سيناتور أميركي بارز يتّهم شركات صينية بـ«تأجيج أزمة الفنتانيل»

يسعى للقاء شي ضمن زيارة وفد من «الشيوخ» الصين

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر وأعضاء آخرون في الوفد ينزلون من الطائرة في شنغهاي (أ.ب)
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر وأعضاء آخرون في الوفد ينزلون من الطائرة في شنغهاي (أ.ب)
TT

سيناتور أميركي بارز يتّهم شركات صينية بـ«تأجيج أزمة الفنتانيل»

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر وأعضاء آخرون في الوفد ينزلون من الطائرة في شنغهاي (أ.ب)
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر وأعضاء آخرون في الوفد ينزلون من الطائرة في شنغهاي (أ.ب)

اتّهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور تشاك شومر، شركات صينية بـ«تأجيج» أزمة الإدمان على عقار الفنتانيل في الولايات المتحدة، وذلك لدى لقائه مسؤولين في شنغهاي. وتندرج زيارة شومر في إطار مساعٍ تبذلها واشنطن لنزع فتيل التوترات مع الصين حول عدد من القضايا الأمنية والاقتصادية، التي بلغت أعلى مستوياتها منذ سنوات. والتقى شومر، السبت، رئيس الحزب الشيوعي في شنغهاي تشين جينينغ، وفق تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، في اجتماع شدّد خلاله على أن الولايات المتحدة «لا تريد فك الارتباط بين اقتصادينا». وقال شومر: «ليست الحكومة بل شركات صينية» من يؤجج أزمة الفنتانيل. وتابع، وفق الوكالة الفرنسية: «إنهم يؤججون أزمة الفنتانيل التي تسمم المجتمعات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة».

جاءت زيارة شومر بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على شبكة إنتاج وتوزيع منتجات كيميائية تستخدم لتصنيع المخدرات، مقرّها في الصين. وأبدت الصين معارضتها للعقوبات، وشدّدت على أن المشكلة «متجذّرة في الولايات المتحدة وليست من مسؤوليتها».

ممارسات «غير منصفة»

إلى جانب أزمة «الفنتانيل»، يسعى شومر لبحث «ممارسات تجارية غير منصفة» مع المسؤولين الصينيين. وقال شومر لتشين: «يشعر الكثير من ناخبينا بأن الصين في حالات كثيرة لا تعامل الشركات الأميركية بإنصاف. عندما نتحدث إلى شركاتنا الأميركية، فإنها تطرح هذا الأمر بما في ذلك الكثير من الموجودة هنا»، ضمن الوفد الذي يقوده شومر إلى الصين. وتابع: «أعتقد أننا نحتاج إلى معاملة بالمثل، السماح لشركات أميركية بالمنافسة بكل حرية في الصين على غرار الشركات الصينية».

احتواء التوترات

يسعى الوفد، الذي وصل إلى شنغهاي صباح السبت، للقاء الرئيس شي جينبينغ. ورداً على سؤال بشأن توقعاته للزيارة، قال شومر إنه يأمل في «محادثات بناءة جداً». ويضم الوفد 4 أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ الأميركي. وقالت الصين إنها ترحّب بالوفد وتأمل في أن تحسّن الزيارة «فهم» المشرّعين للبلاد. وأكدت وزارة الخارجية الصينية أنّ الزيارة «ستعزّز الحوار والتبادلات بين الهيئات التشريعية في البلدين، وستسهم إيجابياً في تطوير العلاقات الصينية الأميركية». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مكاتب أعضاء مجلس الشيوخ، أنّ الوفد سيتوقف أيضاً في كوريا الجنوبية واليابان. وتندرج الزيارة ضمن سلسلة زيارات قام بها مسؤولون أميركيون إلى الصين، وسط مساعي الجانبين إلى احتواء التوترات بين البلدين. وقد زار كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزيرتي الخزانة جانيت يلين والتجارة جينا ريموندو والموفد الأميركي للمناخ جون كيري، الصين هذا العام.

لقاء بايدن-شي

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه قد يلتقي الرئيس شي في سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما تسعى واشنطن وبكين لإعادة ضبط العلاقات، لكنه أضاف أنه لا يوجد شيء مقرر بعد. وصرّح بايدن للصحافيين في البيت الأبيض عقب تقارير ذكرت أن الرئيسين يعتزمان عقد لقاء خلال قمة «أبيك»، منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا المحيط الهادئ، بأن «مثل هذا الاجتماع لم يتم تنظيمه بعد، لكنه احتمال». ومن المقرر أن يستقبل بايدن قادة من مختلف أنحاء المنطقة في 16 و17 نوفمبر في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وسرت تكهنات بأن المنتدى قد يشهد تقارباً بين البلدين. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن البيت الأبيض بدأ يضع خططاً لعقد لقاء على هامش القمة في محاولة لإرساء استقرار في العلاقات. ويتوقع أن يزور وزير الخارجية الصيني وانغ يي واشنطن قبل قمة «أبيك».


