تنديد أميركي باستمرار احتجاز الحوثيين موظفي المنظمات الدولية

وزير يمني انتقد «التراخي الدولي» ضد انتهاكات الانقلابيين

مسلّحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلّحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد أميركي باستمرار احتجاز الحوثيين موظفي المنظمات الدولية

مسلّحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلّحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

ندَّد السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، الجمعة، باستمرار احتجاز الحوثيين الموظفين العاملين في وكالات أممية ومنظمات دولية وبعثات دبلوماسية، وذلك بمناسبة مرور 90 يوماً منذ آخِر حملة اعتقالات شنّتها الجماعة في أوساط الموظفين الإغاثيين.

تنديد السفير الأميركي جاء بعد تصريحات لوزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أدان فيها انتزاع الحوثيين الاعترافات بالإكراه من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعتقلين، وانتقد ما وصفه بـ«تراخي المجتمع الدولي» إزاء انتهاكات الجماعة المدعومة من إيران.

وجاء في بيان السفير فاجن قوله: «يصادف اليوم ذكرى مرور تسعين يوماً على احتجاز الحوثيين موظفين أبرياء يعملون مع الأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية، وبعثات دبلوماسية، وأيضاً أكثر من ألف يوم على الاحتجاز غير القانوني لاثني عشر من الموظفين الحاليين والسابقين التابعين للسفارة الأميركية لدى اليمن على أيادي المجموعة الإرهابية نفسها».

وأضاف البيان: «إن ارتكاب الحوثيين هذه الأفعال ضد مواطنيهم اليمنيين لهو دلالة عميقة على قِصر النظر، والقسوة، واللاإنسانية؛ إذ إن الحوثيين قد فرّقوا بهذه الإجراءات بين هؤلاء المعتقلين وأُسرهم؛ اعتماداً على تُهم وهمية وباطلة لا تتوافق مع واقع حياة هؤلاء الناس الملتزمين بعائلاتهم وباليمن ومستقبله».

وحذَّر فاجن من أن هذه الإجراءات قد تفاقم معاناة اليمنيين الذين يعيشون في مناطق سيطرة الحوثيين، وذلك بالمخاطرة بفقدان المساعدات الإنسانية المهمة.

وشدَّد السفير الأميركي بالقول: «لن نرتاح حتى يعود زملاؤنا اليمنيون بسلام إلى عائلاتهم، ونطالب الحوثيين بإطلاق سراح جميع المعتقلين فوراً».

70 موظفاً إغاثياً

وكانت الجماعة الحوثية قد أطلقت، في يونيو (حزيران) الماضي، موجة اعتقالات شملت 13 موظفاً يمنياً في الوكالات الأممية، وعشرات من موظفي المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني، حيث تحدثت تقارير حقوقية عن اعتقال نحو 70 شخصاً.

ودأبت الجماعة على توجيه تُهم للمعتقلين في المنظمات الأممية والدولية بـ«التخابر والتجسس» لمصلحة الولايات المتحدة، وانتزاع اعترافات بالإكراه تُدين المعتقلين وبثّها عبر وسائل إعلامها.

عدد من سفراء الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم في زيارة سابقة إلى عدن رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وفي وقت سابق، قال سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، في بيان، إنهم يشعرون بقلق عميق إزاء الاحتجاز التعسفي من قِبل الحوثيين لموظفين لدى الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية وبعثات دبلوماسية في اليمن.

وأكد السفراء الأوروبيون أن استمرار احتجاز الموظفين الإنسانيين من قِبل الحوثيين دون أي تواصل معهم لأكثر من 90 يوماً حتى الآن، «يعوق بشدة قدرة المجتمع الدولي على مساعدة ملايين اليمنيين المحتاجين إلى المساعدات بشكل عاجل».

وشدّد السفراء على أنهم يدعمون، بشكل كامل، ويؤكدون الدعوات الدولية المتكررة، التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين في سجون الجماعة الحوثية.

ولم تُفلح، حتى الآن، المطالب الأممية والدولية في إقناع الجماعة الحوثية بالإفراج عن المعتقلين، وسط دعوات الحكومة اليمنية المتكررة لنقل مقارّ الوكالات الأممية والمنظمات الدولية من صنعاء الخاضعة للحوثيين إلى مدينة عدن؛ حيث العاصمة المؤقتة للبلاد.

اعترافات مُفبركة

على خلفية الاعترافات «المفبركة» التي تبثّها الجماعة الحوثية للمعتقلين الموظفين لدى المنظمات الأممية والدولية، وصف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، ذلك بأنه «جريمة نكراء».

