واشنطن وحلفاؤها يصدّون هجمات حوثية بحرية واسعة النطاق

الجماعة تبّنت قصف سفينة وإطلاق 37 طائرة مسيَّرة انتحارية

تنضم هولندا بوصفها رابع دولة أوروبية لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا (إ.ب.أ)
تنضم هولندا بوصفها رابع دولة أوروبية لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا (إ.ب.أ)
TT

واشنطن وحلفاؤها يصدّون هجمات حوثية بحرية واسعة النطاق

تنضم هولندا بوصفها رابع دولة أوروبية لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا (إ.ب.أ)
تنضم هولندا بوصفها رابع دولة أوروبية لحماية الملاحة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين بعد فرنسا وإيطاليا وألمانيا (إ.ب.أ)

اتّسعت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، مع تبني الجماعة المدعومة من إيران، السبت، مهاجمة سفينة شحن سنغافورية وإطلاق 37 طائرة مسيَّرة أحادية الاتجاه لاستهداف السفن الحربية التابعة لواشنطن وحلفائها في المياه الإقليمية اليمنية.

وأعلنت واشنطن أنها أحبطت مع مشاركة الحلفاء أكثر من 28 مسيرة حوثية استهدفت السفن التجارية والعسكرية.

وبينما أعلنت واشنطن وفرنسا التصدي للهجوم واسع النطاق تزعم الجماعة أنها تشن عملياتها نصرة للفلسطينيين في غزة، وأنها لن تتوقف إلا بتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ودخول المساعدات.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة الحوثية تتخذ من الحرب في غزة وسيلة للهروب من استحقاقات السلام الذي تقوده الأمم المتحدة، إلى جانب محاولة تبييض جرائمها المستمرة ضد اليمنيين، بما في ذلك قطع الطرقات، ومنع تصدير النفط وحصار تعز.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، أنه بين الساعة 4 صباحاً و6:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، نفذ الإرهابيون الحوثيون المدعومون من إيران هجوماً واسع النطاق بطائرات مسيَّرة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأضاف البيان أن القوات الأميركية وحلفاءها حددت الطائرات من دون طيار ذات الاتجاه الواحد، وقررت أنها تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية والبحرية الأميركية وسفن التحالف في المنطقة.

وأكد البيان أن سفن وطائرات البحرية الأميركية إلى جانب كثير من سفن وطائرات البحرية التابعة للتحالف الذي تقوده واشنطن أسقطت 15 طائرة من دون طيار، وشدد على أنه يجري اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً. ولاحقا قالت القيادة المركزية إنه جرى التصدي لأكثر من 28 مسيرة حوثية.

أدى هجوم حوثي، الأربعاء، إلى مقتل 3 من طاقم سفينة الشحن الليبيرية «ترو كونفيدنس» (أ.ب)

وفي السياق نفسه، قال الجيش الفرنسي في بيان، السبت، إن سفينة حربية وطائرات مقاتلة فرنسية أسقطت 4 طائرات مسيرة قتالية كانت تتجه نحو سفن تابعة لمهمة «أسبيديس» الأوروبية في المنطقة.

وأضاف الجيش الفرنسي في بيانه الذي نقلته «رويترز» بالقول إن «هذا العمل الدفاعي أسهم على نحو مباشر في حماية سفينة الشحن «ترو كونفدنس» التي ترفع علم باربادوس والتي تعرضت لهجوم في السادس من مارس (آذار) ويجري قطرها، وكذلك غيرها من السفن التجارية التي تمر في المنطقة».

ولدى فرنسا وفق الوكالة، سفينة حربية في المنطقة، فضلاً عن طائرات حربية في قواعدها في جيبوتي والإمارات.

وكانت الجماعة الحوثية قد قصفت سفينة الشحنترو كونفيدنس» في خليج عدن، الأربعاء، ما تسبب في سقوط 3 قتلى و4 جرحى من بحارتها، وإجلاء بقية الطاقم، وهو أول هجوم قاتل يشنه الحوثيون منذ بدء هجماتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

على صعيد متصل، قالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان آخر، إن قواتها «نفذت في نحو الساعة 9:50 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، ضربة دفاع عن النفس ضد صواريخ مضادة للسفن مثبتة على شاحنات تابعة للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران» في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.

وأكد البيان الأميركي أنه في نحو الساعة 3:55 عصر الجمعة، (بتوقيت صنعاء): «أطلق الإرهابيون الحوثيون صاروخين باليستيين مضادين للسفن إلى خليج عدن على سفينة «بروبل فورتشن» وهي سفينة تملكها سنغافورة، وترفع علمها وتديرها. وأضاف أن هذه الصواريخ لم تؤثر في السفينة، ولم يجرِ الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أكدت تعرض السفينة «بروبل فورتشن»، التي ترفع علم سنغافورة، لمحاولة هجوم. وقالت إن شركة الشحن أبلغت عن وقوع انفجارين بالقرب من ناقلة البضائع، لكن جميع أفراد الطاقم بخير، وتتجه الناقلة إلى ميناء التوقف التالي.

إضافة إلى ذلك، تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع في بيان، السبت، الهجمات الجديدة، ضد السفينة السنغافورية وضد السفن الحربية الغربية في البحر الأحمر.

وقال المتحدث الحوثي إن جماعته استهدفت السفينة التي زعم أنها أميركية، صواريخ مناسبة، كما استهدفت عدداً من المدمرات الحربية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن وفق قوله بـ37 طائرة مسيَّرة.

تهديد بحري متصاعد

على الرغم من عمليات التصدي الغربية التي تقودها واشنطن والضربات الاستباقية، فإن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران لا تزال - كما يبدو - تملك مزيداً من القدرات على شن الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة في الشهر الرابع من التصعيد.

وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي (الخميس الماضي) هدد بمزيد من الهجمات، وزعم استخدام أسلحة جديدة في قصف السفن التي يزعم أنها مرتبطة بإسرائيل أو تابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

استغل الحوثيون أحداث غزة لتجنيد عشرات الآلاف وأعينهم على المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة (أ.ف.ب)

وتبنى الحوثي مهاجمة 61 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر، وهدد بأن «القادم أعظم»، وفق ما جاء في خطبة له بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة.

وفي حين حض الحوثي أتباعه على مزيد من التعبئة، زعم أن قدرات جماعته لم تتأثر بالضربات الأميركية والبريطانية، مشيراً إلى تلقيها منذ بدء الضربات 344 غارة جوية وبحرية، كما تبنّى إطلاق 403 صواريخ وطائرة مسيَّرة في 96 هجوماً ضد سفن الشحن والأخرى العسكرية.

وأطلقت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض ضد الحوثيين ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأقرت الجماعة بمقتل 22 مسلحاً في الضربات الغربية، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن، فضلاً عن مدني زعموا أنه قُتل في غارة شمال غربي تعز.

وإلى جانب تنفيذ واشنطن العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيَّرات الحوثية والقوارب المفخخة، شاركتها بريطانيا في 4 موجات واسعة من الضربات على الأرض، كما قرر الاتحاد الأوروبي الانضمام لحماية السفن التجارية، ضمن عملية «أسبيدس» دون المشاركة في شن هجمات مباشرة على الأرض.

حشد يمني في جنوب الحديدة حيث مدينة الخوخة يندد بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» (سبأ)

وبسبب التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية تجمدت مساعي السلام اليمني التي تقودها الأمم المتحدة، وسط مخاوف من عودة القتال خصوصاً بعد أن أقر الحوثي بحشد وتدريب 282 ألف مسلح منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

ومنذ 19 نوفمبر أصابت الهجمات الحوثية 14 سفينة على الأقل، غرقت إحداها، كما لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها للشهر الرابع.

وترى الحكومة اليمنية أن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وأن الحل الأنجع هو مساندة قواتها على الأرض لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، وبقية المناطق الخاضعة بالقوة للجماعة الموالية لإيران.

