مسؤول بارز بـ«عصائب أهل الحق» ينجو من محاولة اغتيال جنوب العراق

إصابة نجل شيخ عشيرة بهجوم مسلح في واسط

صورة لزياد العجلي المسؤول في «عصائب أهل الحق» (عن موقع 964 العراقي)
صورة لزياد العجلي المسؤول في «عصائب أهل الحق» (عن موقع 964 العراقي)
TT

مسؤول بارز بـ«عصائب أهل الحق» ينجو من محاولة اغتيال جنوب العراق

صورة لزياد العجلي المسؤول في «عصائب أهل الحق» (عن موقع 964 العراقي)
صورة لزياد العجلي المسؤول في «عصائب أهل الحق» (عن موقع 964 العراقي)

نجا مسؤول بارز في حركة «عصائب أهل الحق» من محاولة اغتيال تعرض لها في محافظة ذي قار الجنوبية.

وأفادت مصادر أمنية، الأحد، بأن منزل القيادي ومسؤول مكتب «العصائب» زياد العجلي، الواقع في منطقة حي الشهداء في قضاء سوق الشيوخ جنوب الناصرية مركز المحافظة، تعرض لهجوم من مجهولين بعبوة ناسفة.

وأسفر الهجوم حسب المصادر عن «حدوث أضرار مادية جسيمة في سيارة العجلي التي كانت متوقفة أمام المنزل، لكن من دون إصابات لحقت بالعجلي أو أفراد عائلته، ولاذ المنفذون بالفرار إلى جهة مجهولة».

وقال العجلي في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن «ملثمَين يستقلان دراجة نارية أقدما على رمي كيس فيه عبوة ناسفة تحت سيارتي نوع فورد، كنت أمام منزلي في منطقة حي الشهداء بسوق الشيوخ والسيارة كانت تبعد عني 4 أمتار فقط».

وأضاف أن «العبوة انفجرت وتسببت بتدمير السيارة، والحمد لله خرجتُ سالماً. الشرطة تحقق الآن من أجل الوصول إلى المتورطين في الحادث».

وتتمتع حركة «عصائب أهل الحق» خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصاً مع صعود قوى «الإطار التنسيقي» ووصول رئيس الوزراء محمد السوداني إلى السلطة، بنفوذ كبير آخذ في التنامي مع مرور الوقت، بعد أن كانت في سنوات ماضية مجرد حركة صغيرة منشقة عن «التيار الصدري» ولديها نائب واحد في البرلمان، فيما لديها اليوم أكثر من 15 نائباً إلى جانب حصولها على مناصب وزارية مهمة وفي مقدمتها منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب حصولها على مناصب تنفيذية مهمة في معظم محافظات وسط وجنوب البلاد.

وغالباً ما تقف وراء عمليات الاغتيال خلفيات تتعلق بالصراع الحزبي على إدارة المحافظة، أو التنافس على المشاريع والأعمال الاقتصادية، أو قضايا النزاعات العشائرية المرتبطة هي الأخرى بالمصالح وصراعات المصالح المالية.

وتشهد محافظة ذي قار التي تهيمن على مجلسها قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية اضطراباً أمنياً وسياسياً على خلفية إلقاء القبض على عضو مجلسها عمار الركابي، الأربعاء الماضي، بعد أن وجّه إليه المحافظ مرتضى الإبراهيمي تهمة إدارة شبكة «ابتزاز إلكتروني».

وتعليقاً على تهم «الابتزاز» قال عضو مجلس محافظة ذي قار، أحمد الخفاجي، الأحد، إن «المجلس لا يتهم ولا يبرِّئ أياً من الأعضاء الذين ذُكرت أسماؤهم في تورطهم بشبكة الابتزاز».

وأكد الخفاجي لإذاعة وتلفزيون الناصرية المحلي، أن « الأمر متروك للقضاء، وهو الجهة الوحيدة التي ستحسم وتحقق في ملف شبكات الابتزاز التي اكتُشفت مؤخراً في ذي قار، والمتورط فيها بعض أعضاء مجلس المحافظة».

وكشف الخفاجي عن أن «تغييرات قادمة ستشمل لجان المحافظة بعد تقييم أداء المجلس والوقوف على السلبيات ومعالجتها. وأضاف أن الوقت الحالي قد لا يكون مناسباً لإجراء التغييرات بسبب الأحداث التي تشهدها المحافظة، لكنه أكد أن التغيير قادم».

ويكشف حديث التغيير الذي يتحدث عنه الخفاجي، في نظر بعض المراقبين، عن حجم الصراعات السياسية داخل المحافظة، خصوصاً أن الحديث يأتي بعد أشهر قليلة من تشكيل مجلسها للحكومة المحلية عقب فوز أعضائه في الانتخابات المحلية التي جرت منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وفي حادث منفصل، وفي محافظة واسط المجاورة لذي قار، تعرض قصاب الچليباوي نجل خالد عطار فالح الكصاب، شيخ مشايخ قبائل السراي العام، فجر الأحد، لهجوم مسلَّح وسط مدينة الكوت مركز المحافظة.

وأفادت مصادر أمنية بأن الهجوم «تسبب في إصابة الچليباوي في الرأس واليد والكتف، مما استدعى نقله إلى مستشفى الزهراء ثم إلى بغداد لإجراء عملية جراحية عاجلة».

وأسفر الهجوم كذلك عن إصابة شخص آخر كان يوجد في محل الحادث برصاصتين، حيث أطلق المهاجمون رشقة رصاص ولاذوا بالفرار.

ونهاية يناير (كانون الثاني) 2023، تعرض منزل الشيخ خالد لهجوم مسلح. وظهر لاحقاً أن المتورطين مدفوعين بخلفية نزاع عشائري وينتمون إلى العشيرة ذاتها.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.