وقال الإرياني، في تصريح رسمي: «إن ما تنشره ميليشيا الحوثي الإرهابية، التابعة لإيران، من اعترافات متسلسلة ومُفبركة لنخبة المجتمع؛ من أكاديميين وخبراء وموظفين في المنظمات الدولية والمحلية، والبعثات الدبلوماسية، أفنوا حياتهم في خدمة البلد، واستخدامهم بوصفهم مادة للدعاية الإعلامية والبروباغندا السياسية، جريمة نكراء لم يسبق لها مثيل، إذ تكشف عن همجية الجماعة وتخلفها وتجردها من كل القيم والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية، واستهانتها واستخفافها باليمنيين»، على حد قوله.

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني (سبأ)

وأوضح الوزير اليمني أن «المتتبع لهذه السلسلة من الاعترافات المُفبركة»، ومضامينها التي قال إنها «تثير السخرية»، يكتشف أن ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات، التابع لميليشيا الحوثي، «رسم سيناريو مُسبقاً لمزاعم وجود نشاط استخباراتي أجنبي في اليمن، ثم بحث عن ضحايا لأداء الأدوار في تلك المشاهد الهزيلة لإثبات صحة تلك المزاعم».

وأضاف أن الجماعة قامت بتلقين المعتقلين عبارات الاعتراف، «مقابل وعود بالإفراج عنهم، دون أي اعتبار لأعمارهم ومكانتهم وأدوارهم في خدمة المجتمع، ومشاعر أهاليهم».

وأشار الإرياني إلى أن الهدف مما وصفه بـ«الدعاية السياسية الرخيصة» هو ادعاء أن اليمن كانت قبل انقلاب الحوثي، مسرحاً للتدخلات الأجنبية، وساحةً لنشاط الاستخبارات الدولية، قبل أن يأتي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لوضع حد لهذا الاختراق.

وإضافة إلى هذا الهدف، قال الوزير اليمني إن الجماعة الحوثية تسعى إلى شرعنة سياساتها التدميرية الممنهجة لمؤسسات الدولة، واستمرار وصايتها على المنظمات الدولية والمحلية، وفرض قيودها على الحريات العامة والخاصة، وإرهاب المجتمع، وفق تعبيره.

ادعاءات باطلة

وأكد وزير الإعلام اليمني، في تصريحه، أن الضحايا الأبرياء الذين تعرضوا للاختطاف من قِبل الحوثيين والإخفاء القسري والتعذيب النفسي والجسدي طيلة أعوام، وجرى تلطيخ سُمعتهم بنشر صورهم واعترافاتهم التي انتُزعت تحت الضغط والإكراه، كانوا يؤدون مهامّهم الروتينية ووظائفهم بشكل اعتيادي في مؤسساتهم ومنظماتهم وسفاراتهم، كما هو حاصل في كل دول العالم، وأن كل ما تُروِّج له ميليشيا الحوثي من تُهم تجسس بحقِّهم، هي ادعاءات كاذبة وتُهم باطلة لا أساس مادياً ولا معنوياً لها.

موظفون أمميون وعاملون سابقون في السفارة الأميركية اعتقلهم الحوثيون بتهمة التجسس (إعلام حوثي)

واتهم الإرياني المجتمع الدولي بالتراخي في التعامل مع الجماعة الحوثية، طيلة السنوات الماضية، و«غض الطرف عن ممارساتها الإجرامية»، وقال إن ذلك «أسهم في الوصول لهذه المرحلة الخطيرة التي تقتحم فيها الميليشيات مقارّ المنظمات الدولية، وتتعامل مع موظفيها والبعثات الدبلوماسية بصفتهم جواسيس، وعملاء، وتقتادهم للمعتقلات، وتتخذهم على طريقة (داعش) و(القاعدة) أدوات للدعاية والضغط والابتزاز والمساومة».

وطالب وزير الإعلام اليمني بموقف دولي حازم إزاء انتهاكات الحوثيين الصارخة للقانون الدولي والإنساني، واتخاذ إجراءات قوية ورادعة تتناسب مع الجرائم التي يرتكبونها.

ودعا الإرياني إلى ممارسة ضغوط حقيقية على الجماعة الحوثية لإطلاق جميع المحتجَزين قسراً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، والبعثات الدبلوماسية، والشروع الفوري في تصنيفها «منظمة إرهابية عالمية»، ودعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.


