قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه استهدف عنصرين من «حزب الله» في جنوب لبنان، في أحدث هجوم من نوعه رغم وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال الجيش في بيان إنه هاجم «إرهابِيَّيْنِ من (حزب الله) عملا عنصريْ مراقبة، ووجّها عمليات إرهابية، في منطقة يحمر بجنوب لبنان».
من جهتها، أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية في لبنان، أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية كان على متنها شخصان، ما أدى إلى اندلاع النيران في حافلة صودف مرورها في المكان، إضافة إلى متجر مجاور. وأشارت الوكالة إلى أن الضربة أسفرت عن «سقوط شهيد وإصابة 3 أشخاص آخرين بجروح»، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وكثفت إسرائيل ضرباتها على جنوب لبنان في الأيام الأخيرة.
وقُتل 4 أشخاص، الأحد، في غارات إسرائيلية على بلدات ميس الجبل وياطر وعيناثا، بحسب مصادر لبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى، أمس، على عنصرين من «(حزب الله) كانا يهمّان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل».
وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش استهدف عيناثا بعدما أصابت «رصاصة طائشة من جنازة أحد عناصر (حزب الله)» الزجاج الأمامي لمركبة في بلدة أفيفيم شمال إسرائيل.
وأضاف كاتس: «لن نسمح بإطلاق النار من الأراضي اللبنانية باتجاه البلدات الشمالية، وسنرد بقوة على أي خرق لوقف إطلاق النار».
ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في 27 نوفمبر بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت أكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.
وتقول الدولة العبرية إنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب.
ورغم انتهاء مهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير (شباط)، فإنها أبقت على وجودها في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود؛ ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد «من عدم وجود تهديد فوري».
وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الأسبوع الماضي، عن العمل دبلوماسياً مع لبنان وإسرائيل من خلال 3 مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، بينها الانسحاب من النقاط الخمس.
ولا يزال أكثر من 92 ألفاً و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظلّ الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
وقدّر البنك الدولي، الأسبوع الماضي، تكلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار. وقال إن «التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي».