كيف تم احتجاز ابنها مؤخراً بينما كان يمشي في حديقة، عندما «طلبت منه الشرطة المال بدلاً من الوثائق».

«كبش فداء»

وألقى وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله ترار، اللوم على «الإرهابيين الأفغان» الذين شاركوا في المظاهرات التي تخللتها أعمال عنف مع قوات الأمن.

أفغان يحملون أمتعتهم على طول مسار داخل ممر مسيج بعد وصولهم من باكستان إلى معبر تورخام الحدودي عند نقطة الصفر بين أفغانستان وباكستان في إقليم ننكرهار (أ.ف.ب)

وقال للصحافيين الأجانب إنه بعد المظاهرات الأخيرة لحزب إنصاف، اعتقل 37 أفغانياً في تلك التي جرت في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، من بين ألف شخص تم اعتقالهم.

مئات الاعتقالات

من جانبه، أشار محمد خان، وهو أحد الوجهاء الأفغان في إسلام آباد، إلى مئات الاعتقالات بين مواطنيه، مع تأكيده أن أياً من هؤلاء المعتقلين لم يكن متورطاً في السياسة الباكستانية.

ويقول: «اللاجئون الأفغان هم كبش فداء في الشؤون الداخلية الباكستانية وفي التوترات بين إسلام آباد وكابل».

ونددت السفارة الأفغانية في إسلام آباد بالسياسة التي «لن تجلب شيئاً لباكستان».

وفي يوليو (تموز) الماضي، دعت الخارجية الباكستانية الدول الغربية إلى تسريع عملية منح تأشيرات الدخول لنحو 44 ألف أفغاني ينتظرون ذلك.

مليون لاجئ أفغاني

في المجمل، أدرجت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مليون لاجئ وطالب لجوء أفغاني في باكستان والعديد من الأفغان الآخرين تحت أوضاع مختلفة.

وتؤكد المفوضية أن نحو 750 ألف أفغاني أُعيدوا من باكستان بين سبتمبر (أيلول) 2023 وأكتوبر (تشرين الأول) 2024، بمن في ذلك نحو 258 ألفاً هذا العام، جميعهم تقريباً من دون أوراق.

وبالنسبة للمحامية إيمان مزاري، التي تدافع بانتظام عن الأفغان المعتقلين في باكستان، فإن هؤلاء المهاجرين المستضعفين هم «هدف سهل للغاية».

ويتجنَّب مصطفى، الذي ينتظر مع عائلته في إسلام آباد للحصول على تأشيرة الهجرة إلى الولايات المتحدة، الخروج، قدر الإمكان، وينظم نفسه لشراء الطعام والدواء بشكل جماعي.

وقال الرجل (31 عاماً) إن أفراد قوات الأمن «إذا اكتشفوا أنك أفغاني؛ سواء كان لديك تأشيرة صالحة أو لا، فإنهم يعتقلونك أو يأخذون منك أموالاً».

رجال الشرطة يفحصون وثائق اللاجئين الأفغان أثناء عملية بحث لتحديد المهاجرين غير الشرعيين المزعومين على مشارف كراتشي - 17 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

وتوضح المحامية مزاري أن الأفغان ليسوا وحدهم، مشيرة إلى أن «البشتون الباكستانيين هم أيضاً ضحايا التنميط العرقي».

كما نددت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية، وهي منظمة غير حكومية رسمية معنية بالحريات في البلاد: «بالتنميط العرقي المزعوم للمواطنين البشتون العاديين».

وبعث رئيس حكومة خيبر بختونخوا، علي أمين غاندابور، برسالة إلى رئيس الوزراء شهباز شريف، يدين فيها «الاعتقالات التعسفية للعمال البشتون في إسلام آباد»، بعد الاحتجاجات، التي قد تؤدي إلى «انقسامات هائلة». ويعلق مصطفى بأسى: «نحن سجناء لا نخرج أبداً، إلا عندما نضطر إلى ذلك».