مقالات ذات صلة

تضرّر نصف مليون يمني وآلاف المساكن جراء السيول

العالم العربي السيول في اليمن تزامنت مع تفشي وباء الكوليرا (الأمم المتحدة)

تضرّر نصف مليون يمني وآلاف المساكن جراء السيول

تضرّر أكثر من نصف مليون يمني، وأصابت الأضرار آلاف المساكن، بالإضافة إلى عزل آلاف السكان بعد أن دمّرت السيول الطرقات التي تربط المناطق المنكوبة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مسلحون حوثيون يحتفلون في صنعاء بأحقية زعيمهم في حكم اليمن (إ.ب.أ)

حقوقيون يوثقون آلاف الانتهاكات الحوثية في 3 محافظات يمنية

سلطت تقارير حقوقية يمنية حديثة الضوء على آلاف الانتهاكات وأعمال التعسف والقمع التي ارتكبتها جماعة الحوثيين ضد المدنيين القاطنين في ثلاث محافظات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي عدد من سفراء الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في زيارة سابقة لعدن (سبأ)

قلق أوروبي من استمرار اعتقال الحوثيين موظفي الوكالات الأممية

قال الاتحاد الأوروبي إن استمرار جماعة الحوثي في احتجاز الموظفين الأمميين والدبلوماسيين في اليمن بشكل تعسفي، يعوق وبشدة القدرة على مساعدة ملايين اليمنيين.

علي ربيع (عدن) عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي 
9 آلاف عائلة يمنية تضررت من السيول في محافظة المحويت وحدها (الأمم المتحدة)

الجِمال وسيلة إغاثية لإنقاذ منكوبي السيول في اليمن

اضطرت المنظمات الإغاثية في اليمن إلى استخدام الجِمال للوصول إلى منكوبي السيول في غرب اليمن، بسبب تقطع الطرقات ووعورة المنطقة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي حملات تحصين مستمرة تنظمها الحكومة اليمنية والوكالات الأممية والمنظمات الدولية (الأمم المتحدة)

جهود حكومية يمنية وأممية لإنقاذ ملايين الأطفال باللقاحات

تزداد أعداد الإصابات بالأمراض التي يمكن الوقاية منها في اليمن وبخاصة لدى الأطفال، وذلك جراء تبعات الصراع وحرب الحوثيين ضد اللقاحات في مناطق سيطرتهم.

وضاح الجليل (عدن)

جهود حكومية يمنية وأممية لإنقاذ ملايين الأطفال باللقاحات

حملات تحصين مستمرة تنظمها الحكومة اليمنية والوكالات الأممية والمنظمات الدولية (الأمم المتحدة)
حملات تحصين مستمرة تنظمها الحكومة اليمنية والوكالات الأممية والمنظمات الدولية (الأمم المتحدة)
TT

جهود حكومية يمنية وأممية لإنقاذ ملايين الأطفال باللقاحات

حملات تحصين مستمرة تنظمها الحكومة اليمنية والوكالات الأممية والمنظمات الدولية (الأمم المتحدة)
حملات تحصين مستمرة تنظمها الحكومة اليمنية والوكالات الأممية والمنظمات الدولية (الأمم المتحدة)

تزداد أعداد الإصابات بالأمراض التي يمكن الوقاية منها في اليمن، خصوصاً لدى الأطفال، رغم جهود الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية للحد منها، ويعود ذلك إلى تأثيرات الصراع والحرب الحوثية على عمليات التحصين وتراجع التوعية بأهمية اللقاحات والتشجيع عليها.

وذكرت «منظمة الصحة العالمية» أخيراً أنه جرى تسجيل 33 حالة جديدة بفيروس شلل الأطفال منذ مطلع العام الجاري، بعد نحو شهر من إعلان المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال (GPEI) أنه أُبلغ عن 32 حالة إصابة جديدة بفيروس شلل الأطفال، في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، منذ مطلع العام الجاري.

وفي منتصف يوليو (تموز) الماضي، أشارت «يونيسيف» إلى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال إلى 257 حالة منذ عام 2021.

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية منتصف الشهر الماضي إصابة 188 طفلاً بفيروس شلل الأطفال في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، مع استمرار الحملات الحوثية على اللقاحات وحملات التطعيم في مناطق سيطرتها.

وأوضحت السفارة الأميركية لدى اليمن عبر حسابها على منصة «إكس»، أن الأطفال اليمنيين تحملوا خلال العقد الماضي العبء الأكبر من الدمار والعنف والجوع الذي تسبب فيه المسلحون الحوثيون.

وأشارت إلى أن تقارير برنامج الأغذية العالمي أفادت بأن «ما يقرب من نصف أطفال اليمن الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ويقدر عددهم بنحو 2.2 مليون طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد».

وأضافت السفارة الأميركية أن الجماعة الحوثية نشرت المعلومات الطبية المغلوطة حول اللقاحات، مستهدفةً العائلات والأطفال لمنعهم من الممارسات الصحية الأساسية وتعريض حياة الصغار للخطر.

تضليل قاتل

اتهمت السفارة الأميركية لدى اليمن الجماعة الحوثية بالاستمرار في عرقلة حملات التطعيم المنقذة للأرواح ضد شلل الأطفال، التي تسميها «مؤامرة دولية» على المجتمعات، في تزييفٍ للحقائق التي تؤكد أن الطب الحديث ينقذ الأرواح.

