إردوغان يحيل طلب انضمام السويد لـ«الناتو» إلى البرلمان التركي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يفتتح أعمال البرلمان في الأول من أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يفتتح أعمال البرلمان في الأول من أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)
TT

إردوغان يحيل طلب انضمام السويد لـ«الناتو» إلى البرلمان التركي

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يفتتح أعمال البرلمان في الأول من أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يفتتح أعمال البرلمان في الأول من أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)

وقّع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأحاله إلى البرلمان وفق ما أعلنت الرئاسة التركية، الاثنين.

وستناقش لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي البروتوكول تمهيداً لتصديق البرلمان عليه. وأعطى إردوغان الضوء الأخضر خلال قمة «الناتو» في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في يوليو (تموز) الماضي، لموافقة بلاده على طلب السويد، الذي تقدمت به إلى «الناتو» في مايو (أيار) العام الماضي بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط)، تزامناً مع طلب مماثل لفنلندا، قائلاً إنه سيحيل الطلب إلى البرلمان عند بدء دورته الجديدة التي انطلقت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

ورهن إردوغان الخطوة بتحريك الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام بلاده إليه المجمدة تماماً منذ عام 2018.

ووافقت تركيا على طلب فنلندا في نهاية مارس (آذار) الماضي، بعد أن أقرت تعديلات قانونية لمكافحة الإرهاب بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية مع تركيا والسويد الموقّعة على هامش قمة «الناتو» في مدريد في 2022 والتي شملت تعهدات من البلدين الإسكندنافيين (فنلندا والسويد) باتخاذ خطوات ضد التنظيمات التي تهدد أمن تركيا، ورفع حظر السلاح الذي فرضتاه ضمن دول أخرى بسبب العملية العسكرية التركية «نبع السلام» ضد القوات الكردية في شمال سوريا في 2019.

وأرجأت أنقرة التصديق على طلب السويد بسبب اتهامها بعد العمل بجدية من أجل إزالة المخاوف الأمنية لها، والسماح لعناصر إرهابية تعمل ضدها، في إشارة إلى أتباع «حزب العمال الكردستاني»، بحرية الحركة على أراضيها، وعدم تلبية طلباتها بتسليم عشرات من عناصره، وكذلك من عناصر «حركة فتح الله غولن»، التي تتهمها أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو 2016، وذلك على الرغم من إقرار تعديلات على قانون مكافحة الإرهاب دخلت حيز التنفيذ في أول يونيو (حزيران) الماضي، لتهدئة مخاوف تركيا.

وبقي ملف انضمام السويد محوراً للجدل بسبب ربطه من جانب الولايات المتحدة بالموافقة على طلب تركيا الحصول على مقاتلات «إف - 16»، وكذلك مطالبة تركيا الاتحاد الأوروبي بتحريك مفاوضات عضويتها في مقابل الموافقة على انضمام السويد.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يفتتح أعمال البرلمان في الأول من أكتوبر الحالي (إ.ب.أ)

وأعلنت استوكهولم عقب قمة «الناتو» الأخيرة في يوليو الماضي أنها ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مقابل التصديق على انضمامها للحلف.

وجاء إرسال إردوغان بروتوكول انضمام السويد إلى «الناتو»، على الرغم من عدم ظهور مؤشرات على استئناف الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام تركيا، ومطالبته أنقرة بالموافقة على انضمام السويد دون تأخير.

واتفق الجانبان مؤخراً على البدء في مفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقّعة بين تركيا والاتحاد عام 1995، إلا أن التكتل لا يزال يصر على أنه لا بد من البحث عن بديل لمفاوضات الانضمام بسبب وضع الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير في تركيا، كما ورد في تقرير «تركيا 2022» الذي أعدته المفوضية الأوروبية، ووافق البرلمان الأوروبي عليه الشهر الماضي ما أثار غضب أنقرة.

كما شهدت الأسابيع الأخيرة تصريحات متشددة من جانب الرئيس التركي لوّح فيها بتأجيل الموافقة على طلب السويد، وبأنه لن يستطيع أن يحرك ساكناً في هذا الشأن دون موافقة البرلمان، رداً على موقف الكونغرس الأميركي، الذي ظل يرفض الموافقة على بيع مقاتلات «إف - 16» إلى تركيا بذرائع مختلفة، كان آخرها مصادقة تركيا على طلب السويد للالتحاق بـ«الناتو».


مقالات ذات صلة

فنلندا تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية

أوروبا سفينة تتبع حرس الحدود الفنلندي (صفحته على «فيسبوك»)

فنلندا تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية

قالت فنلندا إنها تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية، في خضم توترات متصاعدة بين البلدين الجارين على خلفية انضمام هلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
العالم كير ستارمر يصرّ على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة (أ. ف. ب)

رئيس وزراء بريطانيا: العالم لن يتغافل عن معاناة المدنيين في غزة

أصرّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة توقيع وقف فوري لإطلاق النار بغزة، وحذّر من أن «العالم لن يتغافل» عن المعاناة التي يواجهها «المدنيون الأبرياء».

