السيسي يدعو لتفادي انزلاق المنطقة في دائرة صراع «غير مسبوقة»

طالَب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

السيسي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يدعو لتفادي انزلاق المنطقة في دائرة صراع «غير مسبوقة»

السيسي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

حذّر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من احتمالات توسّع الصراع في المنطقة، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ «خطوات جادة وسريعة لتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة جديدة وغير مسبوقة من الصراع».

والتقى السيسي، السبت، أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على هامش انعقاد مؤتمر «الاستثمار المصري - الأوروبي» بالقاهرة.

وشهد اللقاء، حسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، تأكيد «عمق وقوة» العلاقات المصرية الأوروبية، التي تُوِّجت مؤخراً بترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وأشار المتحدث الرسمي إلى أن اللقاء تطرّق إلى سبل مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة، خاصةً على صعيد التطورات في قطاع غزة، وتأثيرها على أمن واستقرار المنطقة، وشدّد السيسي على «ضرورة تكاتف الجهود الدولية للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإغاثية إلى القطاع بصورة عاجلة ومكثفة؛ تفادياً للكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة».

كما جدّد الرئيس المصري تحذير بلاده من «احتمالات توسّع الصراع التي تتزايد حالياً على نحو يتّسم بالخطورة البالغة»، مطالباً «المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وسريعة لتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة جديدة وغير مسبوقة من الصراع».

واتفق الجانبان، وفق البيان المصري، على أن «التوصل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، سيظل السبيل الأمثل لضمان الاستقرار المستدام بالمنطقة».

مباحثات مصرية أوروبية موسّعة على هامش انعقاد مؤتمر الاستثمار المصري - الأوروبي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

مساعدات جوية لغزة

وبموازاة تحذيرات الرئيس السيسي، أعلن الجيش المصري، السبت، عن إنزال مساعدات جوية لسكان قطاع غزة، بالتعاون مع الأردن ودول في التحالف الدولي. وذكر بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة المصرية في صفحته على «فيسبوك»، أن «طائرات النقل العسكرية المصرية واصلت تنفيذ مهام الجسر الجوي الإنساني بالتعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية، وعدد من الدول المشاركة بالتحالف الدولي، بإنزال عشرات الأطنان من المواد الغذائية والطبية إلى سكان قطاع غزة؛ لتوفير جانب من الاحتياجات الأساسية اللازمة في ظل المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يواجهها الأشقاء الفلسطينيون جرّاء استمرار العمليات العسكرية داخل قطاع غزة».

وأضاف البيان: «يأتي ذلك تزامناً مع الجهود والمساعي المصرية والدولية للوصول إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتأمين تدفق المساعدات بصورة كافية ومستدامة؛ للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني».

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد شهد في القاهرة، صباح السبت، انطلاق مؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي 2024، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين.

وفي كلمته، أكّد السيسي أن «بيئة الاستثمار في مصر آمنة، ليس بقدرة مؤسسات الدولة، ولكن بإرادة الشعب المصري»، مشيراً إلى أن «التحديات التي واجهت مصر خلال الفترة من 2011 وحتى اليوم تحديات ضخمة، وهي اختبار نجح فيه المصريون، ويؤكد للمستثمرين أن بيئة الاستثمار آمنة ومستقرة».

السيسي يُلقي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

تحديات ضخمة

وقال السيسي إن «الشعب المصري قوي وصامد، تحمّل تبعات وتحديات ضخمة جداً لم يكن مسؤولاً عن بعضها على الإطلاق، مثل أزمة (كوفيد - 19، والحرب الروسية - الأوكرانية، وحرب غزة)، التي كانت لها تداعيات اقتصادية على كل الاقتصادات الناشئة، ومنها الاقتصاد المصري».

ووجّه السيسي الشكر للشعب المصري على «تحمّله لكافة التحديات التي واجهت مصر»، مبيناً أن «هذا هو أفضل ضمانة للمستثمرين المصريين والأجانب». وأضاف «خلال العشر سنوات الماضية منذ 2014 وحتى اليوم، تم الحرص على تأهيل الدولة المصرية ببنية أساسية متطورة، بشكل يتيح انطلاق استثمار حقيقي وصناعة حقيقية في المجالات المختلفة، سواء اقتصاد قديم أو جديد».

وشدّد السيسي على أن «مصر لديها فرصة كبيرة جداً في الاستثمار»، لافتاً إلى أنه «سيتم بذل كل الجهود لإنجاح هذه الاستثمارات، وتوفير البيئة الجاذبة لها».

وقال السيسي أيضاً إن «مصر ليست فقط سوقاً ضخمة لأكثر من 120 مليوناً، بالإضافة إلى ضيوفها المتواجدين بها، بل إن هناك قوة عاملة ضخمة بها»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «70 في المائة من الشعب المصري أقل من 40 عاماً، وهو أمر واعد لأي مستثمر يريد إيجاد قوة عاملة بتكلفة مالية معتبرة».


مقالات ذات صلة

وفد أمني مصري يتوجه إلى تل أبيب لإجراء محادثات حول غزة

المشرق العربي جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (د.ب.أ)

وفد أمني مصري يتوجه إلى تل أبيب لإجراء محادثات حول غزة

قال مصدران أمنيان مصريان لوكالة «رويترز»، اليوم (الأربعاء)، إن وفدا أمنيا مصريا سيتوجه إلى إسرائيل غدا في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي محادثات السيسي ورئيس مجلس الوزراء القطري في القاهرة (الرئاسة المصرية)

مصر وقطر تتطلعان «لتهدئة شاملة» بالمنطقة بعد وقف النار في لبنان

شددت مصر وقطر على أهمية تمكين ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية كافة وعلى رأسها الجيش اللبناني للحفاظ على أمن وسيادة لبنان وسلامة أراضيه

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر الوزاري حول «المرأة والأمن والسلم»  (جامعة الدول العربية)

«الجامعة العربية» لتنسيق جهود حماية النساء في مناطق النزاع

أكدت جامعة الدول العربية، الأربعاء، سعيها لتنسيق جهود حماية النساء في مناطق النزاعات.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي غزيون ينتظرون الحصول على خبر أمام فرن في مخيم النصيرات (أ.ف.ب)

أهالي غزة يخشون سيناريوهات أصعب

كان سكان قطاع غزة يمنون النفس لو أن الرئيس الأميركي جو بايدن خرج حاملاً لهم بشرى وقف إطلاق النار، كما فعل تماماً من خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه توقف…

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي السيسي خلال استقباله رئيس الوزراء القطري (الرئاسة المصرية)

مطالبة مصرية ــ أردنية بوقف فوري للنار في غزة

يبدو أن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، أحيا جهود استئناف مفاوضات «هدنة غزة»، لا سيما مع حديث الرئيس الأميركي جو بايدن، عن مشاورات مع مصر وقطر.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
TT

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاعين التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

وفي المجال التعليمي، وقع «مركز الملك سلمان»، أمس (الثلاثاء)، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني؛ لتنفيذ المرحلة الثالثة من «مشروع العودة إلى المدارس» في مديرية المخا بمحافظة تعز ومنطقة ثمود بمحافظة حضرموت، وفي محافظات شبوة وأبين ولحج، التي يستفيد منها 6 آلاف فرد.

وجرى توقيع الاتفاق على هامش «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» في مدينة الرياض، حيث وقع الاتفاقية مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج، المهندس أحمد بن علي البيز.

وسيجري بموجب الاتفاقية توفير 60 فصلاً من الفصول البديلة المجهزة بالكامل، وتجهيز وتأثيث 10 مدارس؛ لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى توفير 6 آلاف زي مدرسي وحقيبة تحتوي على المستلزمات المدرسية، فضلاً عن إيجاد فرص عمل للأسر من ذوي الدخل المحدود (المستفيدة من مشاريع التدريب والتمكين السابقة) من خلال تجهيز الحقائب والزي المدرسي المحلي الصنع.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ بهدف تعزيز العملية التعليمية الآمنة وانتظامها، ومواجهة تسرب الطلاب من المدارس بالمناطق المستهدفة.

وفي القطاع الصحي، السياق وقع «مركز الملك سلمان» اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها.

ومن شأن الاتفاقية أن توفر خدمة إعادة التأهيل الوظيفي للأطراف الصناعية ومتابعتهم المستمرة، فضلاً عن رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، إضافة إلى الحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة، ومن المقرر أن يستفيد منها 7174 فردًا.

من جهة أخرى، وقعت «منظمة الصحة العالمية» اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن «هذه المبادرة تأتي في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية للمنظمة».

وأضافت أن «اليمن يواجه تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك فيروس شلل الأطفال، والإسهال المائي الحاد، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك».

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام الحالي، مع 280 حالة وفاة بسبب هذا المرض، فيما تم الإبلاغ عن 204 الآف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و 710 حالات وفاة، في الفترة التي بدأ فيها تفشي المرض في مارس (آذار) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

وذكرت المنظمة أنه بحلول نهاية العام الحالي، من المتوقع أن تعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.

وقالت: «من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 34 في المائة على العام السابق».