«داخلية مصر»: حادث مقتل العبيدي جنائي... والمتهمون خمسة

قالت إن دافع الجريمة «السرقة»

صورة نشرتها وزارة الداخلية المصرية للمتهمين بقتل العبيدي وبحوزتهم مسروقات
صورة نشرتها وزارة الداخلية المصرية للمتهمين بقتل العبيدي وبحوزتهم مسروقات
TT

«داخلية مصر»: حادث مقتل العبيدي جنائي... والمتهمون خمسة

صورة نشرتها وزارة الداخلية المصرية للمتهمين بقتل العبيدي وبحوزتهم مسروقات
صورة نشرتها وزارة الداخلية المصرية للمتهمين بقتل العبيدي وبحوزتهم مسروقات

أعلنت وزارة الداخلية المصرية (الاثنين) ضبط 5 متهمين في حادث قتل مسؤول عسكري يمني، في شقته بمحافظة الجيزة، مشيرة إلى أن الجريمة كان «دافعها السرقة»، وهو ما أقرت به السفارة اليمنية في القاهرة، مثنية على «التجاوب السريع» للأجهزة الأمنية المصرية.

وعُثر على جثة اللواء حسن صالح بن جلال العبيدي، مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع اليمنية، ورئيس «حركة الإنقاذ الوطني» في اليمن، داخل شقته بمنطقة بولاق الدكرور، في محافظة الجيزة (شمال مصر)، فجر الأحد.

ووفق بيان لـ«الداخلية المصرية»، فإن العبيدي (50 سنة)، عُثر عليه مخنوقاً، وتم القبض على 5 متهمين، بينهم 3 سيدات، خلال 24 ساعة، و«اعترفوا بارتكاب الواقعة»، كما أرشدوا عن المسروقات (سيارة، وبعض المتعلقات المالية، وأسلحة).

بدأ الكشف عن الجريمة -حسب رواية «الداخلية»- بإبلاغ شقيق العبيدي مديرية أمن الجيزة، بعثوره على جثة شقيقه داخل شقته وبعثرة محتوياتها، حال زيارته لعدم تجاوبه معه منذ يومين سابقين. وعقب تحريات أمنية وجمع معلومات، جرى تحديد مرتكبي الواقعة وهم: «سائق سبق اتهامه في قضايا قتل وسرقة، وآخر يعمل خراطاً، وسيدتان»، فضلاً عن ابنة زوجة المتهم الأول، لإخفائها جزءاً من المسروقات.

وقالت «الداخلية المصرية»، إنه أمكن ضبط المتهمين عقب تقنين الإجراءات، وبمواجهتهم «اعترفوا بارتكابهم الحادث»، كما أقروا بـ«سابقة تعرف اثنين منهم على المجني عليه، واتفاقهما على سرقته بمساعدة الآخرين».

وأشرف العبيدي على تصنيع مدرعات الجيش اليمني، خلال فتره حكم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح. ورأَس دائرة التصنيع الحربي مطلع عام 2009.

وبينما أثيرت الشكوك حول «دوافع سياسية» وراء مقتله، بالنظر إلى «تاريخه العسكري الطويل، وصراعه المعروف مع جماعة الحوثي»، أشارت التحقيقات إلى «استغلال اثنين من المتهمين استضافة المذكور لهما بمنزله مساء يوم الجمعة 16 فبراير (شباط) الجاري، ودسَّا أقراصاً منومة له بداخل مشروب في محاولة لتخديره، وتمكين الآخرين من الدخول لمسكنه، وتهديده بسلاح أبيض، إلا أنه قاومهم، فتعدُّوا عليه وأوثقوه وأسقطوه على الأرض، ما أدى لوفاته، واستولوا على مبالغ مالية (عملات أجنبية ومحلية) وبعض المقتنيات والمتعلقات الشخصية، بالإضافة إلى سيارة مستأجرة كانت موجودة بالقرب من سكنه، ولاذوا بها بالفرار».

وأرشد المتهمون -وفق بيان «الداخلية»- عن «جميع المسروقات والسيارة المستأجرة، وكذا السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة، وفرد خرطوش، وعدد من الطلقات كانت بحوزتهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيقات».

ونشرت وسائل إعلام محلية أنه عُثر على جثمان القتيل «موثوق اليدين خلف ظهره، والقدمين بقطعة قماش»، ووُجدت آثار بعثرة داخل شقته، كما أن مناظرة جثته «أظهرت وجود إصابات بالغة بالرأس والأنف، ونزف، وحز على الرقبة».

وشكرت السفارة اليمنية في القاهرة الأجهزة الأمنية المصرية على ما وصفته بـ«تجاوبها السريع، وتمكنها من ضبط الجناة والمسروقات في فترة وجيزة». وقالت السفارة، في بيان لها، إنها «تابعت منذ تلقيها بلاغ مقتل العبيدي في شقته بالقاهرة، وقائع وملابسات القضية، ونسَّق ممثلو السفارة مع الأجهزة الأمنية المختصة في مصر للوصول إلى حقائق الواقعة».

وأكدت السفارة اليمنية «عمق العلاقات اليمنية المصرية، والتعاون الوثيق بين مختلف الأجهزة في البلدين»، مشيرة إلى أن المختصين بالسفارة «سيستكملون إجراءات تسلُّم جثمان الفقيد وترتيبات الدفن».



