مصر: السجن المشدد 15 عاماً لسائق واقعة «فتاة الشروق»

بعد إدانته بالشروع في الخطف

حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)
حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)
TT

مصر: السجن المشدد 15 عاماً لسائق واقعة «فتاة الشروق»

حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)
حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)

عاقبت محكمة جنايات القاهرة، الاثنين، السائق المتسبب في وفاة الفتاة حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميّاً بـ«فتاة الشروق»، والتي لفظت أنفاسها الشهر الماضي متأثرة بإصابة خطيرة جراء قفزها من سيارة أجرة تابعة لأحد التطبيقات الذكية، بالسجن المشدد 15 عاماً، وغرامة 50 ألف جنيه مصري (حوالي 1000 دولار)، وإلغاء رخصة القيادة الخاصة به، وذلك في أولى جلسات محاكمته.

وشغلت واقعة «فتاة الشروق» الرأي العام المصري ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية، فيما قررت سلطات التحقيق، في 25 مارس (آذار) الماضي، إحالة سائق السيارة، التي قفزت منها الفتاة، إلى محكمة الجنايات المختصة، بعدما نسبت إليه تهم: «الشروع في خطف المجني عليها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعاً تحت تأثير ذلك المخدر».

وخلال أولى جلسات المحاكمة، التي عُقدت الاثنين، وسط إجراءات أمنية مشددة داخل وخارج قاعة المحكمة. ظهر السائق مُمسكاً بالمصحف في يده، فيما قامت المحكمة بسؤاله عن ارتكابه الواقعة فأنكر ذلك.

ووفق تحقيقات النيابة العامة فإن «السائق استغل سيارته لارتكاب جرمه»، وقالت إنه «دفعها للموت دفعاً». بعدما شرع في «خطف المجني عليها داخل سيارته»، وما أن «قفزت من سيارته، غادر موقعه وتناول مخدره». وطالبت النيابة المحكمة بالقصاص للمجني عليها.

من جانبه، طلب دفاع السائق، ببراءة موكله، وفند الاتهامات الموجهة له، بداعي «خلل في التحريات»، نافياً «نية الخطف»؛ لأنه لم يغلق أبواب السيارة.

واستمعت المحكمة إلى دفاع الشماع، الذي أكد أن «المتهم لديه عدة سوابق في التحرش بالفتيات ومضايقتهن، حتى وصلت الشكاوى ضده خلال عام 2020 فقط إلى 13 شكوى».

وكانت الفتاة (24 عاماً) دخلت على أثر الواقعة في غيبوبة لمدة 21 يوماً، فيما اتهمت أسرتها السائق بـ«محاولة خطفها»، بينما قالت تحريات أجهزة الأمن إن السائق المتهم كان ينوي التحرش بها.

وقالت النيابة العامة، في بيان عن تحقيقاتها بالواقعة، إنه بسؤال أول من شاهد المجني عليها، محاولاً إسعافها بعد أن ألقت بنفسها من سيارة المتهم، ذكرت له أن المتهم أراد خطفها، وقالت نصاً: «كان عايز يخطفني».

ولفتت إلى أن الممثل القانوني لشركة النقل الذكي شهد أن المتهم أُغلق حسابه عبر تطبيق الشركة من قبل، لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حساباً آخر عن طريق استخدام رقم قومي (بطاقة هوية) آخر، استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق.

وحسب التحقيقات، فإن المتهم تعاطى «حشيشاً مخدراً» ظهر في تحليل عينتي الدم والبول المأخوذتيْن منه، وأثبت ذلك تقرير الطب الشرعي.

الخبير القانوني والمحامي بالنقض محمود البدوي، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن عقوبة الخطف بالتحايل، كما جاء بواقعة «فتاة الشروق»، تشير إليه المادة 290 من قانون العقوبات، والتي استندت إليها هيئة المحكمة، حيث تنص على أن «كل من خطف بالتحايل أو الإكراه شخصاً، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنين، فإذا كان الخطف مصحوباً بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 15 سنة ولا تزيد على 20 سنة، أما إذا كان المخطوف طفلاً أو أنثى، فتكون العقوبة السجن المؤبد، ويحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوف أو هتك عرضه».