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري صورة أرشيفية لترمب وستولتنبيرغ خلال قمة «الناتو» في واتفورد البريطانية ديسمبر 2019 (أ.ب)

تحليل إخباري ترمب وأوروبا: غموض حول مستقبل «الناتو»... و«سلام عادل» في أوكرانيا

يراقب قادة أوروبا الانتخابات الأميركية باهتمام كبير ممزوج بقدر من القلق، وسط مخاوف من تداعيات عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على حلف شمال الأطلسي.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا جنود في الجيش النرويجي (رويترز)

أوروبا تتجه للتجنيد الإجباري خوفاً من اتساع نطاق الحرب الروسية - الأوكرانية

تتجه الدول الأوروبية إلى التجنيد الإجباري مع ازدياد المخاوف من تحول الحرب الروسية على أوكرانيا إلى صراع أوسع يشمل عديداً من الدول الغربية الكبرى.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية لصاروخ «إسكندر» خلال تدريبات على الأسلحة النووية في مكان غير محدد بروسيا يوم 21 مايو 2024 (أ.ب)

روسيا: قد ننشر صواريخ نووية رداً على نشر أسلحة أميركية في ألمانيا

قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو لا تستبعد عمليات نشر جديدة لصواريخ نووية رداً على خطط أميركا لنشر أسلحة تقليدية بعيدة المدى في ألمانيا.


بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
TT

بنغلاديش تؤكد احتجاز قادة الحركة الطلابية «حفاظاً على سلامتهم»

عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش في حراسة بالقرب من الأمانة العامة للبلاد مع تخفيف حظر التجول بعد الاحتجاجات المناهضة للحصص الوظيفية في دكا (أ.ف.ب)

أعلنت بنغلاديش وضع 3 من قادة الاحتجاجات الطلابية رهن الاحتجاز حفاظاً على سلامتهم، بعد أن قالت إن المظاهرات التي نظمتها مجموعتهم ضد إجراءات التوظيف في الخدمة المدنية هي المسؤولة عن تفجر الاضطرابات التي أوقعت أكثر من 200 قتيل على مستوى البلاد.

وأُخرج ناهد إسلام منسق حركة «طلاب ضد التمييز» واثنان آخران من مسؤولي الحركة بالقوة من مستشفى الجمعة، واقتادهم عناصر من المباحث بملابس مدنية.

وأفضت المظاهرات التي نظمها الثلاثة إلى إجراءات قمعية من الشرطة وأيام من المواجهات مع المحتجين أسفرت عن مقتل 201 شخص على الأقل، وفق حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً لعدد الضحايا الذين أعلنتهم الشرطة والمستشفيات.

وقال إسلام في وقت سابق هذا الأسبوع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه يتلقى العلاج بمستشفى في دكا من إصابات تعرض لها خلال عملية اعتقال سابقة.

ونفت الشرطة في بادئ الأمر احتجاز إسلام وزميليه، قبل أن يؤكد وزير الداخلية أسد الزمان الأمر للصحافيين في ساعة متأخرة الجمعة. وقال: «هم أنفسهم كانوا يشعرون بعدم الأمان. يعتقدون أن بعض الأشخاص يهددونهم».

وأضاف: «لذا نعتقد أنه حفاظاً على سلامتهم ينبغي استجوابهم ومعرفة من يهددهم. بعد الاستجواب نتخذ الخطوة التالية».

ولم يؤكد ما إذا كان الثلاثة قيد الاعتقال رسمياً، أم لا.

وشهدت أيام من الاضطرابات الأسبوع الماضي إحراق مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة في دكا، ومواجهات شرسة في الشوارع بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في أماكن أخرى من البلاد.

ونشرت حكومة الشيخة حسينة قوات وحجبت الإنترنت على مستوى البلاد، وفرضت حظر تجول لإعادة النظام.

عمليات دهم

اشتعلت الاضطرابات عندما هاجمت الشرطة ومجموعات طلابية مؤيدة للحكومة مظاهرات نظمتها حركة «طلاب ضد التمييز»، وظلت سلمية إلى حد كبير حتى الأسبوع الماضي.

وقال إسلام (26 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» من سريره في المستشفى الاثنين، إنه يخشى على حياته.

وأضاف أنه قبل يومين قامت مجموعة من الأشخاص الذين عرفوا أنفسهم بأنهم من شرطة المباحث بعصب عينيه وتقييده بالأصفاد واقتادوه إلى مكان مجهول، حيث تعرض للتعذيب قبل إطلاق سراحه في صباح اليوم التالي.

وقال زميله آصف محمود الذي احتُجز أيضاً في المستشفى الجمعة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في وقت سابق، إن الشرطة احتجزته وتعرض للضرب في ذروة اضطرابات الأسبوع الماضي.

واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 4500 شخص منذ بدء الاضطرابات.

وقال مفوض شرطة دكا بيبلوب كومار ساركر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نفذنا عمليات دهم في العاصمة وسنواصل المداهمات حتى اعتقال الجناة».

وأضاف: «نحن لم نعتقل الطلاب بشكل عام، بل فقط أولئك الذين خربوا الممتلكات الحكومية وأضرموا النار فيها».