اتهامات لقيادات حوثية بنهب مساعدات في صنعاء وإب

الجماعة سخّرت أموال الزكاة لعناصرها وأتباعها

الجماعة الحوثية تخصص الأموال للموالين لها (إعلام حوثي)
الجماعة الحوثية تخصص الأموال للموالين لها (إعلام حوثي)
TT

اتهامات لقيادات حوثية بنهب مساعدات في صنعاء وإب

الجماعة الحوثية تخصص الأموال للموالين لها (إعلام حوثي)
الجماعة الحوثية تخصص الأموال للموالين لها (إعلام حوثي)

اتهم سكان ومصادر محلية يمنية الحوثيين بحرمان آلاف الفقراء والنازحين في محافظتَي ريف صنعاء وإب من الحصول على مساعدات مالية زهيدة كانت ما تسمى «هيئة الزكاة» الحوثية أعلنت تخصيصها لهم قبل أكثر من شهرين، قبل أن تضع صعوبات وعراقيل عدة حالت دون تسلُّمها.

جاء ذلك في وقت أفادت فيه المصادر بتنامي حجم الفساد والعبث الذي تمارسه الجماعة في أروقة ما تُسمى «هيئة الزكاة» في العاصمة المختطفة صنعاء، وبقية المحافظات تحت سيطرتها.

مبنى فرع هيئة الزكاة الحوثية في محافظة إب اليمنية (الشرق الأوسط)

وشكا السكان في مديريتَي بني مطر، والحيمتين بمحافظة ريف صنعاء، وفي مديريات الرضمة، وفرع العدين، ومذيخرة التابعة لمحافظة إب من قيام قيادات انقلابية، تدير مكاتب وفروع ما تسمى «هيئة الزكاة»، بنهب مبالغ مالية كانت مرصودة للفقراء والنازحين.

وكانت «هيئة الزكاة الحوثية» أبلغت في أواخر شهر رمضان الماضي، أكثر من 35 ألف فقير ومحتاج ونازح في مناطق تتبع ريف صنعاء وإب، بالتوجه إلى مكاتب البريد لتسلُّم المساعدات، غير أن مُعظمهم صُدموا عند الحضور بإبلاغهم بعدم وجود أي اعتماد لمبالغ مالية تخصهم.

ويقول محمود ع. وهو أحد النازحين من الحديدة إلى فرع العدين لـ«الشرق الأوسط»، إنه ظل لأسابيع يتردد على مكتب البريد في مركز المديرية أملاً في الحصول على المساعدات التي أعلنت عنها الهيئة الحوثية، لكن دون جدوى.

ويشير محمود إلى فقراء ونازحين كُثر بمنطقته ومناطق أخرى أنفقوا مبالغ مالية تحصّلوا عليها دَيناً جراء تنقلاتهم من قراهم إلى مراكز المديريات، لكنهم لم يتسلموا شيئاً من المساعدات.

ويؤكد عاملون إغاثيون يمنيون أن نسبة 95 في المائة من الفقراء والنازحين المقيدة أسماؤهم بكشوف «هيئة الزكاة الحوثية» بقرى ومديريات في محافظتَي صنعاء وإب لم يتسلموا المساعدات المالية المخصصة لهم حتى اللحظة.

نازحون يمنيون يتلقون مساعدات غذائية في مخيم بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

وأفادت المصادر باستمرار توافد الفقراء والمحتاجين والنازحين، نظراً لأوضاعهم المعيشية المتدهورة، على مكاتب البريد في تلك المناطق، غير أن أتباع الجماعة يقابلونهم في كل مرة باختلاق مزيد من الحجج وإطلاق الوعود الكاذبة.

يأتي ذلك في وقت تتوقع فيه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن تتواصل أزمة انعدام الأمن الغذائي في التدهور في اليمن حتى الرُّبع الثالث من العام الحالي، مدفوعة بعوامل رئيسية عدة منها نقص التمويل، وتصعيد الجماعة الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، وارتفاع أسعار السلع، وانخفاض العملة.

اتهامات فساد

تواصلاً للاتهامات الموجهة لقيادات انقلابية تتولى مهام إدارة شؤون فرع هيئة الزكاة في إب بارتكاب سلسلة من المخالفات المالية والإدارية وجرائم فساد كبرى، كشف ناشط حقوقي عن تنامي العبث الذي تمارسه الجماعة وقادتها بأموال الزكاة.

ويقول الناشط الموالي للجماعة إسماعيل الجرموزي، إن القيادي ماجد التينة، الذي يدير شؤون مكتب هيئة الزكاة في إب، وظّف أكثر من 70 شخصاً من أقاربه واختلس 25 مليار ريال يمني (الدولار يعادل نحو 530 ريالاً في مناطق سيطرة الجماعة) من هيئة الأوقاف وأضعافها من هيئة الزكاة، دون محاسبة.

يمنية تجلس بجانب مساعدتها الغذائية وسط انعدام الأمن الغذائي في صنعاء (إ.ب.أ)

وعلى صعيد استمرار الانقلابيين الحوثيين في الإغداق على أتباعهم بتوزيع الأموال ومختلف المساعدات خصصوا أخيراً أكثر من 23 ملياراً و600 مليون ريال يمني لتوزيعها على الموالين لها.

ويأتي الإهدار الحوثي لأموال الزكاة متزامناً مع اتهامات وجهها عاملون إغاثيون في صنعاء لقادة الجماعة بسرقة المساعدات المقدمة من المنظمات وفاعلي الخير للفقراء والنازحين بمناطق سيطرتها، يرافقها شنّ عشرات الفرق الميدانية حملات تستهدف ملاك شركات القطاع الخاص والعقارات من أجل جباية مزيد من الأموال.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.