انقلابيو اليمن يلزمون طلبة الجامعات بحمل السلاح

الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)
الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يلزمون طلبة الجامعات بحمل السلاح

الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)
الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)

في إطار حالة الاستنفار التي تعيشها الجماعة الحوثية في اليمن تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل، ألزمت طلاب الجامعات العامة والخاصة في مناطق سيطرتها بحمل السلاح، كما أرغمت الإناث على الالتحاق بدورات للإسعافات الأولية بعد أيام من إرغام جميع الموظفين العموميين على حمل السلاح.

وأبلغ طلاب في جامعة صنعاء وفي جامعات خاصة «الشرق الأوسط» أن المشرفين الحوثيين من دائرة الحشد والتعبئة أرسلوا مدربين على استخدام السلاح إلى الجامعات، وأمروا بتعطيل الدراسة لمدة أسبوع في كل جامعة على حدة، وحوّلوا ساحات الجامعات وقاعات المحاضرات إلى أماكن للتدريب على القتال واستخدام الأسلحة لكل الطلاب الملتحقين من الذكور، وعدّ ذلك شرطاً لتأكيد الولاء للجماعة.

ووفق هذه المصادر، فإن الإناث أُبلغن أيضاً بحضور دورات تدريبية على الإسعافات الأولية، مع تأكيد أن الالتحاق بهذه الدورات سيكون معياراً للحصول على درجات إضافية، وإبعاد شبهة المعارضة، أما في حال الامتناع فإن الطالب أو الطالبة سيكون عرضة لخصم درجات من محصلته السنوية، وبالذات نسبة 30 في المائة التي تُصنف على أنها درجات الحضور والتفاعل في القاعات الدراسية.

نموذج من إعلان الحوثيين وقف التعليم في الكليات والجامعات (إعلام محلي)

هذه الخطوة أتت بعد أيام من إرغام الحوثيين جميع الموظفين العموميين، بمن فيهم كبار السن، على حمل السلاح والالتحاق بدورات للتدريب على القتال؛ إذ ترى الجماعة في ذلك شرطاً لاستحقاق البقاء في العمل من عدمه، وإقراراً بالولاء لها لتصعيد هجماتها في البحر الأحمر.

المزارعون والقبائل

في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) ذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية أرغمت أيضاً المزارعين وعمال البناء على الالتحاق بما يُطلقون عليها دورات التعبئة للتدريب على الأسلحة.

ووفق المصادر، حشدت الجماعة عبر وجهاء المناطق والقرى المزارعين إلى المدارس بعد أن أوقفت العملية التعليمية، وأخضعتهم لدورات في التدريب على كيفية استخدام الأسلحة وتركيبها، والتعامل مع عدو مفترض، وعلى عمليات القنص.

عناصر حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

وخلافاً لما تُسميه الجماعة بالوقفات القبلية المُسلحة في المناطق المحيطة أو القريبة من صنعاء، والتي يحضر المشاركون فيها بأسلحتهم الشخصية، بيّنت المصادر أن الملتحقين بهذه الدورات في أرياف محافظة إب، وهم في الغالب من المزارعين أو عمال اليومية، ولا يمتلكون أسلحة، تكتفي الجماعة بجعلهم يشاركون في مسيرات تحمل أعلامها وشعاراتها الطائفية، وإرغامهم على السير مسافة طويلة، وترديد الهتافات المؤيدة لزعيم الجماعة، واستعدادهم للقتال ضد إسرائيل.

ومع أن قادة الجماعة الحوثية يدركون عدم تقبل السكان للتعبئة الطائفية لجهة أنهم يتمنون وقف الحرب، وتخفيف الجبايات التي تُفرض عليهم، لكن المصادر أفادت بأن الهدف العام للجماعة هو إيهام الرأي العام بوجود تأييد شعبي لخطواتها في التصعيد جنوب البحر الأحمر، والتنصل من اتفاقات السلام، حتى في هذه المحافظة التي باتت رمزاً لمعارضة حكمها.


