تركيا تستضيف اجتماعاً رباعياً بشأن انضمام السويد إلى «الناتو»

مساعٍ لأخذ موافقتها على طلب أستوكهولم قبل قمة فيلينوس

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ في أنقرة 4 يونيو الحالي (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ في أنقرة 4 يونيو الحالي (د.ب.أ)
TT

تركيا تستضيف اجتماعاً رباعياً بشأن انضمام السويد إلى «الناتو»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ في أنقرة 4 يونيو الحالي (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مستقبلاً الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ في أنقرة 4 يونيو الحالي (د.ب.أ)

يُعقد في أنقرة (الأربعاء)، اجتماع الآلية الثلاثية بين تركيا والسويد وفنلندا، بمشاركة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لبحث موقف تركيا من انضمام السويد إلى الحلف في ظل استمرار تحفظاتها. ويعدّ هذا هو الاجتماع الرابع للآلية التي تأسست بموجب مذكرة تفاهم ثلاثية وُقِّعت في 28 يونيو (حزيران) العام الماضي على هامش قمة الحلف في مدريد. وذكرت دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، في بيان (الثلاثاء)، أن كبير مستشاري الرئيس التركي، عاكف تشاغطاي كيليتش، سيمثّل تركيا في الاجتماع، فيما سيمثل «الناتو» ستيان ينسن، مدير المكتب الخاص للأمين العام للحلف، ويمثل السويد سكرتير وزارة الخارجية جان كنوتسون، ونظيره الفنلندي يوكا سالوفارا.

كان الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ، قد أعلن، عقب محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول في 6 يونيو (حزيران) الحالي، عن عقد الاجتماع، مشيراً إلى أنه سيُعقد قبل منتصف الشهر.

ووجّه ستولتنبرغ مطالبةً صريحة إلى أنقرة بالمصادقة على طلب السويد. وقال: «رسالتي هي أن عضوية السويد في (الناتو) مفيدة لها، كما هي بالنسبة للدول الاسكندنافية ومنطقة البلطيق، وأيضاً للناتو، وتركيا والحلفاء الآخرين». ولفت إلى أن السويد أقرّت قانون مكافحة الإرهاب، الذي دخل حيز التنفيذ بالفعل في الأول من يونيو (حزيران) الحالي. وأكد أن «هذه القوانين تُحدث فرقاً بالفعل، فهي تُظهِر أن السويد تتخذ، الآن، خطوات جديدة لتكثيف حربها ضد الإرهاب، بما في ذلك، على سبيل المثال، حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة إرهابية، وفقاً لتقييم ليس تركيا فحسب، ولكن أيضاً الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى».

مظاهرة في أستوكهولم ضد العضوية في «الناتو» 4 يونيو الحالي (إ.ب.أ)

وفي مارس (آذار) الماضي، صادقت تركيا على طلب انضمام فنلندا إلى «الناتو»، فيما لا تزال تتحفظ عن انضمام السويد وتطالبها بالتعاون والإقدام على خطوات ملموسة في مسألة تسليم مطلوبين للقضاء التركي باتهامات تتعلق بالإرهاب.

وتقول السويد إنها نفّذت ما يقع عليها من التزامات بموجب المذكرة الثلاثية وأقرَّت قانوناً لمكافحة الإرهاب يشبه القانون الذي أقرته فنلندا وبموجبه وافقت تركيا على طلب انضمامها للحلف. ودعت كلاً من تركيا والمجر إلى الموافقة على طلبها من دون تأخير. ووافقت حكومة السويد، الاثنين، على تسليم تركيا أحد مواطنيها الذي كان قد أُدين بتهريب المخدرات ودعم حزب «العمال الكردستاني»، في سابقة تعد الأولى منذ أعلنت أنقرة أنها لن توافق على طلبها الانضمام إلى الحلف. وجاءت موافقة الحكومة على طلب التسليم بعد أن وافق القضاء في السويد على تسليم المواطن التركي، البالغ من العمر 35 عاماً، والذي تريد أنقرة أن يقضي حكماً بالسجن لإدانته بتهريب المخدرات؛ لكنه يقول إنه ملاحَق في تركيا لأنه من مؤيدي حزب العمال الكردستاني. وتطالب تركيا السويد بتسليم عشرات من أنصار حزب العمال الكردستاني المقيمين على أراضيها، لكنَّ حكومتها تؤكد أن الأمر يعود إلى القضاء. وبموجب مذكرة التفاهم الثلاثية، اتفقت تركيا مع السويد وفنلندا على أن يرفع البلدان الاسكندنافيان حظر الأسلحة المفروض عليها، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية التي نفّذتها ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، وتسليم مطلوبين من حزب «العمال الكردستاني»، والحد من أنشطة الحزب في البلدين. ويسعى ستولتنبرغ إلى الحصول على موافقة تركيا والمجر على طلب السويد قبل قمة الناتو المقرر عقدها في فيلينوس عاصمة ليتوانيا في يوليو (تموز) المقبل.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره السويدي توبياس بيلستروم خلال اجتماع للناتو في أوسلو 1 يونيو الحالي (أ.ف.ب)

