مصر: قطار يدهس طفلين في طريقهما إلى المدرسةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5073280-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D8%AF%D9%87%D8%B3-%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%87%D9%85%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9
تباشر النيابة العامة المصرية التحقيق في واقعة مصرع شقيقين دهسهما قطار على خط الصعيد في نطاق محافظة الجيزة، خلال توجههما للمدرسة صباح الاثنين، ما أدى لوفاتهما على الفور.
وبحسب إفادة رسمية من وزارة النقل المصرية، فإن قائد قطار «سوهاج - بورسعيد» قد «فوجئ بعبور الطفلين للسكة من مكان غير معدّ للعبور، ما أدى إلى دهسهما، وإشغال الشريط الحديدي».
ووقع الحادث عند «مزلقان البليدة» المغلق، وفق الوزارة. في حين نقلت وسائل إعلام محلية صوراً لتجمهر الأهالي على المزلقان، وإشعال نيران في غرفة الغفير، ما أدى لتعطل حركة القطارات من وإلى محافظات الصعيد عدة ساعات.
وأسفر الحادث، بحسب «الداخلية» المصرية، عن وفاة طفل وطفلة شقيقين كانا في طريقهما إلى المدرسة على الجانب الآخر من الشريط الحديدي، فيما لا يبعد موقع الحادث كثيراً عن حادث لطفل آخر دهسه قطار قبل أيام قليلة يبلغ من العمر 4 سنوات عند مدينة الحوامدية.
ونُقلت جثامين الأطفال إلى ثلاجة المستشفى القريب من القرية، مع تحرير محضر بالواقعة وتفاصيلها، تمهيداً لاستخراج التصاريح بالدفن، في حين تجري «الداخلية» تحريات حول واقعة إحراق غرفة الغفير والاعتداءات التي تعرض لها بعد وقت قصير من الحادث.
ويستخدم السكك الحديدية في مصر يومياً نحو مليون راكب، ومن المخطط مضاعفة عدد الركاب في 2030 للوصول إلى مليونَي راكب يومياً، بجانب استخدامها في نقل 8 ملايين طن بضائع سنوياً في العام الحالي، وهو الرقم المخطط أن يصل إلى 13 مليون طن بحلول 2030، وفق بيانات رسمية لوزارة النقل.
وشهدت قرية «البليدة» التي وقع فيها الحادث الأخير العديد من حوادث القطارات على شريطها الحديدي، في حين أجرت «النقل» المصرية تطويرات على مزلقان القرية، مع تحديث نظام الإشارات في نطاقها خلال السنوات الماضية.
ووفق بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، الصادرة في مارس (آذار) الماضي، فإن حوادث القطارات شهدت خلال 2023، انخفاضاً بنسبة 78.2 في المائة، بتسجيل نحو 181 حادثاً، في مقابل 831 حادثاً عام 2022.
وخلال الشهرين الماضيين شهدت السكة الحديد عدة حوادث، من بينها تصادم قطارين بالزقازيق في دلتا مصر، واصطدام جرار بمؤخرة قطار النوم في محافظة المنيا بعد يوم من إعلان الانتهاء من ميكنة الإشارات الإلكترونية للحد من الحوادث.
وطالبت هيئة السكك الحديد، في بيان (الاثنين)، المواطنين بالالتزام بالعبور من الأماكن المعدة لهذا الغرض وعدم العبور من الأماكن غير المعدة، للحفاظ على الأرواح وممتلكات الهيئة.
عائلات يمنية في تعز ولحج تواجه الجوع بأوراق الأشجار
محافظة تعز من الأكثر تضرراً في اليمن بالأزمة الإنسانية نتيجة الحصار وقطع الطرقات (الأمم المتحدة)
لجأ كثير من العائلات اليمنية في منطقة الحجرية، الموزعة على محافظتي لحج وتعز اليمنيتين، خلال الأسابيع الماضية، إلى إدراج أنواع من أوراق النباتات ضمن وجباتها الغذائية، وذلك بعد تراجع المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية، واعتزام برنامج الغذاء العالمي تقليص أعداد المستفيدين من معوناته.
وبينما تُوجه الاتهامات إلى الجهات الرسمية والإغاثية المحلية بالتسبّب في تقليص برنامج الغذاء العالمي معوناته الغذائية؛ أعلن البرنامج تراجع التمويل المقدم للمساعدات الإغاثية في اليمن، في حين يقول مسؤولون محليون لديه إن دواعي التقليص بسبب عدم دقة بيانات المستفيدين، وتحسّن دخل بعض الأسر بناءً على عملية مسح قام بها البرنامج خلال العامين الماضيين.
وفي محافظة تعز وحدها حذف البرنامج أكثر من 33 ألف حالة من المستفيدين من المساعدات، وهو ما يمثّل 38 في المائة من نسبة احتياج العائلات في المناطق المحررة من المحافظة، في حين شهدت مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج إسقاط أكثر من 840 عائلة من كشوفات المستهدفين بالمعونات، وارتفع الرقم إلى 1968 عائلة في مديرية تبن في المحافظة نفسها، و497 حالة في مدينة الحوطة، مركز المحافظة.
ويرفض نبيل طه، وهو موظف حكومي في محافظة تعز، تبريرات المسؤولين المحليين في برنامج الغذاء العالمي بتحسّن دخل العائلات، مشيراً إلى أن التحسّن غير موجود إلا في مسوحات المنظمات الدولية ودراساتها، أما على أرض الواقع فالعكس.
