ناشدت ابنة أكاديمية بارزة من أقلية الإيغور المسلمة في الصين، ورد أنه صدر بحقها حكمٌ بالسجن مدى الحياة، جميع الباحثين، دعم والدتها قائلة إن السلطات الصينية لم تُظهر لها أي رحمة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت مجموعة «دوي هوا» لحقوق الإنسان، الشهر الماضي، أن الصين حكمت على رحيل داووت بالسجن مدى الحياة بتهمة «تعريض أمن الدولة للخطر»، مع التزام الحكومة الصمت تجاه هذه القضية.
وتُعد داووت باحثة بارزة، كتبت كثيراً عن الفولكلور الإيغوري. وهي واحدة من الإيغور من مقاطعة شينجيانغ الصينية، حيث تُتّهم الحكومة باحتجاز أكثر من مليون منهم ومن غيرهم من أقليات مسلمة في حملة قمع استمرت سنوات تقول جماعات حقوقية إنّها تشمل «جرائم ضد الإنسانية».
وأكدت ابنتها أكيدا بولاتي التي تقيم حالياً في الولايات المتحدة، في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة الصحافة الفرنسية، أنها تأمل أن يقوم أكاديميون من أنحاء العالم بالمساعدة في الضغط على بكين. وقالت: «آمل ألا يواصلوا الصمت»، مضيفة: «أريد ألا ينسى العالم ولا المنظمات الإنسانية أبداً شعب الإيغور. فهُم لا يزالون يعانون».
وتروي بولاتي أن الاتصال بوالدتها انقطع منذ ديسمبر (كانون الأول) 2017، قبل الاعتقال المزعوم الذي أكدت إذاعة «آسيا الحرة» حصوله بعد أربع سنوات.
من جانبها، قالت الخارجية الصينية رداً على سؤال عن هذه القضية الشهر الماضي، إنها لا تملك أي معلومات لتقديمها.
وحسب بولاتي، فإنها ما زالت على تواصل مع عائلتها في شينجيانغ، ويقولون إن والدتها لا تزال على قيد الحياة، لكن ليس بإمكانها سؤالهم عن المزيد من التفاصيل. وأضافت: «أرغب في التأكد أنهم في أمان ولا أريد التسبب بأي مشكلة لهم».
ووصفت بولاتي شعورها بالغضب والإحباط بسبب نقص المعلومات من جانب السلطات الصينية بالإضافة إلى الحكم المزعوم.
وقالت: «أعلم... أن الحكومة الصينية لا رحمة لديها تجاه شعب الإيغور ولوالدتي، ولكن هذه النتيجة تفوق تصوري». ورأت أن «هذا سيكون ألماً لا يمكن تصوره ولا يطاق طيلة حياتي، إذا اضطرت والدتي لقضاء حياتها في السجن».
ويعمق الصمت الذي تلتزمه السلطات مخاوفها على مصير والدتها. وأوردت: «أفترض أن الوضع سيئ، لأنه لو كانت بخير لماذا لا يمكنني التحدث معها».
الحفاظ على الثقافة
كانت داووت كأي مواطنة صينية نموذجية: باحثة معروفة دولياً، وعلى ما يبدو عضواً في الحزب الشيوعي الصيني، وشقت طريقاً للنساء في مجالها.
وحسب بولاتي، فإن والدتها «أظهرت لي ما يمكن للمرأة أن تحققه»، مشيرة الى أن «كل ما قامت به هو مجرد دراسة الثقافة والحفاظ على الثقافة».
ترى بولاتي أن الحكم على والدتها يأتي في إطار حملة قمع أوسع تستهدف كل المثقفين في شينجيانغ، مع تأكيد منظمات حقوقية اعتقال مئات من الأطباء والباحثين والصحافيين وغيرهم.
وأكدت بولاتي: «ترغب الحكومة الصينية في اضطهاد الإيغور، ويرغبون في محو الهوية الثقافية للإيغور عبر اضطهاد وسجن المثقفين الإيغور».
تُتهم الصين باحتجاز أكثر من مليون شخص من أقلية الإيغور المسلمة في منشآت بمنطقة شينجيانغ في شمال غرب البلاد، لكن بكين تؤكد أن هذه المعسكرات كانت أماكن إقامة طوعية «تخرّج» هؤلاء منها ومضوا للبحث عن وظائف ثابتة وحياة أفضل.
ويؤكد محللون أن بعض المعسكرات تمّ إغلاقها بالفعل، في حين أن أخرى تبقى قائمة لكن بواجهة مختلفة.
وتنفي الصين هذه الاتهامات، معتبرةً أنها «كذبة القرن».
ودانت الولايات المتحدة الحكم المفترض على داووت، وحثت بكين على إطلاق سراحها «فوراً» مع غيرها من المحتجزين ظلماً.
وأصرت الأمم المتحدة على أنها لا تزال تطالب بالمساءلة عن الانتهاكات في شينجيانغ، بعد أن انتقدت منظمات حقوقية استجابتها «غير الكافية على الإطلاق» لهذه الأزمة.
وسعت واشنطن إلى منع الشركات الصينية المنخرطة في العمل القسري المزعوم في المنطقة من دخول السوق الأميركية.
تخشى بولاتي أن العالم توقف عن الاهتمام بالوضع في شينجيانغ، وتقول إنه يتوجب القيام بأكثر من ذلك.
وتتابع: «في كل مرة يحدث أمر كبير، عادة ما ينسى المجتمع الدولي شعب الإيغور».