الحزب الديمقراطي يعدل عن مقاطعة انتخابات إقليم كردستان العراق

موعد إجرائها يعلَن خلال يومين

أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
TT

الحزب الديمقراطي يعدل عن مقاطعة انتخابات إقليم كردستان العراق

أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
أرشيفية تُظهر السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)

أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، قراره المشاركة في انتخابات إقليم كردستان، التي سبق أن قاطعها اعتراضاً على الآليات الخاصة بإجرائها، والتي كانت مقررة في العاشر من شهر يونيو (حزيران) الحالي.

وقال مسؤول فرع الحزب بمحافظة السليمانية آري هرسين، اليوم الأحد، إنه «نظراً للتغييرات التي طرأت على آلية انتخابات برلمان كردستان، فإن الحزب سيشارك بها».

وأضاف هرسين، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة السليمانية، لمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس الاتحاد الوطني بزعامة الزعيم الكردي الراحل جلال طالباني، أن «الحزب دائماً مستعد لخوض الانتخابات، ولكن كانت لديه ملاحظات حول آلية إجرائها، وحالياً ومع التغييرات التي طرأت عليها سيشارك الحزب في انتخابات برلمان كردستان المرتقبة».

من جهته قال زياد جبار، مسؤول فرع حزب الاتحاد الوطني في مدينة السليمانية، خلال المؤتمر: «نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني، ندعو إلى إجراء الانتخابات في أسرع وقت، وننتظر رئيس الإقليم لتحديد الموعد الجديد لإجرائها».

من جهتها أعلنت عضو البرلمان العراقي عن الحزب، إخلاص الدليمي، في تصريح لـها، أن «رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، سوف يصدر، في غضون يومين، قراراً يحدد فيه موعد إجراء الانتخابات».

وأضافت أن «الحزب الديمقراطي لم يكن لديه اعتراض على إجراء الانتخابات أو توقيت إجرائها، بل طالب مرتين بإجرائها، وجرى تحديد الوقت، لكن الاتحاد الوطني هو من طلب تأجيلها».

وأوضحت الدليمي أن «الاعتراض كان على القرارات التي صدرت عن المحكمة الاتحادية، والتي جرى بموجبها إلغاء كوتا الأقليات، فضلاً عن أنها أناطت مهمة الطعن للهيئة القضائية في الاتحادية دون مشاركة الإقليم، كما ألغت أصواتاً من الإقليم».

وأشارت إلى أنه «بعد التعديل الذي حصل لهذه القرارات، وافق الحزب الديمقراطي على الدخول في الانتخابات، والتي سيجري تحديد موعدها من قِبل رئيس الإقليم».

يُذكر أن رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، زار العاصمة العراقية بغداد، الأسبوع الماضي، بعد زيارة وُصفت بالناجحة قام بها إلى إيران. وخلال زيارته إلى بغداد، حضر بارزاني اجتماعات ائتلاف إدارة الدولة الداعم لحكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والذي يتكون، بالإضافة إلى الكرد والسنة، من قوى الإطار التنسيقي الشيعي.

كما زار بغداد، الخميس الماضي، رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، الذي التقى معظم القيادات السياسية والحزبية في بغداد، فضلاً عن لقاءاته مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان بالإنابة محسن المندلاوي.

وعلى الرغم من عدم التوصل إلى حلول نهائية للخلافات بين بغداد وأربيل على مختلف المستويات، فإن الفقرة التي تتعلق برواتب موظفي إقليم كردستان قامت الحكومة الحالية بإرسالها إلى الإقليم على شكل سلف، كل شهرين أوثلاثة.

ومع أن هذه السياسة كانت متبَعة، خلال حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، لكن القوى السياسية والحزبية، ولا سيما الشيعية، كانت ترفض إرسال تلك الأموال إلى الإقليم الذي تتهمه بإيواء الموساد الإسرائيلي، وهو ما جعل مناطق الإقليم، بما فيها عاصمة الإقليم مدينة أربيل، عرضة للقصف بالصواريخ والمُسيّرات، إذ تلقت ضربة إيرانية مباشرة أدت إلى مقتل رجل أعمال كردي وعائلته، خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

لكن سلسلة الزيارات، التي قام بها قادة الإقليم إلى بغداد، وزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الإقليم، وقيامه بإرسال الرواتب مع دعوة من قِبل الحكومة الاتحادية إلى توطين رواتب موظفي الإقليم، أعادت الدفء إلى العلاقات مجدداً.

وفي الوقت الذي برزت الآن أزمة جديدة تخص جداول الموازنة المالية للعام الحالي 2024، حيث اتهمت قيادات شيعية سياسية وبرلمانية الحكومة الاتحادية بزيادة حصة الإقليم من الموازنة على حساب محافظات الوسط والجنوب، إلا أن الزيارة الأخيرة، التي قام بها إلى بغداد مسرور بارزاني، رئيس وزراء الإقليم، حدّت كثيراً من اعتراضات النواب.

إلى ذلك، وبالتزامن مع زيارة بارزاني إلى بغداد، تفجرت أزمة أخرى بين أعلى هيئتين قضائيتين في العراق هما المحكمة الاتحادية العليا، ومحكمة التمييز، بعد أن اتهمت محكمة التمييز المحكمة الاتحادية بأنها تجاوزت صلاحياتها.

