إعادة انتخاب رئيس أوزبكستان لولاية جديدة

عدّل الدستور بما يضمن تجديد ولايته حتى عام 2040

الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف (د.ب.أ)
الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف (د.ب.أ)
TT

إعادة انتخاب رئيس أوزبكستان لولاية جديدة

الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف (د.ب.أ)
الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف (د.ب.أ)

أعيد انتخاب رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف لولاية ثالثة مدّتها سبع سنوات، بعد فوزه بفارق كبير في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت (الأحد) في هذه الدولة الكبرى في آسيا الوسطى من حيث عدد السكان، والتي يحكمها منذ عام 2016.

وأظهرت نتائج أولية أعلنتها لجنة الانتخابات في مؤتمر صحافي في العاصمة طشقند، الاثنين، حصول ميرزيوييف على 87.05 بالمائة من الأصوات، في حين ناهزت نسبة الإقبال على التصويت 80 بالمائة على الأقل... وحاز منافسوه الثلاثة غير المعروفين للعامّة، ما بين 3 و4 بالمائة، وفقاً للجنة الانتخابات، مع خمسة أحزاب فقط مرخصة رسمياً تدعم جميعها سياسة الرئيس بدرجات متفاوتة.

الرئيس الأوزبكي يصافح ناخبين أمام أحد مراكز الاقتراع في طشقند الأحد (إ.ب.أ)

وهنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوزبكي. وقال في بيان نشره الكرملين إن «هذا الفوز الحاسم في الانتخابات يؤكد على سلطتك السياسية المهمة، ويشهد على الدعم الشعبي الواسع للتحولات واسعة النطاق التي تقوم بها».

كما اتصل الرئيس الصيني شي جينبينغ، الاثنين، بميرزيوييف لتهنئته على إعادة انتخابه. ونقلت محطة «سي سي تي في» الصينية الحكومية عن شي قوله: «إنني أقدّر كثيراً علاقات العمل والصداقة الشخصية الجيّدة التي تربطنا، وأنا على استعداد للعمل معكم لتعزيز التنمية المتواصلة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأوزبكستان».

وميرزيوييف الذي انتُخب عام 2016، ثم أعيد انتخابه في 2021، كان قد دعا إلى هذه الانتخابات المبكرة في أعقاب الاستفتاء على تعديلات دستورية نالت تأييد أكثر من 90 في المائة من المقترعين في هذا البلد الغني بالنفط والذي يحتل موقعاً استراتيجياً في قلب آسيا الوسطى. وبين أبرز التعديلات، إطالة أمد ولاية الرئيس من خمس سنوات إلى سبع سنوات، وعدم احتساب ولايتين رئاسيتين سيكون ميرزيوييف شغلهما بنهاية الحالية. وبالتالي، سيتاح له نظرياً أن يشغل المنصب لولايتين إضافيتين بين عامي 2026 و2040.

من التصويت يوم الأحد (إ.ب.أ)

وميرزيوييف الذي درس الهندسة يقدّم نفسه على أنّه مصلح قادر على تأسيس عصر «أوزبكستان الجديدة» حيث «الإنسان هو القيمة العليا»، وهو شعار ينتشر في سائر أنحاء البلاد.

دولياً، ينوي ميرزيوييف مواصلة سياسته القائمة على الانفتاح من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، ليضع حداً لربع قرن من العزلة التي عاشتها أوزبكستان تحت حكم إسلام كريموف.

وتحتلّ أوزبكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالغاز، موقعاً استراتيجياً لكونها الوحيدة المتاخمة لجميع الدول الأخرى في المنطقة، بما في ذلك أفغانستان.

وبدت نتيجة الانتخابات محسومة سلفاً، ووصفت «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» الحملة الانتخابية، بأنها «متكتمة»، وتعكس «غياب أي معارضة للرئيس المنتهية ولايته».

رئيس أوزبكستان مع عائلته (أ.ب)

ووضع ميرزيوييف لنفسه هدفاً يتمثل في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 160 مليار دولار، وأكّد أنه سيخلق المزيد من المقاعد الدراسية في هذا البلد حيث يشكّل الشباب غالبية السكان، والذي يشهد نمواً سكانياً مرتفعاً. كما وعد بإمكانية الوصول إلى الإنترنت ومياه الشرب لجميع السكان الذين يعيش نصفهم في الريف... وهذا البلد غير الساحلي والمغطى بالرمال إلى حد كبير، يواجه في المقام الأول الاحتباس الحراري.

كما تعهّد الرئيس بدعم أسر مئات الآلاف من المغتربين الذين تعمل الغالبية العظمى منهم في روسيا، ومثّلت تحويلاتهم المالية، وفقاً للبنك الدولي، 11.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021.


مقالات ذات صلة

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا جلسة برلمانية في «البوندستاغ»... (إ.ب.أ)

أكثر من 100 برلماني يتقدمون باقتراح لحظر حزب «البديل من أجل ألمانيا»

تقدم أكثر من 100 نائب ألماني باقتراح لرئيسة البرلمان لمناقشة حظر حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده، وفق ما ذكرت وكالة الإعلام الرسمية الكورية الشمالية الجمعة، قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قريبا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وخلال ولايته الأولى، التقى ترمب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.

ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترمب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

وخلال تحدّثه الخميس في معرض دفاعي لبعض أقوى أنظمة الأسلحة في كوريا الشمالية، لم يذكر كيم ترمب بالاسم، لكن آخر محادثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة جرت تحت إدارته.

وقال كيم وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية: «ذهبنا إلى أبعد ما يمكن مع الولايات المتحدة كمفاوضين، وما أصبحنا متأكدين منه هو عدم وجود رغبة لدى القوة العظمى في التعايش»، وأضاف أنه بدلا من ذلك، أدركت بيونغ يانغ موقف واشنطن وهو «سياسة عدائية ثابتة تجاه كوريا الشمالية».

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية ما يبدو أنه صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ فرط صوتية وراجمات صواريخ وطائرات مسيّرة في المعرض.

وذكرت الوكالة أن المعرض يضم «أحدث منتجات بيونغ يانغ لمجموعة الدفاع الوطني العلمية والتكنولوجية لكوريا الديمقراطية مع الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية التي تم تحديثها وتطويرها مجددا».

وقال كيم أيضا في كلمته إن شبه الجزيرة الكورية لم يسبق أن واجهت وضعا كالذي تواجهه راهنا و«قد يؤدي إلى أكثر الحروب النووية تدميرا».

وفي الأشهر الأخيرة، عززت كوريا الشمالية علاقاتها العسكرية مع موسكو، فيما قالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن بيونغ يانغ أرسلت آلاف الجنود إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا.

خلال لقاء سابق بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

زعيمان «في الحب»

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترمب في سنغافورة في يونيو (حزيران) 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والرئيس الكوري الشمالي وقعا «في الحب».

وكشف كتاب صدر في عام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترمب مستخدما تعبير «سُموّك» في الرسائل التي تبادلها مع الرئيس السابق.

لكنّ قمتهما الثانية في عام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.

وفي يوليو (تموز) من العام الحالي، قال ترمب متحدثا عن كيم: «أعتقد أنه يفتقدني»، و«من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية».

وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترمب حاول أن يعكس «العلاقات الشخصية الخاصة» بين رئيسَي البلدين، فإنه «لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري».