ارتفعت أسعار الدواجن في مصر على وقع تخفيف أحمال الكهرباء في البلاد، وارتفاع درجات الحرارة؛ ما أدى إلى نفوق عدد كبير منها، بحسب الاتحاد العام لمنتجي الدواجن.
وتطبق مصر منذ أشهر عدة خطة لتخفيف الأحمال الكهربائية في ظل ارتفاع أسعار الوقود عالمياً، في حين تشهد موجة حارة تسجل خلالها درجات الحرارة ارتفاعاً كبيراً، حيث بلغت درجة الحرارة العظمى، الخميس، نحو 41 درجة مئوية في القاهرة الكبرى.
وكشف ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، في تصريحات متلفزة (الأربعاء)، عن ارتفاع أسعار الدواجن والبيض مؤخراً بسبب خطة تخفيف الأحمال، مشيراً إلى أن هناك مشكلة في قطاع الدواجن بسبب تخفيف أحمال الكهرباء، مبيناً حدوث نفوق لكميات كبيرة من الدواجن؛ نتيجة عدم قدرة المربين على توفير مولدات كهربائية.
وانتقد نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن الأجهزة المعنية بقوله: «نعمل في جزر منعزلة ولا بد من وجود نقاش، وتنسيق قبل اتخاذ أي قرار ورؤية سلبياته وإيجابياته». واستكمل: «حتى نوفر الدولار من تخفيف الأحمال، سنضطر إلى استيراد الدواجن بالدولار من الخارج؛ لنفوق عدد كبير منها بسبب خطة تخفيف الأحمال في ظل ارتفاع الحرارة».
ويوفر تخفيف أحمال الكهرباء 35 مليون دولار شهرياً لترشيد استهلاك الغاز وتصديره إلى الخارج؛ بهدف توفير العملة الصعبة لاستيراد الوقود المخصص لتشغيل المحطات»، بحسب بيان سابق لوزارة الكهرباء المصرية.
وأشار نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن إلى أن أسعار الدواجن قبل تخفيف الأحمال كانت وصلت إلى 77 جنيهاً (الدولار الأميركي يساوي 47.53 جنيه في البنوك المصرية)، لكيلو الدواجن البيضاء في المزرعة، لكن بعد نفوق عدد كبير منها وصلنا إلى 90 جنيهاً من المزرعة «وبالتالي ارتفعت الأسعار إلى 20 في المائة»، وفق قوله.
وسجلت أسعار الدواجن البيضاء نحو 90 جنيهاً بالمزرعة، بينما تباع للمستهلك بسعر 95 إلى 100 جنيه للكيلو، بحسب عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً أن التجار يستغلون انقطاع التيار الكهربائي من أجل رفع أسعار الدواجن، مبيناً أن «انقطاع الكهرباء له تأثير، لكنه تأثير لا يصل إلى هذا الارتفاع في الأسعار».
ويبّين السيد أن الأعلاف حالياً متوفرة وأسعارها مستقرة مع ثبات سعر صرف الدولار، وهو بالطبع أمر منضبط؛ وبناءً عليه يجب أن يكون هناك انخفاض، خاصة أنه ليس هناك في الوقت الحالي طلب كبير على الدواجن من جانب المواطنين، كما سيتراجع أيضاً مع اقتراب عيد الأضحى.
ويوضح رئيس شعبة الدواجن أنه لا بد أن تتدخل الدولة، خاصة في ظل وجود حكومة جديدة، بعمل آليات لضبط منظومة الثروة الداجنة في البلاد، في ظل أنها الملاذ الآمن لكل أفراد المجتمع، وأن تتركز هذه الآليات على ضبط التكلفة.
وهي الكلمات التي يتفق عليها سامح السيد، رئيس شعبة صناعة الدواجن بغرفة الجيزة التجارية، موضحاً في تصريحات متلفزة، أن انقطاع التيار الكهربائي يحدث منذ سنوات ولم يؤثر على الدواجن، وأن هناك نسبة 10 في المائة نفوق بصفة عامة في مزارع الدواجن بسبب الأوبئة، مشيراً إلى أن التجار يستغلون انقطاع التيار الكهربائي ذريعةً من أجل رفع أسعار الدواجن.
وأشار إلى أن معظم من يعمل في صناعة الدواجن قديم ولديه خبرة كافية للتعامل مع الأزمات كافة ولديهم مولدات كهربائية، وأن انقطاع الكهرباء لا يمكن أن يكون له هذا التأثير بحيث يقضي على صناعة الدواجن ورفع أسعارها واستيرادها، مشيراً إلى أن الدولة تدعم صناعة الدواجن كصناعة وطنية، وتقدم الدعم للمزارع وللتجار من خلال توفير قروض ميسرة لشراء الثلاجات، وغيرها.
وانتقلت تصريحات نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن عن ارتفاع أسعار الدواجن إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلتها الحسابات على نطاق واسع خلال الساعات الماضية.
وأثارت التصريحات موجة من الانتقادات، خاصة ما يتعلق بنفوق كميات كبيرة من الدواجن، وتحمّل المواطن نتيجة ذلك النفوق بزيادة الأسعار.
كما اقترح آخرون بعض الحلول لمواجهة زيادة الأسعار، منها مطالبة الحكومة بوضع بتسعيرة جبرية، يتم فرضها على اتحاد منتجي الدواجن ليكون سعر الدواجن مستقراً.
في حين طالب آخرون بمقاطعة الدواجن عقاباً للتجار الذين يستغلون الأزمة لرفع أسعارها.
على جانب آخر، تعامل بعض الرواد مع ارتفاع أسعار الدواجن بالسخرية والتهكم، مع زيادة التكلفة على المواطن.