وتنديداً بالهجمات الحوثية، التي تنذر بكارثة بيئية بعد غرق السفينة البريطانية «روبيمار» احتشد الآلاف من اليمنيين في مدينتي الخوخة بمحافظة الحديدة، والمخا بمحافظة تعز، السبت.

ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، شعارات تندد بجرائم الجماعة وتستنكر إغراق سفينة «روبيمار» المحملة بالأسمدة الخطيرة لما تمثله من خطورة كبيرة على أرزاق الصيادين.


مقالات ذات صلة

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

العالم العربي غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت 4 محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات التي قال إنها طالت 15 هدفاً.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

كثف الحوثيون من استهداف قطاع التعليم الأهلي في صنعاء من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس على المشاركة في دورات قتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي ضربات غربية استهدفت معسكر الصيانة الخاضع للحوثيين في صنعاء (رويترز)

اتهامات حوثية لواشنطن ولندن بضربات جوية طالت 4 محافظات يمنية

استهدفت ضربات جوية غربية مواقع للجماعة الحوثية شملت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وثلاث محافظات أخرى ضمن مساعي واشنطن لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن

علي ربيع (عدن)
العالم العربي مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

كشف مرصد مختص بالبيئة عن استخدام الأقمار الاصطناعية في الكشف عن تأثير مواقع النفايات غير الرسمية في اليمن على البيئة والصحة وزيادة معدل الاحتباس الحراري.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عنصر حوثي على متن عربة عسكرية في صنعاء (إ.ب.أ)

اتهامات لنجل مؤسس «الحوثية» باعتقال آلاف اليمنيين

قدرت مصادر يمنية أن جهاز الاستخبارات المستحدث الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، اعتقل نحو 5 آلاف شخص على خلفية احتفالهم بذكرى «ثورة 26 سبتمبر».

محمد ناصر (تعز)

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
TT

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)

كشف مرصد مختص بالبيئة عن استخدام الأقمار الاصطناعية في الكشف عن تأثير مواقع النفايات غير الرسمية في اليمن على البيئة وزيادة معدل الاحتباس الحراري، وقال إن هذه المواقع تشكل مخاطر تلوث بيئية كبيرة عبر الهواء والماء والتربة، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة.

ووفق دراسة لمرصد الاستشعار عن بُعد، فإن الحرب في اليمن أثرت بشكل عميق على إدارة النفايات الصلبة، مما أدى إلى زيادة الإغراق والمخاطر على البيئة والصحة العامة، وقالت الدراسة إنه يتم استخدم الأقمار الاصطناعية في تحديد مواقع الإغراق، وبالتالي المساعدة في إيجاد التدابير العلاجية وسياسات إدارة النفايات.

إحراق النفايات في اليمن يؤدي إلى إطلاق الغازات فضلاً عن المواد المسرطنة (إعلام محلي)

وأوضح المرصد أنه رغم تراجع حدة الصراع الذي دام قرابة عقد من الزمان في اليمن، فإن البلاد لا تزال بعيدة عن السلام، إذ احتلت في بداية الصراع بالفعل المرتبة 160 من أصل 177 على مؤشر التنمية البشرية، مما عزز مكانتها بوصفها واحدة من أكثر دول العالم فقراً.

وأثناء الصراع أشار المرصد إلى نشوء عديد من تحديات إدارة النفايات، ما أدى إلى انتشار مواقع الإغراق غير الرسمية وتفاقم المخاطر البيئية والصحية، كما أدت الحرب إلى إجهاد الموارد الاقتصادية، وتعطيل البنية التحتية للنفايات، وتحويل الانتباه بعيداً عن إدارتها.

وأكدت الدراسة أن مواقع النفايات غير الرسمية المليئة بالنفايات الخطرة تسبب تلوث الهواء أثناء إحراقها، ما يؤدي إلى إطلاق غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة، ورجحت أن يكون تفشي الكوليرا في اليمن عام 2016، الذي أسفر عن وفاة 3000 شخص، مرتبطاً بالنفايات الطبية غير المعالجة التي تلوث المجاري المائية.