ويوضح طه لـ«الشرق الأوسط» أن مَن يعايش الواقع فسيلاحظ تراجع حركة الشراء في الأسواق، وزيادة أعداد المحتاجين، وانتشار مكثف للمتسولين، وازدهار أسواق الأشياء والمقتنيات المستعملة، التي تلجأ العائلات إلى بيعها لسد احتياجاتها المعيشية المتزايدة، خصوصاً مع تهاوي سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وتراجع القدرة الشرائية وتوقف رواتب الموظفين.
وأوضخ أن العائلات التي تلجأ إلى بيع السلال الغذائية لا تفعل ذلك بسبب الوفرة، وإنما للحصول على الأموال من أجل الوفاء بالتزامات أخرى، ومن ذلك الحاجة إلى شراء الملابس أو الأدوية أو المستلزمات الدراسية لأطفالها.
تراجع متسارع
منذ نحو شهرين أفاد برنامج الغذاء العالمي بأنه سيضطر إلى إجراء مزيد من التخفيضات في برامج المساعدة الغذائية التي يقدّمها إلى الملايين في جميع أنحاء اليمن، بسبب أزمة التمويل الكبرى التي يواجهها من نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، كاشفاً أن ذلك سيؤثر في جميع برامجه الرئيسية.
وذكرت مصادر محلية في مديريتي المقاطرة التابعة لمحافظة لحج، والشمايتين التابعة لمحافظة تعز، أن السكان لجأوا إلى إدراج أوراق بعض النباتات في وجباتهم اليومية التي تراجعت من ثلاث إلى وجبتين لدى الكثير من العائلات.
وبيّنت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الأشهر الماضية شهدت نمو الكثير من هذه النباتات، مثل «الحلص والضدح والبقلة»، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها مختلف أنحاء البلاد، وهو ما أسهم في استخدامها لاستعادة وصفات غذائية موروثة من العهود السابقة التي عانى فيها اليمنيون من الفاقة والجوع.
وحسب المصادر فإن الكثير من الأفراد اتخذوا من حصاد هذه النباتات وبيعها مهنة مؤقتة تمكّنهم من جمع بعض الأموال؛ إذ يبيعونها بأسعار زهيدة لكبار السن أو العائلات التي ليس لديها أفراد قادرون على جمعها، كما تُباع في الأسواق البعيدة عن مناطق نموها.
ويشير رئيس لجنة الإغاثة الرسمية في الحكومة اليمنية، جمال بلفقيه، إلى أن تخفيض البرامج الإغاثية مساعداتها لليمنيين حدث تدريجياً منذ عدة سنوات، وبعد أن كان عدد المستهدفين 12 مليون شخص منذ بداية الأزمة، وأنه جرى خفضهم منذ عام 2018 بنسبة 30 في المائة، حتى وصلت النسبة إلى 60 في المائة أخيراً.
ووفقاً لحديث بلفقيه لـ«الشرق الأوسط» فإن السلة الغذائية كانت تكفي العائلات شهراً كاملاً، ومنذ 6 أعوام بدأ حجمها يقل عن السابق، واستمر بالنقصان حتى عام 2021، وبعد ذلك بدأت دورة التوزيع تنخفض كل شهرين.
ووصولاً إلى العام الحالي فإن كمية المساعدات لا تتجاوز أكثر من 20 كيلوغراماً من الدقيق بدلاً من 70 كيلوغراماً في السابق.
فشل أممي
لم تعد السلة الغذائية تحتوي على أكثر من 4 لترات من الزيت، و3 كيلوغرامات من البقوليات، في حين يتوافر الأرز في بعض الأحيان، ويختفي في أحيان أخرى.
وحسب بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية، فإن المانحين لم يقدموا خلال العام الحالي سوى 700 مليون دولار لخطة الاستجابة، وبدأت المنظمات العاملة في اليمن خفض برامجها، ومنها برنامج الغذاء العالمي الذي يتلقّى نصيب الأسد من تمويل خطط الاستجابة، وهو أحد أسباب تعليق المساعدات.
إلا أن بلفقيه يشدد على أن عدم تسويق الحالة الإنسانية اليمنية بالشكل الصحيح هو أهم أسباب تراجع التمويل، وإلى جانب ذلك لم يلاحظ تحسّن الوضع الإنساني في السنوات الماضية عندما قُدمت خطط الاستجابة بمبالغ تفوق ملياراً و300 مليون دولار، وعلى العكس من ذلك كانت كل الأرقام تتكرر، بل تزداد، معبرة عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق قوله.
وكان تقرير للبرنامج الأممي قد كشف منذ نحو شهرين أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة خلال أغسطس (آب) الماضي، في تناقض مع ما يرد في تصريحات مسؤولي الإغاثة المحليين حول تحسّن المستوى المعيشي لليمنيين.
في غضون ذلك نفى مصدر مسؤول في محافظة تعز أن يكون للمحافظ نبيل شمسان أي مسؤولية أو تدخل في سقوط أسماء آلاف المستفيدين من كشوفات برنامج الغذاء العالمي، مستغرباً أن تأتي هذه الاتهامات من جهات مجتمعية، يفترض فيها التعاون مع الجهات الرسمية للبحث عن بدائل لتعويض من جرى استثناؤهم من المعونات. وكانت اللجنة الرقابية المجتمعية اتهمت السلطة المحلية ومحافظ تعز نبيل شمسان، بالمسؤولية عن إسقاط أسماء المستفيدين من كشوفات برنامج الأغذية العالمي.
المصدر المسؤول لفت، في تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن البرنامج الأممي هو من أقرّ خفض أعداد المستفيدين من معوناته، بعد دراسة مسحية أجراها، وبعد استشارة موظفيه المحليين والتفاهم معهم.