مصر تؤكد مساندتها جهود مكافحة الإرهاب بدول الساحل الأفريقي

وزير الخارجية أجرى اتصالات مع نظرائه في بوركينا فاسو والنيجر ومالي

تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)
تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)
TT

مصر تؤكد مساندتها جهود مكافحة الإرهاب بدول الساحل الأفريقي

تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)
تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مُساندة بلاده جهود مكافحة الإرهاب والتطرف بدول الساحل الأفريقي الغربي، وذلك في اتصالات متتالية مع نظرائه في بوركينا فاسو والنيجر ومالي.

ووفق بيان للخارجية المصرية، الجمعة، فإن الوزير عبد العاطي أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية البوركينابي كاراموكو جان ماري تراوري، تناول الوزيران خلاله مُجمل مسارات التعاون القائمة وبحث سُبّل تطويرها.

وأبدى وزير الخارجية المصري حرص بلاده على «دعم بناء القدرات الوطنية والتطوير المؤسسي بالدول الأفريقية، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والمنح الدراسية التي تقدمها الجامعات المصرية».

وزير الخارجية المصري يجري اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية بوركينا فاسو (الخارجية المصرية)

كما أكد مُساندة مصر جهود بوركينا فاسو في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، مشيراً إلى الجهد المبذول من أعضاء البعثة الأزهرية في بوركينا فاسو لمجابهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الفكر المعتدل ‏والصورة الصحيحة عن الإسلام.

وأعرب عبد العاطي عن حرص مصر على الانخراط في تعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية، ومخاطبة القضايا التي تمثل أولوية للدول الأفريقية، مؤكداً أن مصر ستظل دائماً داعمة لأشقائها الأفارقة في المحافل الإقليمية والدولية كافة.

وبحسب البيان، تناول الاتصال أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذلك المستجدات في منطقة الساحل والصحراء، والتحديات الأمنية المتزايدة وتأثيرها في دول غرب أفريقيا، وكيفية التعامل مع هذه التهديدات.

في السياق ذاته، أجرى عبد العاطي اتصالاً مع بكاري ياو سانجاري وزير الخارجية بدولة النيجر، تناول بحث آفاق تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة خلال الفترة المقبلة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتنموية.

وشدد البيان المصري على حرص مصر على تعزيز الأمن والاستقرار في دول غرب أفريقيا، ودعم جهود الحكومات الوطنية لاستعادة سيادتها وسيطرتها على أراضيها كافة، ومجابهة الجماعات الإرهابية، من خلال التأكيد على دعم مصر للجانب النيجري في مُكافحة الإرهاب وبناء قدرات الكوادر الوطنية، وتعزيز التعاون مع مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن الدورات التي تنظمها «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، و«مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA)».

وبموازاة ذلك، أجرى عبد العاطي اتصالاً مع عبد الله ديوب وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة مالي، نظراً لـ«الأهمية الكبيرة التي تحتلها مالي في منطقة الساحل الأفريقي»، على حد وصف البيان.

وأشار وزير الخارجية إلى دور «مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام» (CCCPA)، الذي ينظم دورات تدريبية في باماكو للقيادات الدينية المالية في الموضوعات المتصلة بالوقاية من التشدد والفكر المتطرف المؤدي للإرهاب. كما ألقى الضوء على دور البعثة الأزهرية في مالي في مجال نشر مفاهيم الإسلام الوسطي المعتدل؛ مما يسهم في جهود مكافحة التطرف.