في هذا السياق، فإن قرار محكمة التمييز فتح الباب أمام الإقليم للطعن بالقرارات التي كانت أصدرتها المحكمة الاتحادية ضد أربيل، خلال السنتين الماضيتين.



اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

واشنطن تشن ضرباتها ضد الحوثيين منذ بداية السنة لإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن (إكس)
واشنطن تشن ضرباتها ضد الحوثيين منذ بداية السنة لإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن (إكس)
TT

اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

واشنطن تشن ضرباتها ضد الحوثيين منذ بداية السنة لإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن (إكس)
واشنطن تشن ضرباتها ضد الحوثيين منذ بداية السنة لإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن (إكس)

استهدفت ضربات جوية غربية مواقع للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، شملت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ومحافظات الحديدة وذمار والبيضاء، وذلك غداة غارتين ضربتا موقعاً في الحديدة، في سياق العمليات التي تقودها واشنطن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، تحت مسمى «حارس الازدهار»؛ للحد من قدرة الجماعة على مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتشنّ الجماعة هجماتها ضد السفن، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدّعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد على أثر ضربات غربية استهدفت معسكراً حوثياً في صنعاء (رويترز)

وأقرّت وسائل الجماعة الحوثية بتلقي الضربات التي وصفتها بـ«الأميركية البريطانية» في صنعاء والحديدة وذمار والبيضاء، حيث استهدفت 4 غارات معسكر الصيانة في منطقة الحصبة شمال صنعاء، كما استهدفت 7 غارات منطقة الكثيب في مدينة الحديدة الساحلية ومطارها، إضافة إلى غارة ضربت موقعاً عسكرياً جنوب مدينة ذمار، الواقعة على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب صنعاء، إلى جانب 3 غارات ضربت مواقع في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء المتاخمة للمحافظات اليمنية الجنوبية المحرَّرة (جنوب شرقي صنعاء).

وجاءت الضربات الغربية غداة غارتين قالت الجماعة الحوثية إنهما استهدفتا، مساء الخميس، منطقة الجبانة في مدينة الحديدة (غرب)، التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشنّ الهجمات البحرية ضد السفن.

وذكر شهود عيان في صنعاء سماع سيارات الإسعاف المتجهة إلى «معسكر الصيانة»، ولم تتحدث الجماعة، على الفور، عن أثر هذه الضربات الغربية التي استهدفت مواقع سبق استهدافها أكثر من مرة، خلال الأشهر الماضية. كما لم يتبنَّ الجيش الأميركي هذه الضربات، على الفور.

720 غارة

أطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض، في 12 يناير الماضي، بمشاركة من بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

دخان يتصاعد على أثر ضربات غربية استهدفت معسكراً حوثياً في صنعاء (رويترز)

ووزّعت الجماعة، الجمعة، مشاهد لاستهداف ناقلة النفط البريطانية «كورديلا مون»، التي كانت قد هاجمتها، الثلاثاء الماضي، بزورقٍ مفخّخ وطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية، وهي العملية التي أفادت مصادر بحرية أمنية بريطانية بأنها لم تسفر عن سقوط ضحايا، حيث واصلت السفينة مسارها إلى الميناء التالي.

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

استمرار التصعيد

كانت الجماعة الحوثية قد تبنّت إطلاق عدد من الطائرات المُسيرة باتجاه تل أبيب، الخميس، وأشار زعيمها عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية، إلى استمرار التصعيد، وأفرد مساحة واسعة للحديث عن الهجمات الإيرانية الصاروخية الأخيرة على إسرائيل.

وفي حين زعم الحوثي أن مقتل حسن نصر الله لن يؤثر على «حزب الله» اللبناني، قال إن جماعته هاجمت 188 سفينة، منذ بدء التصعيد في نوفمبر 2023.

وادّعت الجماعة إطلاق 3 صواريخ مجنّحة باتجاه تل أبيب، الأربعاء الماضي، دون تأكيد إسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، وذلك غداة مهاجمة الجماعة سفينتين في البحر الأحمر.

الحوثيون استهدفوا الثلاثاء الماضي ناقلة نفط بريطانية (إ.ب.أ)

ويوم الثلاثاء الماضي، كانت الجماعة قد زعمت مهاجمة هدف عسكري في تل أبيب بطائرة مُسيرة من نوع «يافا»، ومهاجمة أهداف عسكرية أخرى في إيلات بأربع مُسيرات من نوع «صماد 4»، وهي الهجمات التي لم يُشِر الجيش الإسرائيلي إلى آثار ناجمة عنها.

وفي 15 سبتمبر (أيلول)، كانت الجماعة قد أطلقت صاروخاً «فرط صوتي» من نوع «فلسطين 2» باتجاه تل أبيب، حيث أدت عملية اعتراضه إلى إشعال حرائق في أماكن مفتوحة، دون تسجيل أي إصابات بشرية. كما تبنّت، في 27 سبتمبر الماضي، إطلاق صاروخ من النوع نفسه باتجاه تل أبيب، وإطلاق مُسيرة من نوع «يافا» باتجاه منطقة عسقلان.

وإزاء الهجمات التي تبنّتها الجماعة الحوثية ضد إسرائيل، كان أول رد للأخيرة، في 20 يوليو (تموز) الماضي، حيث استهدفت مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية، الأحد الموافق 29 سبتمبر الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقرّ به الحوثيون.