قالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم (الأربعاء)، رداً على سؤال بشأن خطة اليابان لتصريف مياه فوكوشيما، إن بكين ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة البحرية وسلامة الغذاء والصحة العامة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
ولم تكشف الوزارة عن تفاصيل هذه الإجراءات أو طبيعتها.
وبدأت، اليوم، التحضيرات الأخيرة لتصريف المياه المعالَجة من محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما، حسبما أفادت الشركة المشغّلة للمحطة (تيبكو)، عشية بدء العملية المثيرة للجدل في المحيط الهادئ. والثلاثاء، أعلنت طوكيو أن عملية التصريف ستبدأ الخميس، ما أثار غضباً صينياً وحظراً جزئياً على واردات المأكولات البحرية اليابانية فرضته هونغ كونغ وماكاو.
وقالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) المشغّلة للمحطة إنها خفّفت متراً مربّعاً من مياه الصرف بنحو 1200 متر مكعّب من مياه البحر، وسمحت للمياه المخففة بالتدفق إلى داخل أنبوب. وأشارت في بيان إلى أن المياه ستخضع لتحاليل وسيتمّ تصريفها اعتباراً من (الخميس) في البحر، على أن يُنقل مزيد من المياه ويتمّ تخفيفه.
واتّهمت الصين، الثلاثاء، اليابان بالتخطيط لـ«تصريف مياه ملوثة نووياً بصورة تعسفية» في البحر، بعدما اتهمتها في وقت سابق بالتعامل مع المحيط الهادئ كأنّه «قناة مجاري». وحظرت بكين الشهر الماضي واردات المواد الغذائية من عشر مقاطعات يابانية منها فوكوشيما، كما تُجري اختبارات إشعاعية على المواد الغذائية الآتية من باقي أنحاء البلاد. واستدعت الصين، الثلاثاء، السفير الياباني لديها «للاحتجاج رسمياً على إعلان الحكومة اليابانية أنها ستبدأ تصريف مياه فوكوشيما الملوثة نووياً في البحر». وأعلنت هونغ كونغ وماكاو حظراً على واردات «المنتجات المائية» من المقاطعات العشر نفسها. ويرى محللون أنه على الرغم من أن الصين قد تكون لديها مخاوف حقيقية تتعلق بالسلامة، فإن ردودها القوية قد تكون مدفوعة جزئياً بمنافستها الاقتصادية وعلاقاتها الفاترة مع اليابان.
وتنوي طوكيو تصريف أكثر من 1.3 مليون متر مكعّب من المياه، من مياه الأمطار والمياه الجوفية وعمليات الحقن اللازمة لتبريد قلب المفاعلات في المحطة التي أُصيبت بأضرار جسيمة بعد زلزال عنيف تلاه تسونامي سبّبا حادثاً نووياً فيها في 11 مارس (آذار) 2011. وقد تمّت معالَجة المياه مسبقاً لتطهيرها من المواد المشعّة، باستثناء التريتيوم الذي ستكون مستوياته في المياه ضمن الحدود الآمنة، وفق شركة طوكيو للطاقة الكهربائية. ولذلك تؤكد اليابان أنّ هذه العملية لا تشكل أي تهديد للبيئة البحرية وصحة الإنسان. وتؤيدها في هذا الرأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على المشروع والتي أعطت الضوء الأخضر في يوليو (تموز). وسيكون للوكالة الأممية مراقبون في موقع المحطة، الخميس، للإشراف على بدء عملية التصريف التي يُتوقّع أن تستمر عدّة عقود.