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أهمية تعبير كل عضو في الناتو عن مخاوفه بخصوص توسع الحلف، مشيراً إلى أن تركيا تمكنت من التعبير عن بعض المخاوف التي تساورها بشأن عضوية السويد وفنلندا. وذكر أن كلا البلدين اتخذ الخطوات اللازمة لمعالجة مخاوف تركيا، مضيفاً: «حلفاء الناتو الآخرون والولايات المتحدة يرون الآن أنه ينبغي إدراج السويد رسمياً في (الناتو). ونتوقع أن يحدث هذا في قمة (الناتو) في يوليو (حزيران) المقبل». ولفت إلى أن اجتماعاً جديداً سيُعقد بين تركيا والسويد وفنلندا و«الناتو» (الاجتماع الذي يُعقد، الأربعاء، في أنقرة). وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، في واشنطن، ليل الاثنين- الثلاثاء، إن عضوية «الناتو» تعني قيام بقية الأعضاء بدعم العضو الذي يتعرض لهجوم بموجب المادة الخامسة من ميثاق الحلف، وإن التطورات المتعلقة بعضوية السويد وفنلندا في «الناتو» جرت بسرعة كبيرة، ومن المناسب أن تكون عملية انضمام هاتين الدولتين إلى الحلف سريعة نظراً لشراكة البلدين منذ فترة طويلة لـ«الناتو» وعضويتهما في الاتحاد الأوروبي وتهديد روسيا للأمن الأوروبي.


مقالات ذات صلة

أمين عام «الناتو» يؤيد الهجوم الأوكراني في روسيا

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يدلي ببيان خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بواشنطن في 10 يوليو 2024 (د.ب.أ)

أمين عام «الناتو» يؤيد الهجوم الأوكراني في روسيا

أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ عن تأييده الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، معتبراً أن هذا ضمن حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ (د.ب.أ)

بعد الضربات الروسية الأخيرة... «الناتو» يتعهد بتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية

نددت دول حلف شمال الأطلسي بشدة بالضربات التي نفذتها روسيا «بلا تمييز» على «مدنيين وبنى تحتية في أوكرانيا»، على ما أعلن الناتو، اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا عناصر من القوات الأوكرانية يجرون تدريبات بطائرة من دون طيار في مكان غير معلن بأوكرانيا 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

مجلس «ناتو - أوكرانيا» يجتمع الأربعاء بناءً على طلب كييف

سيعقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، اجتماعاً لمجلس «ناتو» وأوكرانيا الأربعاء بناءً على طلب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا جهاز استخباراتي أجنبي يحذر من أعمال تحضيرية لعمل تخريبي روسي محتمل ضد قاعدة تابعة للناتو في ألمانيا (رويترز)

«عمل تخريبي روسي محتمل» وراء حالة الإنذار في قاعدة تابعة لـ«الناتو»

كشفت مصادر أمنية لـ«وكالة الأنباء الألمانية» اليوم الاثنين أن عملية تخريب روسية محتملة وراء رفع حالة الإنذار التي حدثت قبل أيام في قاعدة جوية تابعة لـ«الناتو».

