تركيا تؤكد عدم التنازل عن حقوقها بموارد الطاقة في شرق المتوسط

أكدت تركيا أنها لن تتنازل عن حماية حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط، المنبثقة عن القانون الدولي.

وقال نائب الرئيس التركي جودت يلماظ إن منطقة شرق البحر المتوسط تعد منطقة جغرافية بالغة الأهمية، وتمتلك مقومات اقتصادية، والعديد من الدول لديها مصالح حولها، مضيفاً أنه «على الرغم من محاولات عزل وإقصاء تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية (غير معترف بها دولياً) عن المنطقة، أفشلت تركيا بقوتها تلك المحاولات».

وأضاف يلماظ أن بلاده وجهت، مراراً، دعوات لدول المنطقة، خصوصاً اليونان وقبرص، إلى التعاون للاستفادة المشتركة من مقومات المنطقة في مجال الطاقة، دون إقصاء جهة على حساب أخرى. وتسبب نزاع حول موارد الطاقة الهيدروكربونية (النفط والغاز) في أزمة حادة بين تركيا واليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي، بعد أن أطلقت تركيا عمليات تنقيب عن الغاز الطبيعي في مناطق تعتبرها اليونان وقبرص مناطق اقتصادية خالصة لها في شرق المتوسط، وفرض عقوبات اقتصادية رمزية على تركيا بسبب التنقيب قبالة سواحل قبرص. وتصاعدت الأزمة مع اليونان والاتحاد لتبلغ ذروتها في صيف عام 2020، بعد أن أرسلت تركيا سفينة مسح زلزالي ترافقها سفن حربية تابعة لقواتها البحرية للبحث عن الغاز. وهدّد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات مغلظة على أنقرة، ما دفعها إلى التراجع وسحب سفنها من المنطقة.

نائب الرئيس التركي جودت يلماظ مع رئيس شمال قبرص التركية أرسين تتار في مؤتمر صحافي مشترك الاثنين (أ.ف.ب)

وقال يلماظ إن «اتفاقية» ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا أواخر عام 2019 كانت من أهم الخطوات التركية التي أفشلت محاولات استبعاد تركيا عن المعادلة في شرق المتوسط، و«تم إفشال جميع المخططات ضدنا، وإنشاء معادلة جديدة في المنطقة»، مضيفاً: «لن نتراجع أبداً عن صون حقوقنا وحقوق جمهورية شمال قبرص التركية» المنبثقة عن القانون الدولي في شرق المتوسط. ووقّعت تركيا مع حكومة الوفاق الليبية السابقة برئاسة فائز السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، مذكرتي تفاهم تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري وتحديد مناطق الصلاحية البحرية. وأثارت المذكرة البحرية اعتراضات واسعة من دول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، قال يلماظ، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس شمال قبرص التركية أرسين تتار، الاثنين، في ختام زيارة استمرت يومين، إن تركيا ستواصل الدفاع عن «صيغة حل الدولتين» في جزيرة قبرص المقسمة منذ عام 1974. وأضاف أن «من أهم أولويات تركيا إيجاد حل عادل ودائم ومستدام لقضية قبرص بطريقة تضمن الحقوق المشروعة للشعب القبرصي التركي وأمنه، وكسر العزلة الدولية المفروضة على قبرص التركية».

وقال يلماظ إن شمال قبرص تستعد لاحتضان أكبر مطار في الجزيرة مع انتهاء بناء مبنى ركاب ومدرج جديدين بمطار أرجان الدولي بالعاصمة «لفكوشا»، الذي سيلعب دوراً مهماً في تنشيط حركة السياحة والتوظيف والاستثمار في شمال قبرص، وفق الجدول الزمني الذي حدده الرئيس رجب طيب إردوغان.

بدوره، أشاد تتار بمشروع مطار أرجان الجديد، الذي يعد أحد 3 مشروعات كبرى في شمال قبرص، لافتاً إلى أن المشروع الموصوف بأنه «مشروع القرن»، يتم من خلاله جلب المياه من الأناضول إلى شمال قبرص التركية عن طريق خط أنابيب يمر من البحر، مشيراً إلى وجود مشروع مماثل لجلب الكهرباء عبر خط أسلاك من تركيا. ولفت إلى أن إردوغان وعد خلال زيارته عقب فوزه بالرئاسة للفترة الثالثة في تركيا بتسريع المشروع.