مقالات ذات صلة

وفاة عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي سابقاً

رياضة عالمية وفاة الكاميروني عيسى حياتو الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (رويترز)

وفاة عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي سابقاً

توفي الكاميروني عيسى حياتو الذي حكم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بقبضة من حديد بين 1988 و2017، عن 78 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أفريقيا قوارير تحتوي على جرعات فردية من لقاح جينيوس ضد جدري القرود من مبرِّد في أحد مواقع التطعيم في 29 أغسطس 2022 بحي بروكلين في نيويورك (أ.ب)

«الصحة العالمية» لتشكيل لجنة طوارئ حول انتشار سلالة من جدري القردة في أفريقيا

قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الأربعاء، إن المنظمة ستشكل لجنة طوارئ لمناقشة انتشار سلالة خطيرة من جدري القردة في أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي الشرطة الصومالية تصارد نقاب مئات النساء في مدينة كيسمايو الساحلية تطبيقاً لمنع النقاب المفروض منذ فترة طويلة (إ.ب.أ)

الشرطة الصومالية تصادر نقاب مئات النساء في كيسمايو

قالت الشرطة الصومالية الثلاثاء إنها صادرت نقاب مئات النساء في مدينة كيسمايو الساحلية تطبيقاً لمنع النقاب المفروض منذ فترة طويلة.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شمال افريقيا الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني (أ.ف.ب)

بدء المشاورات لتشكيل الحكومة الموريتانية الجديدة

قال رئيس الوزراء الموريتاني المكلف، المختار ولد أجاي، إن رئيس البلاد محمد ولد الغزواني كلفه بتشكيل فريق حكومي ذي كفاءة وتجربة.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
العالم أرشيفية لعناصر «فاغنر» في مالي (متداولة) play-circle 01:05

أوكرانيا تنفي تورطها في هجوم بمالي وتصف قرار قطع العلاقات بأنه «قصير النظر»

نفت أوكرانيا، الاثنين، ضلوعها في قتال بشمال مالي أدى إلى مقتل جنود ماليين ومقاتلين من مجموعة «فاغنر» في يوليو (تموز) الماضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مصر: قفزة في «الإيجارات»... و«الضيوف» مُتهم أول

انتشار لافت لمحال سودانية في القاهرة (الشرق الأوسط)
انتشار لافت لمحال سودانية في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

مصر: قفزة في «الإيجارات»... و«الضيوف» مُتهم أول

انتشار لافت لمحال سودانية في القاهرة (الشرق الأوسط)
انتشار لافت لمحال سودانية في القاهرة (الشرق الأوسط)

اضطرت الفتاة العشرينية هالة رزق، ابنة محافظة الدقهلية بدلتا مصر، والتي تعمل في القاهرة، لتحمّل زيادة في إيجار الشقة التي تقيم فيها بالعاصمة المصرية مع صديقاتها المغتربات، بأكثر من 120 في المائة تقريباً خلال أقل من عام، بعدما هددتهن مالكة الشقة بالطرد بسبب وجود عروض عدة لدفع إيجار أعلى من مستأجرين من جنسيات عربية يرغبون في الإقامة بالشقة الواقعة في حي الدقي في قلب القاهرة الكبرى.

تقول هالة لـ«الشرق الأوسط» إن المشكلة بدأت منذ بداية الصيف الماضي مع تزايد أعداد السودانيين في المنطقة، الذين استأجروا الشقق الشاغرة بأسعار أعلى من الأسعار التي كانت تُدفع من قبل، ما دفع مالكة الشقة لإبلاغهن برغبتها في مغادرتهن بسبب وجود مستأجرين بسعر أعلى، مما دفعها للاتفاق مع زميلاتها على مضاعفة الإيجار تدريجياً بعدما فشلن في العثور على شقة بأسعار مقاربة في نفس المنطقة.

توضح هالة أنها اضطرت هي وزميلاتها إلى زيادة الإيجار من 4 آلاف جنيه (الدولار يعادل 49.20 جنيه في البنوك) إلى 9 آلاف جنيه خلال 3 أشهر فقط، بعد مناقشات مطولة مع مالكة الشقة، التي لم تبرم معهن عقداً بالقيمة الإيجارية الجديدة وتضغط عليهن لزيادة الإيجار مجدداً في وقت قريب مع استمرار ارتفاع الأسعار.