مقالات ذات صلة

سجن صحافي في الصين بتهمة التجسس بعد «لقاء مع دبلوماسيين يابانيين»

آسيا الصحافي الصيني دونغ يويو (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

سجن صحافي في الصين بتهمة التجسس بعد «لقاء مع دبلوماسيين يابانيين»

قضت محكمة في بكين، اليوم (الجمعة)، بسجن الصحافي الصيني دونغ يويو 7 سنوات بتهمة التجسس، وفق ما أفادت عائلته.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
العالم تظهر هذه الصورة التي التقطتها قوات الدفاع الجوي اليابانية قاذفة صينية من طراز «H  -6» تحلق فوق بحر الصين الشرقي في 24 مايو 2022 (رويترز)

الجيشان الروسي والصيني ينفّذان دورية جوية مشتركة فوق بحر اليابان

قال التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في)، إن الجيشَين الصيني والروسي نفَّذا الدورية الجوية الاستراتيجية المشتركة التاسعة في المجال الجوي فوق بحر اليابان.

«الشرق الأوسط» (بكين - موسكو)
آسيا مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

تايوان ترصد 41 طائرة عسكرية صينية في محيطها قبل أول رحلة خارجية لرئيسها

أعلنت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم (الجمعة) أنها رصدت 41 طائرة عسكرية وسفناً صينية حول الجزيرة، وذلك قبل زيارة للرئيس التايواني لاي تشينغ تي، إلى الخارج.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
آسيا الصين تقول إن واشنطن أعادت إليها 4 محتجَزين «لأسباب سياسية» (أ.ب)

الصين تقول إن واشنطن أعادت إليها 4 محتجَزين «لأسباب سياسية»

أعلنت الحكومة الصينية، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة أعادت أربعة أشخاص إليها، منهم ثلاثة مواطنين صينيين على الأقل قالت إنهم كانوا محتجَزين «لأسباب سياسية».

«الشرق الأوسط» (بكين)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
TT

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)
خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، منددةً بـ«الرقابة» و«القيود الصارمة للوصول إلى المعلومات».

وأكدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أنهما اطّلعا على «256 حالة توقيف واحتجاز تعسفي، و130 حالة تعذيب وسوء معاملة، و75 حالة تهديد أو ترهيب».

وفي التقرير المعنون «حرية وسائل الإعلام في أفغانستان»، نددت الأمم المتحدة بـ«التحديات المتزايدة التي يواجهها الصحافيون والموظفون في مجال الإعلام والمؤسسات الإعلامية في أفغانستان، الذين يعملون في بيئة من الرقابة والقيود الصارمة للوصول إلى المعلومات»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، أنه يتعيّن على الصحافيين التعامل مع «قواعد غير واضحة بشأن ما يمكنهم وما لا يمكنهم تغطيته، ويتعرضون للترهيب أو الاحتجاز التعسفي بسبب ما يُعدُّ انتقاداً».

من جهته، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى حماية الصحافيين الذين «يُطلعون الجمهور على الأحداث التي تؤثر في حياتهم اليومية» و«يضمنون شفافية السلطات وتحملها مسؤوليتها».

وقال حياة الله مهاجر فراحي، نائب وزير الإعلام: «إن كل وسائل الإعلام يمكن أن تعمل» في أفغانستان، ما دامت تحترم «القيم الإسلامية ومصالح البلاد وثقافتها وتقاليدها».

مع ذلك، فإن القانون الجديد بشأن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، الذي يهدف إلى التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية، يثير قلقاً لدى الصحافيين، ويخشون من أن يؤدي هذا القانون إلى اختفاء صور الكائنات الحية وأصوات النساء من وسائل الإعلام.

عندما عادت حكومة طالبان إلى السلطة، كان لدى أفغانستان 8400 موظف في مجال الإعلام، من بينهم 1700 امرأة. أما الآن فلا يوجد سوى 5100 موظف، من بينهم 560 امرأة، وفق مصادر من القطاع.

وأُغلقت عشرات وسائل الإعلام، وتراجعت أفغانستان خلال 3 سنوات من المركز 122 إلى المركز 178 من أصل 180، في مؤشر حرية الصحافة، الذي تصدره منظمة «مراسلون بلا حدود».