يسعى الآلاف من سكان كاراباخ للفرار من منطقتهم إلى أرمينيا التي أعلنت، الثلاثاء، استقبال أكثر 28 ألفا منهم، بعد أسبوع تقريباً على الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن.
مساء الثلاثاء أعلنت يريفان أن عدد اللاجئين من كاراباخ الذين استقبلتهم تخطى 28 ألفا.
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أذربيجان إلى احترام تعهّدها حماية مدنيي كاراباخ وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك في اتّصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن «شدّد على الضرورة الملحّة لوضع حد للأعمال العدائية، وضمان الحماية غير المشروطة وحرية التنقّل للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى كاراباخ».
واعتبرت باريس الثلاثاء، على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية آن-كلير لوجاندر، أن النزوح «الضخم» للأرمن من كاراباخ يحدث «على مرأى من روسيا المتواطئة».
وكانت روسيا قد نشرت في العام 2020 قوة لحفظ السلام في المنطقة الانفصالية.
وذكّرت لوجاندر بأن باريس ستحمّل «أذربيجان المسؤولية الكاملة عن مصير السكان الأرمن».
ودعت باريس إلى «تحرّك دبلوماسي دولي» في مواجهة «تخلي روسيا عن أرمينيا».
من جهته طلب الاتحاد الأوروبي من أذربيجان تفصيل رؤيتها في ما يتعلّق بمصير الأرمن المقيمين في كاراباخ.
وشدّد التكتل في بيان على «ضرورة الشفافية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية الدولية والمسؤولين المكلفين ضمان احترام حقوق الإنسان وتلقي تفاصيل إضافية حول رؤية باكو في ما يتعلق بمصير الأرمن في كاراباخ وأذربيجان».
وقال مصدر حكومي أذربيجاني لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء إن حرس الحدود الاذربيجاني يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم «جرائم حرب» وسط اللاجئين الذين يغادرون كاراباخ الى أرمينيا.
وقال إن «أذربيجان تعتزم العفو عن المقاتلين الأرمن الذين ألقوا أسلحتهم في كاراباخ. لكن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب خلال حروب كاراباخ يجب أن يسلموا إلينا»، وذلك في معرض تفسيره لأسباب الطلب من الرجال في سن القتال أن ينظروا إلى كاميرا عند آخر نقطة تفتيش حدودية.
وسيجتمع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في الخامس من أكتوبر (أكتوبر) في غرناطة بإسبانيا، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وهو اجتماع مخطّط له منذ فترة طويلة ولم يُلغَ.