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شاحنة إطفاء عند البوابة الرئيسية بعد أن رفعت قاعدة جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي في بلدة غيلينكيرشن الألمانية مستوى الأمن «بناءً على معلومات استخباراتية تشير إلى وجود تهديد محتمل» 23 أغسطس 2024 (رويترز)

تخفيف تدابير الأمن في قاعدة للأطلسي بألمانيا بعد تشديدها بسبب «تهديد محتمل»

رفع حلف شمال الأطلسي مستوى التدابير الأمنية بسبب «تهديد محتمل» بقاعدته الجوية في غيلينكيرشن غرب ألمانيا حيث تدخلت الشرطة الألمانية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

اتهامات متبادلة بين بكين ومانيلا بشأن تصادم سفن في بحر الصين الجنوبي

سفينة خفر السواحل الصينية (يسار) تصطدم بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Teresa Magbanua بالقرب من جزر سابينا في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي 31 أغسطس  2024 (أ ف ب )
سفينة خفر السواحل الصينية (يسار) تصطدم بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Teresa Magbanua بالقرب من جزر سابينا في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي 31 أغسطس 2024 (أ ف ب )
TT

اتهامات متبادلة بين بكين ومانيلا بشأن تصادم سفن في بحر الصين الجنوبي

سفينة خفر السواحل الصينية (يسار) تصطدم بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Teresa Magbanua بالقرب من جزر سابينا في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي 31 أغسطس  2024 (أ ف ب )
سفينة خفر السواحل الصينية (يسار) تصطدم بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Teresa Magbanua بالقرب من جزر سابينا في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي 31 أغسطس 2024 (أ ف ب )

تبادلت الصين والفلبين، اليوم السبت، الاتهامات بتعمد وقوع تصادم بين سفينتين لخفر السواحل من البلدين في بحر الصين الجنوبي، في أحدث حلقة من سلسلة متصاعدة من الحوادث المماثلة في الممر المائي الحيوي.

اتهمت بكين سفينة فلبينية بالاصطدام عمدًا بسفينة خفر سواحل صينية في 31 أغسطس 2024 (أ ف ب )

الحادث البحري الخامس خلال شهر

ووقع التصادم بالقرب من جزر سابينا، وهو الحادث البحري الخامس خلال شهر واحد بين البلدين في إطار الخلاف بينهما في بحر الصين الجنوبي، والممتد منذ فترة طويلة.

اتهمت بكين سفينة فلبينية بالاصطدام عمدًا بسفينة خفر سواحل صينية في 31 أغسطس 2024 (أ ف ب )

وقال المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني جاي تاريلا في أثناء عرض مقاطع مصورة للحادث خلال مؤتمر صحافي، إن سفينة لخفر السواحل الصينية «صدمت بشكل مباشر ومتعمد سفينة فلبينية» دون تعرضها لأي استفزاز.

ومن جهته، قال خفر السواحل الصيني، في بيان، إن سفينة فلبينية «جانحة بشكل غير قانوني» في منطقة مياه ضحلة متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي رفعت مرساها وصدمت سفينة صينية.

ودعا ليو دي جون، المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، الفلبين، في بيان، إلى الانسحاب فوراً من منطقة جزر سابينا أو تحمل العواقب المترتبة على ما ستفعله الصين «لإحباط جميع الانتهاكات... بحزم».

لكن تاريلا قال إن الاصطدام ألحق أضراراً بالسفينة تيريزا ماجبانوا التي يبلغ طولها 97 متراً، وهي واحدة من أكبر سفن خفر السواحل الفلبيني، لكن لم يصب أي شخص بأذى. وأضاف أن بلاده لن تسحب السفينة «على الرغم من المضايقات... وإجراءات خفر السواحل الصيني التصعيدية».

اصطدام سفينة خفر السواحل الصينية بسفينة خفر السواحل الفلبينية BRP Teresa Magbanua بالقرب من جزر سابينا في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي 31 أغسطس 2024 (أ ف ب )

حقوق السيادة على بحر الصين الجنوبي

وتقول بكين إنها صاحبة السيادة على بحر الصين الجنوبي بالكامل تقريباً، بما في ذلك أجزاء تطالب الفلبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام بحقوق سيادة فيها.

ويُعتقد بأن أجزاء من الممر البحري، الذي تمر عبره تجارة تبلغ قيمتها ثلاثة تريليونات دولار سنوياً، غنية برواسب النفط والغاز الطبيعي، فضلاً عن مخزونات الأسماك.

وفي عام 2016 قضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بأن الصين لا تملك «حقوقاً تاريخية» على القسم الأكبر من مياه بحر الصين الجنوبي الاستراتيجية، في حكم رفضته بكين.