وعن واقعة حيازة المتهم لمواد مخدرة، أوضح أن العقوبة استندت إلى المادة 37 من القانون نفسه، التي تنص على أن «يسجن الشخص الذي توجد في حيازته مخدرات بالحبس المشدد، كما ينص القانون أيضاً على الحكم على المتعاطي للمخدرات بالغرامة المالية والتي تتراوح بين 10 و50 ألف جنيه»، حيث إن قيمة الغرامة المالية تحدد من قبل المحكمة التي تنظر في القضية.

ويبيّن «البدوي» أنه فيما يخص جريمة القيادة تحت تأثير المخدر، فإن المادة 76 من قانون المرور الجديد نصت على معاقبة كل من قاد مركبة وهو تحت تأثير مخدر أو مسكر أو السير عكس الاتجاه في الطريق العامة داخل المدن أو خارجها بالحبس مدة لا تقل عن سنة.


مقالات ذات صلة

مصر تتيح مباني تاريخية في وسط القاهرة للاستثمار... وتنفي بيعها

شمال افريقيا جانب من أعمال التطوير في وسط البلد بالقاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

مصر تتيح مباني تاريخية في وسط القاهرة للاستثمار... وتنفي بيعها

أعلنت مصر عن إتاحة مبانٍ تاريخية وأخرى ذات طابع معماري مميز في وسط العاصمة القاهرة للاستثمار، وهي المباني التي كانت تشغلها وزارات وجهات حكومية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)

«الداخلية» المصرية تكذّب «ادعاءات إخوانية» بشأن «أعمال عنف» في الجيزة

رفضت وزارة الداخلية المصرية، السبت، «ادعاءات إخوانية» بشأن «أعمال عنف» في الجيزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال الفيلم في المشهد الأخير (الشركة المنتجة)

«بضع ساعات في يوم ما» يعيد النصّ الروائي إلى السينما المصرية

يطرح العمل 5 حكايات تدور أحداثها خلال 8 ساعات، وفي كل ساعة يظهر على الشاشة عدّاد يعلن فصلاً جديداً يتطرّق إلى علاقات حبّ وزواج تتبدّل فيها مشاعر الأبطال.

انتصار دردير (القاهرة )
شمال افريقيا استقبال رئيس وزراء النرويج للرئيس المصري في أوسلو  (الرئاسة المصرية)

توافق مصري - نرويجي على «حل الدولتين» ووقف إطلاق النار بغزة

أعربت مصر والنرويج عن «قلقهما البالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك المعاناة الهائلة للمدنيين والاحتياجات الإنسانية الماسة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا محادثات بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)

مصر تؤكد دعمها تشاد في مكافحة «الإرهاب والتطرف»

أكدت مصر حرصها على دعم تشاد في مكافحة «الإرهاب» والتطرف

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
TT

مدير «الصحة العالمية»: أجلينا زميلاً أصيب في الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء

برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)
برج المراقبة في مطار صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن أحد موظفي الأمم المتحدة الذي أصيب بجروح بالغة في ضربة جوية إسرائيلية على مطار صنعاء الدولي، الخميس، قد جرى إجلاؤه إلى الأردن للخضوع لمزيد من العلاج.

وقالت إسرائيل إنها ضربت عدداً من الأهداف المرتبطة بجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن، تضمنت مطار صنعاء الدولي، وقالت وسائل إعلام الحوثيين إن 6 أشخاص على الأقل قتلوا.

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، مرفق بصورة ظهر فيها جالساً في طائرة، وينظر إلى الرجل المصاب فيما يبدو: «يتعين وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في كل مكان. #ليسوا هدفاً».

وكان تيدروس في المطار ينتظر المغادرة حين وقع القصف الجوي الذي أدى إلى إصابة الرجل الذي يعمل في خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن الرجل أصيب بجروح خطيرة.

وأضاف تيدروس أنه وموظف الأمم المتحدة موجودان الآن في الأردن. وتابع أن الرجل خضع لجراحة ناجحة قبل إجلائه للحصول على مزيد من العلاج. وكان تيدروس في اليمن للتفاوض على إطلاق سراح موظفين تابعين للأمم المتحدة محتجزين هناك، وتقييم الوضع الإنساني.