غوتيريش يندد بضربة المواصي بغزة

وزارة الصحة في القطاع أكدت تحديد هوية 19 قتيلاً

آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يندد بضربة المواصي بغزة

آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على المواصي (أ.ف.ب)

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش ندد بشدة بالغارة الجوية الإسرائيلية التي أسقطت قتلى في منطقة مخصصة للنازحين في جنوب غزة قبل فجر اليوم الثلاثاء.

وأضاف دوغاريك: «استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان أمر غير مبرر. لقد انتقل الفلسطينيون إلى هذه المنطقة في خان يونس بحثاً عن مأوى وعن الأمان بعد أن تلقوا تعليمات متكررة بذلك من قبل السلطات الإسرائيلية نفسها».

من جانبها، أكدت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة مقتل 19 شخصاً على الأقل تم التعرّف على هوياتهم في القصف الإسرائيلي على المنطقة الإنسانية في المواصي، فجر الثلاثاء.

ووفقاً لـ«رويترز»، قالت الوزارة في بيان: «جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة مروّعة بقصف خيام للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس فجر اليوم، حيث وصل منها إلى المستشفيات 19 شهيداً ممن عرفت بياناتهم»، مشيرة إلى أنه «ما زالت هناك جثث في الطرق وتحت الركام لم يصل المسعفون إليها».

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ مقاتلاته «قامت بمهاجمة عدد من الإرهابيين البارزين في منظمة حماس كانوا يعملون داخل مجمّع للقيادة والسيطرة مموّه في منطقة إنسانية في خان يونس».

وأكد المتحدّث باسم الجيش أفيخاي أدرعي: «اتّخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة ومراقبة جوية ومعلومات استخباراتية إضافية».

وتابع: «هذا مثال آخر على الاستخدام المنهجي من المنظمات الإرهابية في قطاع غزة للسكان والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المناطق الإنسانية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل وقوات جيش الدفاع».

ووصفت «حماس» الاتهامات بأنها «كذبٌ مفضوح، يسعى من خلاله (الجيش) لتبرير هذه الجرائم البشعة»، مكررة نفيها وجود «أيّ من عناصرها بين التجمعات المدنية، أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية».


مقالات ذات صلة

إسرائيل: خروج آمن للسنوار من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن

شؤون إقليمية زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار (أ.ف.ب)

إسرائيل: خروج آمن للسنوار من غزة مقابل الإفراج عن الرهائن

أعلن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل تقترح منح زعيم حركة حماس يحيى السنوار الخروج الآمن من غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم والتخلي عن السيطرة على غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى القاهرة (د.ب.أ)

شتاينماير يبدأ زيارة رسمية للقاهرة

بدأ الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى مصر. وتهدف الزيارة إلى تكريم الشراكة الوثيقة التي تجمع البلدين منذ عقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)

تسريبات عن نية الرئيس الإسرائيلي اقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية

يلجأ قادة سياسيون قلقون على مستقبل إسرائيل، وفي مقدمتهم الرئيس يتسحاق هيرتسوغ إلى اقتراح تشكيل «حكومة وحدة وطنية» تبرم صفقة تبادل أسرى، بعد يأسهم من نتنياهو.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

يتناول الفيلم تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك من تخريب عملية السلام، والمساس بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي والد رضيع فلسطيني يعاين جثمان طفله الذي قُتل بقصف إسرائيلي الثلاثاء في غزة (رويترز) play-circle 00:44

غزة: محاولات أميركية لـ«هدنة»... ومجزرة في المواصي

في الوقت الذي قُتل فيه 40 شخصاً بقصف إسرائيلي لمنطقة «إنسانية» بجنوب غزة، قال البيت الأبيض إن أميركا ما زالت تحاول «التوصل إلى مقترح تقريبي لوقف إطلاق النار».

