باكستان وأفغانستان تؤكدان حاجتهما للتعاون... والتصدي للإرهاب

إسلام آباد تطمئن بكين بشأن الأمن مع ازدياد الهجمات

وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري (يسار) ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية هينا رباني خار (يمين) يسيران مع وزير الخارجية الافغاني أمير خان متقي (وسط) خلال اجتماع في إسلام آباد الأحد (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري (يسار) ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية هينا رباني خار (يمين) يسيران مع وزير الخارجية الافغاني أمير خان متقي (وسط) خلال اجتماع في إسلام آباد الأحد (أ.ف.ب)
TT

باكستان وأفغانستان تؤكدان حاجتهما للتعاون... والتصدي للإرهاب

وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري (يسار) ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية هينا رباني خار (يمين) يسيران مع وزير الخارجية الافغاني أمير خان متقي (وسط) خلال اجتماع في إسلام آباد الأحد (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري (يسار) ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية هينا رباني خار (يمين) يسيران مع وزير الخارجية الافغاني أمير خان متقي (وسط) خلال اجتماع في إسلام آباد الأحد (أ.ف.ب)

أكدت باكستان وأفغانستان، مجدداً، رغبتهما في الدفع بتعاون عملي ومستمر بينهما، وأكدتا الحاجة إلى تعزيز التنسيق للتصدي للإرهاب وتعميق التعاون الثنائي. جاء ذلك خلال استضافة وزير الخارجية الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، للقائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، الأحد، في مقر وزارة الشؤون الخارجية، وفقاً لبيان صحافي أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية.

وتبادل الجانبان الرؤى على نحو صريح ومتعمق حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المتبادل، بما في ذلك السلام والأمن وكذلك التجارة والاتصال، وفقاً لما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الباكستانية. وحول قضايا التجارة الثنائية، شدد الجانبان على أهمية تذليل العقبات أمام التجارة من أجل الدفع بهدف التكامل الاقتصادي المعزز على المستوى الإقليمي.

وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري (يسار) يصافح وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي خلال اجتماع في إسلام آباد الأحد (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، أكدت باكستان للصين أنه ستتم حماية استثماراتها وموظفيها في البلاد من ازدياد الهجمات المسلحة التي أعاقت التقدم في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جينبينغ. وذكر بيان صادر عن الجيش الباكستاني أن وزير خارجية الصين تشين جانج، التقى قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير السبت، الذي تعهد بالدعم الكامل لمشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وأضاف البيان أن وزير الخارجية الصيني التقى كذلك نظيره الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري. وقال بيان منفصل مشترك من وزارة الخارجية الباكستانية بعد اجتماع تشين مع زرداري: «أثنى الجانب الصيني على التدابير التي اتخذتها باكستان لضمان تعزيز الأمن للمشاريع والموظفين والمؤسسات الصينية في باكستان، وكذلك الخطوات التي اتخذتها لاعتقال مرتكبي الهجمات التي استهدفت مواطنين صينيين في داسو وكراتشي وهجمات أخرى وتقديمهم للعدالة». واستهدف مسلحون المشاريع التي تمولها الصين، مما أدى إلى زيادة الهجمات على المواطنين الصينيين في جميع أنحاء باكستان. وتم اعتقال مواطن صيني يعمل في أحد المشاريع الشهر الماضي، بعد اتهامه بالتجديف، ولكن أطلق سراحه بعد أن قضت محكمة بعدم ارتكابه أي جريمة. ولقي 3 معلمين للغة الصينية على الأقل حتفهم العام الماضي، في هجوم انتحاري على جامعة بكراتشي، العاصمة التجارية لباكستان.

وزير خارجية حكومة «طالبان» الأفغانية أمير خان متقي يتلقى كتاباً تذكارياً خلال حفل أقيم في معهد الدراسات الاستراتيجية بإسلام آباد الاثنين (أ.ف.ب)

وأوقفت شركة «تشاينا جيزوبا جروب» الصينية العمل في مشروع داسو للطاقة الكهرومائية في شمال باكستان، بعد أن قتل مهاجم انتحاري 12 شخصاً، من بينهم مواطنون صينيون، في يوليو (تموز) 2021.



إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
TT

إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)

كان بودي، وهو بائع فاكهة إندونيسي، يبحث عن مستقبل أفضل عندما استجاب لعرض عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في كمبوديا، لكنّه وجد نفسه في النهاية أسير شبكة إجرامية تقوم بعمليات احتيال رابحة عبر الإنترنت.

يقول الشاب البالغ 26 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضلاً عدم ذكر كنيته: «عندما وصلت إلى كمبوديا، طُلب مني أن أقرأ سيناريو، لكن في الواقع كنت أعد لعمليات احتيال».

داخل مبنى محاط بأسلاك شائكة وتحت مراقبة حراس مسلّحين، كانت أيام بودي طويلة جداً، إذ كان يقضي 14 ساعة متواصلة خلف شاشة، تتخللها تهديدات وأرق ليلي.

وبعد ستة أسابيع، لم يحصل سوى على 390 دولاراً، بينما كان وُعد براتب يبلغ 800 دولار.