زادت أسعار الإيجارات بشكل ملحوظ مؤخراً (محافظة القاهرة)

وتواجه مصر تدفقات مستمرة من مهاجرين اضطروا إلى ترك بلادهم؛ بسبب الصراعات أو لأسباب اقتصادية ومناخية، خصوصاً من دول الجوار العربي والأفريقي، منها سوريا، واليمن، والسودان، وفلسطين.

واعترف رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بالارتفاع اللافت لأسعار إيجارات الشقق السكنية؛ بسبب إقبال الوافدين الأجانب عليها، والذين يطلق عليهم لقب «ضيوف»، لكنه رفض تدخل الحكومة في ضبط تلك الأسعار، مشيراً إلى أن «السوق تخضع للعرض والطلب».

ووصف مدبولي، في مؤتمر صحافي، الخميس، ارتفاع الإيجارات بـ«الأزمة المؤقتة» وليست الدائمة في ظل مرور المنطقة بـ«ظروف استثنائية»، لافتاً إلى أنه «مع استقرار الأوضاع في المنطقة سيعود عدد كبير من ضيوف مصر إلى بلادهم».

وتطلق مصر لفظ «ضيوف» على اللاجئين والمقيمين والمهاجرين الأجانب في البلاد، ووفق تقديرات حكومية مصرية ودولية، فإن أعدادهم على الأراضي المصرية تتعدى 9 ملايين أجنبي، من نحو 133 دولة. في حين قدّرت الحكومة المصرية التكلفة المباشرة لاستضافتهم في أبريل (نيسان) الماضي، بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً.

ولا يمكن للدولة التدخل في أسعار الإيجارات؛ لأن «نتائجه ستكون كارثية»، وفق رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب (البرلمان) النائب محمد عطية الفيومي، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن كل ما تستطيع الدولة فعله حالياً هو زيادة عدد الوحدات التي يتم بناؤها، لافتاً إلى أن جزءاً من ارتفاع الأسعار مرتبط بزيادة تكلفة الأعمال الإنشائية للعقارات نتيجة ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة.

وأضاف: «السوق المصرية تخضع لقواعد العرض والطلب، وتدخل الدولة قد يؤدي لإحداث أزمة كبيرة، فملاك الوحدات قد يتوقفون عن تأجيرها حال تغير ضوابط الإيجار، وخصوصاً أن أزمة الإيجارات القديمة لم تنتهِ بعد في ظل وجود مئات الآلاف من الشقق المؤجرة وفقاً للقوانين القديمة بجنيهات محدودة ويرفض أصحابها وورثتهم إخلاءها». لكن عضو مجلس النواب، النائب ضياء الدين داود، يصف أزمة ارتفاع الإيجارات بأنها «عَرَض لمرض»، مؤكداً أن عدم وجود انضباط في مسألة «الضيوف» المقيمين في البلاد هو السبب الرئيسي في الأزمة الحالية، نتيجة الإخفاق الحكومي في عدم ترتيب الأمر والتعامل معه بشكل واضح منذ البداية.

عودة إلى هالة التي تؤكد أن عدداً من زملائها اضطروا لتغيير الأماكن التي استأجروها خلال العام الماضي؛ بسبب زيادة ملاك الشقق في الإيجارات عليهم بصورة لم يستطيعوا تحملها، ما دفعهم للانتقال إلى مناطق أبعد عن أماكن عملهم في وسط القاهرة، وقضاء وقت أطول في المواصلات، وإنفاق مبالغ فيها كبديل أقل ضرراً من تحمّل زيادة الإيجارات.

ويتفق داود مع الفيومي في أن العرض والطلب في سوق العقارات سيشهد تغييراً مع عودة «الضيوف» إلى بلادهم، وبالتالي وفرة في المعروض للإيجار من العقارات بالمناطق التي يتركزون فيها، والتي شهدت زيادات كبيرة في الأسعار.