إخلاء سبيل الباحث المصري إسلام بحيري

بعد معارضته أحكاماً قضائية صادرة ضده في «اتهامات مالية»

إسلام بحيري (الشرق الأوسط)
إسلام بحيري (الشرق الأوسط)
TT

إخلاء سبيل الباحث المصري إسلام بحيري

إسلام بحيري (الشرق الأوسط)
إسلام بحيري (الشرق الأوسط)

أخلت السلطات المصرية، الأحد، سبيل باحث التراث الإسلامي إسلام بحيري، بعد تقدّمه بـ«معارضة» على أحكام قضائية صادرة ضده، في قضايا تتعلق بـ«اتهامات مالية».

وعلى مدار السنوات الماضية تعرّض بحيري لانتقادات واسعة في مصر، خصوصاً من الأوساط الدينية، بسبب آرائه «الجريئة»، التي دفعت به إلى السجن عام 2015، لإدانته بـ«ازدراء الدين الإسلامي».

وأثار خبر توقيف بحيري، فجر الأحد، لتنفيذ 6 أحكام قضائية (من الدرجة الأولى) صادرة بحقّه، بتهمة إصدار شيكات من دون رصيد، تفاعلاً واسعاً بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في مصر، وتصدّر اسمه «ترند السوشيال ميديا»، قبل أن يتم الإفراج عنه بشكل مؤقت.

ونقلت وسائل إعلام محلية بمصر عن مصادر أمنية، أنه تم «نقل بحيري إلى أحد مراكز التأهيل والإصلاح لتنفيذ الأحكام الصادرة ضده»، وأوضحت المصادر أن «إجمالي المبالغ المالية التي تمت مقاضاة بحيري فيها تصل لنحو مليون جنيه مصري، لصالح إحدى شركات السيارات، وسيدة عربية».

وأشارت المصادر إلى أن «بحيري تمت إدانته بعد بلاغات قُدِّمت ضده، الأسبوع الماضي، من (سيدة عربية)، اتهمته بالنصب عليها في مبلغ مالي كبير»، وأشارت إلى أن «السيدة قامت بتحويل مبلغ مالي لبحيري، لاستثماره في البورصة المصرية، لكنه لم يفعل ذلك، وتهرب من رد المبلغ إليها».

لكن بحيري أجرى معارضة على الأحكام القضائية الصادرة ضده، ووفق مصدر أمني فإنه جرى إخلاء سبيله، مساء الأحد، بعد انتهاء إجراءات المعارضة الاستئنافية.

وبينما رحّبت تفاعلات مستخدمين على منصات «إكس» و«فيسبوك»، بتوقيف بحيري، ربطت حسابات أخرى بين عملية التوقيف وانضمامه لمؤسسة «تكوين» الثقافية، التي أثارت جدلاً واسعاً في مصر مؤخراً.

وبحيري هو عضو مجلس أمناء مؤسسة «تكوين الفكر العربي»، التي تم تدشينها في مايو (أيار) الماضي، بمشاركة عدد من الكُتّاب والباحثين والإعلاميين المصريين والعرب، وواجهت مؤسسة «تكوين» انتقادات واسعة في مصر، حيث اتهمها علماء دين بأنها «تستهدف النيل من ثوابت الدين».

وبحيري هو باحث في الشؤون الإسلامية، كان يقدّم قبل سنوات برنامج «مع إسلام» على فضائية «القاهرة والناس» الخاصة، وعام 2015 قضت محكمة مصرية بسجنه عاماً واحداً؛ لإدانته بـ«ازدراء الدين الإسلامي»، بعد قبول الاستئناف الذي تقدّم به ضد حكم سابق بسجنه خمس سنوات، غير أنه خرج بـ«عفو رئاسي» قبل أن يُكمل المدة.


مقالات ذات صلة

شتاينماير يبدأ زيارة رسمية للقاهرة

شمال افريقيا الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى القاهرة (د.ب.أ)

شتاينماير يبدأ زيارة رسمية للقاهرة

بدأ الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى مصر. وتهدف الزيارة إلى تكريم الشراكة الوثيقة التي تجمع البلدين منذ عقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)

جامعة الأزهر توقف أستاذاً أفتى بجواز «سرقة الكهرباء»

أوقفت جامعة الأزهر بمصر، الثلاثاء، الدكتور إمام رمضان إمام، أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بكلية التربية في الجامعة، بعد أن أفتى بإباحة «سرقة الكهرباء».

