أصيبت ناقلة مواد كيميائية بأضرار طفيفة جراء هجوم في جنوب البحر الأحمر قبالة الحديدة اليمنية، الخميس، مع اقتراب انتهاء الشهر الثاني عشر من تصعيد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ضد السفن، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.
وإذ لم ينتج عن الهجوم الذي لم تتبنّه الجماعة على الفور أي خسائر بشرية، أفادت هيئتا أمن بحري بريطانيتان بأن الناقلة التي ترفع علم ليبيريا تواصل رحلتها نحو ميناء التوقف التالي.
UKMTO WARNING INCIDENT 127 - UPDATE 003https://t.co/JIk0qvTKk0#MaritimeSecurity #MarSec pic.twitter.com/nIA2wP3jYM
— United Kingdom Maritime Trade Operations (UKMTO) (@UK_MTO) October 10, 2024
وأوضحت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقريراً عن واقعة قبالة الحديدة اليمنية في جنوب البحر الأحمر، وأن ربان الناقلة أبلغ عن إصابتها بأربعة مقذوفات، وأنها تعرضت لأضرار لكن لم يتم رصد أي حريق أو خسائر بشرية.
وبحسب الهيئة البريطانية، فإن أفراد الطاقم بخير، وإن السفينة تواصل الإبحار إلى ميناء الرسو التالي.
وقالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إن ناقلة المواد الكيميائية التي ترفع علم ليبيريا أصيبت على جانبها الأيمن بأضرار طفيفة جراء مقذوف مجهول في البحر الأحمر على بعد 73 ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء الحديدة اليمني، حين كانت في طريقها من جدة بالسعودية إلى مسقط بسلطنة عمان.
وأضافت أنه بعد نحو أربع ساعات، انفجر مقذوفان إضافيان على بعد 0.27 ميل بحري من جانب السفينة الأيسر، بحسب ما نقلته «رويترز».
عام من الهجمات
تبنى زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي في أحدث خطبة له، الأحد الماضي، مهاجمة 193 سفينة مرتبطة بإسرائيل وأميركا وبريطانيا خلال عام، وقال إن جماعته أطلقت أكثر من ألف صاروخ وطائرة مسيرة، كما استخدمت الزوارق المفخخة.
وأدى هجوم حوثي في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.
كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.
وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.
وتبنى زعيم الجماعة إسقاط 11 طائرة مسيرة أميركية من نوع «إم كيو 9» خلال عام، وتوعد بأن «الجبهة العسكرية لجماعته مستمرة مع تطوير القدرات»، وقال إنها تسعى «لما هو أكبر».
وأقر زعيم الحوثيين بتلقي «774 ضربة جوية وبحرية خلال العمليات الدفاعية التي تقودها واشنطن لحماية السفن، معترفاً بسقوط 82 قتيلاً و340 مصاباً».
وتشن الولايات المتحدة ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل؛ رداً على الهجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.
هروب من السلام
وجدت الجماعة الحوثية في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.
وتبنّت الجماعة إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو الماضي.
واستدعت هذه الهجمات إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.
وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.