تقرير إسرائيلي: عُطل بالمكيف كاد يفشل عملية اغتيال هنية في طهران

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يلتقي إسماعيل هنية في طهران يوم 30 يوليو 2024 (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يلتقي إسماعيل هنية في طهران يوم 30 يوليو 2024 (رويترز)
TT

تقرير إسرائيلي: عُطل بالمكيف كاد يفشل عملية اغتيال هنية في طهران

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يلتقي إسماعيل هنية في طهران يوم 30 يوليو 2024 (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يلتقي إسماعيل هنية في طهران يوم 30 يوليو 2024 (رويترز)

كاد عُطل في وحدة مكيف الهواء أن يعرقل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في 31 يوليو (تموز) في طهران، بعدما كان على وشك تغيير غرفته، قبل أن يتمكن العاملون في بيت الضيافة التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني من إصلاح نظام التبريد.

ووفقاً لتقرير بثته القناة «12» الإسرائيلية، السبت، ظهرت تفاصيل جديدة حول العملية، بعد أيام من تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب كانت من يقف خلفها.

وتقول القناة «12» إن قرار اغتيال هنية جاء بعد فترة وجيزة من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تم وضع رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في أعلى قائمة أعدها كبار مسؤولي الاستخبارات: «كانت المسألة مجرد تحديد وقت».

وتضيف: «كان هنية يعيش في قطر؛ لكن قتله هناك كان سيعرض مفاوضات الرهائن التي توسطت فيها الدوحة منذ بداية الحرب للخطر. وبناءً عليه، كانت الخيارات المتاحة لقتل هنية هي تركيا وموسكو وطهران، الدول الثلاث التي كان يتردد عليها».

وتوضح: «كانت إسرائيل تخشى رد فعل غاضب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولم ترغب أيضاً في إغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما جعل إيران الخيار الأنسب».

وتشير إلى أن ما جعل اتخاذ القرار أسهل، هو أن هنية أقام مراراً في بيت الضيافة نفسه التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في حي سعد آباد الفاخر، شمال طهران، رغم أنه كان يحظى بالحماية من أفضل فريق أمني للشخصيات تابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، باعتبار هنية ضيف شرف، ما تطلب مستوى عميقاً من الاختراق لتنفيذ الاغتيال.

ووفقاً لتقارير إعلامية أجنبية، كانت الخطة الإسرائيلية الأولية هي قتل هنية عندما زار طهران لحضور جنازة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحية، في 19 مايو (أيار)؛ لكن تم تأجيل العملية لوجود مخاوف من أنها ستؤدي إلى مقتل مدنيين.

انتظرت إسرائيل أكثر من شهرين إضافيين، حتى عاد هنية لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

كان هناك اقتراح لتنفيذ العملية في الليلة التي سبقت التنصيب؛ لكن تم اتخاذ قرار بالانتظار حتى بعد المراسم، لتجنب مزيد من الإحراج لطهران.

قبل مراسم التنصيب بوقت قصير، زرع عملاء عبوة ناسفة في غرفة هنية بالقرب من سريره. كانت العبوة أكبر قليلاً مما خططت له إسرائيل؛ لكنها لم تكن كبيرة بما يكفي لإيذاء من يقيم في الغرف المجاورة، حسبما أفادت القناة «12».

وتنقل القناة عن مصدر على اطلاع بالتخطيط للعملية: «قبل وقت التفجير بقليل، تعطلت وحدة التكييف في غرفة هنية، وغادر غرفته لطلب المساعدة. وقد غاب لفترة طويلة لدرجة أن إسرائيل خشيت أن يتم نقل هنية إلى غرفة أخرى، مما كان سيعطل العملية كلها».

صورة تُظهر آثار الانفجار في مبنى دار الضيافة التابع لمعسكر «الإمام علي» شمال طهران (شبكات التواصل)

وتابع: «بعد فترة من الوقت تم إصلاح وحدة التكييف وعاد هنية إلى غرفته. ونحو الساعة 1:30 صباحاً، تم تفجير العبوة الناسفة، ما أحدث ثغرة في الجدار الخارجي لغرفته، وهزة في مجمع (الحرس الثوري) الإيراني كله».

وأضاف: «خلال ثوانٍ، وصل فريق الإسعافات الأولية التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني إلى غرفة هنية، ثم أعلن عن وفاته بعد ذلك بوقت قصير. بعدها وصل نائب هنية، خليل الحية، وسقط على ركبتيه باكياً بعد رؤية الجثة الملطخة بالدماء».

وقال محللون للقناة «12»، إن العملية كانت معقدة للغاية، بحيث لا يمكن تنفيذها من قِبَل عملاء إسرائيليين، موضحين أنه كان يجب أن يكون هناك إيرانيون أو أعضاء في «الحرس الثوري» الإيراني، أو مسؤولون من «حماس» متورطين.

وتشير القناة إلى أن قائد «فيلق القدس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، إسماعيل قاآني، اتصل بنفسه بالمرشد الإيراني علي خامنئي، عقب التفجير بساعات، وأخبره أن هنية قد قُتل في هجوم صاروخي إسرائيلي. وأمر خامنئي على الفور بالرد على إسرائيل.

وتقول القناة «12»: «كانت الرسالة إلى المرشد الإيراني مصدر إحراج إضافي لـ(الحرس الثوري) الإيراني، نظراً لأنه أصبح واضحاً بسرعة لمن عاينوا بيت الضيافة أن مقتل هنية لم يكن بصاروخ».


مقالات ذات صلة

«حماس» تكثف «حرب العبوات» وتخوض معارك «كرّ وفرّ» شمال غزة

المشرق العربي جنود إسرائيليون يحملون نعش زميل لهم قُتل قبل يوم بشمال غزة... خلال تشييعه بالمقبرة العسكرية في القدس الخميس (إ.ب.أ)

«حماس» تكثف «حرب العبوات» وتخوض معارك «كرّ وفرّ» شمال غزة

في غضون 3 أيام، قُتل ضابطان و3 جنود؛ جميعهم من لواء «ناحال» الإسرائيلي، الذي انتقل من مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، إلى بلدة بيت حانون أقصى شمال القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي العميد أنور رجب المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية يتحدث عن عمل الأجهزة الأمنية في مخيم جنين خلال مؤتمر صحافي بالضفة الغربية المحتلة يوم الخميس (رويترز)

السلطة الفلسطينية تتهم جهات إقليمية بالوقوف خلف المسلحين بالضفة

تشن السلطة الفلسطينية عملية ضد مسلحين في مخيم جنين، منذ نحو 4 أسابيع، في تحرك هو الأوسع منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة على الأرض.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلقي كلمة بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في باريس في 8 يناير 2025 (إ.ب.أ)

بلينكن: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» بات «قريباً جداً»

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجدداً إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل و«حماس» بات «قريباً جداً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي العملية نفذها فلسطينيان بالقرب من مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية أول من أمس (أرشيفية-رويترز)

«القسام» تعلن مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار في الضفة

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الأربعاء)، مسؤوليتها عن عملية إطلاق نار في الضفة الغربية أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في شمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، مقتل 3 جنود في معارك في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.