ووصفت السفارة الممارسات الحوثية بـ«التضليل القاتل»، مستدلةً بفعالية نظَّمتها الجماعة العام الماضي، جرى خلالها نعت اللقاحات، وعموم الطب الحديث، بـ«المؤامرة الإسرائيلية»، دون وجود أساس علمي، حيث زعم منظمو الفعالية أن اليمنيين لن يحصلوا على المناعة من الأمراض أو يحافظوا على صحتهم، إلا باتباع تعليمات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

متطوعون يمنيون في حملات الحشد المجتمعي لمناصرة اللقاحات (الأمم المتحدة)

وحذر البيان الأميركي من أن عواقب التضليل الحوثية كانت مأساوية، وذلك بعد انتشار فيروس شلل الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث أُصيب 178 طفلاً منذ عام 2022.

كانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت عن ثلاث حالات جديدة من شلل الأطفال المشتق من اللقاح في الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون، ليصل إجمالي عدد الحالات في عام 2024 إلى 10 حالات.

وحسب مسؤولي بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن، فإن الأطفال معرضون بشكل خاص للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي والدفتيريا.

وتقول البيانات الأممية إن واحداً من كل 4 أطفال يمنيين لم يتلقوا جميع التطعيمات الموصى بها في جدول التحصين الروتيني الوطني، و17 في المائة منهم أطفال لم يتلقوا أي تطعيمات، ولم يتلقوا جرعة واحدة من لقاح الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي.

وفي مواجهة تفشي فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني، أطلقت وزارة الصحة في الحكومة اليمنية بدعم من «يونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية والمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، حملات تطعيم عاجلة وشاملة للحد من انتشار الفيروس ومنع مزيد من حالات الإصابة بالشلل.

حشد مجتمعي

استهدفت حملات التحصين التي تقودها الحكومة اليمنية الوصول إلى كل طفل دون سن الخامسة، من خلال فرق من العاملين في الرعاية الصحية، المجهزين باللقاحات واللوازم الأساسية الذين تنقلوا من بيت إلى بيت في المجتمعات المحلية لإعطاء اللقاحات الفموية المضادة لشلل الأطفال وفيتامين «أ» لضمان عدم ترك أي طفل دون تطعيم.

متطوعتان في عدن تزوران المنازل لمشاركة العائلات المعلومات الحيوية حول التطعيم (الأمم المتحدة)

ووفقاً لبيانات «يونيسيف»، تم تطعيم أكثر من 1.3 مليون طفل خلال الجولة الثانية من الحملة منتصف يوليو (تموز) الماضي، بمساندة جهود الحشد المجتمعي الحاسمة لمواجهة الشائعات التي لا أساس لها من الصحة وبناء الثقة في أوساط المجتمعات.

وتولت حملة الحشد المجتمعي مهمة تثقيف الآباء حول أهمية تطعيم أطفالهم، والتوعية بأن شلل الأطفال مرض ليس له علاج، والتطعيم هو السبيل الوحيد لحماية أطفالهم من هذا المرض، وشملت الحملة كل منزل في محافظة عدن تقريباً.

وشارك الوعاظ في حملة التوعية من خلال تخصيص أماكن وأوقات داخل المساجد للمتطوعين المجتمعيين لعقد جلسات التوعية واستخدام مكبرات الصوت فيها لإعلان الرسائل الهادفة لحث العائلات على تطعيم أطفالها، وكان لذلك أثر كبير في إنجاح حملة التطعيم.

ووفقاً للمشاركين في الحملة المجتمعية للتوعية بالتطعيم، فإن جهود الحشد المجتمعي تؤتي ثمارها، فمنذ عام 2022، حدثت زيادة كبيرة في قبول العائلات للتطعيم، ويمكن أن يُعزى ذلك إلى المشاركة النشطة للجان المجتمعية المكونة من شخصيات محلية تحظى بالاحترام، كما كان إشراك النساء الحاصلات على تعليم جيد فعالاً بشكل خاص في زيادة تأثيرهن.

أكثر من 580 ألف طفل يمني لم يتلقوا التحصينات وفق تقديرات أممية (أ.ف.ب)

وأوضحت «يونيسيف» أنه مع استمرار اليمن في التعافي من سنوات النزاع والسعي نحو مستقبل أكثر صحة، فإن التفاني الملحوظ من أفراد حملات الحشد المجتمعي يُعد محفزاً للتغيير الإيجابي، إذ مثَّلت جهودهم الجماعية «التزاماً عميقاً بالتغلب على المعلومات المضللة، وبناء ثقة المجتمع، وضمان عدم ترك أي طفل دون حماية ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل شلل الأطفال».