«الشرق الأوسط» (غزة - لندن)

«الجامعة العربية» ترجئ «قضايا المنطقة» لإعطاء زخم للقضية الفلسطينية

اجتماع وزراء الخارجية العرب (الشرق الأوسط)
اجتماع وزراء الخارجية العرب (الشرق الأوسط)
TT

«الجامعة العربية» ترجئ «قضايا المنطقة» لإعطاء زخم للقضية الفلسطينية

اجتماع وزراء الخارجية العرب (الشرق الأوسط)
اجتماع وزراء الخارجية العرب (الشرق الأوسط)

خلصت أعمال الدورة الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية إلى «إرجاء كافة القرارات السياسية المتعلقة بالأوضاع العربية للتركيز على دعم فلسطين». وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن «القضايا الأخرى مثل الصومال و(سد النهضة) الإثيوبي لم تغب عن الاجتماع، لكن المشاركين فضلوا عدم التحدث فيها حتى لا تفقد القضية الفلسطينية الزخم».

ودلل أبو الغيط على هذا الزخم بحجم الحضور، الذي قال إنه «لم يشهد له مثيلاً طوال فترة عمله أميناً للجامعة العربية»، حيث «حضر نحو 21 ما بين وزير خارجية ووزير دولة ووزير مكلف»، معلناً عن «تحركات عربية في مجلس الأمن والأمم المتحدة خلال الأسابيع المقبلة»، وواصفاً اليوم بأنه «يوم فلسطيني».

وأضاف أبو الغيط في المؤتمر الذي عُقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة إن «وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماعهم التشاوري (الثلاثاء) تأجيل جميع المسائل السياسية الخاصة بعمليات الجامعة العربية، استثنائياً لمرة واحدة حتى مارس (آذار) المقبل، لإعطاء الفرصة للتركيز على نقاش مكثف بشأن فلسطين»، مشيراً إلى صدور قرار يحمل عنوان «تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي».

ونوه إلى أن «القرار يعطي أهمية لرأي محكمة العدل الدولية الاستشاري وللمحكمة الجنائية الدولية، ومجلس الأمن».

وتضمن القرار 21 بنداً من بينها مطالبة المجتمع الدولي بتفعيل الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وحثها على المضي قدماً في نظر دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، مع توافق عربي على دعم هذه الدعوة.

وأدان القرار ارتكاب إسرائيل «للإبادة الجماعية»، كما عد «ارتكاب تل أبيب للتهجير انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، وإعلان حرب واعتداء على الأمن القومي العربي، يؤدي إلى انهيار فرص السلام ويفاقم الصراع في المنطقة».

وأكد القرار «التضامن مع لبنان، ودعم وحدة وسيادة أراضيه»، كما كلف المجموعة العربية في نيويورك ببدء خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر تقديم طلب بهذا الخصوص.

وأعلن القرار «رفض مخططات اليوم التالي الرامية لسيطرة إسرائيل على غزة»، ودعا إلى «تشغيل معبر رفح»، وشدد على «رفض مزاعم إسرائيل بشأن محور فيلادلفيا»، وعدها «محاولة لعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار».

كان الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد في كلمته بافتتاح اجتماع مجلس الوزراء «دعم الجامعة لموقف مصر الرافض للوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا»، وقال إنه «يتأسس على رفض إعادة فرض الاحتلال على القطاع، ورفض اقتطاع أجزاء منه»، محملاً إسرائيل مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال أبو الغيط إن «العام الماضي شهد عجز المجتمع الدولي عن وقف المذبحة في غزة، بل وإسهام بعض القوى الغربية في تقديم مظلة أمان للإجرام لكي يتمادى، وغطاء سياسي للقتل لكي يتواصل، ويتوسع من غزة الصامدة إلى جنوب لبنان إلى الضفة الغربية».

وأضاف أن «القوة الكبرى في عالم اليوم إما لا ترغب في ممارسة الضغط على الاحتلال، وإما أنها لا تستطيع إيقاف هذه البلطجة والوحشية»، مشيراً إلى أن «شهوراً مرت قبل أن تنطق دول بعينها بكلمة وقف إطلاق النار، وعندما فعلوا، كان الوقت قد تأخر».

وأكد أن «وقف إطلاق النار اليوم لم يعد مطلباً عربياً، بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود، وضرورة إنسانية وأخلاقية، وهدف استراتيجي لتجنيب هذه المنطقة شرور حرب موسعة ليست احتمالاتها ببعيدة».

