بدأ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، مساء الأربعاء، زيارة رسمية إلى لبنان موفداً من الأمين العام لجامعة الدول العربية، في وقت أكدت فيه مصر دعمها جهود الحكومة اللبنانية في بسط سلطة الدولة».
ومن المقرر أن يلتقي زكي، خلال زيارته التي تستغرق يومين للعاصمة بيروت، كلاً من الرئيس جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، إلى جانب وزير الخارجية وقائد الجيش اللبناني، بهدف بحث آخر المستجدات.
تأتي الزيارة بعد أيام من قرار حكومي بحصرية السلاح وتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لتنفيذ هذا القرار قبل نهاية العام الحالي، مما تسبَّب في سجال بين رئيس الحكومة نواف سلام و«حزب الله»، إذ اتهم الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الحكومة بـ«خدمة المشروع الإسرائيلي»، محمّلاً إياها «كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل، كما مسؤولية أي انفجار داخلي وأي خراب للبنان».
ليردّ سلام في مقابلة مع «الشرق الأوسط» أخيراً، معتبراً كلام أمين عام الحزب «تهديداً مبطناً بالحرب الأهلية». وقال: «هذا مرفوض تماماً».
وقال مصدر دبلوماسي إن زيارة زكي لبيروت، تهدف إلى «تأكيد دعم الجامعة لمساعي الدولة اللبنانية الرامية لبسط سيطرتها على كامل أراضيها، وحصر السلاح بيدها». وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه المساعي «تهدف إلى مساعدة لبنان وتمكينه من مواجهة التحديات الضخمة الماثلة أمامه وفي مقدمتها إعادة الإعمار وإعادة تنشيط عجلة الاقتصاد».
كان عون قد التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية في مايو (أيار) الماضي خلال زيارة الرئيس اللبناني للقاهرة. وأكد أبو الغيط، في إفادة رسمية آنذاك، «حرص الجامعة العربية واستعدادها الكامل لمواصلة دعم ومواكبة لبنان في مختلف المحطات التي يمر بها، مما يسهم في ترسيخ سيادة الدولة وتعزيز السلم الأهلي».
وزار أبو الغيط لبنان في يناير (كانون الثاني) الماضي، بهدف تهنئة عون بتوليه مهام منصبه، وأكد آنذاك «دعم الجامعة للبنان، وتطلعها للعمل والتعاون مع قيادته في كل ما من شأنه أن يسهم في ترسيخ سيادة الدولة اللبنانية وتحقيق الأمن والاستقرار والتعافي للبنان وشعبه».
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مساء الثلاثاء، مع رئيس الحكومة اللبنانية، «أولوية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، وتضامن مصر الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق ودعم الحكومة ومؤسسات الدولة اللبنانية، بما يعزز وحدة لبنان وسيادته ويصون أمنه واستقراره».
ونقل عبد العاطي عن الرئيس المصري «دعمه جهود عون وسلام في بسط سلطة الدولة اللبنانية»، حسب إفادة رسمية للخارجيّة المصرية، الأربعاء.
وتناول الاتصال الهاتفي الترتيبات الجارية لانعقاد اللجنة العليا المشتركة المصرية - اللبنانية على مستوى رئيسَي الوزراء بالبلدين، التي «تهدف إلى دفع مسيرة التعاون الثنائي قدماً في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثماريّة، ودعم برامج إعادة الإعمار في لبنان، وتعزيز آليات التنسيق بين القاهرة وبيروت في القضايا ذات الاهتمام المشترك»، حسب الإفادة.
وجدد عبد العاطي «مواقف مصر الثابتة الداعمة للبنان في مختلف المحافل الإقليمية والدولية»، منوهاً إلى «الاتصالات التي تُجريها مع كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية التي تؤكد وقف أي تدخلات خارجية في الشأن اللبناني، وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية واحترام سيادة لبنان وأجوائه وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، ووجوب انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس اللبنانية المحتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وتطبيق القرار 2701 بشكل كامل دون انتقائية»، مشدداً على «دعم مصر جهود تمكين المؤسسات اللبنانية الوطنية من أداء دورها في خدمة الشعب اللبناني».