أحمد إمبابي (القاهرة)
المشرق العربي أسعار البيض شهدت ارتفاعاً في مصر خلال الأسابيع الأخيرة (صفحة وزارة الزراعة المصرية على فيسبوك)

مصر: «أسعار البيض» تطيح بكبار منتجيه

حرك جهاز «حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية» في مصر الاثنين دعوى جنائية بالإحالة إلى النيابة العامة ضد 21 من كبار منتجي البيض واتهمهم بـ«الاحتكار»

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا سيدات مصريات في فرنسا يحملن علم مصر عقب التصويت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة (وزارة الهجرة)

«قفزة تاريخية» في تحويلات المصريين بالخارج... لماذا زادت؟

سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج «قفزة تاريخية»، خلال شهر يوليو الماضي، مع وصول إجمالي تحويلاتهم إلى 3 مليارات دولار.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث خلال مؤتمر صحافي في هانوي بفيتنام 31 يوليو 2024 (رويترز)

بوريل يتفقد معبر رفح الحدودي بعد اجتماعه بالرئيس المصري

تفقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة حيث دعا إلى السماح بإدخال مزيد من المساعدات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

جامعة الأزهر توقف أستاذاً أفتى بجواز «سرقة الكهرباء»

جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)
جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)
TT

جامعة الأزهر توقف أستاذاً أفتى بجواز «سرقة الكهرباء»

جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)
جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)

أوقفت جامعة الأزهر بمصر، الثلاثاء، الدكتور إمام رمضان إمام، أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بكلية التربية في الجامعة، بعد أن أفتى بإباحة «سرقة الكهرباء»، وكذلك عدد من الخدمات العامة التي تقدمها الحكومة المصرية، مثل المياه والغاز، وسط «استهجان رسمي».

وظهر إمام، المعروف بآرائه الجدلية، في مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»، تحت عنوان «اسرقوهم يرحمكم الله»، أحل خلاله سرقة الكهرباء والماء، بداعي «ارتفاع الأسعار، واسترداد الحقوق»، قبل أن تتخذ جامعة الأزهر قراراً بإحالته للتحقيق، بسبب ما عدَّته «فتوى شاذة تتضمن مخالفات فقهية، وتتعارض مع تعاليم الدين الحنيف».

ووفق قرار رسمي لرئيس جامعة الأزهر، سلامة داود، جرى «إيقاف إمام عن العمل لمدة 3 أشهر، أو لحين انتهاء التحقيق معه، أيهما أقرب».

وكانت «دار الإفتاء المصرية» قد ردت على فتوى الأستاذ الأزهري، محرمةً في إفادة لها، الأحد: «الانتفاع بموارد الدولة من شبكات المياه أو خطوط التيار الكهربائي، عن طريق التحايل على ذلك بأي وسيلة غير قانونية، بغرض التهرب من دفع الرسوم المقررة لذلك».

وعدَّت «الإفتاء المصرية» ذلك «سرقةً محرمة، وأكلاً لأموال الناس بالباطل، وإضراراً بالمصلحة العامة، وخرقاً للنظام، وخيانةً للأمانة، ومخالفة لولي الأمر الذي أمر الشرع بطاعته».

وشددت على تبعات الأمر من «انتشار للفساد، وضياع للحقوق، والتعدي على حق الفقراء ومحدودي الدخل باستغلال الحصة المخصصة لحاجتهم الأصلية من تلك الخدمات. والادعاء بأن ذلك من الحقوق المشروعة المباحة دون مقابل ادعاء باطل، لا أصل له في الشرع الشريف».

ومؤخراً عملت الحكومة المصرية على اتخاذ إجراءات مشددة في مواجهة سرقات الكهرباء. وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في وقت سابق: «إيقاف صور الدعم المقدم من الدولة عن كل من يحرَّر ضده محضر سرقة الكهرباء». كما دعت الحكومة المواطنين لـ«الإبلاغ عن وقائع السرقة».

ويؤيد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أسامة العبد، ما أفتت به «دار الإفتاء المصرية» من «حرمة سرقة موارد الدولة»، مؤكداً أن «الأزهر لا يمكن أن يوافق على ما صدر من الأستاذ الجامعي»، وطالب بضرورة «الأخذ برأي (دار الإفتاء)، باعتبارها الجهة الأساسية المسؤولة عن إقرار الحلال والحرام».

وعدَّ العبد -في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»- أن ما صدر من الأستاذ الجامعي «مخالفة شرعية»، وقال إن «موارد الدولة مشاركة بين الشعب بأكمله، وتديرها الدولة بالطريقة التي تحقق منفعة للجميع».

وطالب النائب البرلماني بضرورة «محاسبة من يخالف النظام العام بالدولة»؛ مشيراً إلى أن «مصر في مرحلة بناء للدولة حالياً، ويجب على الجميع المساهمة في هذا المسار، بتحصيل مقابل الخدمات المقدمة لهم».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف الأستاذ الأزهري إمام رمضان، فقد سبق أن أوقف عن العمل عام 2019، في واقعة «أمر طالبين بجامعة الأزهر على خلع سرواليهما أمام زملائهما في المحاضرة بحجة التعلُّم»، وعاد للعمل بالجامعة مجدداً بعد انتهاء العقوبة.