الحوثيون يفرضون الموافقة المسبقة على أسماء موظفي المنظمات الدولية

مزيد من القيود للتضييق على العمل الإنساني والتحكم في المساعدات

مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا له زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا له زعيمهم (رويترز)
TT

الحوثيون يفرضون الموافقة المسبقة على أسماء موظفي المنظمات الدولية

مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا له زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون في صنعاء خلال حشد دعا له زعيمهم (رويترز)

تجاهل الحوثيون الانتقادات الدولية للقيود المفروضة على المنظمات الإغاثية الدولية، ولحملة الاعتقالات التي طالت عشرات من العاملين المحليين في تلك المنظمات ومكاتب الأمم المتحدة، وفرضوا مزيداً من القيود لتجعل موافقتهم المسبقة شرطاً للالتحاق بالعمل لدى هذه المنظمات.

وذكرت مصادر في اثنين من مكاتب المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يسمى «المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية» وهو كيان استخباراتي مهمته مراقبة أنشطة المنظمات الإغاثية والتحكم في أنشطتها، وجَّه خطاباً إلى جميع المنظمات الدولية، طالبها فيه بسرعة موافاته بهياكلها الوظيفية وأسماء العاملين مع كافة بياناتهم وجنسياتهم.

صورة ضوئية من خطاب الحوثيين للمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتهم

ووفق الخطاب الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، والموقَّع من القيادي الحوثي إبراهيم الحملي، الأمين العام للمجلس، فإن جميع المنظمات الدولية مطالبة بسرعة إرسال هياكلها الوظيفية موضَّحاً فيها المسمى الوظيفي، واسم الموظف الذي يشغل الموقع.

وطلبت الرسالة الحوثية أن تلتزم المنظمات من الآن وصاعداً بأخذ الموافقة المسبقة من الأمانة العامة للمجلس الحوثي، قبل استكمال إجراءات توظيف أي كادر محلي أو أجنبي، واشترطت الرسالة أن يكون التوظيف الجديد حسب الاحتياج والمشاريع التي تنفذها المنظمة وطبيعة أنشطتها.

وحسب المصادر، فإن هذه الشروط التي توضع للمرة الأولى، ستمنح الحوثيين صلاحيات اختيار الموظفين المحليين والدوليين، واختيار من يحظى بثقتهم للعمل لدى هذه المنظمات.

كما أن هذه الخطوة، في حال استجابت لها المنظمات الدولية، ستجعل الموظفين العاملين في الوقت الحالي عرضة للفحص المخابراتي ومن ثم الاعتقال، كما حدث مع عشرات من زملائهم خلال الشهر الماضي، كما سيكون الموظفون الأجانب عرضة للترحيل باعتبار أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم، في حال رفضوا الاستجابة لمطالب الحوثيين.

إرهاب للموظفين

من شأن القيود الحوثية الجديدة على عمل المنظمات الدولية والأممية، أن تثير الرعب -وفق المصادر- لدى الموظفين المحليين العاملين لدى هذه المنظمات بخاصة، وأنها تأتي مع استمرار حملة الاعتقالات التي يشنها جهاز المخابرات والأمن الحوثي في حق العاملين لدى المنظمات الدولية والأمنية، بتهمة الجاسوسية لصالح الولايات المتحدة، والتي طالت نحو 70 موظفاً حتى الآن وفق مصادر الحكومة اليمنية.

وحذَّرت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» من قبول المنظمات لهذه الشروط، وأكدت أنها ستقيد عمل وأنشطة كل المنظمات الإغاثية في مناطق سيطرة الحوثيين، وسترغم الموظفين المحليين على القبول بإملاءات الجماعة، وتوجيه الأعمال الإغاثية وفق ما يخدم مشروعها الطائفي؛ لأنهم من دون الاستجابة لذلك سيكونون عرضة للاعتقال، كما حدث مع سابقيهم.

الجماعة الحوثية اتهمت موظفين في السفارة الأميركية والمنظمات الدولية بالتخابر (إعلام حوثي)

وفي السياق نفسه، بينت مصادر في الحكومة اليمنية أن التساهل الذي أبدته الأمم المتحدة والمنظمات الدولية طوال السنوات الماضية، هو الذي دفع بالحوثيين للتمادي وفرض مزيد من القيود على حركة المنظمات وأنشطتها، حتى وصل الأمر إلى التدخل في اختيار العاملين لديها.

ورأت المصادر الحكومية أن القبول بالاشتراطات الأخيرة سيجعل المنظمات الدولية تعمل لخدمة المشروع الحوثي، وليس لخدمة السكان الذين يعانون من تدهور المستوى المعيشي، وهُم في أمسّ الحاجة للمساعدات.

وكان الحوثيون قد ألزموا المنظمات الإغاثية بعدم العمل في أي من مناطق سيطرتهم إلا بوجود شريك محلي يختارونه هم، كما فرضوا وجود مندوب من مخابراتهم عند إجراء أي مسح ميداني لمن يستحقون المساعدات.