وخلال الاجتماع ألقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كلمة ثمن فيها دور مصر في تنظيم تقديم المساعدات لغزة، عبر معبر رفح، كما أعرب عن «تقدير بلاده لدور مصر وقطر في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة».

وأشاد بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيراً إلى تركيا ولقائه نظيره التركي رجب طيب إردوغان، وقال: «نود أن يعطي ذلك زخماً للعلاقات مع الدول العربية». وقال إن «إسرائيل تستغل الانقسام، ويجب أن نتحد بشكل أكبر، سواء كدول إسلامية، أو دول أعضاء في الأمم المتحدة»، منوهاً بـ«قرار بلاده إيقاف التجارة مع إسرائيل حتى تنتهي الحرب».

وأكد «أهمية التعاون التركي مع العالم العربي في ظل أن الطرفين متأثران بنفس التحديات ولديهما الأهداف نفسها»، مشيراً إلى أن «المنتدى العربي - التركي سوف يعقد جلسته التالية في إسطنبول».

وعد أبو الغيط حضور وزير الخارجية التركي اجتماع وزراء الخارجية العرب «رسالة عربية مفادها أن الدول العربية مستعدة للتفاهم مع تركيا»، مشيراً إلى «تجميد القرارات الخاصة بتركيا، وإلغاء لجنتي التدخلات التركية والإيرانية في الشؤون العربية خلال قمة البحرين الأخيرة».

وقال: «هناك تميز على الجانب التركي، بشأن تطوير العلاقات، لكن الجانب الإيراني لا يزال متخلفاً في هذا السياق».

ومع انطلاق كلمة فيدان، غادر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مقعده، ليحل مندوب بلاده في الجامعة، قبل أن يعود مرة أخرى ويشغل مقعده مع انتهاء كلمة وزير الخارجية التركي.

وأكد جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، في كلمته، خلال الاجتماع، أن «إسرائيل تسعى إلى تحويل الضفة الغربية إلى غزة جديدة عبر تنفيذ سياسة تهجير سكانها»، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية جعلت من «حل الدولتين» المتوافق عليها دولياً أمراً مستحيلاً.

واستنكر بوريل ادعاءات البعض بأن مبادرة السلام العربية عفا عليها الزمن، قائلاً إن «الكثير تناسى أن هذه المبادرة تسرع وتيرة الحل ووضع حد للصراع الراهن». وقال: «مضى نحو عام على الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، والاتحاد الأوروبي ليس لديه ما يضيفه في هذا الشأن لأن الأرقام والحقائق أصبحت مكشوفة للجميع».

وأعرب بوريل عن «دعم الاتحاد الأوروبي بشكل كامل لجهود مصر والولايات المتحدة وقطر لوقف إطلاق النار»، لكنه قال: «حتى الآن يبدو أنه لن نصل إلى وقف إطلاق النار في المستقبل القريب، لأن القائمين على اندلاع الصراع ليست لهم مصلحة في وضع نهاية له».

وبشأن مواقف الاتحاد الأوروبي، قال أبو الغيط إن «الموقف الأوروبي به تيارات مختلفة، بين دول اعترفت بدولة فلسطين، وأخرى لم تتخذ مواقف على الأرض»، مشيراً إلى أن «الموقف الأوروبي يتطور تدريجياً بعد 7 أكتوبر».

وأعلن عن عقد «اجتماع عربي أوروبي ضيق في مدريد يوم الجمعة المقبل بهدف التحضير للدفع في اتجاه حل الدولتين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 26 سبتمبر (أيلول) الحالي».

وشهدت الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب كلمات لكل من فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وسيغريد كاغ، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، دعيا خلالها إلى وقف الحرب في غزة.

واستضافت جامعة الدول العربية أيضاً ثلاثة اجتماعات للجان الفرعية الخاصة بالصومال وسوريا والمسجد الأقصى. وقال أبو الغيط إنه «تم إصدار بيان أكد دعم الجامعة وحدة وسيادة الصومال ورفضها مذكرة التفاهم الموقعة بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا». وأضاف أنه فيما يتعلق بسوريا «اتفق على أهمية استمرار الحوار لتحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله لجنة سوريا».