مصر: أزمة الكهرباء تدفع أسعار الدجاج إلى مزيد من الارتفاع

زيادة بنحو 20 % بعد نفوق عدد كبير منها

ارتفاع أسعار الدواجن شغلت المصريين خلال الساعات الماضية (المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي - فيسبوك)
ارتفاع أسعار الدواجن شغلت المصريين خلال الساعات الماضية (المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي - فيسبوك)
TT

مصر: أزمة الكهرباء تدفع أسعار الدجاج إلى مزيد من الارتفاع

ارتفاع أسعار الدواجن شغلت المصريين خلال الساعات الماضية (المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي - فيسبوك)
ارتفاع أسعار الدواجن شغلت المصريين خلال الساعات الماضية (المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي - فيسبوك)

ارتفعت أسعار الدواجن في مصر على وقع تخفيف أحمال الكهرباء في البلاد، وارتفاع درجات الحرارة؛ ما أدى إلى نفوق عدد كبير منها، بحسب الاتحاد العام لمنتجي الدواجن.

وتطبق مصر منذ أشهر عدة خطة لتخفيف الأحمال الكهربائية في ظل ارتفاع أسعار الوقود عالمياً، في حين تشهد موجة حارة تسجل خلالها درجات الحرارة ارتفاعاً كبيراً، حيث بلغت درجة الحرارة العظمى، الخميس، نحو 41 درجة مئوية في القاهرة الكبرى.

وكشف ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، في تصريحات متلفزة (الأربعاء)، عن ارتفاع أسعار الدواجن والبيض مؤخراً بسبب خطة تخفيف الأحمال، مشيراً إلى أن هناك مشكلة في قطاع الدواجن بسبب تخفيف أحمال الكهرباء، مبيناً حدوث نفوق لكميات كبيرة من الدواجن؛ نتيجة عدم قدرة المربين على توفير مولدات كهربائية.

وانتقد نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن الأجهزة المعنية بقوله: «نعمل في جزر منعزلة ولا بد من وجود نقاش، وتنسيق قبل اتخاذ أي قرار ورؤية سلبياته وإيجابياته». واستكمل: «حتى نوفر الدولار من تخفيف الأحمال، سنضطر إلى استيراد الدواجن بالدولار من الخارج؛ لنفوق عدد كبير منها بسبب خطة تخفيف الأحمال في ظل ارتفاع الحرارة».

ويوفر تخفيف أحمال الكهرباء 35 مليون دولار شهرياً لترشيد استهلاك الغاز وتصديره إلى الخارج؛ بهدف توفير العملة الصعبة لاستيراد الوقود المخصص لتشغيل المحطات»، بحسب بيان سابق لوزارة الكهرباء المصرية.

وأشار نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن إلى أن أسعار الدواجن قبل تخفيف الأحمال كانت وصلت إلى 77 جنيهاً (الدولار الأميركي يساوي 47.53 جنيه في البنوك المصرية)، لكيلو الدواجن البيضاء في المزرعة، لكن بعد نفوق عدد كبير منها وصلنا إلى 90 جنيهاً من المزرعة «وبالتالي ارتفعت الأسعار إلى 20 في المائة»، وفق قوله.

وسجلت أسعار الدواجن البيضاء نحو 90 جنيهاً بالمزرعة، بينما تباع للمستهلك بسعر 95 إلى 100 جنيه للكيلو، بحسب عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً أن التجار يستغلون انقطاع التيار الكهربائي من أجل رفع أسعار الدواجن، مبيناً أن «انقطاع الكهرباء له تأثير، لكنه تأثير لا يصل إلى هذا الارتفاع في الأسعار».

ويبّين السيد أن الأعلاف حالياً متوفرة وأسعارها مستقرة مع ثبات سعر صرف الدولار، وهو بالطبع أمر منضبط؛ وبناءً عليه يجب أن يكون هناك انخفاض، خاصة أنه ليس هناك في الوقت الحالي طلب كبير على الدواجن من جانب المواطنين، كما سيتراجع أيضاً مع اقتراب عيد الأضحى.

ويوضح رئيس شعبة الدواجن أنه لا بد أن تتدخل الدولة، خاصة في ظل وجود حكومة جديدة، بعمل آليات لضبط منظومة الثروة الداجنة في البلاد، في ظل أنها الملاذ الآمن لكل أفراد المجتمع، وأن تتركز هذه الآليات على ضبط التكلفة.

وهي الكلمات التي يتفق عليها سامح السيد، رئيس شعبة صناعة الدواجن بغرفة الجيزة التجارية، موضحاً في تصريحات متلفزة، أن انقطاع التيار الكهربائي يحدث منذ سنوات ولم يؤثر على الدواجن، وأن هناك نسبة 10 في المائة نفوق بصفة عامة في مزارع الدواجن بسبب الأوبئة، مشيراً إلى أن التجار يستغلون انقطاع التيار الكهربائي ذريعةً من أجل رفع أسعار الدواجن.

وأشار إلى أن معظم من يعمل في صناعة الدواجن قديم ولديه خبرة كافية للتعامل مع الأزمات كافة ولديهم مولدات كهربائية، وأن انقطاع الكهرباء لا يمكن أن يكون له هذا التأثير بحيث يقضي على صناعة الدواجن ورفع أسعارها واستيرادها، مشيراً إلى أن الدولة تدعم صناعة الدواجن كصناعة وطنية، وتقدم الدعم للمزارع وللتجار من خلال توفير قروض ميسرة لشراء الثلاجات، وغيرها.

وانتقلت تصريحات نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن عن ارتفاع أسعار الدواجن إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلتها الحسابات على نطاق واسع خلال الساعات الماضية.

وأثارت التصريحات موجة من الانتقادات، خاصة ما يتعلق بنفوق كميات كبيرة من الدواجن، وتحمّل المواطن نتيجة ذلك النفوق بزيادة الأسعار.

كما اقترح آخرون بعض الحلول لمواجهة زيادة الأسعار، منها مطالبة الحكومة بوضع بتسعيرة جبرية، يتم فرضها على اتحاد منتجي الدواجن ليكون سعر الدواجن مستقراً.

في حين طالب آخرون بمقاطعة الدواجن عقاباً للتجار الذين يستغلون الأزمة لرفع أسعارها.

على جانب آخر، تعامل بعض الرواد مع ارتفاع أسعار الدواجن بالسخرية والتهكم، مع زيادة التكلفة على المواطن.


مقالات ذات صلة

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

شمال افريقيا مدبولي خلال تفقد المشروعات في العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

تُسرّع الحكومة المصرية من «إجراءات تعويض أهالي منطقة (رأس الحكمة) في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

«الحوار الوطني» لعرض تعديلات «الحبس الاحتياطي» على الرئيس المصري

يراجع «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر مقترحات القوى السياسية وتوصياتها على تعديلات بشأن ملف «الحبس الاحتياطي»، عقب مناقشات موسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة على الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق «الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف».

نادية عبد الحليم (القاهرة)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.