وفي حين يشرف الحوثيون على توزيع المساعدات بعد ذلك، يمنعون تحرك العاملين في المنظمات إلا بموافقة مخابراتهم، وكذلك تنفيذ المشاريع، إذ يفرضون مناقشتها والحصول على موافقتهم المسبقة قبل التنفيذ، كما يمنعون تحرك الموظفات إلا بوجود قريب من الدرجة الأولى (محرم)، وقد قبلت المنظمات الأممية والدولية بتلك الشروط والتزمت بتنفيذها.


مقالات ذات صلة

اليمن يحذّر من كارثة بيئية مع توقّع انفجار ناقلة النفط «سونيون»

المشرق العربي مهمة «أسبيدس» الأوروبية رصدت 5 حرائق على الأقل فوق متن ناقلة النفط اليونانية (رويترز)

اليمن يحذّر من كارثة بيئية مع توقّع انفجار ناقلة النفط «سونيون»

حذّرت الحكومة اليمنية من كارثة بيئية، مع توقّع انفجار ناقلة النفط اليونانية «سونيون» أو غرقها جرّاء الحرائق المستمرة على متنها بعد هجمات حوثية بدأت الأربعاء.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مدينة زبيد التاريخية في اليمن ضربتها أمطار غير مسبوقة (إعلام محلي)

التغيّر المناخي يهدد مدناً تاريخيّة في اليمن

تضرر 100 منزل تاريخي في مدينة صنعاء القديمة وكذلك الأمر في مدينة زبيد، المدرجتين على قائمة التراث الإنساني، مع تضرر مبانٍ في مدن يمنية أخرى.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي احتفالات «المؤتمر الشعبي العام» بذكرى تأسيسه في محافظة مأرب (إكس)

«المؤتمر الشعبي»... طموح لتوحيد القيادة ولعب دور في مستقبل اليمن

يطمح حزب «المؤتمر الشعبي» في اليمن لتوحيد قيادته وتجاوز الانقسام بين أجنحته تمهيداً للعب دور في مستقبل اليمن، خصوصاً بعد رفع العقوبات الأممية عن نجل مؤسسه.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي قوات خفر السواحل اليمنية في محيط باب المندب (أرشيفية - أ.ف.ب)

قتلى ومفقودون بعد غرق قارب قبالة سواحل اليمن

قالت المنظمة الدولية للهجرة، الأحد، إن 13 شخصاً لقوا حتفهم، وإن 14 لا يزالون مفقودين بعد غرق قارب قبالة سواحل اليمن يوم الثلاثاء الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي جانب من منشأة «صافر» لتكرير النفط في محافظة مأرب اليمنية (إكس)

الجيش اليمني يُسقط 3 مسيّرات حوثية هاجمت منشأة نفطية حيوية

هاجمت الجماعة الحوثية منشأة «صافر» النفطية بمحافظة مأرب الخاضعة للحكومة الشرعية بثلاث طائرات مسيرة تم اعتراضها وإسقاطها، وذلك في أخطر تصعيد ضد المنشآت الحيوية.

علي ربيع (عدن)

قتلى ومفقودون بعد غرق قارب قبالة سواحل اليمن

قوات خفر السواحل اليمنية في محيط باب المندب (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوات خفر السواحل اليمنية في محيط باب المندب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

قتلى ومفقودون بعد غرق قارب قبالة سواحل اليمن

قوات خفر السواحل اليمنية في محيط باب المندب (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوات خفر السواحل اليمنية في محيط باب المندب (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت المنظمة الدولية للهجرة، الأحد، إن 13 شخصاً لقوا حتفهم، وإن 14 آخرين لا يزالون مفقودين بعد غرق قارب قبالة سواحل اليمن، يوم الثلاثاء الماضي.

وأضافت المنظمة: «هذه الكارثة تذكير قاسٍ بالحاجة العاجلة لمنع حدوث هذه الكوارث وضمان وجود حماية أفضل لمن يبحثون عن الأمان».

وقالت المنظمة إن قارب المهاجرين، الذي كان يقل 25 إثيوبياً ويمنيَّين اثنين، كان يُبحر قبالة سواحل محافظة تعز جنوب غربي اليمن، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وتم انتشال جثث القتلى، وهم 11 رجلاً وامرأتان، عند شواطئ مضيق باب المندب، وهو أحد أهم المسارات البحرية لشحن السلع الأوّلية في العالم.

وذكر التقرير أن عمليات البحث مستمرة على أمل العثور على المفقودين، ومن بينهم الربان اليمني ومساعده، مضيفاً أنه لم يتضح بعد سبب غرق القارب.

وفي يوليو (تموز)، انقلب قارب يحمل 45 لاجئاً على الأقل قبالة سواحل تعز اليمنية، ولم ينجُ سوى أربعة أشخاص.

وسجلت المنظمة الدولية للهجرة، التي تُحصي المهاجرين الذين يلقون حتفهم أو يُفقدون في مسارات الهجرة، 2082 حالة وفاة واختفاء لمهاجرين على الطريق الممتد من شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي إلى دول الخليج منذ عام 2014.