وصفت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان «أوناما» روزا أوتونباييفا، العقوبات الحالية من مجلس الأمن على هذا البلد بأنها «عفّى عليها الزمن»، داعية إلى «تحديثها» لتعكس الواقع الحالي في أفغانستان تحت سلطة حركة «طالبان».
واستمع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك إلى إفادة من أوتونباييفا، التي تعمل أيضاً ممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فوصفت الوضع تحت سيطرة «طالبان» بأنه «معقد».
وقالت إن القيود التي فرضتها الحركة منذ أبريل (نيسان) الماضي على النساء الأفغانيات العاملات في الأمم المتحدة «تضع علامة استفهام على نشاطاتنا في كل أنحاء البلاد»، كاشفة عن أن المنظمة الدولية رفضت اقتراح قوى الأمر الواقع استبدال الموظفين بالموظفات.
وإذ رحبت بقرار مجلس الأمن الرقم 2681 الذي شدد على «الأهمية الحاسمة لاستمرار وجود» بعثة الأمم المتحدة وغيرها من وكالات المنظمة الدولية وصناديقها وبرامجها في كل أنحاء أفغانستان، أكدت أن الحظر الذي تفرضه الحركة المتشددة «يتعارض مع القيم الأساسية المعبر عنها في ميثاق الأمم المتحدة»، مطالبة بـ«إلغاء هذا الحظر لتمكين المنظمة الدولية من مواصلة دعمها الكامل لشعب أفغانستان»، منبهة الى «الآثار المؤسفة» لهذا المنع، ومنها «حجب بعض الإنجازات الإيجابية التي تحققت في ظل سلطات الأمر الواقع»، بما في ذلك «حظر طالبان لزراعة الأفيون» التي «انخفضت بشكل ملحوظ».
وقالت المبعوثة الأممية إن «نظام طالبان لا يزال منعزلاً ومستبداً»، موضحة أن «حكومة الأمر الواقع مكونة بالكامل من الذكور، وتكاد تكون مستمدة بالكامل من القاعدة السياسية البشتونية والريفية لطالبان». وأضافت أن سلطات الأمر الواقع في مكافحة الإرهاب تركز على مواجهة تنظيم «داعش - فرع خراسان» الذي «استهدف سلطات الأمر الواقع والسكان المدنيين».
وأشارت إلى التقرير السنوي الأخير الذي أعده فريق الرصد التابع للجنة العقوبات في مجلس الأمن، والذي يتضمن «معلومات عن مجموعات إرهابية أخرى تعمل في أفغانستان وعلاقاتها بسلطات الأمر الواقع»، ملاحظة أن «العقوبات الحالية عفّى عليها الزمن». ودعت إلى «تحديثها لتعكس الواقع في أفغانستان اليوم».
وعبرت أوتونباييفا عن «قلق بالغ» حيال تعرض أفغانستان لتغير المناخ، موضحة أن «سنوات الجفاف أدت إلى تفاقم آثار النزاع والفقر»، محذرة من أن تغير المناخ «يعزز نزوح السكان داخل أفغانستان ويمكن أن يزعزع الاستقرار».
وأفادت بأن مناقشاتها المنتظمة مع سلطات «طالبان» تتسم بـ«الصراحة» في شأن «العوائق التي أوجدوها لأنفسهم من خلال المراسيم والقيود التي وضعوها، ولا سيما ضد النساء والفتيات»، مضيفة: «أبلغناهم أنه إذا كانت هذه المراسيم سارية فمن المستحيل تقريباً الاعتراف بالحكومة من أعضاء المجتمع الدولي». وأكدت أن «هذه المراسيم لا تحظى بشعبية كبيرة بين السكان الأفغان». ومع ذلك، رأت أن «المجتمع الدولي يمكنه فعل المزيد لضمان الاستقرار المستقبلي للاقتصاد الأفغاني».