انقلابيو اليمن يحتكرون أموال الزكاة والأوقاف لمصلحة أتباعهم
ملايين السكان محرومون من الخدمات والمساعدات
الحوثيون يخصصون أموال الزكاة للإنفاق على أتباعهم (إعلام حوثي)
صنعاء:«الشرق الأوسط»
TT
صنعاء:«الشرق الأوسط»
TT
انقلابيو اليمن يحتكرون أموال الزكاة والأوقاف لمصلحة أتباعهم
الحوثيون يخصصون أموال الزكاة للإنفاق على أتباعهم (إعلام حوثي)
خصصت جماعة الحوثيين في اليمن عبر ما تسمى هيئتي «الأوقاف والزكاة» مليارات الريالات اليمنية لتغذية وعلاج أتباعها، بينما يعيش ملايين السكان في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة أوضاعاً معيشية ومادية بائسة نتيجة اتساع رقعة الفقر والجوع، وانقطاع المرتبات، وانحسار فرص العمل وغياب أبسط الخدمات الضرورية.
وبدأت الجماعة الحوثية عبر هيئتي «الزكاة والأوقاف» خلال اليومين الماضيين بتنفيذ برامج تتضمن إنفاق ما يعادل 39 مليون دولار على أتباع الجماعة وعائلات قتلاها وجرحاها ومقاتليها في الجبهات.
وأعلن القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان المعيَّن على رأس «هيئة الزكاة»، خلال فعالية التدشين، عن تخصيص ما يعادل 20 مليون دولار لإطلاق 14 مشروعاً يستفيد منها ذوو القتلى والجرحى والموالون للجماعة.
كما أعلن القيادي في الجماعة عبد المجيد الحوثي المعيَّن رئيساً لما تُسمى «هيئة الأوقاف» عن تنفيذ سلسلة مشروعات على 4 مراحل بتكلفة تعادل 19 مليون دولار، تستهدف أتباع الجماعة دون غيرهم من الفقراء والمحتاجين اليمنيين الذين باتت تعج بهم أغلبية شوارع وأحياء صنعاء وبقية مدن سيطرة الجماعة.
وخصصت القيادات الانقلابية جزءاً من تلك المبالغ لمصلحة ما سمته دعم إقامة الأنشطة «الإرشادية والتعبوية» في أوساط المجتمع، ودعم المقاتلين في الجبهات، متجاهلة بذلك معاناة وأوجاع ملايين السكان الذين خسروا مصادر عيشهم نتيجة الانقلاب والحرب المستمرة منذ سنوات.
تجاهل المعاناة
يتحدث «مجدي. خ»، وهو أحد النازحين اليمنيين من الحديدة إلى صنعاء عن فشله مرات عدة في الحصول على مساعدة مالية من هيئة الزكاة الحوثية بصنعاء، حتى يتمكن من علاج زوجته التي تعاني منذ سنوات عدة من مرض خبيث، وتحتاج إلى إجراء عمليات جراحية عدة.
ويخشى مجدي أن يخسر زوجته بعد أن خسر قبل أشهر عدة طفله الأصغر بسبب تعرضه لإسهال مائي حاد أدى إلى وفاته، حيث عجز حينها عن إسعافه إلى أحد المراكز الطبية لتلقي العلاج بسبب التدهور المعيشي والمادي الحاد الذي يكابده وبقية أفراد أسرته المكونة من 4 أبناء منذ النزوح إلى صنعاء.
ويستنكر السكان في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية تخصيص الأموال الضخمة لمصلحة الأتباع وفي سبيل تمويل المجهود الحربي، بينما يحرم ملايين الفقراء والنازحين بمناطق من الحصول على أقل المساعدات.
وكانت الجماعة قد اختتمت قبل أيام، دورات عسكرية أخضعت فيها على مدى أسبوعين 100 مسؤول وموظف من منتسبي هيئة الأوقاف ومكاتبها في صنعاء وريفها لتلقي محاضرات ذات منحى طائفي وتدريبات على القتال بذريعة الاستعداد للمشاركة فيما سمته الجماعة معركة تحرير فلسطين.
وسبق ذلك بفترة قيام الجماعة عبر ما تسمى هيئة الأوقاف باستقطاب المئات من الأطفال من مناطق متفرقة في صنعاء وريفها، والدفع بهم إلى المشاركة في دورات تعبوية وفكرية في مساجد عدة، وذلك ضمن مساعيها لاستقطاب صغار السن وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة.
يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.
تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.
تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.
وضاح الجليل (عدن)
«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائيhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084877-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85-%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A
«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.
وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.
وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.
ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.
ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.
وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.
وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.
ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.
وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.
استمرار تأثير الفيضانات
تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.
وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».
ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.
وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.
ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.
تهديد الأمن الغذائي
وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».
وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.
وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.
وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.
ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.
وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.