وفي السنوات الأخيرة، اجتذب آلاف الإندونيسيين بعروض عمل مغرية في بلدان مختلفة بجنوب شرقي آسيا، ليقعوا في نهاية المطاف في فخ شبكات متخصصة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.

أُنقذ عدد كبير منهم وأُعيدوا إلى وطنهم، لكنّ العشرات لا يزالون يعانون في مصانع الاحتيال السيبراني، ويُجبرون على البحث في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها عن ضحايا.

تروي ناندا، وهي عاملة في كشك للأطعمة، كيف سافر زوجها إلى تايلاند في منتصف عام 2022 بعد إفلاس صاحب عمله، وانتهز فرصة كسب 20 مليون روبية (1255 دولاراً) شهرياً في وظيفة بمجال تكنولوجيا المعلومات نصحه بها أحد الأصدقاء.

لكن عندما وصل إلى بانكوك، اصطحبه ماليزي عبر الحدود إلى بورما المجاورة، مع خمسة آخرين، باتجاه بلدة هبا لو، حيث أُجبر على العمل أكثر من 15 ساعة يومياً، تحت التهديد بالضرب إذا نام على لوحة المفاتيح.

وتضيف المرأة البالغة 46 عاماً: «لقد تعرض للصعق بالكهرباء والضرب، لكنه لم يخبرني بالتفاصيل، حتى لا أفكر بالأمر كثيراً».

ثم تم «بيع» زوجها ونقله إلى موقع آخر، لكنه تمكن من نقل بعض المعلومات بشأن ظروفه إلى زوجته، خلال الدقائق المعدودة التي يُسمح له فيها باستخدام جواله، فيما يصادره منه مشغلوه طوال الوقت المتبقي.

غالباً ما تكون عمليات التواصل النادرة، وأحياناً بكلمات مشفرة، الأدلة الوحيدة التي تساعد مجموعات الناشطين والسلطات على تحديد المواقع قبل إطلاق عمليات الإنقاذ.

«أمر غير إنساني على الإطلاق»

بين عام 2020 وسبتمبر (أيلول) 2024 أعادت جاكرتا أكثر من 4700 إندونيسي أُجبروا على إجراء عمليات احتيال عبر الإنترنت من ثماني دول، بينها كمبوديا وبورما ولاوس وفيتنام، بحسب بيانات وزارة الخارجية.

لكن أكثر من 90 إندونيسياً ما زالوا أسرى لدى هذه الشبكات في منطقة مياوادي في بورما، على ما يقول مدير حماية المواطنين في وزارة الخارجية جودها نوغراها، مشيراً إلى أنّ هذا العدد قد يكون أعلى.

وتؤكد إندونيسية لا يزال زوجها عالقاً في بورما أنها توسلت إلى السلطات للمساعدة، لكنّ النتيجة لم تكن فعّالة.

وتقول المرأة البالغة 40 عاماً، التي طلبت إبقاء هويتها طي الكتمان: «إنه أمر غير إنساني على الإطلاق... العمل لمدة 16 إلى 20 ساعة يومياً من دون أجر... والخضوع بشكل متواصل للترهيب والعقوبات».

ويقول جودا: «ثمة ظروف عدة... من شأنها التأثير على سرعة معالجة الملفات»، مشيراً خصوصاً إلى شبكات مياوادي في بورما، حيث يدور نزاع في المنطقة يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ والإعادة إلى الوطن.

ولم تتمكن الوكالة من التواصل مع المجلس العسكري البورمي أو المتحدث باسم جيش كارين الوطني، وهي ميليشيا تسيطر على المنطقة المحيطة بهبا لو، بالقرب من مياوادي.

وتشير كمبوديا من جانبها إلى أنها ملتزمة باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء المحتالين، لكنها تحض أيضاً إندونيسيا والدول الأخرى على إطلاق حملات توعية بشأن هذه المخاطر.

وتقول تشو بون إنغ، نائبة رئيس اللجنة الوطنية الكمبودية للتنمية، في حديث إلى الوكالة: «لا تنتظروا حتى وقوع مشكلة لتوجيه أصابع الاتهام إلى هذا البلد أو ذاك. هذا ليس بحلّ على الإطلاق».

وتضيف: «لن نسمح بانتشار مواقع الجرائم الإلكترونية هذه»، عادّة أن التعاون الدولي ضروري لوقف هذه المجموعات، لأنّ «المجرمين ليسوا جاهلين: ينتقلون من مكان إلى آخر بعد ارتكاب أنشطتهم الإجرامية».

«جحيم»

تقول هانيندا كريستي، العضو في منظمة «بيراندا ميغران» غير الحكومية التي تتلقى باستمرار اتصالات استغاثة من إندونيسيين عالقين في فخ هذه الشبكات: «الأمر أشبه بعبودية حديثة».

وتمكّن بودي من الفرار بعد نقله إلى موقع آخر في بلدة بويبيت الحدودية الكمبودية.

لكنه لا يزال يذكر عمليات الاحتيال التي أُجبر على ارتكابه. ويقول: «سيظل الشعور بالذنب يطاردني طوال حياتي».