ما انعكاسات «هدنة غزة» على معبر «رفح» و«فيلادلفيا»؟

وفد من الهلال الأحمر المصري والصليب الدولي في معبر رفح (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)
وفد من الهلال الأحمر المصري والصليب الدولي في معبر رفح (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)
TT

ما انعكاسات «هدنة غزة» على معبر «رفح» و«فيلادلفيا»؟

وفد من الهلال الأحمر المصري والصليب الدولي في معبر رفح (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)
وفد من الهلال الأحمر المصري والصليب الدولي في معبر رفح (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)

وسط زخم يتصاعد بشأن إمكانية إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تثار تساؤلات بشأن مستقبل الجانب الفلسطيني من معبر «رفح» ومحور «فيلادلفيا» الحدوديين مع مصر.

ورغم عدم كشف الدوحة عن تفاصيل الاتفاق الذي قالت إنه في «التفاصيل الأخيرة»، فإن خبراء تحدثت لهم «الشرق الأوسط» يتوقعون أن يُفتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع بدء تنفيذ الاتفاق لضرورة إخراج الرهائن عبره وإدخال مساعدات بكميات كبيرة من خلاله، فضلاً عن أن إعادة انتشار إسرائيلي بمحور فيلادلفيا تشمل انسحاباً تدريجياً على أن يكون الخروج الكامل بعد ترتيبات مع مصر والحصول على ضمانات.

ومنذ احتلال إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، في مايو (أيار) 2024، جرت محادثات بين مصر وإسرائيل برعاية أميركية، عدّة في 2024، دون التوصل لحلول مع تمسك مصري بضرورة انسحاب إسرائيلي منهما وسط تبادل التصريحات بين البلدين للتأكيد على مواقفهما طيلة الأشهر الأخيرة.

ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطلب مصر، وأعلن مراراً ذلك، كان أحدثها في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بإصراره على البقاء بالمحور لـ«ضمان عدم حصول عمليات تهريب أسلحة»، وهو اتهام عادةً ما نفته مصر مراراً، وقالت عبر مصدر مسؤول: «هي تصريحات الغرض منها التغطية على فشله في القطاع».

المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قال، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي بالدوحة، إن مفاوضات غزة وصلت إلى المراحل النهائية، وإنه جرى تجاوز العقبات الأساسية أمام الاتفاق، دون أن يكشف عن تلك العقبات وهل تشمل المعبر والمحور أم لا.

آليات عسكرية إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح (أرشيفية - رويترز)

في حين أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، مع وزير خارجية لوكسمبورغ زافيير بيتل، أن سرعة التوصل بجدية لاتفاق ستساعد في إدخال مساعدات بكميات كبيرة دون مشروطية في ظل وجود مجاعة كبيرة بالقطاع، في إشارة غير مباشرة لفتح معبر رفح؛ كونه الممر الوحيد عربياً لمرور تلك المساعدات للقطاع، الذي تضرر بشكل كبير منذ إغلاقه.

وبتقدير الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، فإن المعبر من الجانب الفلسطيني بكل تأكيد سيفتح لمرور المساعدات والرهائن مع تنفيذ الهدنة، مرجحاً أن يكون عمل المعبر وفق اتفاق 2005 الذي يقرّ بوجود السلطة الفلسطينية وسط مراقبة أوروبية. ويستدرك: «لكن إسرائيل تريد أن تكون مراقبة للأمور التي تدخل عبر القطاع؛ خشية أن يكون فيها أشياء تُستخدم لاحقاً في تصنيع أي أسلحة، وأمر المراقبة لا يزال خاضعاً للنقاش».

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، فإن إتمام اتفاق هدنة غزة سيساهم بشكل سريع في فتح معبر رفح باعتباره جزءاً من تنفيذ صفقة تبادل الرهائن ومنفذاً وحيداً مطلوب فتحه من مصر لإدخال مساعدات إغاثية بشكل أكبر.

ويتوقع مطاوع أن يصل الوسطاء والأطراف لإعادة تفعيل اتفاق 2005 الذي يعيد وجود السلطة الفلسطينية لإدارة المعبر بدلاً من «حماس» التي سيطرت عليه في 2007 بخلاف المراقبة الأوروبية، مرجحاً أن يحدث أثناء التنفيذ عراقيل إسرائيلية في إدخال المساعدات.

عربة عسكرية إسرائيلية تسير على طريق تم «تزفيتها» في ممر فيلادلفيا (أرشيفية - د.ب.أ)

أما «محور فيلادلفيا» الذي يعدّ شريطاً حدودياً بطول 14 كيلومتراً بين غزة ومصر، ويعدّ منطقة عازلة بموجب «اتفاقية السلام» الموقّعة بين القاهرة وإسرائيل عام 1979، سيخضع لانسحاب إسرائيلي تدريجي، وفق تقديرات اللواء سمير فرج، لافتاً إلى أن نتنياهو كان يستخدم المحور لتبرير تأخير الصفقة رغم علمه أن البقاء به مخالف لاتفاقية السلام.

ورغم إقرار مطاوع، بأن محور فيلادلفيا سيتم إعادة الانتشار الإسرائيلي والانسحاب التدريجي منه، فإنه يتوقع أن حله «أكثر تعقيداً» مع تمسك إسرائيل بعدم الإقدام على الانسحاب الكامل من المحور إلا بعد عقد ترتيبات مع مصر بشأن ضمان عدم وجود تهديد لها من تلك المنطقة.