100 حريق سنوياً

وأوضح المرصد أنه استعمل الأقمار الاصطناعية لتحديد ومراقبة مثل هذه المواقع باستخدام نظام معلومات الحرائق التابع لوكالة «ناسا»، وكشف عن تسجيل 1350 حريقاً بين أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وأكتوبر2023، وقال إن هذه الحرائق تتركز في المناطق الحضرية على طول السواحل الغربية والجنوبية المكتظة بالسكان في اليمن.

ووفق ما جاء في دراسة المرصد فإن الصور أظهرت أن غالبية الحرائق وقعت في عامي 2019 و2021، حيث وقعت 215 و226 ​​حادثة على التوالي، بينما شهدت الفترة بين 2014 و2016 عدداً أقل من الحرائق، حيث سُجل 17 حريقاً فقط في عام 2016، لكن المرصد نبه إلى أنه على الرغم من انخفاض وتيرة الحرائق في عامي 2022 و2023، فإن كلا العامين لا يزالان يسجلان أكثر من 100 حريق سنوياً.

نظام إدارة النفايات المتدهور يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان في اليمن (إعلام محلي)

وبحسب البيانات فإن مواقع هذه النفايات كانت حول المدن الكبرى، إذ كان لدى كل من صنعاء والحديدة مكبّان جديدان للنفايات، كما ظهر معظم النفايات حول مدينة عدن؛ التي شهدت انخفاضاً كبيراً في معدلات جمع النفايات، وهو ما يفسر انتشار المكبات غير الرسمية.

ومع ذلك أكدت الدراسة أن ظهور مكبات النفايات غير الرسمية الجديدة لم يكن متأثراً بما إذا كانت المنطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين أو الحكومة، كما أن قربها من مكبات النفايات الرسمية لم يمنع تشكلها، كما يتضح من حالات في عدن والمكلا.

ضرر على البيئة

نبهت دراسة مرصد الاستشعار عن بُعد، أن نظام إدارة النفايات المتدهور في اليمن يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان، ذلك أن لها تأثيرات على البيئية والمناخية، خصوصاً في ميناء «رأس عيسى» النفطي على البحر وصنعاء.

ففي «رأس عيسى» أوردت الدراسة أن ممارسات الإلقاء غير السليمة بالقرب من الساحل تساهم بشكل كبير في تلوث المياه البحرية والجوفية، كما يتسرب السائل الناتج عن تراكم النفايات إلى التربة ويصل إلى المياه الساحلية، مما يؤدي إلى تعطيل النظم البيئية البحرية وتعريض الأنواع للخطر.

وتقول الدراسة إن المواد البلاستيكية تتحلل من هذه المكبات إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، تبتلعها الكائنات البحرية وتتراكم بيولوجياً من خلال سلسلة الغذاء، أما في صنعاء، فتساهم مكبات النفايات في تغير المناخ بشكل كبير، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انبعاثات غاز الميثان؛ لأنه مع تحلل النفايات العضوية بشكل لا هوائي، يتم إطلاق الغاز مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث الجوي المحلي.

مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تتفقد مكب القمامة غربي صنعاء (الصليب الأحمر)

وطالب المرصد باستراتيجية شاملة للتخفيف من هذه التأثيرات، بما في ذلك أنظمة التقاط غاز مكبات النفايات واستخدامه لتحويل الميثان إلى طاقة، وممارسات تحويل النفايات مثل التسميد وإعادة التدوير للحد من النفايات العضوية.

ولكنه رأى أن الصراع المستمر في اليمن غالباً ما يهمش جهود حماية البيئة، مما يجعل من الصعب معالجة هذه القضايا الحرجة بشكل فعال.

وأعاد مرصد الاستشعار عن بُعد التذكير بأن تحديد المخاطر البيئية الفعلية على الناس والنظم البيئية أمر مستحيل باستخدام هذه الأساليب وحدها. وقال إن تحديد المواقع «ليس سوى جزء صغير من الحل». وأكد أن معالجة إدارة النفايات الصلبة ستظل معقدة طالما بقي الوضع السياسي في اليمن على حاله.