مقالات ذات صلة

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

العالم العربي جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

لقي هجوم الحوثيين على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية إدانات أميركية ويمنية واسعة وسط مخاوف من ارتكاب «إبادة» بحق السكان.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي محافظ تعز أقر في لقائه مسؤولي المدينة وقيادات سياسية ضبط أسعار الإيجارات (سبأ)

مخاوف يمنية في تعز من تصاعد أزمة إيجار المنازل

أثارت حادثة إحراق مالك منزل لعائلة مستأجرة في مدينة تعز مخاوف بشأن تداعيات مثل هذه الخلافات، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بتحديد أسعار الإيجارات والرقابة عليها

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في اليمن ارتفع إلى 19 مليون شخص (الأمم المتحدة)

شركاء العمل الإنساني في اليمن يوسّعون المساعدات النقدية

أكد شركاء العمل الإنساني في اليمن توسيع نطاق المساعدات النقدية خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت شكلاً شائعاً بشكل متزايد من أشكال المساعدة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يتعمدون التنكيل بسكان المناطق القبلية لإخضاعهم (إكس)

حملة حوثية تنكل بسكان قرية يمنية في محافظة البيضاء

حشدت الجماعة الحوثية حملة عسكرية للتنكيل بسكان إحدى القرى اليمنية التابعة لمحافظة البيضاء، وسط تنديد حكومي وحقوقي أعقب مقتل وإصابة 13 شخصاً جرّاء قصف القرية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي إسرائيل ردت على هجمات الحوثيين بموجة خامسة من الضربات الجوية (الجيش الإسرائيلي) play-circle 01:31

إسرائيل تضرب الحوثيين للمرة الخامسة بالتوازي مع غارات غربية

شنت إسرائيل خامس موجة من ضرباتها الجوية والأولى في السنة الجديدة، رداً على الهجمات الحوثية المتصاعدة، وذلك بالتزامن مع ضربات أميركية وبريطانية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

رئيس الوزراء القطري يناقش مفاوضات غزة مع مبعوث ترمب للشرق الأوسط

طفل يلعب بإطار مطاطي بجوار أنقاض المباني المدمرة في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)
طفل يلعب بإطار مطاطي بجوار أنقاض المباني المدمرة في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء القطري يناقش مفاوضات غزة مع مبعوث ترمب للشرق الأوسط

طفل يلعب بإطار مطاطي بجوار أنقاض المباني المدمرة في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)
طفل يلعب بإطار مطاطي بجوار أنقاض المباني المدمرة في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

التقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في الدوحة، أمس الجمعة، حيث ناقشا محادثات وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان مقتضب، إن الطرفين استعرضا «آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الجهود الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة» بين إسرائيل وحركة «حماس».

وكانت قطر أكدت بداية الأسبوع الحالي أن المحادثات بشأن التوصل إلى هدنة في غزة تتواصل «على المستوى الفني».

وتلعب قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، دور الوسيط في محادثات متواصلة منذ أشهر خلف الكواليس؛ بهدف التوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الرهائن.

لكن باستثناء أسبوع توقف فيه القتال أواخر عام 2023، وتم خلاله إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين لدى «حماس» في مقابل فلسطينيين كانوا في السجون الإسرائيلية، فشلت جولات التفاوض المتتالية خلال الحرب.

وانتهت جولة سابقة من الوساطة في ديسمبر (كانون الأول) بإلقاء كل طرف اللوم على الآخر بالفشل؛ إذ اتهمت «حماس» إسرائيل بوضع «شروط جديدة» فيما اتهمت الدولة العبرية الحركة الفلسطينية بوضع «عقبات جديدة» أمام التوصل إلى اتفاق.

وتحدث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الخميس، عن إحراز «تقدم حقيقي» في المفاوضات.

وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: «إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين اليوم».

وأضاف: «ما زلت آمل بأن نتمكن من إجراء عملية تبادل (لأسرى مقابل رهائن). (حماس) هي التي تقف في طريق هذا التبادل حالياً، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه».

وفي ديسمبر (كانون الأول)، أعربت قطر عن تفاؤلها بعودة «الزخم» إلى المحادثات بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.